سوزان الخفاجي
الحوار المتمدن-العدد: 3264 - 2011 / 2 / 1 - 21:12
المحور:
كتابات ساخرة
امي انسانه بسيطه جدا ولم تسنح لها في حياتها الشاقه ان تتعلم القراءه والكتابه وهي كغيرها من امهاتنا في جنوب العراق متدينه بشكل فطري وتقواها وخوفها من الله والائمه تصل الى درجة الفوبيا فهي لاتسمع الاغاني لان ذلك حرام كما تتصور وتلبس السواد على الاقل شهرين في العام على الاقل (عاشوراء وصفر) حزنا" على الحسين وصحبه ولاتفتح التلفزيون الا على قناة (الانوار) و(الفرات) و (الغدير) لكي تتجنب غضب الله الذي سيحل عليها حتما" اذا استمعت الى اغنيه او شاهدت مشهدا" فاضحا" قد يظهر اذا تفرجت على قناة غير تلك القنوات
امي ليست اميه (ابجديا") فقط بل (معرفيا") فهي لاتعرف اي شيء في هذه الدنيا سوى اسماء ابناءها واقرباءها وجيرانها واسم مدينتها وسمعت ايضا" بنوري السعيد وعبد الكريم قاسم وصدام حسين ونوري المالكي ولاشيء اكثر من ذلك وهذا كل مخزونها المعرفي
امي هذه اثارت دهشتي في ثلاث مواقف لها اكثر من مغزي
الموقف الاول
في اليوم التاسع من محرم عدت من الدوام في التاسعه صباحا" مما اثار استغرابها وجعلها تستفسر عن سبب عودتي المبكره على غير العاده فاخبرتها ان مدير الدائره اخرج موظيفها ليشاركوا في مسيرة عزاء حسيني فدهشت امي قائله( شنو هالاستهتار منو اهم الشغل ام العزاء ؟ ليش ميطلعون للعزاء بعد الدوام؟) فغرت فمي دهشة" لما اسمع
الموقف الثاني
عندما كتبت مقالتي ( طيح الله حظج امريكا) سمعت طراطيش كلام عن هذه المقاله ورغم انها تشعر بالم شديد لما حل بالعراق بعد دخول الامريكان لبلادنا الا انها قالت ( بس والله حيره لو ما امريكا منو يكدر يخلصنا من صدام وضيم صدام)؟ سؤال مشروع و صحيح وجدي وناضج.
الموقف الثالث:
كنت اتفرج على لقاء في قناة الفيحاء مع السيد احمد القبانجي وعدد من السياسيين والمثقفين العراقيين وفي هذا اللقاء قال السيد احمد القبانجي ان بناء الحسينات والجوامع حرام في بلد يفتقر للمدارس والمستشفيات
هزت امي رأسها بالموافقه وقالت ( لا عاب فمك سيدنا)
موقف غايه بالدهشه و لايحتاج الى تعليق سوى التساؤل اليست امي اكثر نضجا" ووعيا" من اكثر السياسيين المتصدرين للمشهد السياسي في العراق اليوم
#سوزان_الخفاجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