أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - دينا الطائي - رسالة لأصحاب الثورة العراقية الزرقاء والشباب الثوري والمناضلين من أبناء الشعب العراقي















المزيد.....

رسالة لأصحاب الثورة العراقية الزرقاء والشباب الثوري والمناضلين من أبناء الشعب العراقي


دينا الطائي

الحوار المتمدن-العدد: 3273 - 2011 / 2 / 10 - 00:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رسالة لأصحاب الثورة العراقية الزرقاء
والشباب الثوري والمناضلين من أبناء الشعب العراقي

قلت في مقال سابق .. إنّ شعبا ينهض لتحرير نفسه ينمو فيه الشعور الوطني نموا عجيبا .. و أنّ حق الإنسان يتقدّم على حقّ الدولة .. وأن العالم على سعته يضيق بالشعوب الضعيفة .. وأعود لأقول إنّ نزاعا يقوم بين شعب مضطهد وحكام وسياسيين طغاة يجب أن تفصل فيه القوّة وحدها .. و إنّ الدفاع عن النفس وعن مقومات الوجود يصحّ فيه اللجوء إلى كل وسيلة ممكنة .. وإذا غُلب الشعب على أمره.. يكون ميزان القدر قد وجده أضعف من أن يستحقّ التمتّع بنعمة البقاء .. لأن جيلا يتبرّم بالحالة التي هو فيها ويكتفي بالتبرم بدلا من أن يجتهد في إزالة بواعثه .. هكذا جيل شأنه مقضي عليه بالزوال .
وفي ظل الأجواء الجديدة في العراق .. أقول أني على قناعة وثيقة بأن الديمقراطية الحالية هي التربة التي تنمو فيها جرثومة الدكتاتورية من جديد .. ومن الجهل أن ننظر للحياة البرلمانية اليوم في العراق نظرة فخر .. فالبرلمان اليوم هو كارثة وطنية ما بعدها كارثة ..
فبرلمانيون اليوم يتّخذون قرارات مهمة تترتب عليها نتائج سيئة ونحن لا نجد من يتحمّل مسئولية هذه القرارات .. ولا يمكننا بالتالي أن نحاسب أحدا.. ونسأل هنا ألا يجوز أن نعتبر الأكثرية المذبذبة مسؤولة عن قرارات تتّخذها .. وأيّ معنى للمسؤولية إذا لم يتحمّلها شخص معيّن .. وكيف يجوز عمليا اعتبار رئيس الحكومة مسؤولا لوحده عن أعمال فرضتها مشيئة عدة أشخاص و إتجاهات .. ألا يترتّب على مبدأ الأكثريّة في نظامنا البرلماني القضاء على فكرة انحصار المسؤولية برئيس الحكومة فقط او رئيس الجمهورية !
نجد من خلال هذه الاسئلة انفسنا أمام جيش من السياسيين الطغاة المسيطرين على الحياة الاجتماعية والبرلمانية والسياسية .. والسبب سوى أن الشعب استدرج عاطفيا وراح ضحية أفكار مغلفة بعباءة الدين تحمل أجندة خارجية و أخرى شخصية وفئوية او حتى في ظل وعي البعض الاخر بما جاء به الاسلام السياسي من مساوئ .. الذين راحوا ليرتموا بأحضان من يدعون العلمانية وهم من جلاوزة النظام السابق .. على أمل ان يشهدوا تغييرا او عدلا .
ويكفي للحكم بفساد النظام البرلماني في العراق أن تقع العين مرة واحدة على أحد لصوص السياسة وهو يستجدي بقلق موافقة الأكثرية على هذا القرار مؤمّنا بذلك العدد اللازم من الشركاء حتى إذا قام من يناقشه الحساب تنصّل من كل مسؤولية .. إنّ رجلا يتهرّب من تحمّل مسؤولية عمل ما ويبحث دائما عمن يغطّيه ليس له من الرجولة أكثر من الاسم .. إنه جبان بل حقير .. والأمّة التي يكون زعماؤها من هذا الطراز لا تلبث أن تعاني أوخم النتائج .
وأعود لأقول لهذا الشعب المغلوب على أمره وللشباب .. عندما يسقط جسم ما فعمق السقطة يقاس بالمسافة بين وضعه الجديد والوضع الذي كان له قبل سقوطه !! وهذه القاعدة يمكن تطبيقها على سقوط الشعوب والدول ..
وأن الأمراض التي تنتاب الشعوب هي إمّا حادّة أو مزمنة .. فالمرض الذي لا يتخذ شكل كارثة ينهش جسم الأمة ببطء .. وتألف هي الآلام التي يسببها لها و تتقاعس عن محاربته وتكون نهايتها في آخر الأمر على يده .. أمّا المرض الحادّ فإنه يحمل في ذاته ناقوس الإنذار .. فيدرك المصاب خطورة حاله ويبادر إلى الأخذ بأسباب العلاج ويتوقف نجاحه في مكافحة امرض على اهتدائه إلى العوامل التي سبّبته !!
إذن يا شعبنا العراقي وشبابنا في كل مكان .. في ظل الظروف الراهنة وسوء الخدمات وغلاء السلع وتدهور الحياة الاجتماعية وتأخرنا في مواكبة التطور والحضارة .. وفي ظل بدء وعينا بماهية العوامل التي تنهش فينا وبوطننا .. من ساسة وبرلمانيون طغاة – لاأعمم لكن الأغلب - وفكر جمعي طائفي فئوي رجعي فرض علينا واستدرجنا له .. وفي ظل الثورات في عالمنا العربي .. اصبح علينا لزاما و واجبا وطنيا ان نذهب الى حل وحيد لأنقاذ البلد من السقوط .. و هو ثورة ونضال وكفاح .. أكرر ثورة ونضال وكفاح .. لأجل حياة حرة كريمة .. وديمقراطية سليمة .. وعدالة اجتماعية ومواطنة ودولة قانون لا تفرق بين أحد .. وحريات إنسانية .
لكن ثورة ونضال وكفاح بقيادة من !! وتحمل فكر من !!
نحن نريد إنشاء قيادة ثورية متحدة عناصرها اتحادا وثيقا .. ويكون لها لغة مشتركة وفكرا جديدا يستوعب الشعب بكل أطيافه ويكفل الحريات الانسانية والعدالة الاجتماعية والمواطنة وغيرها .. على أمل أن تساعد وحدة الأمال والتطلعات على توجيه الفكرة وجهة معينة .. وهذه القيادة هي واسطة أو وسيلة لبلوغ عهد جديد .. يمكن القول بصيغة أخرى إن وضع الزمام في اليد القادرة والعادلة أضحى في أيّامنا منهجا عاما لابد منه في شتى الميادين .. ففي كل مسألة من مسائل السياسة والاقتصاد والحياة الاجتماعية يجب أن ينظر إليها من هذه الزاوية .. أيكون حلّ القضية التي نواجه بالشكل المقترح متفقاً ومصلحة شعبنا حاضرا ومستقبلا .. أم يعود بالضرر على هذه المصلحة .. هذا هو الاعتبار الوحيد الذي يجب أن نقف عنده والذي تتضاءل أمامه الاعتبارات الدينية والإنسانية والعقائد والنزعات .. فمن هي الجهة القادرة على ان تلتزم بهذا الاعتبار في كل وقت !! .. وتجعل من شعبنا مؤهلا لمحالفة الشعوب التي تنسجم مصالحها مع مصالحه .. ومن سيستطيع أن يستردّ اعتباره .. إن ذلك لن يتم ما لم تولد جهة من وجدان الشعب ومعاناته .. وترتكز على الإرادة الشعبية المتعطّشة إلى الحرية .
إنّ قيادة الناس مهمّة لا يحسن أداءها إلا الأبطال .. و إن القيادة غير الكفؤة كالقائد الأحمق الذي لا يتقن وضع الخطط ولا يحسن تنفيذها !!
وهنا أضع بعض النقاط لكل ثوري غيور على وطنه وشعبه ..
وسألخص بعض العوامل التي تؤدي الى إخفاق الحركات الثورية والنضالية السلمية إن صح التعبير .. فيأتي بالدرجة الأولى سوء التقدير لأهمية القضايا الاجتماعية والخدمية والسياسية .. و ترك قيادة الحركة الثورية ضد المؤسسة البرلمانية الفاسدة .. وجهل بعض أقطاب الحركة بنفسية الشعب والفكر الجمعي الغالب وكيفية التعامل معه .. و محاربة أكثر من خصم وفتح أكثر من جبهة .
أيها الشباب الثوري ..
إن أي حركة ثورية ونضالية تتطلّع إلى أهداف بعيدة ينبغي لها أن تحرص أشدّ الحرص على استمرار التماس بينها وبين الجمهور .. وأن تدرس كل قضيّة على ضوء هذه الحقيقة وتوجه قراراتها وفق هذا الاتجاه .. وأن تتجنّب من ثم كل ما من شأنه إضعاف تأثيرها في الجماهير الشعبية .. يحدوها إلى ذلك اقتناعها التام بأن ما من مشروع عظيم يمكن أن يتحقق بدون مساهمة هذه الجماهير .. بصيغة أخرى إن ديمومة أي نضال أو حركة نضالية أو حتى حزب ما .. هو في العمل الجماهيري ..
و إنّ مصير أي حركة ثورية هدفها التغيير أو أي حركة سياسية ما هو الا رهن بتعصب أنصارها لها باعتبارهم إياها أنبل الحركات وأسماها مقصدا .
وإنّ قوة الحركة وحقها بالحياة لا ينموان ما لم تكن هي مشبّعة بفكرة النضال السري و الكفاح.
و يخطئ من يظن أنّ التشبّع بالعلوم النظرية والطروحات كاف لأن يؤهل المرء لاحتلال المركز الأول .. فكبار المفكرين قلّما ينجحون في حقل التنظيم .. لأن عظمة المفكر وواضع المنهاج القويم تقوم على المعرفة وسنّ الشرائع العادلة .. أمّا المنظم فيجب أن يكون رجلا عمليا عارفا بنفسية البشر .. يعالج القضايا على أساس موضوعي و وفق الظروف الموضوعية .. و من النادر أن يتحلّى صاحب فكرة ثورية بمؤهلات الزعامة .. ولكننا نجد الزعماء أكثر ما نجد في صفوف المحرّضين الذين يكونون أعرف بنفسية الجماهير بفضل احتكاكهم بها من المفكرين أو النظريين المنطوين على أنفسهم المستغرقين في التأمّل بمعزل عن الناس .. ذلك بأن التوجيه والقيادة معناهما تحريك السواد .. فموهبة توليد النظريات والمبادئ لا تؤهل حتما صاحبها للزعامة .. فطوبى لآصحاب الفكر الثوري وطوبى لزعمائنا من الشباب الثوري المتواجد بين الجماهير ..
و نعود للنضال السري لنقول فيه ..
في كل حركة ذات رسالة ثورية .. يتعيّن على دعاتها نشر مبادئ الحركة وشرحها في أذهان الناس .. أو السعي على الأقل لزعزعة العقائد القديمة .
و ان الحركة تفقد طابعها الثوري يوم يزداد عدد أعضائه زيادة غير طبيعية على أثر إحرازه انتصارا حاسما .. لأن فتح باب العضوية لمن هب ودب وبشروط سهلة .. لكسب العدد وتوسيع القاعدة الجماهيرية خلال وقت قصير .. قد يسهل تسرب الكثير من العناصر النفعية إلى أي تنظيم أو حركة .. لذا يتطلب على اي قيادة رص الصفوف ووضع منهجية تسمح للبدء بالحراك التنظيمي السري جنبا الى جنب و بموازة الحراك السري بين الجماهير .. لابد من نمو التنظيم الثوري الى جانب نمو الحراك الجماهيري .. حتى يكون صمام أمان للثورة ..
ختاما أقول للشعب والجماهير الثورية والشباب الثوري ..
هل جميع المناضلين والثوار بنفس الروحية والمستوى النضالي !! وهل يتم تقييمهم على هذا الأساس !! بالرغم من خطورة مثل هذا الطرح إلا إن مرحلة التي نحن فيها وفي خضم هذا الحراك الجماهيري .. تتطلب أن نسأل و تتطلب أن نجري الكثير من العمليات الجراحية ومزيد من رص الصفوف والحزم و المجابهة حرصا على عدم ضياع ثورتنا أو انجرارها إلى ما لا يحمد عقباه كسرقتها من قبل الانتهازيين .. كون الجماهير بمجملها ليست على وعي كامل و وتتمتع بعاطفة جياشة مما قد تسهو وتغفل ولا تعي خطورة مرحلة ما بعد الثورة .. و للتذكير لرفاقنا الثوار إن النضال والحركات تمر بفترات متغيرة .. تتطلب منا إذن تغيير إستراتيجيتنا ووسائلنا باستمرار سواء في النضال السري أو بمعنى أخر العمل بين الجماهير .. وسيشهد لكم التأريخ أيها الأبطال ولو بعد حين .

9 فبراير 2011
( كنت أتمنى أن أكون بينكم )
دينا الطائي



#دينا_الطائي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أقزام وثوار
- صباح استثنائي
- في كل يوم لدينا ثورة !!
- ديمقراطية ما بعد التغيير مرتع لولادة دكتاتورية جديدة .. فحذا ...
- مساء الشعر
- بريد لرجال غزة
- غيوم القصيدة
- حب في زمن اللاحرية
- إعلان حالة عشق
- بوح على جدار المنفى
- رسالة (3) .. ديمقراطية اليوم مرتع لولادة ديكتاتورية جديدة .. ...
- رسالة (2) .. حتى لا يتكرر مسلسل البعث في اسقاط الرموز الوطني ...
- رسالة (1) .. متى يكفر الشعب بالدولة !!
- رسالة (1) .. متى يفكر الشعب بالدولة !!


المزيد.....




- بيومي فؤاد يبكي بسبب محمد سلام: -ده اللي كنت مستنيه منك-
- جنرال أمريكي يرد على مخاوف نواب بالكونغرس بشأن حماية الجنود ...
- مسجد باريس يتدخل بعد تداعيات حادثة المدير الذي تشاجر مع طالب ...
- دورتموند يسعي لإنهاء سلسلة نتائج سلبية أمام بايرن ميونيخ
- الرئيس البرازيلي السابق بولسونارو يطلب إذن المحكمة لتلبية دع ...
- الأردن يرحب بقرار العدل الدولية إصدار تدابير احترازية مؤقتة ...
- جهاز أمن الدولة اللبناني ينفذ عملية مشتركة داخل الأراضي السو ...
- بعد 7 أشهر.. أحد قادة كتيبة جنين كان أعلن الجيش الإسرائيلي ق ...
- إعلام أوكراني: دوي عدة انفجارات في مقاطعة كييف
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض هدف جوي فوق الأراضي اللبنانية


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - دينا الطائي - رسالة لأصحاب الثورة العراقية الزرقاء والشباب الثوري والمناضلين من أبناء الشعب العراقي