أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسقيل قوجمان - جواب جديد الى د. حسين علوان حسين















المزيد.....

جواب جديد الى د. حسين علوان حسين


حسقيل قوجمان

الحوار المتمدن-العدد: 3271 - 2011 / 2 / 8 - 11:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جواب جديد الى د. حسين علوان حسين
ارسل لي د. حسين علوان حسين رسالة جديدة فيها السؤال التالي:
"لي طلب صغير عندكم وهو توضيح الربط في علاقات الإنتاج بين ملاك العبيد في الولايات الأمريكية الجنوبية والعبيد الذين يستغلون في مزارع التبغ قبل عام 1864."
عزيزي د. حسين علوان حسين يسرني ان اقرأ سؤالك الجديد واشكرك عليه. الموضوع مهم وشيق ولولا سؤالك لما فكرت ان اكتب عنه فلك الفضل في تنبيهي الى ضرورة الكتابة عن موضوع هام وشيق كهذا واحاول بهذا المقال الاجابة عليه بما استطيع.
لكي نفهم علاقات الانتاج في الولايات المتحدة في تلك الفترة علينا اولا ان نفهم علاقات الانتاج في المجتمع العبودي. فالمجتمع العبودي قائم على النظام العبودي في الانتاج الذي يكون فيه العبد ملكا لسيد العبيد يحق له ان يقتله او يبيعه او يفعل فيه ما يشاء. وما زلنا في المدارس الابتدائية نعرف الانسان بانه حيوان ناطق، وهو تعريف مقتبس من وضع الانسان في مرحلة المجتمع العبودي. فانه في عرف السيد وبموجب قوانين النظام العبودي لا يختلف عن الحيوانات الاخرى بغير كونه حيوان ناطق. والاهم من كل ذلك هو ان العبيد في فترة النظام العبودي كانوا هم وسيلة الانتاج الرئيسية التي يبنى عليها النظام بكامله.
نشأت تجارة العبيد في فترة متأخرة سواء اكانت راسمالية او اقطاعية. فهي شانها شأن القرصنة ونهب المستعمرات وسلب ثروات السكان الاميركيين الاصليين مجرد شكل من اشكال المشاريع التجارية اذا امكن تسميتها تجارية. كان القراصنة المدنيون من الدول المتقدمة مثل بريطانيا وفرنسا واسبانيا وبلجيكا وغيرها يصيدون سكان افريقيا كما يصيدون الحيوانات لكي يبيعوهم في سوق تجارة العبيد خصوصا في الولايات المتحدة.
وكانت تجارة العبيد رائجة وضرورية في الولايات المتحدة بسبب اوضاع هذه البلاد الشاذة التي تختلف عن سائر البلدان في العالم. فالسكان الذين احتلوا الولايات المتحدة بعد تدمير شعوبها والقضاء عليهم وعلى حضاراتهم كانوا مدنيين مهاجرين من دول اوروبية متمدنة. كان العامل العاطل الهارب من بلدان اوروبا يعمل اجيرا لفترة قصيرة الى ان تتاح له فرصة العمل الحر المستقل. وكانت هذه الفرص متوفرة بكثرة في هذه القارة الواسعة. فنشأ وضع شاذ في هذه الولايات الاميركية. لم يكن بامكان الاسياد الحصول على عمال دائميين ولا بامكان ملاكي الاراضي الزراعية الشاسعة الكبار الحصول على فلاحين ثابتين يزرعون اراضيهم ويقومون بالخدمات الاخرى اللازمة كالخدمة في قصورهم والحرفيين الذين يلبون حاجاتهم من المواد الحرفية وغير ذلك. لذا كانت هذه البلاد بحاجة ماسة الى عمال وفلاحين وخدم يستطيعون ابقاءهم بصورة دائمية في خدمتهم. ولولا هذه الحاجة لما راجت تجارة العبيد بدليل ان هذه التجارة ام تنتشر في غير الولايات الاميركية.
كانت تجارة العبيد الفرصة الملائمة للحصول على مثل هؤلاء الفلاحين والخدم والحرفيين المطلوبين. فالملاك عند شرائه العبيد في سوق العبيد يصبح هؤلاء العبيد ملكا له. وهذا يعني ان من حق الملاك ان يحتفظ بالعبد نظرا لانه اشتراه بامواله. وطبيعي في كل ظروف الدولة في كل العصور يجري سن القوانين المناسبة للطبقة الحاكمة فنشأت قوانين بحق الملاك بالاحتفاظ بالعبد الذي اشتراه والعقوبات التي توجه للعبد المتمرد او الهارب. بهذه الطريقة استطاع اصحاب المصانع وخصوصا الملاكون الزراعيون الحصول على عمال وفلاحين وحرفيين وخدم ومربي حيواناتهم لا يحق لهم التخلص من عبوديتهم هذه.
لا اعرف شيئا عن القوانين التي كانت سائدة في حينه في الولايات الاميركية فيما يتعلق بهؤلاء العبيد، وهل كان يحق للمالك قانونيا قتل العبد كما سمحت قوانين النظام العبودي. ولكن من المحقق ان الملاكين كانوا يقتلون المتمردين عليهم بدون ان ينالوا جزاءهم كقتلة وبدون ان يتعرضوا الى العقاب. ولكن على الارجح ان القتل لم يكن منصوصا عليه في تلك القوانين.
