فاتن نور
الحوار المتمدن-العدد: 976 - 2004 / 10 / 4 - 07:34
المحور:
الادب والفن
بقلمي الرصاص الصغير جداً حدّ الأفراط ْ،
رَسمت ُ على زجاج نافذة زنزانتي وجه طفلٍ يبتسمْ،
رآهُ السجّانْ، بلا تردد
رسمَ حبلاً شنقه ْ
الحياة ُ والموتُ في إبتكاراتٍ وأنماط ْ،
أطفأت ُ سيكارتي،رَكلت ّ ُ كأسي..
صنعت ُ تابوتاً وضعت ُ فيه ِ نفسي..
وقلت ُ سأموت ُ غداً..
أ ُريد ُ أن أكونَ بلآ غد ٍ بلا أشواط ْ ،
فهذا السجّانُ يُقطّع آمالي..
يَنتعلُ حاضري بضراوةِ الأسواط ْ،
ا ُريدُ أن أكونَ بلا غدٍ...
أقولها وأنا أقتربُ من القضبان ْ،
أرى الريحَ في الخارج،قويّة ًتُجهِضْ أجنّة ِ الأرحام ْ،
وفيِ داخلَ زنزانتي ..دفئٌ محمومٌ..لَزجٌ سام ْ،
حزنتُ،
خارَ دمعي... لممتهُ بكأسيِّ المصدوع،بصبر ٍ وحذر ٍ تامْ،
وضعتهُ أمامي..
حدّقت ُ فيهِ..أطِلتُ التحديقْ..
رأيته ُ يَتبخرْ..يتسامى.. يَخرجُ من بين القضبانْ،
ربّاهْ....لا أقوى على التصديق،
فأنا أَشعرُ ببعضِ حريّة..
إنها بعضُ حريّة..إلهامٌ وتحليقْ،
جزءٌ مني في الخارج ،
جزءٌ مني يَمتزجُ بذراتَ الترابِ في الهواء..
بقطرات المطرْ..
ويسقطُ على الأرضِ نَديّاً.. يَنفذُ عمقاً..
يَتغلغلْ..يُداهمُ تارة وُينادمْ..
جزءٌ مني إليكَ قادمْ،
جزءٌ زهيدٌ جداً لكن بأحساسٍ عارمْ،
دَبيبُ حياة ٍ يأتيكَ..
مِنْ خلف َ نافذة زنزانتي..
ومِنْ جورَ سجّان ٍ لأبتسامةِ طفل ٍ عادمْ ،
لا تقلْ رَحَلت ُ.. لكَ بقايا رحلة ٍ معي وأسفارْ،
سقوط َ أسياد ٍ.. وسيادةِ خادمْ.
******
فاتن نور
04/09/18
#فاتن_نور (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