أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي الاخرس - الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وتجميد العضوية ب م ت ف















المزيد.....

الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وتجميد العضوية ب م ت ف


سامي الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 3110 - 2010 / 8 / 30 - 21:42
المحور: القضية الفلسطينية
    


تتناثر التصريحات وتتسارع وتيرتها يوميًا من قيادات الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حول الموقف من المفاوضات المباشرة المراد البدء فيها بين م.ت.ف وإسرائيل، وهي مفاوضات قديمة جدًا لها من العمر خمسة عشر عامًا، نفس عمر الخطوات التي تعلن عنها الجبهة الشعبية وقيادتها، دون فهم مغزى وأسباب ذلك.
الحق أن مواقف الجبهة الشعبية الحالية على المستوى السياسي والوطني في قمة التوازن الوطني، حيث إنها تحاول خلق حالة من التوازن، واستدعاء موروثها الفكري والسياسي الذي خطه الشهيد الدكتور "جورج حبش" كنهج عام في التعامل مع القضايا الوطنية، وما يؤكد على صحة ومصداقية مواقف الجبهة الشعبية هو إتهامها من كل الأطراف بأنها منحازة للطرف الآخر، فحماس تتهم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إنها منحازة لفتح بل وهوت عصا الحكومة المقالة في غزة على أبدان أبناء وقادة الجبهة الشعبية، ولاحقتهم عدة مرات لأنهم اصطفوا بجانب شعبهم، ولا ننسى تسخير الأقلام الأجيرة والوضيعه في مهاجمة الجبهة الشعبية بل هناك من المأجورين من عمل مقارنة جدوليه لمواقف الجبهة، واعتبر أن السجائر خط احمر لديهم.
وهناك من هاجمهم لأنهم طالبوا بإجراء الانتخابات بموعدها واستحقاتها، كما إنها وبذات الوقت تتعرض لهجمات واعتقالات لقيادتها من الطرف الآخر في رام الله، وفي هذه الحالة تؤكد الجبهة الشعبية إنها تقف موقف صادق ومتوازن من القضايا الوطنية، وهو ما يحسب لها وليس ضدها بأي حال لأنها إن لم تكن كذلك، فإنها لن تكون جبهة جورج حبش، ووديع حداد، وغسان كنفاني، وأبو علي مصطفى.
ورغم التقاسم الواقعي الجغرافي الذي تعيش في خضمه الجبهة الشعبية، وهو واقع ينقسم إلى ثلاثة أقسام جغرافيًا، وسياسيًا، واقتصاديًا يحتم عليها تهيئة تمازج بين هذه الاختلافات البيئية والجيوسياسية التي تعيش فيها قيادتها الممثلة بالمكتب السياسي واللجنة المركزية، آلا وهي سوريا ذات المواقف السياسية المعلنة من المفاوضات، وسلطة عباس، وم.ت.ف، ورام الله والوضع الأمني الخاص بها، وغزة وحكومة العصا التي لا تؤمن بأي شراكة إلا مع حماس فقط، أي أن حماس لا تؤمن بغير حماس وكل ما يصرح به عن شراكة وغيره، ما هو سوى لذر الرماد في العيون.
أمام هذا الواقع استطاعت الجبهة أن تكون أكثر قدرة على الحياد في العديد من المواقف المتوازنة، إلا أن ما يثير الدهشة، والعجب هي بدء حملة تسويقية كبيرة من بعض القيادات الجبهاوية، حول تجميد عضوية الجبهة الشعبية من اللجنة التنفيذية ل م.ت.ف، دون إبداء أي أسباب واقعية لهذا التجميد، وهو قرار أو سلوك سياسي إتبعته الجبهة الشعبية في السابق، حيث جمدت عضويتها في اللجنة المركزية عدة مرات وكانت تقدم مبرراتها حول هذا القرار، وكان أخر تجميد لعضوية الجبهة الشعبية في اللجنة التنفيذية لـِ م.ت.ف هو مع بدء مفاوضات "أوسلو" 1993م، كرد سياسي وتنظيمي طبيعي على هذه المفاوضات، وخلال الحقبة الماضية كان الخاسر الأكبر من عملية التجميد هي الجبهة الشعبية حيث إنها بذلك منحت اليمين كل ما يريد، وقدمت له على طبق من ذهب الإستفراد الكلي دون مضايقات أو مناوشات، فبلغت هيمنته ذروتها على مفاصل المنظمة، وبدء تفكيك عظامها ومفاصلها حسب مقاسه ورغباته في ظل غياب القوة الوحيدة القادرة على مواجهته وتعريته أمام جماهير شعبنا، كما أن الجبهة الشعبية قد خسرت على صعيدها الداخلي، حيث أنها افتقدت لتمثيلها الحزبي في مؤسسات م.ت.ف على كافة الصعد، وتركت عناصرها وكادرها فريسة للتسكع في طرقات الظلم الوظيفي والمعيشي، الذي أصبح فرض عين لأعضاء فتح وحماس فقط، وها هي النتيجة على الصعيد الداخلي، فحماس طالبت قبل الموقف السياسي بحصة أبنائها في الحياة والوظائف .....إلخ على كل مستوياتها، بل وتقاتل لأجل ذلك.
من هنا فان الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين يبدو إنها لم تتعظ، ولم تتعلم من الماضي الذي هو مؤشر للحاضر، وللمستقبل، وعليه لم تعد تقوى على طرح سبب تجميد عضويتها في م.ت.ف سوى الاحتجاج على المفاوضات المباشرة، فان كان هذا السبب الوحيد، فأنا أوجه سؤالي للمكتب السياسي للجبهة الشعبية منذ متى وقفت المفاوضات ؟! وما الجديد الذي يتطلب تجميد العضوية في اللجنة التنفيذية لـِ م.ت.ف؟
بكل تأكيد قرار الجبهة الشعبية (المقترح) بتجميد عضويتها في م.ت.ف لا يخضع لرؤية سياسية، بل يتأثر بعوامل جغرافية تحاكى المحيط الواقعي لهذه الاقتراحات الحالية، وخاصة من فئة تسلقت لتجد نفسها اليوم متأسلمة سياسيًا أكثر من منظري "الإسلام السياسي " الذي يشطح بمصيرنا على موائد الرحمن دون أن تجد بها فقيرًا واحدًا.
بل إن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مطالبة اليوم بمواقف أكثر جدية وعقلانية، وجرأة، ووطنية، فعليها العودة للخلف، وقراءة الواقع السياسي بأكثر منطقية ووطنية، بعيدًا عن هوجات العاطفة، ولو أدرك قادة المكتب السياسي للجبهة الشعبية وجلهم مغتربون عن الوطن، الحقيقة لقرروا الموافقة والاشتراك في المفاوضات المباشرة أو غير المباشرة، لأن لا احد يستطيع الوقوف في وجه التنازل عن حق العودة سواهم، بعد أن تنازل تجار القضية عن كل شئ، فكيف لنا الصمود والحد من هذه التنازلات؟! هل بالهروب والجلوس في ميتم اللطم الذي نمارسه من عام 1993م، أم المشاركة في المفاوضات، وقول (لا) بثبات، ونكون في دائرة الحدث وفضح أي تخاذل أمام شعبنا، خاصة وأن الجبهة الشعبية أثبتت قدرتها على حشد وتعبئة الجماهير، كونها تحظى على المصداقية من أبناء شعبها كما تستطيع الجبهة الشعبية من خلال اشتراكها بالمفاوضات من الوقوف في وجه التفريط بتقرير المصير، وحقنا في القدس، وحالة التسويف الإسرائيلي، وربما تجربة الفقيد "حيدر عبد الشافي " في مؤتمر مدريد كانت تجربة فريدة، حيث ازداد صلابة أمام الصلافه الإسرائيلية، ولم يتهم بالخيانة بل ازداد حبًا لدى شعبنا، ومن جميع أطيافه، وهذا الدور الذي افتقدناه مع الفقيد حيدر عبد الشافي، يجب أن تمارسه الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وتمارسه بقوة كما وافقت على دخول المجلس التشريعي والانتخابات البلدية وهي إفرازات لأوسلو.
إن الواقعية السياسية مطلبيه هامة أكثر من الواقعية الاستعراضية الخطابية التي يمارسها بعض قادة الجبهة الشعبية في الوقت الراهن، والتي يراد منها العزف على طوباوية السياسة وليس واقعيتها.
فالجبهة الشعبية اليوم مطالبة بالوقوف طويلاً أمام حالتها السياسية، لأنها قوة مؤثرة في الحياة السياسية الفلسطينية، وعليها لفظ حالة الوهن الذي تعيشه، والإنتقاض بثورة دافعة إلى الأمام، وإحتلال موقعها المناسب في النظام السياسي الفلسطيني الذي أصبح ملكًا لحكومتي العصا بغزة، والاعتقال برام الله.
سامي الأخرس



