أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الياسين - الفقر السياسي في العراق .. بين خجل الشعارات الوطنية وتساقط القادة والرموز !














المزيد.....

الفقر السياسي في العراق .. بين خجل الشعارات الوطنية وتساقط القادة والرموز !


محمد الياسين

الحوار المتمدن-العدد: 3177 - 2010 / 11 / 6 - 12:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ان افتقار الساحة السياسية في العراق بعيد الاحتلال الى منظومة وطنية (حقيقية) ؛ كان السبب في خلق بيئة ومناخ سياسي متجزء وضعيف ؛ تتوزع صناعة القرار فيه على بعض دول الجوار والعالم المتدخلة بالشأن العراقي مما اسهم وبشكل رئيسي في غياب ( مبدأ المواطنة ) من طبيعة الحراك السياسي بين مكونات العملية السياسية ؛ مما افرغها تماما من الصبغة الوطنية التي كان يجب ان تكون عليها .
حيث ان تعبئة قوى واحزاب تلك العملية السياسية للمشهد السياسي كان السبب في تكريس المحاصصة الدينية – الطائفية - العرقية ومحاربة مبدأ المواطنة كاساس في طبيعة السلوك اليومي في ادارة شؤون البلاد ؛ وبالتالي سلطت تلك القوى والاحزاب شخوص يدينون لها بالولاء آو كما يظنون! ووضعتهم في مواقع حساسة واناطت بهم مناصب عليا في البلاد وهم يفتقرون للحس الوطني كمحرك اساس ونازع في سلوكهم وتصرفاتهم وتوجهاتهم ؛ كما ويفتقرون للمهنية والخبرة في العمل الذي انيط بهم .
ولا اشك في ان العملية السياسية في العراق ولدت شبه ميتة منذ اكثر من سبعة اعوام وبفعل عوامل دولية واقليمية ضاغطة فقد ابقتها على قيد الحياة بينما هي تنازع بين الحين والاخر ؛ وصولا الى الانتخابات الاخيرة التي جرت في البلاد والتي اكدت فيما بعد حقيقة وفاة تلك العملية السياسية ، فقد اختلف التسويق الاعلاني والدعائي الموجهة الى المواطن العراقي من حالة الى اخرى وغطا عليه الطابع الوطني في الشعارات والبرامج الانتخابية !، فعلى سبيل المثال نتذكر انه في انتخابات العام 2005 كان التسويق الدعائي والاعلاني والخطاب الطائفي والعرقي شديد جدا فاغلب القوى والاحزاب ان لم نقل جميعها واكبت تلك الحالة الجنونية من التسويق الطائفي على النقيض تماما في انتخابات العام 2010 فالخطاب السياسي قبيل الانتخابات اتجه بشكل كبير الى مغازلة الشعور والانتماء الوطني لدى الانسان العراقي والتاكيد على مبدا المواطنة كاساس في بناء المجتمع والدولة ونبذ المحاصصة الطائفية – العرقية ،والافة للنظر ان ذات القوى والاحزاب الدينية وشخوصها الذين عرفناهم في السابق منغمسين بالشعارات الطائفية المقيتة والهتافات العرقية المريضة نراهم قبل انتخابات 2010 يتحولون تماما وبذلك التحول الكبير شكلوا طفرة حقيقية وضربوا المثل في كيفية التغيير الفكري لدى الانسان فاصبحوا بين ليلة واخرى منغمسين بالشعارات الوطنية والاخوة العراقية – العراقية بغض النظر عن اللون والعرق والدين والمذهب! ،(فما هذا التقلب الغريب الله اعلم !) ؛ وكأن الوطنية شعارات او رداء يرتدونه متى يشاؤون ويخلعونه متى يشاؤون! .
ومن الملامح المثيرة للسخرية قبيل الانتخابات عندما خرج السيد موفق الربيعي على قناة العربية الفضائية في برنامج سباق البرلمان وهو يقول في جملة مرتبكة بان من ينتخب القائمة التي ينتمي اليها فانه يعده بان يخصص مبلغ من المال لكل مواطن عراقي من حصة النفط عند بلوغه 18 سنة !!!
كما وقد توجه كثيرين من امثال السيد الربيعي بتلك العبارات المخزية الى ابناء شعبهم محاولة منهم لكسب اصواتهم .
على الرغم من ذلك فقد خرج الملايين من الشعب العراقي الى صناديق الاقتراع وادلوا باصواتهم الى المرشحين ظنا منهم بان تلك الانتخابات ستغير من الواقع المرير الذي يعيشونه في ظل الاحتلال وحكومة السيد المالكي ومن قبلها حكومة السيد الجعفري ،وبالفعل فقد انتهت العملية الانتخابية واظهرت النتائج فوز القائمة العراقية بالمركز الاول الامر الذي شكل صدمة لدى المواليين لايران في العراق ، ولم يخفي الشعب العراقي فرحته بفوز القائمة العراقية والتف حول رموزها وقياداتها الذين وجد فيهم العراقيين بصيص الأمل للخروج من الكارثة التي يعيشها البلد ، وباعتقاد البعض وعلى اعتبار ان القائمة العراقية ورموزها هم ضمن المكونات الرئيسية للعملية السياسية فاعتقدوا بان تشكيل العراقية للحكومة قد يبعث بالحياة الى تلك العملية بالتغيير في مسارها لتتجه الى الركن الاساس الذي فقد تماما من تلك العملية الا وهو ركن المواطنة الذي يعتبر حق واساس شرعي لكل العراقيين ، فهو المعيار الوحيد في التعامل مع كافة المواطنين في الدول المتحضرة ، على اية حال ألا ان هذا الآمر، أي فوز القائمة العراقية بالمركز الاول لم يدم طويلا ولم تدم فرحة العراقيين كثيرا ،فقد دخلت تلك القوائم الكبيرة مرحلة جديدة من الصراع والتجاذبات وعندها تكشفت الوجوه الحقيقية للسادة الوطنيين! فسرعان ما تبخرت شعاراتهم وتساقطت اقنعتهم المزيفة وتهاوت هتافاتهم ووعودهم وصرخاتهم صوب الارض ،فقد اثبتوا هذه المرة في هذا الاختبار بانهم يتراكضون ويتصارعون لاجل المناصب والامتيازات والرواتب الخيالية وارقامها الفلكية والمخصصات المغرية والسفر، ولم يكونوا كما يدعون بانهم يهدفون لخدمة العراق وقد ضحوا بالغالي والنفيس لاجل ذلك، وانهم باعوا حياتهم واشتروا العراق وشعبه ..والخ من الكلمات العاطفية المؤثرة .
اما الامر الذي شكل ضربة قاضية لهؤلاء الساسة فهو استجداءهم المستمر من قادة دول الجوار والعالم الدعم والتمويل لبقاء فلان في رئاسة الوزراء او تولي فلان في نفس المنصب وهكذا...فبذلك سقطت آخر الاوراق التي لعب بها البعض بشعاراتهم وتساوى الجميع عند الشعب العراقي .
لذا فان الخيار الوطني الذي يجب ان نتجه اليه في المرحلة القادمة هو استقطاب طبقة جديدة من الساسة والمفكرين والشخصيات الوطنية ليشكلون منظومة وطنية حقيقية متفقة في الرؤى والاهداف وتجمعها الثوابت والمبادئ الوطنية لتكون بديل كامل ومتكامل عن المنظومة الضعيفة الازدواجية التي تحكم العراق اليوم والتي تعتبر استهلاكية و من المؤكد زوالها بلا شك لعدم وجود مقومات الاستمرارية والبقاء لدى قادتها ورموزها ،وبذلك يتم تدعيم الحالة العراقية وانتشالها من حالة الفقر التي تمر بها . وبلا شك ان حالة الفقر السياسي التي يعيشها العراق منذ الاحتلال بدات بضعف وانتهت بفشل ،واسقطت الشعارات ثم اسقطت القادة و الرموز.



