أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمد الياسين - إيران وعملاءها ... الفوضى و سياسة الاحتواء المناسب















المزيد.....

إيران وعملاءها ... الفوضى و سياسة الاحتواء المناسب


محمد الياسين

الحوار المتمدن-العدد: 3272 - 2011 / 2 / 9 - 04:32
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    



لم يأتي الموقف الإيراني الأخير إتجاه ما يجري في مصر اليوم والذي تمثل بخطاب علي خامنئي المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية بجديد على صعيد المواقف الإيرانية أو اضاف شيئ الى اجندة الأهداف والتوجهات للنظام الإيراني إتجاه دول وشعوب المنطقة ، وانما جاء خطاب خامنئي لإيصال انطباع للامريكان وبعض الأنظمة الحليفة لهم في المنطقة ، بأن ما يجري في مصر وما سبقها في تونس من ثورة شعبية شجاعة اسقطت نظام بن علي وانتقلت شرارتها للشعب المصري بأنه من وحي والهام الثورة التي حدثت في إيران قبل ثلاثين عام ! ، فمنذ وصول المتشددين في إيران الى سدة الحكم في عام 1979 انتهج النظام الجديد سياسة صناعة الفوضى من خلال تهيئة الظروف والمقومات والركائز لها ، والاحتواء المناسب لانظمة حكومية أو حركات واحزاب وتجمعات سياسية ، ضمن اطار المشروع الإيراني الكبير في المنطقة ، فقد اتسمت الحالة الإيرانية بعد العام 1979 فكرياً وعقائدياً بوضع سياسة تصدير الثورة الإسلامية أو ( الحالة الإيرانية ) الى دول الجوار والمنطقة كأولوية للنظام وهدف جوهري وإستراتيجي للمشروع الإستعماري الإيراني ، لخلق حالة إقليمية مختلفة تدور في فلك المشروع الإستعماري الإيراني و وضعها تحت وصاية و قيادة الولي الفقيه في طهران ، فقد انتهج النظام الإيراني سياسة خارجية امتزجت فيها العاطفة بدغدغة مشاعر العرب والمسلمين إتجاه قضاياهم التأريخية والمصيرية ، وتبني مواقف متصلبة إتجاه الغرب وامريكا وإسرائيل ظاهرياً ، على الرغم من ابرام الاتفاقات و التحالفات الإيرانية – الغربية على حساب القضايا العربية – الإسلامية في كثير من الاحيان ، كما ان المتابع للعلاقات الإيرانية – الأمريكية من خلال الأحداث ومجريات الأمور منذ تسلم المتشددين للحكم في إيران يلاحظ وجود التخادم الإيراني – الأمريكي و الاسرائيلي في كثير من القضايا وفي فترات زمنية مختلفة ، كإحتلال العراق ، والقضية الفلسطينية. هذا من جانب ، اما الجانب الاخر ، فقد وظف النظام الإيراني منذ تسلمه الحكم اذرع عسكرية و إستخبارية ، وإقتصادية ، لخدمة مشروعه في المنطقة ، والذي يهدف من خلاله لتمكين قوى إسلامية متشددة ومتطرفة موالية لنظام ولاية الفقيه من الوصول الى مراكز ومواقع الحكم والسلطة في بلدانهم ، لهدف إقامة أنظمة إسلامية تكون تحت قيادة نظام ولاية الفقيه في إيران ، ويعد الحرس الثوري و فيلق القدس والاطلاعات ، من الاذرع الإيرانية الموكل اليها مهمة التنسيق مع قوى واحزاب وتيارات دينية وسياسية في المنطقة واحتواءها في المشروع الإيراني وتوظيفها كأدوات ومكونات لتحقيق اهدافه ، فضلاً عن إدارتها الكثير من الشركات والمؤسسات والمراكز الإقتصادية و التجارية والثقافية والدينية و الإعلامية في تلك الدول للتمويه عن الأنشطة الإستخبارية والسياسية و الأمنية الخطيرة ، كما وتعد السفارات الإيرانية والملحقيات الدبلوماسية والثقافية أوكار حقيقية للمخابرات الإيرانية والحرس الثوري لتنفيذ مهامهم إتجاه الدول التي يتواجدون فيها ، لذا فإن ماحدث مؤخراً في تونس ومصر ومرجح له ان يمتد في عدد من دول المنطقة يحاول النظام الإيراني ان يظهر بأنه يصب في مصلحته بشكل كامل ، على الرغم من ان محاولة التكهن بهذا الأمر، الآن ، فيه الكثير من الصعوبة والملابسات ، فبعد خطاب خامنئي وتطرقه الى الاحداث الجارية في مصر وتأييده لثورة الشعب المصري ضد النظام ثم وصفه لها بشكل وقح بأنها مستوحاة من الثورة الإيرانية ! ، محاولة منه لتجيير إرادة الشعب المصري لصالح نظامه إذ انه وصف احداث مصر بأنها ( بوادر يقظة إسلامية في العالم مستوحاة من الثورة الإيرانية عام 1979 !! ) ، وقال ايضا ( ان احداث اليوم في شمال افريقيا في مصر وتونس وبعض الدول الاخرى لها مغزى خاص بالنسبة لنا !!) ، وجاء رد المصريين سواء على مستوى النخب السياسية التي تقود المظاهرات او تصطف معها وترفع شعاراتها و مطالبها او على المستوى الشعبي بكافة طبقاته ومستوياته فقد رفضوا خطاب خامنئي بشكل تام واعتبروه تدخل بشؤون بلادهم ، واكدوا ان ثورتهم ضد نظام مبارك يقودها مصريون وليست امتداد للثورة الإيرانية او مستوحاة منها لا من قريب ولا من بعيد ، ويبدوا ان السيد علي خامنئي قد تناسى ان حكومة احمدي نجاد التي حظيت بتأييده ، لا شرعية لها عند الشعب الإيراني ، فعندما خرج الملايين من الإيرانيين الى شوارع طهران والمدن الاخرى يطالبون بإسقاط النظام ويرددون هتافات وشعارات منددة بحكومة احمدي نجاد و منددة بنظام ولاية الفقيه برمته ، قد قمعت بشكل وحشي وهمجي من قبل الأجهزة الأمنية وميليشيا الباسيج وقتل عدد كبير من المتظاهرين ، وتعرض الرجال والنساء لشتى انواع وصنوف التعذيب والاغتصاب في السجون والمعتقلات ، هنا كان الاجدر ان يصدر موقف عن السيد خامنئي و يتقبل إرادة شعبه بتغيير النظام !!.
ومن الجدير بالذكر ان نشير الى ان إيران ليست بعيدة عن رياح التغيير التي قد تهب فيها على اية لحظة ، فإيران مرشحة لذلك اكثر من اي دولة اخرى في المنطقة ، بسبب الظلم والاضطهاد وتكميم الافواه وكبت الحريات وانتشار الفساد والجريمة وتجارة المخدرات وتسلط طغمة فاسدة من رجال الدين على المال والسلطة والنفوذ في البلاد ، في حين يعاني الشعب الإيراني بكافة اديانه وطوائفه وقومياته من فقر واذلال واضطهاد وموت بطيئ .
ولم يمر وقت طويل على خطاب خامنئي حتى خرج السيد حسن نصر الله بخطاب متناغم مع ما سبقه في خطاب خامنئي ، وتطرق نصر الله هو الاخر الى ثورة الشعب المصري حينما قال ( انه يضع كل امكانيات حزبه في خدمة الثورة !!) ، فكان الاجدر بالسيد نصر الله ان لا يتدخل لا من قريب ولا من بعيد سوى بالاشارة الى شجاعة الشعب المصري في ثورته وصموده ، دون التطرق الى التوظيف الكاذب لامكانيات حزبه! خاصة وان عناصر خطيرة في تنظيم حزب الله محكومين بجرائم وهم معتقلين في مصر قد هربوا بعد الاحداث الاخيرة الى لبنان ، لذا فأن قراءتنا لسياسة إيران وحلفاءها في المرحلة الجديدة هي سياسة احتواء ، او محاولة احتواء مناسب للحال الجديد سواء في مصر او تونس او اي دولة اخرى تتعرض لما تعرضت له مصر وتونس ، رغم ذلك ، يبقى هذا الامر مرهون بشعوب تلك الدول التي نتمنى لها الخير والإستقرار ، كما لاشك انه مرهون بنوعية وتوجهات القوى السياسية الصاعدة بعد التغيير فيها .



