أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - ياسر قطيشات - دولة أبو سليمان: سياسي من طراز رفيع ومفكر إصلاحي















المزيد.....

دولة أبو سليمان: سياسي من طراز رفيع ومفكر إصلاحي


ياسر قطيشات
باحث وخبير في السياسة والعلاقات الدولية

(Yasser Qtaishat)


الحوار المتمدن-العدد: 3265 - 2011 / 2 / 2 - 02:16
المحور: سيرة ذاتية
    


لم استغرب شخصيا أن يكلف جلالة الملك عبد الله الثاني دولة الرئيس معروف البخيت بتشكيل الحكومة للمرة الثانية في غضون خمسة أعوام، فجلالته على اطلاع تام بقدرات وإمكانيات وفكر وعقلية دولة أبو سليمان الذي عمل مديرا لمكتب جلالته ومديرا لمكتب الأمن الوطني المرتبط مباشرة بجلالة الملك .
ودولة أبو سليمان أردني أصيل تربى في مؤسسة أبو حسين العسكرية وينحاز بفكره وقلبه للطبقات الفقيرة والمتوسطة لأنه خرج من رحمها، وعايش ألمها ومعاناتها والتصق بطبقات الشعب المختلفة ولم ينحاز يوما إلا للمصلحة الوطنية ولخدمة مشروع جلالة الملك عبد الله الإصلاحي على مختلف الأصعدة، ولذا فلا نستغرب أن يوظف دولة أبو سليمان فكره وعلمه في خدمة الوطن والمواطن والمؤسسة الملكية، فأتحفنا مؤخرا بسلسلة محاضرات سياسية تنم عن عقلية سياسي رفيع ومفكر عز نظيره في الوسط الثقافي والسياسي الأردني، ما دفع بعض الكتّاب للمناداة بنشر فكر ومقالات ومحاضرات دولة أبو سليمان في مجلد وطني شامل تحت عنوان "الفكر السياسي الأردني" الحديث، وهو واجب الباحثين والخبراء لحفظ ذاكرتنا الوطنية وتاريخنا السياسي للأجيال القادمة .
وربما تؤمن اغلب فئات الشعب الأردني وأحزابه ومؤسساته المدنية، أن الرئيس الذي يأتي من مؤسسة الجيش هو أكثر رئيس وزراء مؤهل للتعامل بجدية مع ملف الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي، فكيف إن كان الرئيس المكلف هو دولة أبو سليمان الذي لم يكن ابن المؤسسة العسكرية وحسب، وإنما سياسي تخرج من أرقى جامعات العلوم السياسية وعمل في مجال التعليم العالي وخاض تجارب سياسية ودبلوماسية لسنوات عديدة في عهد جلالة الملك عبد الله الثاني، ناهيك عن ذلك هو ابن الطبقة المتوسطة الذي تدرج في خدمة الوطن في مناصب عسكرية ودبلوماسية وسياسية مختلفة قبل أن يحظى بثقة جلالة الملك لتشكيل الحكومة الثامنة في عهده.
وهو أيضا شخصية سياسية ثقافية معتدلة ويتسلح بعمق استراتيجي وتفكير منطقي تجاه العديد من الملفات الساخنة والحساسة على الساحتين المحلية والخارجية، وقربه من عامة الناس جعله محل احترام وتقدير وسائل الإعلام والمثقفين والنخب السياسية، فتقاطع بصلاته الودية والشخصية مع مختلف أطياف المجتمع المدني والمؤسسات الرسمية، والتقى مع الجميع بمشروعه الإصلاحي والسياسي ورغبته الجادة في قيادة زمام التغيير القائم على التدرج الزمني، فضلا عن إدراكه التام لقيمة وأهمية التحولات العربية والإقليمية الجارية، وارتباطه الوثيق بالقضية الفلسطينية التي يوليها اهتمام كبير بحكم ارتباطها الاستراتيجي بسياسة الأردن الداخلية والخارجية .
وفي ديسمبر 2010م، طرح دولة أبو سليمان برنامج إصلاح سياسي وطني محدد بفترة زمنية تصل إلى ثلاثون عاما يجري في نهايتها الوصول إلى مبدأ تداولي سلمي بين الأحزاب في تشكيل الحكومات، نال إعجاب وثقة مختلف التيارات السياسية والثقافية الشعبية والرسمية في الأردن، بما فيها المعارضة الإسلامية، ما دعا البعض إلى تطبيقه بوصفه أفضل برنامج إصلاحي شامل يُطرح منذ عقدين، ويؤسس لعلاقة راسخة متزامنة بين خطط التنمية السياسية وخطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وأكد البخيت إلى ضرورة تدارسه على صعيد مختلف القوى الوطنية ليرقى إلى مستوى المبادرة المكتملة التي تشمل خطط التنمية السياسية والاجتماعية والاقتصادية باعتبارها صلب اهتمامات الأمن الوطني الأردني.
