أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي الاخرس - غرفة عمليات أم مهرجان فضائي يا مقاومة غزة














المزيد.....

غرفة عمليات أم مهرجان فضائي يا مقاومة غزة


سامي الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 3117 - 2010 / 9 / 6 - 04:43
المحور: القضية الفلسطينية
    


غرفة عمليات أم مهرجان فضائي يا مقاومة غزة
للحظة شعرت وكأني أشاهد خطاب لزعيم عربي أمام برلمانه الصوري الذي يُفصله على مقاسه، شخص واحد يقف بياقته السلطوية ينظر ويخطب ببهرجة الزهو والغرور الاستخباراتي، وآخرون يصفقون بحرارة بلغة" عاش الملك مات الملك"، هكذا انتابني الشعور وأنا أتابع المؤتمر الصحفي الذي عقدته كتائب القسام بغزة وجمعت به أذرع لا تمتلك من الحقيقة سوى الاسم، ومن الفعل رواتب تقدم لها لتخدم أجندة ما حزبية وتنظيمية، وهذا لم يفاجئني مطلقًا، لأن المقاومة الفلسطينية أصبحت مقاومة شعار وخطاب وتهديد أعادت لنا ذكريات البيانات الصحفية والختامية من زعماء الأمة ووزراء الخارجية" ندين، نشجب، نستنكر، ردنا سيكون بالزمان والمكان المناسبين" تصريحات فراغية تتشظي بسماء الوهم الشعبي، لا تستهدف أكثر من بهرجة إعلامية بنكهة استغباء للمشاهد، والمستمع، دون أدنى فعل حقيقي، أو تخطيط استراتيجي واضح المعالم، محدد الأهداف.
ما فاجئني هو حضور كتائب الشهيد أبو على مصطفي للمؤتمر، وهو المرة الأولى التي اشعر أن كتائب ابو على ذراع الجبهة الشعبية، قد ابتلع الطعم، ولم يعد هو الذراع الذي لم نكن نسمع له سقطه، أو ابتذال لدوره ومكانته ومبادئه المستوحاه من مفهوم التحرر، والوطن أولًا وأخيرًا، وكذلك لمواقف الجبهة التي لم تكن بيوم مواقف تنحاز لمهرجان خطابي أو بهرجة احتفالية، لا تستهدف أكثر من السب والقذف والتخوين........... وهو ما لم نعهده مطلقًا بالجبهة الشعبية من قبل.
هنا لست مختلف مع المؤتمر للأذرع العسكرية، ولكني مختلف على الآلية والمنطق الذي عقد فيه هذا المؤتمر، وهو منطق الراعي والغنم، حيث أن كتائب القسام الذي أشرفت عليه، هي من تمنع المقاومين بغزة من إطلاق أي صاروخ على الاحتلال، وهي من تفسر المقاومة وفق المصالح السياسية لحكومتها في غزة، ووفق مفهوم المقاومة الذي أصبح مجزأ لغايات سياسية، ولا يهدف لعملية مقاومة فعليه تستهدف العدو في كل مكان وزمان، فأي غرفة عمليات تلك التي أعلنت عنها الأذرع العسكرية، وما مهمتها، وغاياتها، هل غاياتها تنظيم إفطار صحفي للقذف والسب والتخوين، أم ترتيب أجندة المقاومة فعلًا وليس قولًا وتخبطًا، وما هي الخطط التي انطلقت منها هذه الغرفة المعلن عنها، إن كان يوجد هناك خطط من الأصل، لأن الواقع أثبت أن المؤتمر أو المهرجان خطابي احتفالي بلا تخطيط تم اقتياد أذرع المقاومة وخاصة كتائب أبو على مصطفي، وسرايا القدس لتكون شاهد زور، وضيف كضيوف أعضاء البرلمانات العربية يصفقون دون أن يفهمون شيئًا، يتركون عقولهم ويستحضرون اكف أيديهم لتصدح بتصفيق لصاحب الفخامة والعظمة.
فالأحرى بهذه الأذرع كان أن تعقد مؤتمر للإعلان عن خطة مواجهة عسكرية شاملة، وإعلان مبادئ على مواصلة المقاومة بغزة والضفة سيان، وبنفس الوتيرة، وإبعاد المقاومة عن التجاذبات السياسية ومنحها هويتها المفقودة منذ اتفاقات أوسلو الرذيلة، والإعلان عن برنامج مقاوم لإفشال المفاوضات بمنطق المقاومة، وليس بمنطق السياسة الحزبية ومصالح الأحزاب، وغاياتها ومراميها.
انفض المؤتمر، وارتحل الموكب دون أن نعلم ما مصير المقاومة بغزة، وما مصير المقاومين الذين اعتدى عليهم وهم يتوجهون لإطلاق الصواريخ، أو يرابطون بمناطق الرباط، وما مصير فتح جبهة من حدود غزة، أو حتى مصير المقاومة بالضفة وكيفية الإرتقاء بفعلها الوطني عامة، وليس الفعل السياسي المغلف برائحة الحزبية التي صبت رصاصها وقذائفها في أجساد أبنائنا وحولت جلهم لمعاقين، وأموات تحت أنقاض شراستنا السلطوية المتنازعه على جيف الكرسي الذي أسر غزة بظروفها وجحيمها، ومزق الضفة بحواجزها وتنازلاتها، هذه هي الحقيقة التي كنت آمل أن اسمعها من الأذرع العسكرية، وليس شهادة الزور والانقياد للمرعى لأكل البرسيم والأعشاب والعودة إلى حظائرها تائهة لا تدرك اين تصوب فوهة بندقيتها.
فالمقاومة أيها المقاومون تعلمناها منذ القدم بأنها لا تجزأ ولا تنحصر ببوتقة سياسية، ولا تنقاد صوب حدب دون الآخر، هذه المقاومة التي تعلمناها وادركناها من وديع حداد، ومن كلمات الأسير أحمد سعدات، عندما أنطق الحجر قبل البشر بالقول الرأس بالرأس ..
سامي الأخرس
الثالث من سبتمبر 2010م



