أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دينا الطائي - أقزام وثوار















المزيد.....

أقزام وثوار


دينا الطائي

الحوار المتمدن-العدد: 3269 - 2011 / 2 / 6 - 12:48
المحور: الادب والفن
    


أقزام وثــــــــوار

يا رفاق الثورة .. يا رفاق الثورة ..
يا رفاق الجرح والحزن والنضال ..
كيف هي الأحوال ..
كيف هي الأحوال ..
نسألكم .. ونحن نعلم سذاجة السؤال ..
نسألكم .. ونحن في ثورة ملؤها الجمال ..

يا أصدقاء الوجع والصبر ..
كفانا صبرا ..
أما باعوا أقمارنا على شجر الأرز .. والنخل ..
وتحتنا زلزال !!
أما باعوا السحب الزرقاء .. لأجل القلوع والقصور ..
لنسكن الرمال !!
ألم يبيعوا الزعتر والزيتون .. وكتب الشعر ..
وضحكة الأطفال ..

يا أخوة الشعر في كل الأوطان ..
أما باعوا وجع النايات ..
وأهداب الكمنجات .. وزرقة الموال !!
أما سرقوا أخر النجوم من سماءنا ..
و أخر الحروف ..
وما بقي من حلى النساء ..
وكرامة الرجال !!
ألم يزجوا بالمليشيات لجلدنا !!
وباعوا البحر والشلال !!

يا رفاق .. يا رفاق ..
في أي أرض يوزعون صبركم !!
ومتى تخرج الحروف من غربتها !!
والى متى تأريخنا محنة !!
و أيامنا كلها كربلاء !!

يا رفاق .. يا رفاق ..
نسألكم ..
لأننا أعلنا اليوم حربا ..
على كل فرعون .. وكل غول ..
وكل البرابرة ..
نسألكم لأن شعرنا كله .. كله ..
ثورات على القردة والأقزام .. والسماسرة ..

يا رفاق الدرب .. يا رفاق الدرب ..
كفانا صبرا !!
فهذا نص البيان لحكامنا ..

أيها الأقزام ..
أيها الأقزام ..
يا مخترعي المشنقة الأولى ..
وكل الأجهزة القمعية ..
يا من حاولتم دفننا في قبر جماعي ..
لكيلا ندفنكم ..
وظننتم أنكم أدخلتمونا مدرسة الأمية ..
وعلمتمونا الكتابة بلا أصابع ..
وأن نكون بلا قضية ..
وأن لا نتحدث عن الفقر ..
وعن أية أفكار ثورية ..
وأن لا ننتقد أجهزة الأمن ..
وأن نلتزم مبدأ التقية ..
وأن لا نعترض عليكم .. أو نتعرض لكم ..
إذا قامرتم .. أو تاجرتم .. فهي مسائل شخصية ..
وأن نسكت إذا دستم على أجسادنا ..
وأجساد الرعية ..

ظننتم أن نجمنا لن يسطع ..
والأرض لن تحبل ..

ظننتم أننا بهاليل نحدق في السماء ..
إذا مرت الحضارات من قربنا ..

ظننتم أن خيولنا ماتت .. وإنتحرت شهرزاد ..
ووراء جنازتنا .. سارت أقوام ثمود وعاد ..

ظننتم أننا سنتكلم كل اللغات إلا العربية ..
فهي لغة مرعبة !!
فسددتم فيها كل النوافذ والأبواب ..

ظننتم أن أطفالنا يولدون في أكياس غبار ..
ويموتون لأجل ملوك القبح ..
وحكام الغبار ..
أخطأتم أيها الخراف ..
يا حكام الخيانات ..
والعمولات .. والنفايات ..

نحن اليوم نرفضكم جميعا ..
نحن اليوم نرفضكم جميعا ..
وهذا أخر الحوار ..
سنقلعكم من دبق التأريخ ..
وسنفك الحصار ..

تعلمنا اليوم ..
أن نرفضكم .. ونرفضكم ..
وستبلعكم ساعات الرمل ..
وندق في صدوركم مسمار ..

نرفض اليوم ..
إعلامكم .. أختامكم ..
وكل الغرائز المشبوهة ..

يا قاهري الشعوب ..
يا وارثي الأحذية ..
إنتهت مسرحية السلام ..

طالت أظافرنا ..
وبقدر التضحيات ستتسع السماء ..
يا رؤوس العفن ..
مساحة التغيير التي ننشدها ..
ستتسع بقدر العطاء ..

مرابطون ..
مرابطون ..
وها هنا مشنقة ..
وشعب غاضب قد ثار ..

أيها الأقزام ..
سقطت الأعمدة من حولكم ..
وما زلتم تلوكون مواويلكم يا عبدة الشيطان !!
ولى زمانكم ..
زمان القبح والذل والإذعان ..

أردتم أن تملكونا ..
وتشربوا دماءنا وحبرنا ..
أردتم إغتيال رأس القصيدة ..
كل القصيدة ..
لكننا ..
للشعر .. للحب ..
للثورة .. فوضنا أمرنا ..

أيها الأقزام ..
في مدن الملح الخائفة ..
أما شعرتم بالعار والهوان !!
اما نحن .. فنعشق الأرض بشراسة ..
وتأخذنا هزة العنفوان ..

دائخون أنتم اليوم ..
دائخون أنتم اليوم ..
من نحن !!
دخلنا الحرب اليوم مع قبحكم ..
وإن لم نستطع قتل سيافكم ..
فحسبنا أن نقيم ثقوبا في الجدران !!

من نحن !!
من نحن !!
حزب هنا .. حزب هناك ..
من نحن !!

نحن شباب ولدنا من رحم الشقاء ..
نحن ثوار .. نسكن في اللامنتظر ..
نبحر اليوم بكل وحشية ..
في دمنا نار ..
وفي عيوننا شرر ..

ذاهبون اليوم بلا عودة ..
مرابطون في الميدان ..
وفي رأسنا ملايين الصور ..
- فالشعوب الكبيرة وحدها التي تتحرك في دماءها جرثومة الشجاعة والكرمة والنصر –

أيها الأقزام ..
أما علمت أجهزة القمع ..
لمن التوابيت تجمع ..
ولمن أحذيتنا تعتق ..
ولم نلبس جلود النمور ..
ونجلس فوق الخراب ..
ونكتب فوق الخراب ..
وماذا سنصنع !!

ثورتنا .. ثورتنا ..
اليوم ضياء حياتنا ..
قنديل زيت داخل صدورنا ..
سنسير معها في كل الحروب ..
وسنعانقها تحت أقواس النصر ..
فهي علمتنا أن لا نأكل خبزكم بعد اليوم ..
ونأكل خبز الأحلام ..
وأن يستقيل شبابنا من بارات السلطة ..
ونعتزل قرود وزارات الإعلام ..

ويلكم منا .. ويلكم ..
حقدنا نيراني .. كبريتي ..
وستتلو عليكم شموس الحرية حكم الإعدام ..

بعد اليوم ..
سنسحق كل من يطلب منا مالا او تجارة ..
سنسحق كل من يطلب منا عرشا أو امارة ..

بدونكم سنغير الدينا وسنؤسس وطن الأحلام ..
سنعشقه بشراسة ..
سنتحرك كالسيل الأحمر في شريانه ..
سنخترع الشعر ..
ونرسم خارطة الأزمان ..

ثوار .. ثوار ..
قررنا أن نتزوج الشعب لا السلطة ..
وأن نكون سيوفا في وجه الحكام ..

بدونكم ..
سنزيل الكلفة بين شعرنا .. و أفواه الفقراء ..
وسنكون بسطاء لهم ..
سنكون بسطاء لهم ..
كما العشب الأخضر والماء ..

ثوار .. ثوار ..
سنقاتل بالسيف .. بالشعر ..
بالأسنان ..
كي نجعل الوطن بستانا من كل الألوان ..
وسنعلن فوق منبر الشريان بيان التغيير ..
ونبدأ بغسل الوجوه .. والجدران ..
وننشر الحب ..
ونسلخ جلودنا ..
لتنام الشعوب على شراشف الحنان ..

ثوار .. ثوار ..
تعلمنا اليوم ..
كيف نكون كبارا في عصر الأقزام ..
كيف نكون كبارا .. في عصر الأقزام ..
كيف نكون كبارا .. في عصر الأقزام ..



#دينا_الطائي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صباح استثنائي
- في كل يوم لدينا ثورة !!
- ديمقراطية ما بعد التغيير مرتع لولادة دكتاتورية جديدة .. فحذا ...
- مساء الشعر
- بريد لرجال غزة
- غيوم القصيدة
- حب في زمن اللاحرية
- إعلان حالة عشق
- بوح على جدار المنفى
- رسالة (3) .. ديمقراطية اليوم مرتع لولادة ديكتاتورية جديدة .. ...
- رسالة (2) .. حتى لا يتكرر مسلسل البعث في اسقاط الرموز الوطني ...
- رسالة (1) .. متى يكفر الشعب بالدولة !!
- رسالة (1) .. متى يفكر الشعب بالدولة !!


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دينا الطائي - أقزام وثوار