#محمد_الياسين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إسرائيل ... بين التخبط وأكذوبة السلام !!
- قراءة تفصيلية .. في مجريات الملف الأمني ومشروع التقسيم !!
- عراق ما بعد الانتخابات - ... حوار هادئ !!
- إيران والملف النووي..مابين تحليلين..!!


المزيد.....




- ترامب: إيران لا تربح الحرب مع إسرائيل وعليها إبرام اتفاق قبل ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر فيديو لتدميره مقاتلات إيرانية في مطار ...
- -إيرباص- تفتتح معرض باريس بصفقة ضخمة مع السعودية
- معدلات تخصيب اليورانيوم في إيران: من نسبة 3.67 في المئة إلى ...
- ترسانة إيران الصاروخية: أي منها لم يدخل بعد في المواجهة مع إ ...
- بينهم رضيع.. مقتل 48 فلسطينيًا في قصف إسرائيلي جديد شمال غزة ...
- ترامب في تهديد مُبطّن: على إيران التفاوض قبل فوات الأوان
- العمل لساعات طويلة -يغير من بنية الدماغ-.. فما آثار ذلك؟
- بمسدسات مائية..إسبان يحتجون على -غزو- السياح!
- ألمانياـ فريق الأزمات الحكومي يناقش إجلاء الألمان من إسرائيل ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الياسين - الفقر السياسي في العراق .. بين خجل الشعارات الوطنية وتساقط القادة والرموز !