أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عهد صوفان - الخوف على ثورة ميدان التحرير














المزيد.....

الخوف على ثورة ميدان التحرير


عهد صوفان

الحوار المتمدن-العدد: 3275 - 2011 / 2 / 12 - 10:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مثل زهر الأقحوان تفتحت ورودُ ثورة ميدان التحرير.. وتجسدت أجملُ اللوحات في ميادين القاهرة..
ورودُك الجميلة تفتحت وفاح َعطرُها في كل أرجاء الوطن فكنتِ هديةً للمحرومين المشردين على الأرصفة..وكنتِ الحلم البعيد الذي أتى مسرعاً ليعانق الفقراءَ والمظلومين فوق ترابهم....

ثورةُ ميدان التحرير من أجمل الثورات لأنها أتت إلى محبيها في الزمن الصعب وفي اللحظة الأخيرة لتكون قارب النجاة وشط الأمان في آنٍ معاً...
ولكني أخاف أن تذبل ورودُ الثورة.. أخاف أن يأتي الخريفُ مبكراً..إنْ لم نتعلم من دروس الماضي التي قدمت الكثير من الثورات الشعبية ضد الظلم وضد الطغاة.لكنها عادت لتذبل وتتحور إلى الشكل المضاد....تحولت ضدّ الشعب وضدّ القيم....

تاريخُ الثورات تاريخٌ مليء بالعبر والأفكار التي تحتّم على ثورتنا أن تتعلم منه. فكمْ من ثورةٍ باسم الشعب انطلقت وتحت شعارات العمال والكادحين عبرت شوارعَ البلدان.....كم ْمن ثورةٍ هتف الشعبُ لها وقادها وضحى بالدماء وبالجهد والعمل في سبيلها. ولكنها وبعد حين تنكرت لدماء الشعب ولعطائه وبذله ودوره فيها....
ما أجمل أن تنطلق الثورة الشعبية, ولكن الأجمل أن تنتصر وتحقق أهدافها كل أهدافها..........

أهداف الثورات تنمو بسرعة الأحلام وتحلّق عالياً في السماء وأحياناً تجمحُ خارج الزمان. وفي كثير من الأحيان يركب جموحها بعض المتسلقين المتخفين بلباس الثوار وأخلاق الشرفاء. فيتحول هؤلاء المتسلقين إلى قادة ويفرضون أنفسهم رموزاً يجب طاعتهم والخضوع لهم وإلا فالمخالف هو عميل وخائن. وهكذا يبدأ الانحراف الثوري عن أحلام الشعوب التي قادت التظاهرات وقدمت الدماء والأرواح في سبيل الوطن..
تبدأ الثورات برفع الشعارات الشعبية الصادقة. لأنها تعبّر عن الشعب ولكن الأهم أن تحمي الثورة قيمها وتحمي شعبها وتبقى ملتصقة بجماهيرها التي هتفت لها وصنعت نجاحها...

والبعض يعتقد أن نجاح الثورات يعني إسقاط النظام السابق فقط, وهنا يكمن مقتل الثورات الشعبية....فإسقاط النظام هو نجاح مرحلي ضروري لابدّ منه. ولكن الأهم أن يتمّ الانتقال إلى الثورة على المفاهيم القديمة المتكلسة والمتحجرة...الثورة يجب أن تنظر إلى المستقبل وتعمل على ربط نفسها بالعلم والحضارة...عليها أن تتكئ على علماء النفس والاجتماع والقانون في سنّ وتشريع القوانين الجديدة التي تنظر إلى الأمام لا إلى الوراء...عليها الاعتماد على العلماء والخبراء في كل المجالات...هي ثورة قيم وأفكار وليست ثورة أشخاص ورموز...

بالأمس القريب قامت الثورة البلشفية كثورة نبتت من بين الطبقة العاملة..... رفعت شعارات ولافتات شعبية تطالب بحماية العمال والمنتجين وقالت أنها ثورة العاملين الكادحين و ثورة المظلومين .وسخّرت كلّ وسائل الإعلام والإعلاميين والكتاب والمفكرين ليحموا هذه الثورة التي حماها الشعب وقتها وقدم الدم في سبيلها ولكن ومع الزمن تحولت هذه الثورة إلى رموز مقدسة ونصوص مقدسة ومبادئ مقدسة.........

