أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مهند الحسيني - خفافيش الافكار يلمعون في ظلام الهزيمة....محمد عمارة انموذجا (1-2)















المزيد.....

خفافيش الافكار يلمعون في ظلام الهزيمة....محمد عمارة انموذجا (1-2)


مهند الحسيني

الحوار المتمدن-العدد: 2391 - 2008 / 9 / 1 - 03:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قرات قبل اكثر من عام مقال مغرض ومسموم وعلى غرار كل مقالات وأفكارمحمد عمارة التي تفوح منها رائحة الدماء ووضوح النفس العصبي الجاهلي في ترويج الكراهية مابين الاطياف المتعايشة في مجتمعاتنا العربية ، وعنوان مقاله هذه المرة هو " ماذا بقي للشيعة بعد جهاد أهل السنة؟!" .

http://www.albainah.net/index.aspx?function=Item&id=16062

ومادفعني للرد على هذا المقال هو الثقافة التكفيرية السائدة في منطقتنا بشكل خاص والعالم الاسلامي بشكل عام والتي فيها يكفر الاخر بدعاوى وبذرائع سمجة لا يقبلها العقل وكما نراه الان في ماتسمى بالفتاوى من قبل بعض المشايخ والدعاة المتعطشين لدماء البشر ، وقبل ان ارد على هذا الانسان ((الذي وصل لأرذل العمر واصابه الخرف و العمى الذهني والبصري)) اود ان انوه بان ردي وسيكون على مقالين ، الاول هو مقدمة تعريفية بخلفيات محمد عمارة (( لمن لايعرفه)) اما الثانية فستكون ردا على مقاله والذي هو بالطبع ليس بدافع طائفي او مذهبي بقدر ماهو محاولة الرد على جملة الاكاذيب التي حشرها في مقاله الهابط وأيضا الديماغوجية التي اعتمدها محمد عمارة في مقاله المليئ بدفين الاحقاد ضد كل من لايسير وفق منهجه المؤمن به ، وصفة " صانع الكراهية " هي الصفة الملائمة لامثاله من المطبلين والمتشدقين بتطبيق نصوص الكتب القديمة على زماننا هذا !!! .
وربما ان الشئ الذي لايعلمه الكثير ان محمد عمارة قد كان في بداية حياته يساريا متحمسا لقضيته كما هو الان متحمس لأسلامه الأصولي المتشدد الذي يبشر ويدعو له على انه الحل الامثل وهو لابسا للعباءة الريفية فوق البدلة الأفرنجية !! .
الا ان الشئ الذي الذي لم يتغير في هذا الرجل هو لغته الخطابية المثيرة للفتن ونبرته العالية التي تفوح منها السموم والقطران والبقاء على تخصصه في تهييج الرعاع والجهلة والذين لا يحتاجون لاكثر من خطبة حماسية لكي يرقصون على وقع انغامها النشاز ، اضافة الى مبدأه الذي يقول " اما ان تكون معي او ضدي " ، فالملاحظ ان لغة التطرف في خطابه هي الحاضرة منذ ان كان يساريا وحتى حين تحوله بقدرة قادر لداعية اسلامي يحمل شهادة دكتوراه في الفلسفة الأسلامية !!! .
وقد عرف عن هذا المتقلب كرهه لمواطنيه من الاقباط والتحريض ضدهم بمناسبة وباخرى تحت دعوى كفرهم وضلالهم.. وكثيرا ما افتى للشارع المتحمس والموتور بفتاوى تنمي الحقد والكراهية ضد هذه الأقلية التي تسكن مصر قبل ان يسكنها العرب والمسلمين بمئات السنين .
فقبل فترة طرح معرض الكتاب المصري كتابا لمحمد عمارة يحمل عنوان "فتنة التكفير بين الشيعة والوهابية والصوفية" ، وفي هذا الكتاب الاصفر اعلن محمد عمارة وبصراحة وعلانية تكفير ليس فقط المسيحيين (( الذين اطلق عليهم تسمية النصارى)) واليهود وانما حتى على جزء كبير من المسلمين " الشيعة " ووصفهم بالكفرة الملاحدة وبالتالي فأموالهم ودماؤهم مستباحة لأتباع الفرقة الناجية التي ينتسب اليها محمد عمارة ومثلائه من خفافيش الظلام واصحاب دكاكين الفتاوى التكفيرية .
وقد اعتمد محمد عمارة في كتابه هذا الى كثير من نصوص اوردها أبو حامد الغزالي في كتابه الاصفر "فيصل التفرقة بين الاسلام والزندقة" والذي بحق يعتبر من الكتب الهدامة لأواصر المجتمع المتعايش تحت ذرائع شتى ، كما ان هذا الكتاب البالي مملوء بثقافة كراهية الاخر و استخفاف واستهانة كبيرة بحياة الاخرين ... وبالحياة بصورة عامة وكأن المسلم ولد ليموت في سبيل الدين والمذهب فقط .. لا ان يبني او يعمر الحضارات مثلنا مثل غيرنا من البشر الذين وصلوا لأروع الابداعات الخلاقة التي ساهمت في رقي الانسان وتحضره!! .
والمعروف ان كتاب الغزالي قد وضع في وقت كانت الحروب الدينية و المذهبية تأخذ حيزا واسعا وكبيرا من حياة الفرد المسلم ابان تلك الفترة المظلمة التي تم فيها تجنيده لهذه الحروب الدينية والمذهبية حيث اصبح فيها الفرد قاتلا ماجورا يكون فيه اجره مدفوعا من قبل الضحايا الذين قطع رقابهم باسم الدين والمذهب (( امواله ونسائه )) .

والسؤال هو :

لماذا يحاول محمد عمارة ومشايخ السلفية ارجاعنا الى مجاهل التاريخ والباس الحاضر بكل ماهو بالي وعتيق ؟؟!!

فهل ربما يحاول هذا الانسان المريض ان يعيد منظر اراقة الدماء والمأسي والتشرذم التي حصلت في زمن ابو حامد الغزالي على مجتمعاتنا التي تحاول ان تركب في ركب الحداثة والتمدن ونبذ كل هذه التفاهات والعصبيات البدوية ؟؟!! .
والمصيبة ان مثل هذه الكتب المسمومة والمظلمة تواجه صمت المثقفين المصريين والذي يشابه صمت اهل القبور ... فبعد ان منعت واحرقت وزارة الثقافة المصرية هذا الكتاب ((على مضض)) لما فيه من افكار تذكي نار الفتنة وتشجع على اراقة المزيد من الدماء لم نرى بيانا قد صدر من اي جمعية ثقافية مصرية يندد بجملة هذه الافكار المحرضة بل اكتفوا بالصعود على التل والتفرج لما ستؤول اليه القضية ((قام نجيب جبرائيل محامي الكنيسة القبطية برفع قضية في محكمة امن الدولة يتهم فيها محمد عمارة بالتحريض على قتل الأقباط)) .

فهل هو خوف من الشارع المتحمس لقتل الاخر والغاءه او ربما هو مسايرة له ؟؟!!

فللأسف ان هؤلاء الذين يسمون انفسهم دعاة لم نسمعهم يوما انهم يدعون الى ثقافة المواطنة والدولة التعددية التي تنصهر فيها كل الانتماءات العرقية والدينية والمذهبية تحت مسمى واحد وهو المواطن .. و يكون فيها هؤلاء المواطنين سواسية امام الدولة ، وبعيدا عن تديين الدولة الاستفزازي لباقي اصحاب الاديان الاخرى كما هو موجود في اغلب الدساتير العربية (( الاسلام دين الدولة الرسمي !!!) .

لكن انى لنا ان نحظى بهذه الثقافة وجماهير هذه الامة مهزومة ومدحورة امام نفسها وامام حاكمها المتسلط وحتى امام واعظها ومفتيها الارعن المتكرش .. فتراها تتحرك بعواطفها واهواءها بعيدا عن اي تحرك عقلي رصين .
ولكل هذه الاسباب مجتمعة نرى ان مفكري الهزيمة هم من يلمع نجمهم وسط هذه الهزيمة .. وافكارهم التخريبية هي من تسود وسط هذه الجموع الجاهلة التي تعشش في عقولهم الثقافة القبلية التي تلغي الاخر وتدعو إلى إقصاءه ما دام يختلف معهم بالافكار والمعتقد لدرجة الفتك به واعتبار كل املاكه غنائم حرب ((باركها الاسلام ومشايخه من امثال ابن تيمية وعمارة ومن لف لفهم )) ، وبالتالي قد فرض هذا المجتمع البدوي الصورة التي يجب ان يكون عليها جميع افراده وبشكل قسري .

وخاتمة مقالي هذا :

محمد عمارة والقرضاوي وغيرهم من فقهاء الدم ماهم الا افرازات طبيعية لحالة الانهزام العربي المزمن التي فيها يحاولون العودة بنا لزمن الخيمة والسيف والرمح والانتصارات المزيفة حيث يكون المجد والعز للغازي وللقاتل .... ويكون فيها النهب والسلب هو عنوان الرجولة والمفاخرة .


يتبع .....



#مهند_الحسيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من وراء تخلفنا ... شياطين الجن ام شياطين الانس ؟!!
- في ذكرى رحيل عملاق الفكر العراقي الفيلسوف علي الوردي..بين ال ...
- إذا انت اكرمت الكريم ملكته .... وإذا اكرمت اللئيم تمردا
- حلا ل لنا .... وحرام عليكم !!!
- بين عيد المرأة وعيد الام .... وهموم المراة في مجتمعاتنا
- الفضائيات العراقية .... بين اللطم والردح الطائفي
- الليبراليين.... والمتلونين الجدد
- هل الحكم الاسلامي هو بعيد عن صفة الثيوقراطية ؟؟!! ...... 1-2
- الفتوى بين الكسل ....... والجهل
- أصحاب الجهل المركب ... وادعاء الحق المطلق !!!
- ثقافة القطيع .... وعقدة الغريب
- سبب نكسة الليبراليين في العراق (1)
- قتلوك يازعيم ....كما يقتلون العراق اليوم
- هل الديمقراطية شعار أم ممارسة؟؟!!
- التاريخ الاسلامي مابين التدليس ... والتقديس
- هل الديمقراطية شعارا أم ممارسة
- قراءة نقدية في مفهوم الشخصية البشرية عند اصحاب الفكر القديم
- العِلم اولا ثم الشعر ثانيا ايها العرب
- منهجية النقاش بين الرفض والقبول


المزيد.....




- لمتابعة أغاني البيبي لطفلك..استقبل حالاً تردد قناة طيور الجن ...
- قادة الجيش الايراني يجددن العهد والبيعة لمبادىء مفجر الثورة ...
- ” نزليهم كلهم وارتاحي من زن العيال” تردد قنوات الأطفال قناة ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...
- إيهود أولمرت: إيران -هُزمت- ولا حاجة للرد عليها


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مهند الحسيني - خفافيش الافكار يلمعون في ظلام الهزيمة....محمد عمارة انموذجا (1-2)