لا ادري ان كان هؤلاء العبيد الذين اشتراهم الملاكون في سوق العبيد يسمون عبيدا باللغة الانجليزية (slave) اذ من المعروف انهم يسمونهم (Negros) . ربما تكون تسميتهم عبيدا بالعربية بسبب لون بشرتهم الاسود او بسبب بيعهم كعبيد. ولكنهم في الحقيقة لم يكونوا عبيدا بالمعنى العلمي للعبيد. فلم يكن هؤلاء العبيد اداة الانتاج الرئيسية في هذه الملكيات الزراعية بل كانوا بمثابة اقنان او عمال زراعيين لانهم عملوا بمزارع الملاكين كفلاحين ولكنهم كانوا مجبرين على البقاء في خدمة اسيادهم لان اسيادهم اشتروهم باموالهم ولهم حق الملكية عليهم. ولو كان فلاح اميركي ابيض يعمل نفس عمل العبد الاسود لما كان عبدا بل قنا او عاملا زراعيا. فتجارة العبيد راجت في اولايات الاميركية لانها لبت حاجة ضرورية اليها. ولا ادري ان كان نمط انتاج الملاكين في تلك الفترة اقطاعيا ام راسماليا. فكل شيء في الولايات المتحدة كان شاذا. هؤلاء الملاكون جاؤوا من بلدان راسمالية او اقطاعية ويصعب تصور انهم ينشؤون اقتصادهم على اساس الانتاج الاقطاعي. ولكن النتيجة في كل الحالات هي ان هؤلاء العبيد كانوا يعملون في فلاحة اراضي الملاكين رغما عنهم لان المالك كان قد اشتراهم بامواله وكان مالكا لهم ولابنائهم وبناتهم كذلك بنفس الحقوق. ولكن طبيعة عملهم وانتاجهم كانت القنانة وليس العبودية. وكانت الارض هي اداة الانتاج الرئيسية وليس العبد.
هذا الوضع الذي كان هؤلاء العبيد يعيشونه حتم ظهور صراع بينهم وبين الملاكين. فالاجيال الجديدة لم يكن بامكانهم ان يفهموا لماذا هم ملك خاص لهؤلاء الاسياد فكان من الطبيعي ان يتمردوا ويثوروا على هذا الوضع. وكان هذا الصراع شديدا بحيث ان ابراهام لينكولن مشهور في اصدار قانون تحرير العبيد. ويبدو لي ان هذا القانون كان يعني ان هؤلاء العبيد لم يبقوا ملكا خاصا للملاكين بل تحريرهم من ملكية السيد. ولكن الظروف التي كانت عند انتشار تجارة العبيد، صعوبة الحصول على عمال وفلاحين ثابتين، انتهت واصبح هؤلاء العبيد حتى بعد تحريرهم من كونهم ملك الملاكين عاجزين عن الاستقلال وايجاد العمل الحر عن الملاكين لعدم توفر فرص العمل المستقل لهذه الملايين منهم. ولذا لم تكن نتائج هذا التحرير محسوسة لدى هذه الملايين من العبيد حتى القرن العشرين حين كان هؤلاء يعتبرون مثل الكلاب او اسوأ حين لا يقبل دخولهم الى المطاعم ولا يجوز لهم الصعود في الباصات المخصصة للبيض ولا يقبل اطفالهم طلابا في المدارس البيضاء وكل التمييز العنصري في استخدامهم واجورهم وحياتهم وحتى قتلهم من قبل المنظمات الاجرامية المعروفة باسم الكوك لوكس كلان الذين كانوا يشنقون السود على اعمدة الكهرباء وحتى القوانين المرعية في الولايات المتحدة كانت قوانين تميز السود عن البيض حتى امام المحاكم وقصص مثل هذه الامور كثيرة بحيث لا يحتاج الانسان للاشارة اليها. وما زال هذا التمييز قائما حتى يومنا هذا ولا يمكن حتى اعتبار انتخاب شخص اسود لرئاسة الجمهورية او كوندا ليزا رايس وزيرة خارجية كنهاية حقيقية لهذا التمييز.
وملخص المقال هو ان هؤلاء الذين اصطيدوا وبيعوا في الاسواق كعبيد لم يكونوا عبيدا بالمفهوم العلمي للعبيد بل كانوا اقنانا مجبرين على البقاء في مزارع الملاكين بسبب امتلاكهم من قبل الملاك الذي اشتراهم بامواله. وكانت هذه الظاهرة ضرورية بالنسبة للملاكين في الولايات الاميركية لعدم وجود اقنان بيض يستطيعون ان يجبروهم على البقاء كاقنان في مزارعهم.



#حسقيل_قوجمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قانون ازمة فيض الانتاج في النظام الراسمالي
- جوابي الى يعقوب ابراهامي
- الراسمالية وقانون فوضى الانتاج
- اجوبة الى د. حسين علوان حسين
- علاقة اليهود العراقيين بالموسيقى العراقية
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ...
- هل تحقق في الاتحاد السوفييتي مجتمع اشتراكي حقيقي وكامل؟
- فترة التحضير لبناء مجتمع اشتراكي
- هل كانت ثورة اكتوبر ثورة اشتراكية؟
- هل كانت ثورة اكتوبر خطأ ارتكبه لينين ام ضرورة تاريخية؟
- الانتقاد واصوله
- اليسار والحركات اليسارية (2)
- اليسار والحركات اليسارية (1)
- جواب على تعليق محمود مبارك بصدد قانون اجتثاث البعث
- الان ادافع عن رأيي
- ملاحظات حول التعليقات على مقال قانون الاجتثاث
- قانون اجتثاث البعث جريمة ضد الانسانية
- ملاحظات حول انتفاضة الكهرباء
- جواب جديد على رسالة
- انبياء واولياء عبادة الشخصية (2)


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسقيل قوجمان - جواب جديد الى د. حسين علوان حسين