أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - منى حسين - الأغتصاب الشرعي














المزيد.....

الأغتصاب الشرعي


منى حسين

الحوار المتمدن-العدد: 3267 - 2011 / 2 / 4 - 22:44
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


أعتدنا دائما أن نكون مسيرات لاخيار لنا في أتخاذ القرارات بل وبدأت صغيراتنا مرحلة جديدة من العتمة تجتاح عقولهن بقطعة قماش، تحت عنوان (الشرعية والفضيلة).
أجبلت أمهاتنا على تعليمنا منذ الصغر على العيب والحشمة وكلنا نرى نظرة الخوف والجبن التي تغمس ايامنا ولحظاتنا كوننا أناث، هذه النظرة المنكسرة التي رافقت ولادتنا وما تعلمناه بمرور الزمن يؤكد أننا فتيات لنتعلم.. عند الجلوس يجب أن نكون هادئات وعند الكلام يجب أن نكون مطيعات، وعند الأكل يجب أن نكون مؤدبات، وعند اللبس يجب أن نكون محتشمات، وعند اللبلوغ يجب أن نكون ممسوخات غير مرئيات، اي بمعنى أن أمهاتنا أجبرن أن يعلمننا أن نبعد عن شيء اسمه ذكر.. أو ولد.. أو رجل.. لأن مشاريعهم معنا جسدية كمشاريع الراسمالية تماما.
لكن عند مرحلة معينة وقبل الزفاف بلحظات تهمس الأم أو الأخت الكبيرة أو الجارة المقربة في أذن العروس أن لاتعصي أمر هذا الرجل، أي العريس أمنحيه مايريد بدون تردد أو خجل لأن الصورة أصبحت شرعية بموافقة الرب والبشرية. وهنا تأتي الصدمة للفتاة فطوال فترة الصغر والصبا يعلمونها كيف تحافظ على نفسها وكيف تستحي من أشيائها الطبيعية وكيف تسترها وتخفيها وخصوصا على الرجال، يعلمونها كيف تحجب لبسها.. صوتها.. شعرها.. كل شيء فيها محجوب أو يجب أن يكون محجوب، واياك أياك أن تتحدثي مع الصبي أدخلي المنزل لاتناقشي... اي بين قوسين أختبئي. ياللروعة لكن في ليلة الزفاف عليها أن تخلع ثوب الحشمة والفضيلة لهذا الرجل الشرعي، وأذ بالأم تنصح أبنتها أن تمنح زوجها مايريد ومتى يشاء وعليها الطاعة. شتان ما بين الأمرين. وبعد تلك الليلة تبدأ سلسلة الأغتصابات الشرعية لأن هذا الرجل الشرعي يعمل بوصية والده في أن لايأجل أغتصابه للعروس لليلة الثانية.
كل النساء المتزوجات يتعرضن أو تعرضن للأغتصاب الزوجي أو الأغتصاب الشرعي، وأود أن أوضح هنا معنى الأغتصاب الزوجي فهو يعني مصادرة حق الزوجة في أمتلاك جسدها أو رغبتها، لأن عقد الزواج يمنح الرجل حق أمتلاك المرأة بكل تفاصيلها ويصادر وجودها بالكامل، لأن عقد الزواج يمنح الرجل صلاحيات أمتلاك المرأة بشكل كامل ومطلق..
أود أن أخاطب الرجل وبالتحديد بخصوص موضوع الأغتصاب الزوجي أو الشرعي، طبعا أنا لا أقصد جميع الرجال لكن متى والى متى نبقى تحت وطأة وجبروت وأحتكار الرجل لحقوقنا الأنسانية. أن العملية الجنسية عملية أنسانية وأساس وجودها المشاركة المتبادلة. لماذا يحاول الرجل التفرد بالأحساس وبالموقف. لماذا يحاول قيادتها وفقا لخططه وتربيته وعقده عجبا.. هناك نساء متحررات متزوجات من رجال قمة في الثقافة والوعي وعندما أتطرق معهن لموضوع الأغتصاب الزوجي أجد أنهن تعرضن الى أقسى أنواع العنف الأنساني الا وهو الأغتصاب الشرعي. فما هي الأسباب ياترى؟
- أهي طبيعة الجسد.
- أم هي طبيعة الرجل.
- أم هي حالة مرضية أصابت أغلبية الرجال وتحولت الى أيقاع أجتماعي، لتتحول الى ممارسة طبيعية ومشروعة.
طبعا الكل يتفق معي على أن عقد الزواج يمنح الرجل السلطة الكاملة لتملك المرأة وخصوصا الواجبات الشرعية أي خصوصا العلاقة الجسدية. لأن الزواج يستند أساسا على شرط النكاح أي الأتصال الجسدي لأن عقد الزواج أصلا عقد نكاح. أعتقد من هذا المنطلق يمنح الرجل حقوق التملك والتسلط والممارسات اللاأنسانية بحق المرأة. واذا أردت أن أتعمق أكثر في هذا الموضوع أجد أن المسؤولية الكاملة تقع على تلك الشروط الشرعية التي تكبل المرأة وتحملها فوق طاقتها، مما يسمح للرجل التمادي في فرض وممارسة العنف ضد المرأة، لكن العنف هذه المرة يرتدي زيا أخر لأنه ينتشر ويتحول الى ثقافة ذكورية مطلقة بزي الشرعية.
أي أنه أنت زوجي بالدرجة الأولى فالآية تقول "أنكحوا ماطاب لكم من النساء" والأخرى تقول "نسائكم حرث لكم آتوهن آنى شئتم"، وآنى تأتي هنا بمعنى (متى وأين)، أي الأن أصبحت علة ثقافتنا واضحة، فالخطاب موجه للرجال بموافقة الرب وتبريكاته، فلماذا لايغتصب مادام الرب يمنحه حق المكان والزمان في أمتلاك المرأة بكل جوارحها.