تحول الرمز إلى إله لا يجوز المساس به وتحولت فكرة الثورة إلى فكرة مقدسة تحميها القوانين والجيوش وبالنتيجة تحولنا من سيطرة شخص دكتاتور إلى شخص آخر أكثر دكتاتورية من السابق...لقد سقطت الثورة الشيوعية الشعبية في مستنقع الدكتاتورية. بل ذبحت أبناءها وسفكت دماءهم في حروبها وسجونها ومغامراتها...هكذا يقول لنا التاريخ...حتى ثوراتنا نحن فكلها انطلقت وهتفت باسم الشعب وتكلمت باسم الشعب........والكل يعلم أنها لا تمت ولا ترتبط نهائيا بالشعب. لأنها ثورات اقتنصها أشخاص اتكأوا على الشعب مرحليا للوصول إلى قمة السلطة وعندما وصلوا وامتلكوا القوة حولوا الثورات لصالحهم وهاهي ثورة الضباط الأحرار في مصر عام 1952 تصل في عام2011 إلى خواتيمها النهائية...
الشعب يثور على ثورته القديمة وعلى أحد رموزها والتي خذلته بعد أن نشرت الفقر والفساد والظلم....ثورة الضباط الأحرار في مصر وصلت إلى حكومة وزراؤها هم رجال الأعمال. هم لصوص المال العام باعتراف النظام نفسه....لقد قرأنا الفاتحة على ثورة الضباط الأحرار لأنها لم تتعلم من التاريخ...فهل تتعلم ثورتنا الجديدة من التاريخ؟..

أخاف على ثورتنا الحلم أن تسقط كما الآخرين....فبعض ثوارها يرفعون شعارات دينية ويقولون الإسلام هو الحل.أخاف عليها من الفكر الوهابي الذي يتربص بها. كيف لهذه الثورة أن تتجاوز فكرة النصوص المقدسة التي تشدّ الإنسان إلى الوراء وتنظر إلى المستقبل؟؟.. كيف لها أن تتجاوز الأحزاب الدينية؟؟.. التي سيطرت على نسبة كبيرة من الشعب.......
كيف لها أن تتجاوز الأفكار الدينية التي جمدت العقول وأوقفت عملها؟ أخاف عليها إن لم تبدأ بعد أن سقط النظام بإسقاط المناهج الدينية والأفكار العنصرية وتدعوا لمناهج وطنية تؤمن بالوطن لكل أبنائه, تؤمن بالعلم وتعطيه المساحة المطلوبة في الحياة....

على أبناء الثورة أن يحولوها إلى ثورة علمية حضارية...ثورة تتجذّر في الأرض التي نعيش عليها ولا تعيش في السماء.ثورة ملتصقة بالأرض والواقع...عليها أن تؤمن وتطبق الوثيقة الدولية لحقوق الإنسان....عليها أن تكتب دستورا جديدا يكون فيه المواطن ابن الوطن الحقيقي. لا تمييز بين إنسان وآخر مهما كان الاختلاف في العقيدة أو اللون.........
عليها أن تدعو إلى دولة مدنية حقيقية وتعمل في سبيل ذلك عندها يسقط خوفي عليها.وأنام مطمئناً على مستقبل الوطن الذي يكون لكل أبنائه....



#عهد_صوفان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بداية التغيير من ميدان التحرير
- وراثة الخطيئة في الأديان. والقدر المكتوب للإنسان
- أسطورة الأديان . ابتدأت من الأرض وتشابكت مع السماء ...
- شخصنة الله بالمكان والزمان. حدٌّ من مقدرته...
- التشكيك بالأديان أسئلة رافقت الإنسان
- الدين السماوي طقوس و فروض على الأرض
- المذهبية عدو الدولة الوطنية
- مآخذ النظام الرأسمالي كبيرة ولن يشفع له تفوقه على النظام الا ...
- المسيح الثائر. متقدّم رفض العهد القديم
- أيّ ملّة عند الله هي الملّة الناجية؟؟
- هل الإله خلق الإنسان ضعيفا أم الإنسان خلق الإله قويا ؟
- الدين مشروع سلطة استمر بالمقدس
- الله الخالق يخلق أرضا متصدعة وقاتلة لأبنائها
- الصنمية توأم الإنسان منذ كان
- قراءة نقديّة للنصّ المقدّس – التلمود ضرورة توراتية
- لماذا أبدع اليهود وفشل المسلمون؟
- القداسة مدخل صناعة الطغاة والغيب بداية السقوط
- مرة أخرى من المسئول عن تخلفنا؟؟
- من يحب فلسطين يوحد الفلسطينيين
- القلمُ جريمته كبرى


المزيد.....




- بعد جملة -بلّغ حتى محمد بن سلمان- المزعومة.. القبض على يمني ...
- تقارير عبرية ترجح أن تكر سبحة الاستقالات بالجيش الإسرائيلي
- عراقي يبدأ معركة قانونية ضد شركة -بريتيش بتروليوم- بسبب وفاة ...
- خليفة باثيلي..مهمة ثقيلة لإنهاء الوضع الراهن الخطير في ليبيا ...
- كيف تؤثر الحروب على نمو الأطفال
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 4 صواريخ أوكرانية فوق مقاطعة بيلغو ...
- مراسلتنا: مقتل شخص بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة في منطقة ال ...
- تحالف Victorie يفيد بأنه تم استجواب ممثليه بعد عودتهم من موس ...
- مادورو: قرار الكونغرس الأمريكي بتقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عهد صوفان - الخوف على ثورة ميدان التحرير