أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - مهند الحسيني - العِلم اولا ثم الشعر ثانيا ايها العرب















المزيد.....

العِلم اولا ثم الشعر ثانيا ايها العرب


مهند الحسيني

الحوار المتمدن-العدد: 2191 - 2008 / 2 / 14 - 11:31
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


في هذا الظرف اذي نعيشه حاليا من ازمات وإنتكاسات وفقر معلوماتي وتكنلوجي حاد , هل نحتاج الى فنون الأدب المتمثلة بالشعر والنثر وغيرها من الفنون الادبية الاخرى ؟ هل هو ضروري ام ان العلم هو ما نحتاج اليه في وقتنا هذا ؟ فنحن بأمس الحاجة الى التطور العلمي والذي نقوم به انفسنا وبلادنا ومجتمعاتنا للوصول الى الرقي والسير في ركب الحضارة , فالادب ومثل ما قال الدكتور طه حسين ليس اكثر من ترفا ذهنيا لا معنى له .
فهل يعقل ان شخصا يتناول مالذ من الفاكهة والتحلية وهو لا يمتلك رغيف خبز يشبع به جوعه ؟ فنحن احوج لمأوى نلجأ اليه أكثر من احتياجنا لمتنزهات وملاعب ونحتاج الملابس أكثر من حاجتنا للأساور وكذلك وهذا الاهم هو أننا نريد الكرامة بدلا من التفاخر الفارغ والكاذب بالشجاعة والفروسية .
وانا هنا لا انكر أن الأدب وفنونه هي مهمة في حياتنا ولكن بنفس الوقت العلم الحديث هو الأهم أي بمعنى يجب علينا ان نميز وننتقي بين المهم والاهم في وضعنا الراهن الخامل وفضل هذا الخمول يعود تمسكنا بتراث لا يغني من فقر ولا يشبع من جوع ولا يقدمنا خطوة واحدة على الأقل.
بمعنى يجب علينا تقديم ابن خلدون ومقدمته على امرؤ القيس ومعلقته لأنها من الحاجات الملحة لمحاولة تقريب الهوة بيننا وبين الغرب.. إذ أن الأول قدم لنا معالجات اجتماعية قيمة للماضي وللحاضر ونتداوى من عللنا على ضوء معالجات ابن خلدون الاجتماعية .. فحين اننا نرى الثاني لم يقدم لنا سوى كلمات موزونة لا تنقذنا مما نعانيه من تخبط وتخلف …ولكن قد يقول قائل بان الادب هومن يعطينا ملكة الكتابة والخطابة .. ولكني اخالف هذا الرأي فكما هو معروف بان الدكتور الوردي لم تكن له ميول أدبية ويلم يهتم بالتزويق اللفظي وهو كثيرا ما طالب بأغلب كتبه وبحوثه بعدم جدوى التمسك باللغة الام والمحافظة على نصبها ورفعها لانها ليست مقدسة و كان دائما ما ينتقد الأدب والشعراء ويعتبرهم ليسوا أكثر من منافقين ومع ذلك فان مؤلفاته سلسة وأصبحت نهجا اجتماعيا لكل من يملك عقلا متفتحا وليس متزمتا طبعا .
ولكن حب العرب للشعراء والادب المبحر في الخيال أعتبره برأيي المتواضع هو لانهم يقدسون القلب ويمتهنون العقل وهذه رؤيتي لما اراه يوميا فسلبية الشعر تكمن في الأبحار بالخيال الكاذب للهروب من الواقع الحقيقي والذي هم يعجزون عن مواجهته اما لنكوص اولعدم الثقة بالنفس والتي هي حالة اصبحت ملازمة للشارع العربي.
فما هي اذن فائدة هذا الادب ونحن نعرف بأن اكثره(ان لم اقل كله) كذب وتلفيق ونفاق وتخدير ودعوة صريحة للخمول والنكوص لأنه يعوضنا عما نحلم به فهو -الشعر- ولانه يعطينا بابياته كل ما نريد ولكن طبعا بالخيال فقط وليس بالواقع .. حتى ان هناك عبارة يتداولها حتى الشعراء أنفسهم وهي (( أعذب الشعر أكذبه )) !!.
فهل تريدون مني أن أصدق وأرتوي من شعر شاعر قال بالامس بحق سلطان كذا وكذا وبعد يومين يقول بحقه كذا وكذا ( وطبعا انتم جميعكم تعرفون قصة المتنبي مع الاخشيدي واكتفيت به كمثال وعلى اعتباره ملك الشعراء اذ ان الأمثلة تطول في نفاق الشعراء ) .. اذ ان كيس الدراهم هو من يسير اقلامهم ويهدي الهامهم بمدح هذا وذم ذاك .