#منى_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أين أنا
- أنثى العصور
- عروس قلبي
- تفاحة الخطيئة
- حجاب الصغيرات
- ناقصة العقل والدين
- محاكم غسل العار
- المرأة والقانون
- دكتاتورية العملية الجنسية (قراءة في - وجوه تتكرر في كل عهد - ...
- أوراق الورد
- نساء بلا أوراق ثبوتية بلاهوية
- نظرة لواقع المرأة في العراق
- المرأة في الأغنية العربية الحديثة
- الحديث عن حبك يطول
- مائة ألف عام
- المحاكم والشرعية
- المرأة والسينما
- شعراء الأثم
- العدة
- أنا ومؤلفات لينين


المزيد.....




- نادي الأسير الفلسطيني: 9300 معتقل في سجون الاحتلال بينهم 250 ...
- نادي الأسير: إسرائيل تعتقل أكثر من 9300 فلسطيني بينهم 75 امر ...
- دراسة تحسم الجدل.. من يتناول اللحوم أكثر الرجال أم النساء؟
- مقطع فيديو لحاجات مصريات يعبرن عن فرحتهن بعد وصولهن إلى مشعر ...
- -بالزغاريد-.. حاجات مصريات يثرن تفاعلا بفيديو من صعيد عرفات ...
- لماذا أثارت قضية الإجهاض -صداما- بين ماكرون ورئيسة وزراء إيط ...
- هل اقترب العلماء من حل لغز العمر المديد للنساء مقارنة بالرجا ...
- المحكمة العليا الأميركية ترفض تقييد الحصول على حبوب الإجهاض ...
- زرع كبد لرجل عمره 98 عاما في امرأة تبلغ 72 عاما
- منظمات دولية توثّق إجرام الصهاينة في غزة ورفح


المزيد.....

- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - منى حسين - الأغتصاب الشرعي