#سامي_الاخرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عشرون اثنان وعشرون مونديال عربي
- المقاومة الفلسطينية وحالة الاغتراب
- الحرية لمن للأرض أم للإنسان؟
- الشقيري وجدلية م ت ف
- وجهة نطر. المقاومة الشعبية وأسطول الحرية
- أسطول الموت وهزيمة الذات
- الحالة الفلسطينية ما بين السلطة والمعارضة
- الاول من آيار والعمال والأحزاب العمالية
- مكالمة محلية من جهنم لغزة
- المقاومة الشعبية شعار الإجماع الوطني
- التحالفات الشرق أوسطية ما بين التاريخ والحاضر
- الضبياني العروبي والأخرس الماركسي
- حذاري من انتفاضة ثالثة
- الاقطاع الفلسطيني الجديد وتحرير القدس
- مستقبلنا السياسي في ظل حركة التاريخ
- وزارة الصحة الفلسطينية والتحويلات الخارجية
- اليمن ومأزق التقسيم
- فتح ما بين الاحتفال والاحتقان في ذكرى انطلاقتها
- للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حان الوقت لاستعادة ذاكرة التاري ...
- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وانطلاقتها


المزيد.....




- فرنسا: الجمعية الوطنية تصادق على قانون يمنع التمييز على أساس ...
- مقتل 45 شخصا على الأقل في سقوط حافلة من على جسر في جنوب إفري ...
- جنرال أمريكي يوضح سبب عدم تزويد إسرائيل بكل الأسلحة التي طلب ...
- شاهد: إفطار مجاني للصائمين في طهران خلال شهر رمضان
- لافروف عن سيناريو -بوليتيكو- لعزل روسيا.. -ليحلموا.. ليس في ...
- روسيا تصنع غواصات نووية من جيل جديد
- الدفاع الأمريكية تكشف عن محادثات أولية بشأن تمويل -قوة لحفظ ...
- الجزائر تعلن إجلاء 45 طفلا فلسطينيا و6 جزائريين جرحى عبر مطا ...
- لافروف: الغرب يحاول إقناعنا بعدم ضلوع أوكرانيا في هجوم -كروك ...
- Vivo تكشف عن أحد أفضل الهواتف القابلة للطي (فيديو)


المزيد.....

- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ
- أهم الأحداث في تاريخ البشرية عموماً والأحداث التي تخص فلسطين ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي الاخرس - الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وتجميد العضوية ب م ت ف