#سامي_الاخرس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وتجميد العضوية ب م ت ف
- عشرون اثنان وعشرون مونديال عربي
- المقاومة الفلسطينية وحالة الاغتراب
- الحرية لمن للأرض أم للإنسان؟
- الشقيري وجدلية م ت ف
- وجهة نطر. المقاومة الشعبية وأسطول الحرية
- أسطول الموت وهزيمة الذات
- الحالة الفلسطينية ما بين السلطة والمعارضة
- الاول من آيار والعمال والأحزاب العمالية
- مكالمة محلية من جهنم لغزة
- المقاومة الشعبية شعار الإجماع الوطني
- التحالفات الشرق أوسطية ما بين التاريخ والحاضر
- الضبياني العروبي والأخرس الماركسي
- حذاري من انتفاضة ثالثة
- الاقطاع الفلسطيني الجديد وتحرير القدس
- مستقبلنا السياسي في ظل حركة التاريخ
- وزارة الصحة الفلسطينية والتحويلات الخارجية
- اليمن ومأزق التقسيم
- فتح ما بين الاحتفال والاحتقان في ذكرى انطلاقتها
- للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حان الوقت لاستعادة ذاكرة التاري ...


المزيد.....




- في أمريكا.. اكتشاف مفاجئ لآثار ديناصورات بعد فيضانات مدمرة
- فازت بلقب أقبح كلب في العالم لهذا العام.. تعرف إلى -بتونيا- ...
- سموتريتش: لم أعد أثق بقدرة نتنياهو وإرادته على -حسم- الحرب ف ...
- تزايد ضحايا الجوع في قطاع غزة.. واجتماع طارئ لمجلس الأمن
- اللوفر: القصر الملكي الذي أصبح أكبر متحف في العالم
- تحقيق للغارديان عن -نمط إسرائيلي مستدام- بإطلاق النار على با ...
- -هل يمكنكم أن تخبرونا كيف مات؟-... محمد صلاح ينتقد بيان -ويف ...
- مقال في هآرتس: إسرائيل تخطط لاحتلال غزة لكنها لا تريد تحمّل ...
- مستوطنون يقتحمون الأقصى والاحتلال يشق طريقا استيطانيا شمال ا ...
- ترامب وأفورقي.. ما تخفيه الرسائل المتبادلة بين إريتريا والول ...


المزيد.....

- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه
- تمزيق الأقنعة التنكرية -3 / سعيد مضيه
- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي الاخرس - غرفة عمليات أم مهرجان فضائي يا مقاومة غزة