أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سامي الاخرس - مصر انتصارات لن تنتهي















المزيد.....

مصر انتصارات لن تنتهي


سامي الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 3264 - 2011 / 2 / 1 - 20:01
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


مصر... إنتصارات لن تنتهي
أسئلة عديدة تأتي في السياق الطبيعي في مجمل الأحداث الطارئة التي فجرها الشاب محمد بوعزيزي في تونس، وتحولت من احتجاج فردي إلى ثورات شعبية في تونس ثم سرعان ما انتقلت إلى مصر، وهناك العديد من الدول العربية التي تترقب الوضع ومرشحة بقوة للانتفاض قريباً، وهذه الأسئلة تطرح ذاتها في خثلد أي مواطن عربي عادي ينتظر بحالة ـأملية لما ستسفر عنه الأحداث في مصر التي تعتبر قلب الأمة العربية، وذات مركز استراتيجي دولي أيضاً، فمصر تعتبر ذات ثقل ووزن خاص ليس في النظام العربي الرسمي، أو النظام الدولي الرسمي، بل في وجدان الشعوب العربية، واهتمام المواطن العربي البسيط، وهو ما أثبتته الأحداث الجارية في مصر، والذي عبر عن دلالة طبيعية على مكانة مصر ودورها القومي والإقليمي والدولي سواء السياسي، أو الجغرافي، أو الاقتصادي، والثقافي، والحضاري المميز.
للحقيقة رغم حالة التفاؤل التي سادت الجميع وكل الشرائح والفئات من تحرك الشباب المصري، ومطالبهم العادلة، إلاّ أن المشاعر والأحاسيس تزاوجت وتمازجت بل وازدوجت ما بين التفاؤل والأمل من جهة والخوف على مصر من جهة أخرى، وهنا الخوف لا يعني على النظام السياسي، فأي نظام قابل للاستمرار، وقابل للتغيير، ولكن الخوف على مصر الكيان والدولة، والمكانة والاستقرار،والخوف كذلك من تآمر بعض القوى على مصر، وهي عديدة منها الاقليمي ومنها المحلي ومنها الدولي، الذي وجد بعدائه للنظام القائم فرصة لتصفية الحسابات مع مصر الكيان. ولكن وعي وحرص المواطن المصري ساهم حتى راهن اللحظة في إفشال هذه المخططات المبهمة، والتي لم تتضح صورتها بعد، وهو نفس الخوف الذي سيطر علينا بعد التآمر على العراق وتدميره ككيان ودولة وجسد قائم، والدفع بالدولة الأكبر عربياً وشرق أوسطياً إلى هاوية الفتنة والاقتتال والتشرذم، وبذلك إنهيار قوة عربية دافعة في مواجهة أي عملية إنصهار ضمن ترتيبات معينة من القوى الإقليمية والدولية الطامعة بهذه المنطقة.
وعودة على بدء وطرح التساؤلات أو التساؤل الأهم الذي يتمحور في ذهن كل واحد فينا، ما هو مصير ثورة الشعوب عامة؟ وهل حققت أهدافها في تونس؟ وهل ستحقق أهدافها في مصر؟
هذه التساؤلات المركبة والمعقدة تأتي ضمن السياق المنطقي المتشابك في حلقة رئيسية وأساسية، تصاغ في المآل النهائي بإجابة موحدة( مركبة) تستند على قراءة للماضي والحاضر والمستقبل، للخلوص لحقيقة ونتيجة مفادها الأساسي أن ثورات الشعوب قد حققت كل أهدافها برغم إنها لم تصل لخط النهاية، ولم يلقِ النظام أو بقاياه الفوطة للاستسلام، ولكن الثورة الشعبية قد حققت أهدافها ألاّ وهي تحرر الشعوب العربية من حالة إنعدام الثقة والخوف، والتحدي والإصرار على تحقيق أهدافها ومطالبها، وهذا هو المؤشر الرئيسي والأكثر أستراتيجية، والهدف المركزي الذي طوى صفحة وفتح صفحة أخرى مفادها أن الشعوب لن تصمت مرة أخرى، ولن تستلم بعد الآن، ولن تستباح كرامتها بعد مرحلة محمد بوعزيزي، وهو الهدف الأهمز حيث أصبحت الأنظمة الرسمية العربية عامة تدرك أن هناك من يراقبها ويترقبها، ويراقب سلوكها، ويحاسبها في أي وقت، والحساب حتماً سيكون عسير وقاسِ، وهو ما تأكد وإتضح من التصريحات والخطوات العديدة والمتسارعة لمعظم زعماء العرب وأنظمتهم، التي ستبدأ بإعادة حساباتها، وهذه الإعادة ستستند حاضراً ومستقبلاً على إدراك أن الفعل تحت المجهر الشعبي، أي أن عملية الإصلاح والمتوقع أن تتم ببطء تأتي بادافع الخشية من حساب الجماهير، والخشية من تحركاتها وإنقلابها، وهو ما يعتبر إجابة منطقية على الأسئلة السابقة دون الحاجة لتفصيل الإجابات بعملية تحليل لكل جزيئيات الحالة، فالثورة التونسية بوجه نظري حققت كل أهدافها الجوهرية والأساسية، أما الأهداف الشكلية لم تتحقق بعد، ولكن ستأتي تباعاً ضمن عملية انتقال تتم بمراحل متسلسلة يكون للشعب التونسي القول الفصل وهو ما ينطبق على الحالة المصرية أيضاً مع اختلافات شكلية بسيطة، فرضته الأوضاع المصرية والمكانة المصرية، وثقل مصر الذي تطرقنا إليه، وهو ما عبر عنه الرئيس المصري في كلماته المقتضبة للشعب المصري وإتبعها بالعديد من الخطوات الإجرائية المؤقتة التي ستؤدي لتغيرات جوهرية وأساسية في بنية النظام السياسي المصري، لأن الرئيس المصري ليس زين العابدين بن على، ومصر ليس تونس، وهناك فروقات شاسعة بين البلدين والنظامين من حيث الدور الإقليمي والدولي، ومن حيث الموقع الجغرافي ومن حيث الأهمية السياسية الاستراتيجية.
كما أن متغيرات عديدة ستشهدها المنطقة العربية على صعيد الأنظمة الرسمية، هذه المتغيرات إن لم تحدث بشكل دراماتيكي سريع، فإنها ستتم بشكل تدريجي تسلسلي بطء، ولكن لن تبق الأحوال عما هو عليه حالياً سواء على صعيد السياسات الداخلية والأساسية، أو على الأصعدة التنموية الإجتماعية، والإصلاح الشامل على كافة المستويات، وربما يؤكد ذلك بدء هذه المتغيرات في الأردن واليمن وما ظهر منها حتى راهن اللحظة مثل إعادة النظر في السياسات الوظيفية، والأجور، وغلاء الأسعار، وهي مقدمات لتغييرات جذرية قادمة، وكذلك ما صرح به الرئيس السوري أمس بشار الأسد بإمكانية إجراء إصلاحات في سوريا.
إذن فالمشهد الحالي عربياً ليس مشهد ضبابي أو معقد بل إنه مشهد واضح المعالم، محدد الخطوط والتنبؤات والأهداف، وهو سطر السطر الأول منه في تونس ولكن باقي الأسطر تأتي تباعاً من الشعب المصري الذي أرسل بعشرات الرسائل للمستوى الرسمي العربي، وللرأي العام العالمي والدولي، وللسياسات الاقليمية في المنطقة.
وأمام هذا الوعي المبهر للشباب العربي فإن ذلك يعتبر ضمانة وركيزة مطمنة بأن هذا الوعي لن يسمح لأي قوة كانت أن تلتف على طموحاته، وأهدافه، ومطالبة، فمن قاد ثورة بدون رأس ورمز قيادي بهذه القدرة على التنظيم، وهذا الوعي اللافت والمفاجئ، قادر على إفشال كل المؤامرات ومحاولات الإلتفاف على ثورتهم الشعبية التي جشدت ورسخت الحرية الفعلية لدى كل الشعوب العربية، وخلقت لديها حالة من التثوير المشتعل والقابل للانفجار في أي لحظة وفي أي بقعةفي المنطقة، كما خلقت جدار وصمام أمان لمستقبل المنطقة، لإدراك من يخططوا السياسات الدولية والإقليمية اليوم أن المنطقة العربية لم تعد تلك المنطقة التي تحكمها أنظمة الاستبداد، وشعوب متخلفة لا تعي مصالحها، بل يدركون الأن أن هذه المنطقة أصبح لديها وعي وإدراك وشباب قادر على الدفاع والنهوض بمستقبله، ما أدخلهم بحالة إرباك شديد في إعادة صياغة سياساتهم ومخططاتهم، فما تم بناءه سابقاً لم يعد يجدِ ويتطلب إعادة النظر به، بما يتوافق والمتغيرات الطارئة في مفاهيم الوعي الشعبي العربي، وبذلك فهم يترقبون وينتظرون.
خلاصة الأمر لا خوف على ثورة الشعوب العربية، فقد وصلت هذه الثورة قعر البئر وإرتوت من مياهة، وسكلت طريق معبد باتجاه واحد، اتجاه نحو الأمام والمستقبل لا عودة به وعنه، معبد بتحرر الشعوب من عقدة الخوف والخضوع، ومن قيود اليأس والإحباط.



