أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم الشويلي - القاصة فاتن الجابري تتألق في امرأة الريح














المزيد.....

القاصة فاتن الجابري تتألق في امرأة الريح


كاظم الشويلي

الحوار المتمدن-العدد: 3267 - 2011 / 2 / 4 - 19:44
المحور: الادب والفن
    


كاظم الشويلي القاصة فاتن الجابري تتألق في امرأة الريح

طالعت بالأمس قصة قصيرة للقاصة المبدعة فاتن الجابري بعنوان ( امرأة الريح ) ، تألقت فيها القاصة الجابري بصورة مدهشة ، فكرة القصة تتمحور حول مجموعة قضايا اجتماعية وسياسية وروحية ، حيث تتناول القاصة قضية التهجير والتسفير أيام الزمن البائد ، وكأنها توحي بإشارتها هذه ، إلى التهجيرات التي حصلت داخل الوطن ( 2006 و 2007 ) وتحيل جذورها إلى الفترة المظلمة لحكم الدكتاتورية خلال فترة السبعينات وما بعدها تحديدا ، لما حملته هذه السنين من تهجير قسري للعراقيين من قبل النظام البائد ، وما أعقبها من تصاعد دموي .

ان المتتبع لأحداث العراق التاريخية خلال النصف قرن الماضي لا يجد صعوبة بتشخيص زمن هذا النص ، وان يضعه في التأريخ المناسب له تقريبا ، حيث يذكرنا النص بجرائم الحكومة المستبدة التي أقدمت على شتى الجرائم بحق الشعب العراقي ، ومنها جريمة ألقاء العوائل العراقية خلف الحدود ، مع وضع أولاد هذه العوائل في السجون ومن بعدها إرسالهم إلى محرقة القادسيات المجنونة – هذه إذا أراد ان يتلطف بهم النظام وان لا يقوم بدفنهم أحياء ، أو ان يلصق الديناميت بالقرب من قلب الضحية – تشير القاصة إلى لحظات الرعب التي سببها النظام البائد لعائلة لا حول لها ولا قوة:

(رعب ولحن من بكاء حزين تآلفت معه ، تفترش أرض دارها الجرداء ، تصرخ بلا صوت تهيل ترابا فوق رأسها وتكوي خديها دموعا من ماء نار حارقة ، صغيراتها الثلاث تكومن في زاوية يراقبنها من فرجة الشباك الصغيرة المطل على فناء الدار . )


تصف القاصة فاتن الجابري لحظات سماع الضحية ( زينب ) لخبر تسفير أهلها ، وتسرد لنا عدم تيقنها من الخبر ، إلى ان يأتي زوجها ويؤكد لها جريمة النظام قائلا :

(ـ زينب أهلك راحلون الليلة ، سمعت من جارهم أبو محمد سيسفرون بدون إنذار تركت عملي واتيت لاصطحابك حين يختلط الظلام سنذهب لتوديعهم. )

وتؤكد البطلة ان قسوة النظام في آلية التهجير بلغت أقسى مراحلها ، وقد صبت نيرانها المحرقة على الأبرياء دون رحمة أو هوادة ، وان أدنى شي يقوم به النظام هو ان يهاجم العائلة ويقبض عليها ويسفرها دون منحها أي فرصة لبيع الأثاث أو البيت وفك الالتزامات الاجتماعية ، إنهم ينزلون على الضحية كالوحوش الضارية ، تقول القاصة :

( منذ عدة أيام تسمع حكايات يتناقلها الناس بسرية وحذر شديدين عن أولئك الذين يختفون من الأزقة ، تاركين بيوتهم خالية ، لا تسعفهم الساعات ، لبيع أثاثها ، يودعونها أمانة بيد أقرب جار ويرحلون )

ان السرد المؤلم الذي قادنا إلى ذكريات الماضي ، إلى الأب الذي مات دون وداع ، والى ( زينب ) الصغيرة ، التي كانت نائمة ولم تستفق إلا على صرخات شقيقاتها ، لم يودعها أبوها قبل موته ، وزوجها الذي كان بعمر والدها حيث كانت تشفق عليه من عمله ( حمال في الشورجة ) ، وأشياء جميلة كذكريات الطفولة وأخرى حزينة قد ذكرتها القاصة من قبيل صدمة ( زينب ) وجنونها ، ثم دهستها سيارة حمل كبيرة ، ومعانقتها لصوت أبيها في السماء ... ان هذا السرد الموجع والفكرة الإنسانية والأرشفة التاريخية ووجوب التوثيق والشخصيات المضطهدة والحوادث المروعة وسلاسة وشاعرية الأسلوب بحاجة إلى دراسة مستفيضة واهتمام نقدي ، وفي نهاية رؤيتنا لا نقول سوى أن هذا الإبداع لم يقف خلفه ألا القاصة القديرة فاتن الجابري ، وأظن أن هذه القصة من أروع ما طالعت لهذه المبدعة رغم روائعها الأخرى الكثيرة



#كاظم_الشويلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في عشرات الحصى للقاصة بيداء كريم
- قراءة نقدية في الأيام العشرة للقاص راضي المترفي
- البراعة السردية للقاص رياض الاسدي
- ما بين السخرية والمرارة في بيبسي للقاصة بان الخيالي
- بقعة ضوء على الرؤوس المتطايرة للقاص حمودي الكناني
- الزيلفون
- الخيالات الصادقة للقاص أنمار رحمة الله
- نظرة سريعة لإبداعات القاص جعفر المكصوصي
- الوجوه البيضاء للقاص خزعل المفرجي
- أحلام القاص عبد الفتاح المطّلبي
- لمحة نقدية لقصص المبدعة سنية عبد عون رشو
- القاص جيكور ... عندما يتحفنا بروائعه
- الشاعرة رغد صدام ...وعلى الدنيا السلام
- قُتل الإنسان ما أكفره ....
- تايتانيك عراقية ...
- شتاء جهنم ..... قصة قصيرة
- اقراط سوسن ..... قصة قصيرة
- أين أنت ...... يا نجمة الصباح


المزيد.....




- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم الشويلي - القاصة فاتن الجابري تتألق في امرأة الريح