أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سوزان الخفاجي - في اطار اعادة كتابة التاريخ في زمن العولمه (ثورة تموز في العراق خطأ تأريخي)














المزيد.....

في اطار اعادة كتابة التاريخ في زمن العولمه (ثورة تموز في العراق خطأ تأريخي)


سوزان الخفاجي

الحوار المتمدن-العدد: 2345 - 2008 / 7 / 17 - 04:25
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


شعرت بحزن ومرارة شديده وانا أقرأ مقاله لكاتب احترمه جدا" واحترم ايضا" الجريدة التي يرأس تحريرها واقصد هنا السيد هفال زاخوي والمقاله كانت بمناسبة تنحي فيديل كاسترو عن السلطه في كوبا. لقد وضع الكاتب كاسترو وصدام حسين في خانه واحدة ناسيا" او متناسيا" الفروقات الجوهريه التي طبعت حقبتيهما في العراق وكوبا. فرغم ان كلاهما ديكتاتوران الا ان منطق العدل والانصاف يستدعي ان نقرر ان كاسترو هو مناضل شريف انبثق من رحم الجماهير وعبر ولفترة طويله من الزمن عن طموحاتها ناهيك عن انه اصبح رمزا"عالميا" للثوره والنضال ضد الظلم ومن اجل الحريه والمساواة بين البشر.واذا كان حكم كاسترو قد حرم الناس من بعض حقوقهم السياسيه والثقافيه الا انه لم يتسبب في حدوث مآسي وويلات كتلك التي جلبها صدام للعراق وشعب العراق.
تذكرت هذه المفاله وانا اشاهد برنامج لقناة الحره عراق عن ذكرى ثورة تموز 1958 في العراق والبرنامج يقود المشاهد من خلال التقارير غير المحايده ومن خلال مداخلات ضيوفه الى الاستنتاج الى ان ما حدث في تموز 1958 كان خطأ" تأريخيا" قطع الطريق على التطور السلمي الطبيعي للمجتمع والدوله العراقيه وادخل العراق في دوامة الصراعات السياسيه الدمويه التي لاتزال مستمره حتى يومنا هذه.
ورغم وجاهة هكذا وجهة نظر الا انها مع الاسف وجهة نظر احادية الجانب وتنطوي على قدر غير قليل من السطحيه لان ثورة تموز ما كان لها ان تستمر لولا الزخم الجماهيري الكاسح المرحب والمساند لها. وهذا الزخم طبعا" لم يأتي من فراغ بل هو تعبير عن حاجات موضوعيه ملحه للمجتمع العراقي ويعبر عن مستوى الازمه التي وصلها النظام الملكي والمعاناة الكبيرة لقطاع واسع من المجتمع العراقي.
فلو كانت ثورة تموز حدثا" فوقيا" مقترن برغبة مجموعة من الضباط لكان بالامكان قمعها بسهوله وخلال ساعات لكن الذي حصل ان دعما" جماهيريا" سريعا" قلب كل الموازين وقاد الاحداث بالاتجاة الذي سارت عليه لاحقا".
انا لا اريد ان ابرر هنا الاخطاء والجرائم التي رافقت الثوره وخاصة المصير المؤلم للعائله الملكيه وكذلك الويلات التي حلت بالعراق في مراحل لاحقه بل اريد ان اقرر ان ماحدث كان له مبرراته الموضوعيه التي حتمت حصول التغيير الذي كان من الممكن ومن الافضل ان يحدث باشكال اخرى.
ويذكرني برنامج قناة الحره عن ثورة تموز بتلك المقاله التي كتبها احد الكتاب العراقيين واعتبر فيها ثورة اكتوبر عام 1917 في روسيا خطأ" تاريخيا" ولا ادري كيف يمكن ان نتصور ان هذا الحدث الذي نقل نصف الكره الارضيه نقله نوعيه جباره واستنهض الشعوب للكفاح من اجل التحرر والتقدم الاجتماع واشاع على نطاق واسع وفي كل ارجاء الدنيا مفاهيم العدالة الاجتماعيه والتحرر وحرية المرأة . وفوق كل ذلك لا يمكننا ان نتصور حال الدنيا بدون الاتحاد السوفياتي ( وليد ثورة اكتوبر) في ظل نهوض النازيه والفاشيه في الثلاثيتات من القرن الماضي .
ان نقد ومراجعة الاحداث التاريخيه الكبرى في تاريخ الشعوب مسأله مطلوبه وضروريه لكن هذا النقد يجب ان يكون موضوعيا" وعميقا" ومحايدا" وبعيدا" عن تأثيرات المفاهيم التي اشاعها عصر العولمه عصر انتصار الرأسماليه وتراجع الافكار الاشتراكيه لان هذا العصر زائل لا محاله وفي نهاية المطاف لايمكن ان يصح الا الصحيح.



#سوزان_الخفاجي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هلوسة بعنوان ( دور الانتلجستا في الصيروره المكانيه والزمانيه ...


المزيد.....




- خبير: الكرملين لا يسعى لإسقاط النظام الإيراني بل يراهن على ج ...
- في ملجأ محصن.. خامنئي يعزل نفسه ويحدّد خليفته تحسبًا لاغتيال ...
- القبض على أول شخص من عائلة بشار الأسد في سابقة أمنية لافتة ب ...
- تل أبيب تصعّد حملتها ضدّ المنشآت النووية ال?إيران?ية وتلوّح ...
- مساعدات التنمية: ألمانيا تقلص الإنفاق على الناس الأكثر فقراً ...
- فرنسا: المنطاد الأولمبي سيعود للتحليق في سماء باريس بعد تحول ...
- بالأرقام.. هكذا يضيّق الاحتلال الخناق على خان يونس
- عبر الخارطة التفاعلية.. آخر التطورات في المواجهة الإيرانية ا ...
- ردّا على ترامب.. الكنديون يلغون رحلاتهم إلى أمريكا.. من يدفع ...
- الجيش الإسرائيلي: قتلنا قائدا آخر بفيلق القدس.. ونخوض -واحدة ...


المزيد.....

- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سوزان الخفاجي - في اطار اعادة كتابة التاريخ في زمن العولمه (ثورة تموز في العراق خطأ تأريخي)