اليوم نتظاهر وغدا نعتصم وبعدها نثور ... شباب من اجل التغيير ( العراق اولا )

محمد الياسين

الحوار المتمدن-العدد: 3280 - 2011 / 2 / 17 - 20:44
المحور: المجتمع المدني
    

لا نعني بإسمنا الذي اتخذنا منه مضلة توحد الاهداف والشعارات والمطاليب والهتافات والنداءات بأن نلغي او نهمش اي من الاسماء التي رفعها اخواننا واهلنا العراقيون في مظاهراتهم الشعبية الرائعة او اننا نقصد من هذا العنوان الغاء او تهميش العناوين والاسماء التي رفعها اخوتنا في المواقع الاجتماعية كالفيسبوك وتويتر ، خاصة واننا نتحدث اليوم عن حالة عصرية جديدة قد لم تعرفها اجيال الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي في ثوراتهم ، فنحن اليوم نشهد عصر العولمة بكل معنى الكلمة ، واثبت شباب هذا الجيل ان لديهم مخزونا ثوريا عظيم ، عكس ما كان يقال عن هذا الجيل الشاب الصاعد بانه جيل الانترنيت والموبايل والكسل والاهمال وعدم الالمام بقضايا اوطانهم ، إذ ان هذا الجيل الشاب قد ابهر العالم وفاجئهم بانتفاضته والتي اشتعلت شرارتها في تونس الخضراء وامتدت لمصر الكنانة ، واثبت شباب هذا الجيل الرائع ان لهم صوت جهور وقلب صلب شجاع و إرادة عظيمة لو اتحدت كل قوى الظلم والظلام في الارض على قتلها فلن تتمكن ، فالبركان حين يثور ، على غفلة لن يهمد بإرادة قوى وعوامل طبيعية او بشرية ، وهاهم شباب تونس ومصر انتفضوا وثاروا ثورة حق على الباطل ، وغيروه ، واليوم تصل رياح التغيير لعراقنا الحبيب ، الجريح ، الصامد ، العظيم ، عراق العز والكرامة والشموخ ، عراق الاحرار والثوار ، عراق الشباب ، هذا عصر الشباب ، شاءوا أم أبو ، لن يغيروا من الحقيقة شيئ ، نعم هذا عصر الشباب ، ولن يصنع بعقول بالية عفنة ، لن نسمح بعد اليوم بأن نهان او نذل في وطننا ، كفانا ظلم واضطهاد ، كفانا تخوين وقتل للكرامة والانسانية ، يقول البعض لماذا تدعون للتظاهرات والاعتصامات، وتقتلون الديمقراطية الفتية في عراقكم !! ، نقول لهم ، أين هي الديمقراطية ايها السادة الافاضل ، في بلد تعيش الاغلبية الساحقة من شعبة تحت خط الفقر ؟ اين الديمقراطية في بلد البطالة و الفقر و الجوع ؟ اين الديمقراطية في بلد الخمسة ملايين يتيم وملايين الارامل ؟ بلد المهجرين والمهاجرين والمشردين ؟ اين الديمقراطية في بلد الجثث المجهولة والغير مجهولة للهوية ؟ اين الديمقراطية في بلد لا يأتمن الانسان فيه على حياته ؟ اين الديمقراطية في بلد لا يحظى شعبة فيه بامن و امان ولا استقرار ؟ اين الديمقراطية في بلد لا يحظى شعبة بأبسط مقومات الحياة الكريمة من الخدمات (كهرباء و ماء ومجاري وشوارع معبدة ) ؟ اين الديمقراطية في بلد مدارس الطين والامية ؟ اين الديمقراطية في بلد خالي تماما من الخبرات والطاقات والكفاءات الطبية والعلمية والهندسية والادارية والخ ؟اين الديمقراطية في بلد لا مستشفيات ولاطب فيه ولا مدارس ولا مناهج وخطط تعليمية لها القدرة على اخراج جيل يقود البلاد مستقبلا ؟اين الديمقراطية في بلد يعد الأغنى عالميا بالبترول وحكومته تستورد النفط ومشتقاتها من دول الجوار ؟اين الديمقراطية في بلد المخدرات والعصابات والميليشيات والجماعات المسلحة ؟ اين الديمقراطية في بلد كان منارة في العلم والثقافة ، واليوم بلد الاميين والجهلة والمتخلفين يتقلدون فيه المناصب والمواقع ؟ اين الديمقراطية في بلد تباع وتشترى فيه الوزارات والمناصب الحكومية ؟ اين الديمقراطية في بلد حكامه ومسؤولية يعيشون في دول الجوار والعالم ، بأموال العراقيين ؟ اين الديمقراطية في بلد المسؤولين فيه متجنسين بأكثر من جنسية غربية وشرقية ؟ اين هي في دولة كبت الحريات وقتل الصحفيين والاعلاميين وتكميم الافواه ؟ اين العدالة في دولة الرواتب والملايين ، والشعب يموت في اليوم الف مرة ومرة ؟ اين العدالة والديمقراطية في دولة حكامها ومسؤوليها ونوابها يعيشون في منطقة محصنة ولا يعرفون ما يعانيه شعبهم خارجها ؟اين الديمقراطية في دولة المعتقلات والسجون ؟ واين الديمقراطية في دولة المحاصصة والطائفية ؟ ... اين العدالة والديمقراطية في دولة الاحزاب التي فرقت وفككت العراقيين وشتتهم ؟ اين الديمقراطية في دولة المعممين الذين باعوا واشتروا بالعراقيين ؟ واين واين واين...
نحن عراقيون نؤمن ايماناً منقطع النضير بعراقنا ، لسنا كما نتهم بأننا بعثيون او قوميون او اسلاميون او قاعدة ، نحن العراق ، كل العراق ، لا يعنينا ما تتهموننا به ، فنحن مؤمنون بالتغيير ، مؤمنون بالحياة ، مؤمنون بالله ، مؤمنون بالشعب العراقي ، مؤمنون باننا الشباب و سنغير حالنا المزري ، ونبني مستقبلنا وغدنا المشرق الزاهر ، لا ننتمي لمراحل وحقب سابقة تكنون العداء لها ، وانما نحن شباب اليوم وكل يوم ، شباب المستقل شباب التغيير ، لن نساوم على العراق ، كما ساومتم ، سنسترد حقوقنا كاملة ، كما سرقتموها كاملة ، وان غدا لناضرة لقريب ، ان شباب العراق اليوم يوظفون انفسهم من اجل التغيير وشعارهم (العراق اولا ) وتبنوا التغيير نحو مستقبل مشرق ، مستقبل يكون فيه للشباب دور وامل وطموح ، مستقبل نبنيه بسواعدنا ، كما خربتموه بسواعدكم ، كما قتلتموه بايديكم ، سنحيه بايدينا وقلوبنا وعقولنا ، بإرادتنا سنغير ونبني وننهض ، اعلموا يا من قتلتمونا وشردتمونا بعيدا عن وطننا نهان ونذل ، نعمل ونشقى في دول الاخرين ، باننا قد تصالحنا مع القدر ولن نتخاصم معه مرة اخرى ابدا ، ولا مجال بعد اليوم ان نعود الى الوراء ، ولامجال ان تعود عقارب الساعة ويعود الزمن الى الوراء ، لن نسكت بعد اليوم عن حقوقنا ، لن نسمح لانفسنا ان نبقى مشردين ومهمشين ، ولن نكون بعد اليوم عاجزين وغير قادرين على فعل شيئ ، ها قد حانة الساعة ، وسننتفض ونثور ، نحن شباب العراق ، شعارنا ( العراق اولا ) ، نحيي انتفاضة ابناء شعبنا في بغداد والنجف والموصل والانبار وكربلاء وميسان والناصرية وذي قار والبصرة ، ونحيي من قبلها انتفاضة الكهرباء التي اندلعت شرارتها من محافظة البصرة الفيحاء وامتدت لمحافظات العراق الحبيب كافة ، اننا نحييكم تحية العراق ، تحية الشباب الثائر ، تحية الاخوة ، ونشد على ايديكم ، ونعلن عن تضامننا معكم من خلال شباب من اجل التغيير ( العراق اولا ) ، وندعو كافة المواطنين العراقيين وخاصة فئة الشباب بالخروج يوم 25 شباط الجمعة والنزول الى شوارعنا العراقية في بغداد والمدن الاخرى للتظاهر والاعتصام سلميا ولتكن بداية التغيير وفجر جديد ، ولتشرق شمس العراق من جديد بإرادة ابناءه وشبابه .ندعوكم للانضمام في التظاهرات الشعبية الشبابية . ندعو كافة اخوتنا واخواتنا طلاب وطالبات الجامعات والاعداديات والمدارس للالتحاق بالتظاهرة الكبرى، وكافة النقابات ، صحفيين وادباء ومحاميين واطباء وغيرهم والانضمام الى تظاهرات انتفاضة الغضب . عاش العراق ، كل العراق ، عاش الشباب صناع المستقبل وفرسان التغيير .
فاليوم نتظاهر وغدا نعتصم وبعدها .. نثور .

#محمد_الياسين (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل