أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رويدة سالم - ما المصير ؟















المزيد.....

ما المصير ؟


رويدة سالم

الحوار المتمدن-العدد: 3267 - 2011 / 2 / 4 - 00:45
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الوضع الراهن بمصر مثير للتساؤل حول قدرتنا نحن العرب على بناء مستقبل يرتقي بنا بدل الانحدار نحو القاع الذي نتسارع فيه بسبب ثقافتنا وتراثنا وما أنتجته من حياة سياسية أحادية السلطة. في هذا القرن الواحد والعشرون، ماذا سيكون المنجز الذي سندخل به التاريخ أم أن قدرنا أن نستقر بالدرك الأسفل في عدم احترامنا لإنسانية الإنسان وعدم القدرة على التخلص من تراكم لا حدود له من شروخ في الشخصية العربية سببها قهرنا السياسي والاقتصادي والاجتماعي؟؟؟
لا أريد الحديث عن مبارك أو نظامه في حد ذاتهم لأن الأهمية الكبرى لا تكمن في نقدهم بل في دراستهم كظاهرة عامة تطال حكام آخرين وتمس شعوبهم السليبة الإرادة والشخصية.
تأكيد رأس النظام المصري في بيانه الأخير انه ليس باحثا عن جاه ولا سلطة يحيلنا إلى كل النظم العربية. مَنْ من حكامنا يقبل الالتزام بفترات محددة من أربعة سنوات لا يتجاوز الترشح لها الفترتين مع شفافية تامة حول الرصيد الذي يمتلكه عند وصول إلى سدة الحكم والذي صار عنده عند الخروج من الوظيفة المكلف بها؟؟؟
من منهم يقبل التخلي عن كرسيه دون أن يكون مقتولا دونه؟
من منهم لم يراوده حلم توريث الحكم لنجله والتقهقر بالبلاد إلى النظام الدكتاتوري المطلق الذي يكون فيه الحاكم ممثل الله على الأرض وصوت السماء، الحق المقدس بمباركة دين الدولة؟
ثم كيف يمكن لدولة مكونة من أفراد لهم انتماءات عرقية مختلفة ومعتقدات وقيم متنوعة ورؤى فكرية وميول سياسية شتى أن تكون لها هوية قومية ودينية محددة؟
كيف يمكن أن نطلق على مصر أو العراق مثلا صفة "دولة عربية إسلامية" بما انه يتواجد فيها سكان أصيلي البلاد لكنهم ليسوا عربا ولا مسلمين، بغض النظر عن قلّة عددهم؟؟
مرت الثورة التونسية بسلام وبخسائر اقل بكثير مما يحدث ألان بمصر من مساس بالبنية التحية وبالمواطنين. الفضل أكيد يعود إلى المجتمع المدني العلماني الذي أرسي دعائمه نظام بورقيبة. سلوك بن علي ديكتاتور تونس بتنحيه عن السلطة دليل على ما بلغه الشعب التونسي حضاريا بفضل قانون حيادية الجيش الملزم بحماية الشعب ضد أي اعتداء داخلي أو خارجي لا كما هو الحال بمصر مثلا حيث ينص القانون على انه ملزم بحماية الشرعية الدستورية التي تضمن بقاء الحكام وإن تقاتل الشعب وقامت حرب أهلية دون ذلك.
أود أن أسئل كم سيقبل كل حاكم عربي من دم مقابل التخلي عن كرسيه أسوة ببطل العروبة صدام حسين أحد أكبر السفاحين الذين عرفتهم البشرية ؟؟
الكل رأى مدى حيادية الجيش المشبوهة والمثيرة للاستغراب في حين يتقاتل أمام أعينه الشعب الأعزل مع أذناب النظام بل يرمي هؤلاء البلطجية المأجورين والذين يبدوا أن اغلبهم من الأمن المتظاهرين الرافضين لبقاء مبارك بالسلطة بالرصاص الحي. جريمة لا يرف لها جفن مبارك ولا تدفعه للتخلي عن منصب غير شرعي إنسانيا لا حبا للوطن بل خوفا من المسائلة والمتابعة القانونية عما قام به هو وأسرته الحاكمة من سرقات.
طلب الجنرال رشيد بن عمار من بن علي الخروج من البلاد سلوك حضاري جدا مقارنة بسلوك جنرالات مبارك. عصبة من البرجوازيين الذين اثروا على حساب الشعب والذين بدؤوا تقديم كبش فداء لتمرير بقاء النظام الذي فقد الشرعية بسبب الدماء البريئة التي سالت بدون ذنب على تراب ميدان التحرير.
كباقي الحكام بالبلاد "العربية الثقافة"، مبارك نموذجا لم يقم طيلة فترة حكمه بأي تصرف يدحض الادعاء بأنه ليس باحثا عن الجاه والسلطة وما يحدث من جرائم ضد الإنسانية على ارض مصر ألان في تصدي غير إنساني للمتظاهرين العزل دليل على انه دكتاتور يقود ثورة مضادة ضد الشعب ومصالحه وأنه لا يقل شراسة وعدوانية عن باقي الحكام العرب الذين تعج سجونهم بمعتقلين بسبب الرأي. سجون تحدث خلف أبوابها أبشع الممارسات. اعتداءات نفسية وجسدية الغاية منها لا القضاء على شخص المخالف فقط بل إرهاب كل من تسول له نفسه الوقوف بوجه النظم ومحاسبتها. اعتداءات تجعل ذكرى الأعمال الإرهابية التي قام بها صدام حسين ضد شعبه تطفوا بقوة وسفور. الكل يعلم كم الدماء الذي اسأله لإحباط ثورة مارس 1991 لما ثار عليه الشعب وقد كانت انتفاضة شعبية وليست انقلابا عسكريا ولم يستخدم السلاح من قبل المنتفضين إلا في فترة تالية وذلك بعد استخدام القوات الحكومية أساليب القمع المتنوعة. في خضم تلك الأحداث كانت الشعوب العربية وحكوماتها تهلل وتصفق لبطل القمع والتحرير القومي. لم يتحرك العالم لما احرق ودفن القائد الهمام اغلب من وقعوا تحت طائلة عصاباته أحياء والمكتشف من المقابر الجماعية بلغ الى حد الان أكثر من 240 مقبرة واكتفى البعض بتنديد لا يرقى إلى مستوى تلك الجريمة ضد الإنسانية. فهل يمكن أن نكتفي بتباكي الشعوب العربية والصمت المشبوه لحكوماتها وهل يمكن أن نقنع أنفسنا أن القوى الغربية تندد وتتألم للاستنزاف البشري الذي يحدث ألان بمصر؟؟
أليس إرهابا اعتدناه وألفناه للشعب من طرف حزب حاكم أحادي القرار لا يعرف أحد متى سيعيد لمبارك رشدته ليدرك فداحة جريمته أمام صمت عالمي مشبوه ؟
يقول الد.إبراهيم حمّامي 01 في مقاله " مصر في عهد الطاغية مبارك " /02/2011
" وضعت لجنة حماية الصحفيين مصر في المرتبة العاشرة في قائمة للدول الأشد قمعاً لمستخدمي الإنترنت، ذلك لقيام السلطات المصرية بحجب عدد من المواقع على شبكة الإنترنت، إضافة إلى أنها ترصد نشاط الإنترنت على أساس منتظم، حيث تمر حركة جميع مزودي خدمة الإنترنت عبر الشركة المصرية للاتصالات التي تديرها الدولة، وتقوم السلطات بانتظام باحتجاز المدونين الناقدين للحكومة لأجل غير مسمى، وقد وثّقت جماعات معنية بالدفاع عن حرية الصحافة حالات احتجاز أكثر من 100 مدون في عام 2008 وحده – مايو 2009" لكن حجب المعلومة كما حدث في مصر سواء على القنوات التلفزية أو الانترنيت أو المحمول وسحب الأمن وأمر الجيش بالحياد وترك بلطجية رعاع مجندين يعيثون في البلاد فسادا بالتخريب والاعتداء على الأملاك العامة والخاصة لإحباط الهبة الشعبية ليس سابقة يقوم بها نظام مبارك ليرسم قطيعة مع سلوكيات إنسانية حضارية مع الشعوب كانت قائمة سابقا بل هي امتداد لما حدث وسيحدث في كل بلد يفكر شبابه في رسم مستقبل وردي يطيب فيع العيش. الثورة الشعبية التي كانت سلمية في البدء تحولت إلى صراع همجي بين معتدين بالعنف وشباب رائع لم يفعل شيئا سيئا سوى التعبير عن رأيه والمطالبة بمطالب شرعية في بناء مستقبله واختيار حكامه والغاية طبعا هي بكل بساطة إرهاب الشعب والدفع به للقبول بأقل الضررين: النظام القائم بكل عيوبه بدل الموت جوعا وتعذيبا ومهانة وقتلا.
هل يهتم حكامنا لكم الدماء التي تسيل وستسيل مستقبلا لما يطالب الشعب بحقوقه في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية والتمتع بثروات البلاد؟
النظم الحالية عمقت الخلافات الداخلية وجعلت البلدان ثكنات عسكرية كبيرة تتصارع فيها الأطياف الفكرية والطوائف الدينية وتتقاتل بمباركة رجال الدين. على سبيل الذكر : تصدرت السعودية ومصر قائمة الدول التي تفرض فيها الحكومات قيودا على الدين، وفقا لتقرير أمريكي وبحسب تقرير "القيود العالمية على الدين" الصادر الأربعاء 16-12- 2009.
الامبريالية الأمريكية لن ترضى بتحول سلمي للسلط في البلاد العربية الثقافة يضمن حق كل أطياف الشعوب ولن يرضيها أي تغيير إلا بعد إنهاك البلاد وتركها تعاني لمدة طويلة حماية للمصالح الخاصة كما انه لا يمكن الحديث عن حسن نوايا حكامنا الذين يظهرون أنانيتهم المسرفة باحتفاظهم بمراكز لم يمنحها الشعب يوما الشرعية بل وضعتها القوى الخارجية في إطار الثورات المضادة. يعلم حكامنا المبجلون جميعا انه غير مرغوب فيهم لكن يعلمون يقينا انه في حال تنحيتهم عن مناصبهم الكرتونية فسيفقدون كل الامتيازات التي نعموا بها. لن يقبلوا مقابل موت كل الشعب التخلي عما سرقوه بل إنهم مستعدون للتضحية بالبلد وهذا ما فعلوه في اغلب مواقفهم السياسية الداخلية والخارجية والتي تصب بالضرورة في مصلحة إسرائيل أساسا في مقابل حق الشعب الفلسطيني في أرضه. هذا الشعب الذي يتاجر به الكل حكامه قبل الآخرين والذي لن ينعم بأي حق لأنه يجب أن يبقى جرحا غائرا دامِ في الضمير العربي يخدم النظم ويضمن لها لحنا دائم العزف لا يتوقف.
لن تتغير الحياة السياسية بلداننا إلا لما نقيم مجتمعات مدنية علمانية فيها فصل تام بين الدولة وكل انتماء فكري أو عقائدي ولما يؤمن الكل بحق المواطنة بعيدا عن التعصب القبلي ويعي الكل دوره في بناء بلاده ويدرك واجباته في السير بمجتمعه بثبات نحو الرقي. حينها سنكون من يختار الحكام و ستصير لدينا دول يحاكم فيها المسئول حين يخطئ ككل أفراد الشعب.



