بين وفاة الشاذلي العضوية وهزيمة مبارك التاريخية.

عبد الحسين سلمان عاتي
باحث
(Abdul Hussein Salman Ati)

الحوار المتمدن-العدد: 3274 - 2011 / 2 / 11 - 17:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

جاسم الزيرجاوي
بين وفاة الشاذلي العضوية وهزيمة مبارك التاريخية.

((يقول هيجل في مكن ما ان جميع الاحداث والشخصيات العظيمة , تظهر اذا جاز القول, مرتين. وقد نسي ان يضيف : المرة الاولى كمأساة والمرة الثانية كمهزلة)) ماركس – الثامن عشر من برومير ""لويس بونابرت""

يوم الخميس الموافق 10 شباط 2011 , غيّب الموت الفريق سعد الدين الشاذلي , رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية ( 16 مايو 1971 - 13 ديسمبر 1973 ) وبطل ومهندس حرب أكتوبر .
هل مات الرجل مهموما , حزينا على جنوده وهم يتفجرون على واحد من اسوأ طغاة العصر وهو يقود بلده الى دمار شامل؟؟؟
لو صمد قلبه بضعة ايام ليشاهد معجزة من معجزات الشعوب,لكن يبدوا ان قلبه خانه!
وفي نفس اليوم وفي نفس اللحظة التي توقف فيها قلب الشاذلي كان (مبارك) مع بهلوله ( سليمان) وشياطين الجن يخططون لذبح الشعب المصري.
الرجلان هما من ماكنة الجهاز العسكري البيروقراطي المصري لكن كان مصير الاول (ماساة) ومصير الثاني ( مهزلة)...(1)
الاول وفي 13-12-1973 تم تسريحه من الجيش وابعاده من بمصر بتعينه سفير افي بريطانيا بأمر من السادات ( ومعروف تماما في الانظمة الديكتاتورية : عندما لا ترغب بطابط كبير فاما ان يتم قتله بحادث او تعيينه في احدى السفارات في الخارج)
اما الثاني فبعد فترة زمنية قصيرة على نفي الشاذلي , امر السادات بترقية الى رتبة فريق, وفي 15 أبريل 1975، اختاره السادات نائباً لرئيس الجمهورية، ليشغل هذا المنصب (1975 ـ 1981م).
في هذه الفترة بالذات ارسل الشاذلي نص خطاب الذي وجهه إلى النائب العام المصري يتهم السادات فيه:
1. الإهمال الجسيم في حرب أكتوبر 73 : بنجاح اسرائيل في اختراق منطقة الدفرسوار ليلة 15/16 أكتوبر 73 و نجاح اسرائيل في حصار الجيش الثالث يوم 23 من أكتوبر 73،
2. تزييف التاريخ
3. الكذب
4. الادعاء الباطل
5. إساءة استخدام السلطة

في عام 1992 عاد إلى مصر بعد 14 عاماً قضاها في المنفى بالجزائر وقبض عليه فور وصوله مطار القاهرة وأجبر على قضاء مدة الحكم عليه بالسجن دون محاكمة رغم أن القانون المصري ينص على أن الأحكام القضائية الصادرة غيابياً لابد أن تخضع لمحاكمة أخرى.
• في حرب أكتوبر لم يستمع له السادات فكانت مذبحة الجيش الثالث ( نفس ماساة الزعيم عبد الكريم قاسم في حرب فلسطين 1948).
• سعد الدين الشاذلي هو عسكري محترف ذهب ضحية ذكائه وتخطيطه العسكري وهو تكتكي من الطراز الرفيع في العلوم العسكرية وكان صاحب مبدا ( المناورة بالقوات) والتي يجيد استخدامها بشكل فعال.
• الشاذلي ضحية لعبة قذرة للمؤامرات السياسية التي كانت تطبخ في القاهرة وتل ابيب وواشنطن وكان ممكن جدا ان ينقذ الجيش المصري الثالث وكان يطالب بمضلة الدفاع الجوي وبمساعدة الطيران المصري التي كانت تحت قيادة مبارك لكن صيحاته ذهبت ادراج الرياح وانتهت بماساة تطويق الجيش الثالث من قبل القوات الاسرائيلية.
الاول ترك الجيش وانعزل وحيدا محسورا متألما وحزينا على رماله التي كان يخطط عليها , اما الثاني و حسب تصنيف مجلة باردي الأمريكية يعتبر الديكتاتور رقم 20 الأسوء على مستوى العالم لعام 2009 بينما حل في المركز السابع عشر في عام 2008 لنفس القائمة
و حسب تصنيف فورين بوليسى الأمريكية يحتل المركز الخامس عشر في قائمة فورين بوليسي (أسوء السيئين) لعام 2010 حيث تعتبره فورين بوليسي "حاكم مطلق مستبد يعانى داء العظمة وشغله الشاغل الوحيد أن يستمر فى منصبه
•
الشاذلى هو الوحيد من قادة حرب أكتوبر الذي لم يتم تكريمه بأى نوع من أنواع التكريم, وتم تجاهله في الاحتفالية التي أقامها مجلس الشعب المصري لقادة حرب أكتوبر.

هل سوف يتم تكريم الشاذلي بعد هروب مبارك من قبل الشعب المصري.؟

(1): النص الالماني
Hegel merkt ergens op dat alle grote wereldhistorische feiten en personen als het ware tweemaal optreden. Hij vergat er aan toe te voegen: de ene keer als tragedie, de andere keer als klucht.
النص الانكليزي:
Hegel remarks somewhere that all great world-historic facts and personages appear, so to speak, twice. He forgot to add: the first time as tragedy, the second time as farce
التعبيرالالماني (klucht) يقابله في الانكليزية (farce) والاخيرة حسب قاموس أكسفورد: فكاهي, تهريج وخشونة ,

#عبد_الحسين_سلمان (هاشتاغ)       Abdul_Hussein_Salman_Ati#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل