أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند الحسيني - ثقافة الفرهود.. واللعنة العراقية














المزيد.....

ثقافة الفرهود.. واللعنة العراقية


مهند الحسيني

الحوار المتمدن-العدد: 3261 - 2011 / 1 / 29 - 17:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جميعنا ربما تابع حوادث الحرق والسلب والنهب التي حصلت في مصر وقبلها في تونس الخضراء وربما يوم غد في دولة عربية اخرى ،وأكاد اجزم بان اغلب العراقيين قال في قرارة نفسه (( اللهم لا شماتة)) للإحساس المرير الذي شعروا به حين طالتهم سهام الاهانات العربية وهم عاجزين عن ردها .

وأنا أشاهد يوم أمس عبر الفضائيات الإخبارية ما حدث في مصر حين تحولت الانتفاضة للأسف الى انتكاسة حين تحول مسارها الجماهيري من التغيير السلمي الى حرق المباني الحكومية والممتلكات الأهلية وسرقة المحال التجارية ، جاء في ذهني ومخيلتي ما تناقلته وسائل الاعلام العربية وهي تقرع وتشنع على العراقيين ايام سقوط طاغية العراق وبأوصاف ما انزل الله بها من سلطان ( علي بابا) و ( رعاع) ووووو الى أخره من هذه الأوصاف .. وسبحان الله ما حصل لنا يحصل لهم وبنفس الصورة وربما ابشع على اعتبار ان نظامهم وصنمهم لم يسقط بعد ، وربما ان لعنة العراق ستلاحقهم وتطالهم عاجلا ام آجلا .
و للأسف إخوتنا في العروبة اغفلوا عامدين عن حقيقة وهي ان ( الفرهدة) ليست صفة عراقية خالصة (كما عبرت عنها الآلة الإعلامية العربية) بقدر ما هي نزعة بشرية صرفة موجودة في داخل كل فرد وإنسان وان تغير شكله او جنسه او انتماءه ولا سيما في دول جوع فيها الحاكم شعبه وأذله مما يجعلهم يخشون مستقبلهم المجهول لانهم يشعرون ان وضعهم غير مستقر ولابد لهم من ان يؤمنوه وبأي شكل من الأشكال .
نعم .. ثقافة الفرهود التي شنعوا بها علينا هي حاضرة في نفوس كل من تهكم واستهزأ بالعراقيين بزعم انهم ورثة ( علي بابا) متناسين أنهم اولاد عمومتنا وجميعنا ننحدر من ثقافة تعتبر ان ممارسة السلب والنهب إنما هي من شيم الرجال ومظهر من مظاهر الشجاعة ، وان تحضرنا وتمدنا فإننا بالتالي لازلنا خاضعين لقانون الصحراء والأعراب وهذا واضح بعد أي انفلات امني يحصل هنا او هناك .
وأنا هنا لا اقصد ان الشماتة بقدر ما أريد ان اذكر امة الأعراب الذين جعلوا منا نكتة يتندرون بها في أماسيهم وصباحاتهم حين زعموا ان الشعب العراقي لا يلائمه الا طاغية شرس ليحكمهم ويربيهم ، وليخبرونا بعدها هل ان العراقي وحده من يحتاج لطاغية أم ان الأمر ينطبق عليهم أيضا؟ ! .
وهاهم إخوتنا اليوم يمرون بربع ما مررنا به ورأيناهم كيف احرقوا ونهبوا ممتلكات دولتهم مع فارق ان الجيش ومؤسسات الدولة لازالت قائمة وموجودة ، في الوقت الذي حصلت فيه مثل هذه الممارسات في العراق كان بعد غياب سلطة القانون وحين اختفت كل معالم الدولة ومؤسساتها الأمنية وأفرادها الذين خلعوا عنهم زيهم الرسمي وهرب منهم من هرب وسرق من سرق وخرب من خرب تنفيذا لتعليمات مسبقة صدرت من طاغية العراق على أمل ان يعود للسلطة ويكرمهم بأوسمة العز والفخار .

والسؤال هو :

ترى لماذا هذه الانتقائية في التعامل ولماذا صمت الإعلام العربي عن هذه الظاهرة وعن تحليلها وعن وضع هذه الصور في مقدمة (روبورتاجاتهم) وفواصلهم الإعلانية كما هو الحال في صورة العراقي الذي كان يدفع بعربة محملة بالأغراض المنهوبة؟؟!!
هل هناك فرق بالنسبة لهم بين (الحوسمجي) الناطق بالفرنسية أو المفرهد الفرعوني وما بين الناطق باللهجة الجلفية الدارجة ؟!
أم انها كانت مجرد محاولة وضيعة ورخيصة للحط من الفرد العراقي كنوع من تشويه سمعة عراقي ما بعد صدام والمقصود من ذلك الانتقاص من شريحة معينة ؟؟!!
وحقيقة أعجب لأمة تكيل بعشرة مكاييل وتتحلى بكل هذا القدر الواسع والكبير من الديماغوجية التي يحسدها عليهم حتى (غوبلز )!!.
ومن باب الموضوعية والأمانة اكرر قولي ان ثقافة ( الفرهود) موجودة في كل زمان ومكان وهي ليس حكرا على فئة دون أخرى ،مع تفاوت مستواها بين شعب وأخر ومثلما حدث في نيويورك وما حصل في ولاية لويزيانا إثناء إعصار كاترينا وأيضا في حوادث السلب والنهب في سانتياغو وباقي المدن التشيلية بعد سلسلة الزلازل التي ضربت تشيلي مؤخرا.

كلمة اخيرة حول ما يحدث وبعيدا عن ثقافة الفرهود البدوي

أعتقد أن ما يحصل من هياج جماهيري ما هو إلا بركان الغليان العربي الذي سيطيح انفجاره وتطاير حممه بكل العروش العربية الورقية،وما جعل هذا البركان الخامد ينشط وتدب فيه جذوة النيران هو عصر التكنولوجيا المعلوماتية لاسيما الانترنت وبكل آلياته وأهمها محيط شبكة الـ (facebook) التي بالفعل أصبحت الكابوس الأزلي لطغاة العرب بدليل ان اغلب هذه الوسائل المعلوماتية هي اول من أوقفها النظام المصري حين أصبحت الانتفاضة الجماهيرية أمر واقع .
وشخصيا أتمنى ان لا تكون هذه الهبات والانتفاضات مجرد زوبعة في (استكان) بحيث يتم استغلالها بأبشع صورة ، وأيضا ان لا يملأ العروش الشاغرة بعض راكبي الموجة الجماهيرية الطارئين من المنافقين الأفندية منهم والمتجلببين برداء الدين .
ومع تمنياتنا للشعب المصري وكافة الشعوب العربية بان تحظى بحرياتها بعد ان تزيح عنها كابوس الحاكم العربي وثقافة التسلط الموروثة.
كما لا يفوتني ان اهنأ مملكة التخلف السعودية وراعية الدكتاتوريات العائلية بصلفها وبتخلفها ،والتي لم تكتفي فقط بأيواء طغاة العالم العربي بل وصل الامرالا انها تجرات على كرامة الشعوب العربية والمصرية تحديدا عن اعلنت اليوم بأنها تؤيد نظام مبارك الفاسد وتدعمه (!).. ولا عجب من ذلك فالغربان على اشكالها تقع ، وسيأتي اليوم الذي نرى فيه تهاوي عروش ال سعود والولي الفقيه القابع في طهران لتنعم بعد ذلك منطقتنا بالهدوء والامن والاستقرار .



#مهند_الحسيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا .. لطائف سعودي جديد في العراق
- هل أصبح مصير العراق بيد ورثة المعممين ؟؟!!
- الديمقراطية .. الفتنة الجديدة التي ابتلي بها المسلمون
- عودة الحذاء الى صاحبه الشرعي .. اللهم لا شماتة
- وفاء سلطان وسجاح التميمية ... بين الواقع والشعارات
- نُريدها مفتوحة ..
- صدام حسين والبشير رموز للسيادة العربية!!
- أحذية الحمقى ... دليل إنتصار الديمقراطية في العراق
- مثال الآلوسي .. بين نزاهة القضاء و جهل الأعضاء
- ممثلي التيار الصدري .. مابين التهريج والغوغائية
- رحلة حوارية مع المفكر العراقي المبدع د.عبد الخالق حسين
- إكذوبة النظام الديموقراطي الإسلامي
- أين الواقعية في رفض المعاهدة العراقية – الاميركية ؟؟!!
- صدق من قال ... والشعراء يتبعهم الغاوون ؟؟!!
- الشعر والعصبية القبلية ... وجهان لعملة واحدة أسمها التخلف ؟؟ ...
- أتقوا الله في ميكي ماوس يا مشايخ السلف ... فانه مخلوق مثله م ...
- شجاعة مثال الآلوسي ... وصلف المزايدين
- خفافيش الافكار يلمعون في ظلام الهزيمة....محمد عمارة انموذجا ...
- خفافيش الافكار يلمعون في ظلام الهزيمة....محمد عمارة انموذجا ...
- من وراء تخلفنا ... شياطين الجن ام شياطين الانس ؟!!


المزيد.....




- رصدته كاميرا بث مباشر.. مراهق يهاجم أسقفًا وكاهنًا ويطعنهما ...
- زلة لسان جديدة.. بايدن يشيد بدعم دولة لأوكرانيا رغم تفككها م ...
- كيف تتوقع أمريكا حجم رد إسرائيل على الهجوم الإيراني؟.. مصدرا ...
- أمطار غزيرة في دبي تغرق شوارعها وتعطل حركة المرور (فيديو)
- شاهد: انقلاب قارب في الهند يتسبب بمقتل 9 أشخاص
- بوليتيكو: المستشار الألماني شولتس وبخ بوريل لانتقاده إسرائيل ...
- بريجيت ماكرون تلجأ للقضاء لملاحقة مروجي شائعات ولادتها ذكرا ...
- مليار دولار وأكثر... تكلفة صد إسرائيل للهجوم الإيراني
- ألمانيا تسعى لتشديد العقوبات الأوروبية على طهران
- اكتشاف أضخم ثقب أسود في مجرة درب التبانة


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند الحسيني - ثقافة الفرهود.. واللعنة العراقية