وخريطة الطريق الإصلاحية التي أطلقها البخيت حظيت بموافقة واهتمام قوى المعارضة، خاصة الحركة الإسلامية، التي رحبت بالبرنامج الإصلاحي الذي وصفته بالمشروع الإصلاحي الذي يتقاطع مع مشروع الحركة الإسلامية الأردنية وتصورها العام لمختلف مضامين الإصلاح والتغيير في الأردن، ودعا المراقب العام السابق للإخوان المسلمين سالم الفلاحات لضرورة التحاور حولها، وهي دعوة لا يمكن تجاهل قيمتها وأهميتها حينما تصدر من الحركة الإسلامية التي لم تكن يوما لتعبر عن رضاها عما يصدر عن شخصيات سياسية رسمية، لكنها أمام خارطة دولة أبو سليمان الإصلاحية، اعترفت لأول مرة إنها تتقاطع مع برنامجها الإصلاحي، ما يؤشر إلى أن برنامج البخيت الإصلاحي هو محل إجماع وطني لا يختلف عليه اثنان، وان اختلفت الآراء حول الجزئيات والفروع.
وخلال تولية أمانة المسؤولية في الحكومة الأولى له، دخل دولة أبو سليمان مقر الحكومة في الدوار الرابع وخرج من الوظيفة الرسمية، وهو نظيف اليد، لم تكن له شركات أو مصالح خاصة أو أجندات معينة، ورفض كل الضغوط من أصحاب الأجندات والمصالح الشخصية، ولم يعين في حكومته أحدا من المحسوبين عليه، لأنه يؤمن أن منصبه أمانة يُسأل عنها يوم الدين وأمام جلالة الملك، فقضى عامان في منصبه نزيها شريفا، وتحمل عبء المسؤولية والظروف الدقيقة التي عُيّن فيها بكل ثقة واقتدار، فتجاوز الأردن في عهد حكومته آثار التفجيرات الإرهابية عام 2005م، وأعاد الثقة والطمأنينة للسياحة الأردنية حينما فازت المدينة الوردية البتراء كإحدى عجائب الدنيا السبع عام 2007م، ووضعت حكومته قانون البلديات الذي منح المرأة كوتا نسائيه بنسبة (20%)، وكانت أول حكومة أردنية تطبق قانون "إشهار الذمة المالية" عام 2006م، وفي عهده استكملت منظومة قوانين النزاهة الوطنية، مثل قانون هيئة مكافحة الفساد وقانون ديوان المظالم وقانون مكافحة غسل الأموال، ويسجل لحكومة البخيت الأولى أنها انحازت للمواطن والطبقات الفقيرة والمتوسطة ورفضت رفع أسعار المحروقات حرصا على الأمن الاجتماعي .
ودولة أبو سليمان تعامل مع الإعلام بسعة صدر وصبر عظيم، فواجه كل أشكال النقد على حكومته بحكمة وثقة، وتحاور مع مختلف وسائل الإعلام المؤيدة والمعارضة، وحظي باحترام الأوساط الإعلامية لأنه يؤمن بحرية القلم والفكر، وهي سمات القائد السياسي المحنك والمفكر الإصلاحي الذي يخاطب ويستمع للآخرين على قاعدة الرأي والرأي الآخر، فتحرر من قيود الانفرادية بالرأي، وكان يطلب النصح والمشورة إيمانا منه بان رأي الأغلبية الراشدة هو في مصلحة الوطن والمواطن .
أمام ذلك كله، لا نستغرب أبدا أن يكلف جلالة الملك عبدا لله الثاني دولة أبو سليمان تشكيل حكومة جديدة، تكون مهمتها الرئيسية إطلاق مسيرة إصلاح سياسي حقيقي من واقع رؤيته الوطنية الشاملة التي قدمها مؤخرا، تعكس فكر جلالة الملك الإصلاحي الوطني التحديثي، تعزيزا لمسيرة البناء والديمقراطية التي عززها جلالته منذ سنوات خلت، وركز جلالته في كتاب التكليف أن يولي في هذا الصدد أهمية قصوى للشباب بوصفهم قادة التغيير والمستقبل، ولا شك أن دولة أبو سليمان سيولي هذا الجانب أهمية عليا لأنه على تماس مباشر بالشباب وقضاياهم، كما أنه مهتما شخصيا بانجاز إصلاح سياسي واقتصادي واجتماعي شامل تلسمه مختلف طبقات الشعب الأردني، وتوفر للمواطن الأردني الأصيل الحياة الكريمة التي يستحقها.
فلنقف كلنا؛ مواطنين ومؤسسات وقوى سياسية ونخب، خلف حكومة أبو سليمان وندعه يعمل بصمت، لأنه قادرا على تحمل أمانة مسؤولية الوطن وثقة جلالة الملك، ويحبذ أن يلمس المواطن فعله لا قوله، فأهلا وسهلا بك دولة أبو سليمان، وسرّ على بركة الله –مستعينا- لتحمل مسؤولية الوطن الكبيرة.



#ياسر_قطيشات (هاشتاغ)       Yasser_Qtaishat#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إسرائيل ومحاولة إنقاذ النظام المصري
- مأزق ما يسمى ب-الدولة- في النظام العربي
- غياب الاستقرار في المنطقة انعكاس لانعدام الديمقراطية والاصلا ...
- انتفاضة الشعب المصري وسؤال -مصير النظام-
- تدخل العسكر في السياسة : محاولة فهم طبيعة الانقلابات العسكري ...
- الفساد و-لعبة- الوظيفة الحكومية
- المطلوب -عقد اجتماعي- جديد في الأردن
- ما يرى وما لا يرى في السياسات التدخلية للحكومات العربية
- تركيا وإسرائيل .. حسابات الفرص والمخاطر
- مستقبل تطبيع العلاقات الخليجية – الإسرائيلية : المقومات والم ...


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - ياسر قطيشات - دولة أبو سليمان: سياسي من طراز رفيع ومفكر إصلاحي