جمال الخرسان
الحوار المتمدن-العدد: 3284 - 2011 / 2 / 21 - 11:30
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
كانت السعودية تدافع عن اصدقائها الحكام العرب ضد الشعوب العربية في كثير من المناسبات السابقة وراء الكواليس او على الاقل بعيدا عن الاضواء الاعلامية .. لكنها الان اصبحت لا تتردد في اعلان ذلك على الملأ بعد ان سقطت الاقنعة واصبح الجميع يعرف دور الاخ الاكبر في بعثرة الاوراق العربية ومناصرة الانظمة ضد شعوبها، فاعل الخير السعودي بعد ان تدخل لمناصرة صدام حسين في عام 1991 وبعد ان ارسل جيوشه الجرارة الى اليمن لقمع الحوثيين وبعد ان حاول متوسلا الى امريكا بحفظ ماء وجه مبارك وعدم التفريط به، يعلن على لسان الامير نايف للقيادة البحرينية ( جيشنا تحت تصرفكم ) ياتي ذلك بعدما تحدثت مصادر اخبارية بان السعودية ارسلت فعلا قوات عسكرية امنية لمناصرة قوى الامن البحرينية في قمع المتظاهرين هناك. ففي هذا الصدد اعلن رسميا ومن خلال اتصالات اجريت بين الامير نايف بن عبدالعزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية السعودي وبين القيادات البحرينية اعلن عن ( تخصيص قوات مهمتها تلبية النداء البحريني متى ما دعت الحاجة إليها على أن تنضوي تحت قيادة القوات البحرينية المسلحة .. كما ان هناك كتيبتين سعوديتين على أهبة الاستعداد في مدينة الدمام الملاصقة لمملكة البحرين)
قد يتفاجأ البعض من ذلك الموقف العروبي جدا! الذي تبديه القيادة السعودية تجاه ما حصل في معظم البلدان العربية من تونس ومصر وقبل ذلك في اليمن وبعد ذلك البحرين.. لكن الامس القريب يؤكد بأنه لامفاجئة اطلاقا في ذلك لان عبد الله او نايف او غيرهم حالهم كحال من سبقهم ( إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل ) اذ ان الملك فهد بن عبد العزيز فعلها قبل ذلك عام 1991 مع دكتاتور عربي اخر كان في حالة عداء مباشر مع السعودية والمقصود هنا صدام حسين ورغم ذلك توسلت القيادة السعودية بامريكا للابقاء على صدام حسين والسماح له باستخدام سلاح الجو من اجل قمع الثوار، تحت فزاعة سيطرة الشيعة! فما بالك اذن اذا كان ذلك الدكتاتور صديقا على شاكلة حسني مبارك حليفا استراتيجيا للسعودية او على شاكلة ملك البحرين!
السعودية تلم شتات الرؤوس الدكتاتورية الكبيرة وتشكل لهم ملاذا آمنا .. وطالما تبرر ذلك الفعل السيء بانه من اجل دعم الاستقرار في البلدان التي حصلت فيها تحولات سياسية استثنائية. لكنها في موقفها الاخير الداعم لمبارك وفي موقفها من مظاهرات البحرين تثبت انها ليست معنية بالاستقرار وحقن الدماء وانما تتحرك باتجاه سياسي مثير للجدل يضعها في صف الدفاع عن الحكام على حساب الشعوب.
جمال الخرسان
[email protected]
#جمال_الخرسان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
إضافة إلى المفضلة
للاتصال بالكاتب-ة