#محمد_الياسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرحلة القادمة .. معركة وطنية وصراعا مقدس من اجل الدفاع عن ...
- ارواحاً زهقت ودماءاً سالت من تكريت الى كربلاء..وخيارنا الوحي ...
- صراع البقاء اليوم في العراق ، من اجل من؟!
- تحت المجهر ، فضائح وثائق ويكيليكس .. إيران والدعارة السياسية ...
- مصلحة الكرد في بقاءهم وليس إنفصالهم ، ومصلحة الدول العظمى إس ...
- بغداد ألف ليلة وليلة تُقتل وتُستباح وتسير على خطى الجمهورية ...
- لبنان: الآزمة السياسية والحل.. حزب الله من خلال لبنان ، آم م ...
- الأدلة والبراهين على.. أكذوبة جاهزية القوات العراقية وتسلم ا ...
- الفقر السياسي في العراق .. بين خجل الشعارات الوطنية وتساقط ا ...
- إسرائيل ... بين التخبط وأكذوبة السلام !!
- قراءة تفصيلية .. في مجريات الملف الأمني ومشروع التقسيم !!
- عراق ما بعد الانتخابات - ... حوار هادئ !!
- إيران والملف النووي..مابين تحليلين..!!


المزيد.....




- لعلها -المرة الأولى بالتاريخ-.. فيديو رفع أذان المغرب بمنزل ...
- مصدر سوري: غارات إسرائيلية على حلب تسفر عن سقوط ضحايا عسكريي ...
- المرصد: ارتفاع حصيلة -الضربات الإسرائيلية- على سوريا إلى 42 ...
- سقوط قتلى وجرحى جرّاء الغارات الجوية الإسرائيلية بالقرب من م ...
- خبراء ألمان: نشر أحادي لقوات في أوكرانيا لن يجعل الناتو طرفا ...
- خبراء روس ينشرون مشاهد لمكونات صاروخ -ستورم شادو- بريطاني فر ...
- كم تستغرق وتكلف إعادة بناء الجسر المنهار في بالتيمور؟
- -بكرة هموت-.. 30 ثانية تشعل السوشيال ميديا وتنتهي بجثة -رحاب ...
- الهنود الحمر ووحش بحيرة شامبلين الغامض!
- مسلمو روسيا يقيمون الصلاة أمام مجمع -كروكوس- على أرواح ضحايا ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمد الياسين - إيران وعملاءها ... الفوضى و سياسة الاحتواء المناسب