#رويدة_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سري من بلاد قمعستان
- دكتاتورية الحكام وارادة الشعوب
- تونس تُسقط حائط برلين العرب ... شعب يصنع الامل .
- بعيدا عن أوهام القداسة: الإسلام. المبحث 5 الجزء 2
- ثقافتنا العربية بين عدائية التراث ومتطلبات العصر
- بعيدا عن أوهام القداسة : المسيحية. المبحث 5 الجزء 1
- أباء مقدسون أم بحث عن أصالة (المبحث4 )
- العشيرة المُصطفاة و وهم القداسة : المبحث 3
- المبحث 2 : الله: خالق قدسي او مخلوق ميكافيلي
- حضارات الديانات الابراهيمية بين العقيدة و السياسة (جزء1)
- دين الإنسان البدائي و سيوف التوحيد الإبراهيمي
- أحلام رهن الاعتقال/ خيبة الاله
- أحلام رهن الاعتقال : هكذا رأيت الإله
- القطيع العربي : كرة القدم نموذجا
- أحلام رهن الاعتقال/ الحرية شمس يجب ان تشرق
- القطيع العربي و ثور الدالية
- أحلام رهن الأعتقال / الإله يتعثّر بجلبابه
- شفير الهاوية [الجزء 3 و الاخير ]
- شفير الهاوية [الجزء 3 الاخير ]
- شفير الهاوية [الجزء 2]


المزيد.....




- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رويدة سالم - ما المصير ؟