#سامي_الاخرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تتحول تونس لنموذج للشعوب العربية؟!
- هل تصبح تونس نموذجاً للشعوب العربية؟!
- ثورة(الكفره) في تونس
- ازدواجية الوظائف في الجامعات الفلسطينية لمصلحة من؟
- في غزة الحكومتان وشركة الطاقة تنهبان الموظف
- غرفة عمليات أم مهرجان فضائي يا مقاومة غزة
- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وتجميد العضوية ب م ت ف
- عشرون اثنان وعشرون مونديال عربي
- المقاومة الفلسطينية وحالة الاغتراب
- الحرية لمن للأرض أم للإنسان؟
- الشقيري وجدلية م ت ف
- وجهة نطر. المقاومة الشعبية وأسطول الحرية
- أسطول الموت وهزيمة الذات
- الحالة الفلسطينية ما بين السلطة والمعارضة
- الاول من آيار والعمال والأحزاب العمالية
- مكالمة محلية من جهنم لغزة
- المقاومة الشعبية شعار الإجماع الوطني
- التحالفات الشرق أوسطية ما بين التاريخ والحاضر
- الضبياني العروبي والأخرس الماركسي
- حذاري من انتفاضة ثالثة


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سامي الاخرس - مصر انتصارات لن تنتهي