فأسأل القارئ الكريم هل أحصيت مرة عدد الشعراء العرب منذ ما قبل الاسلام بمئة عام الى وقتنا الراهن ؟!
واسال مرة اخرى ماذا كانت فائدة هؤلاء الشعراء لنا ولواقعنا بكل محاوره ؟ فللأسف ان بعض الشباب العربي يعرفهم ويحفظ ابياتهم عن ظهر قلب وهو بنفس الوقت يجهل قانون الجاذبية ويرفض ويجهل ابسط مافي النظرية النسبية وينكر لحد هذه اللحظة كروية الأرض ويحرم التشريح ويعتبر الديمقراطية بدعة غربية وينعت المروجين لها بانهم عملاء خونة !
اذ ليس من الصعب علينا أن نرى في الشارع العربي ( من كل الشرائح الفكرية والعمرية) من يعدد لك مئة شاعر لا بل الاف الشعراء ولا يستطيع أن يذكر لك عشرة علماء ساهموا بتطور الانسانية ورسخوا للبشرية التطور الفكري الخلاق , والانكى من هذا يطلقون الالقاب لفطاحل الشعراء وصغارهم القابا خلابة وأسبغوا عليهم هالات التقديس المزيفة فمثلا : هذا ملك الشعراء وهذا اميرهم وذاك أمبراطور العشق والاخر قيصرهم وكثير من الالقاب التي منحت جزافا لاناس لم يقولوا سوى كلمات جوفاء لا معنى لها في واقعنا , وفي حين أنهم لم ينصفوا ((لرد الجميل على الاقل)) لمن وهبنا نعمة الكهرباء أو لمن اكتشف الميكروب والتلغراف والكثير من الاختراعات القيمة .. لا بل راحوا يرسخون في عقولنا بان هؤلاء هم ملحدين زنادقة ومئواهم جهنم خالدين فيها لانهم من اولاد القردة والخنازير رغم اننا نتمتع باكتشافاتهم العظيمة الخالدة بحق ولا أدري هل ان من يتغزل بكأس الخمرة او بفرج المراة أو من يتهكم بالصلاة هو من المبشرين بالجنة !
ولا اعرف مالذي فعله له لنا أدب ابو نواس والاخطل الكبير والصغير وغيرهم من الذين تراهم يهيمون في كل وادي ؟ ؟؟!! .
ثم مالذي سأستفاد من قراءة شعر زهير ابن سلمى ؟ ومالذي سيقدمه لي لكي أقدمه بدوري للاخرين ؟ وماذا تفعل لي خرافات الف ليلة وليلة وخلاعتها ومجونها” مع انها ليست عربية رغم تمسك العرب بها وكانها اسطورة رفيعة”غير تنويم العقول وبعدها الغاءها ..في حين ان قراءة كتب الفيلسوف علي الوردي او سلامة موسى وغيرهم من الكتاب المتحررين من العاطفة , فهؤلاء بكتبهم سيجعلون افكارنا وعقولنا تنطلق الى آفاق واسعة متفتحة , فاحتياجنا الملح هو معالجة وحلول مشاكلنا العالقة الفكرية والاقتصادية والاجتماعية والى اخره .
ومع ذلك انا لا انكر علمية بعظهم مثل المعري وغيره من المعاصرين كالنواب وغيره من الشعراء الذين حاولوا ان يهشموا أصنام الجمود الفكري عن طريق اشعارهم اللافحة.
وصراحة ما دفعني لكتابة هذا الموضوع هو تهافت أكثر دور النشر لطباعة كتب الشعر ذات الكلمات المنمقة والتي لا تقدم اكثر مما تؤخرنا في ظل سوء الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية التي نمر بها إذ هي لم تغير من حالة التخلف والجهل التي نعيش ونعاني من جثومها على صدورنا, فالأولى بهذه دور النشر أن تؤجل طبع هذه الكتب” في هذا الوقت على الاقل ” بعد ان تستقر اوضاعنا ونعيد توازننا المضطرب وبعدها لتطبع ما تشاء , فالمطلوب الان هو الترويج وطباعة الكتب العلمية الحديثة وفي كل مجالات الحياة ومحاورها لان هذه الكتب اصبحت طباعتها وتوزيعها حاجة ملحة لنا ولواقعنا الحالي .
ولنسأل انفسنا سؤالا موضوعيا : أيهما اجدى بالطباعة أن تطبع كتب أحمد شوقي“أمير المداحين الصعاليك”أو كتب علي الوردي وسلامة موسى وجان جاك روسو ؟
فيفترض بنا ترك الادب الذي علمنا موروث تزويق الكلام والتلاعب بالالفاظ فصلب مشكلتنا هي ان الشارع العربي هو شارع يمتلك روحية جامدة قديمة تحيى وتعيش على الروحانيات والعقائد مهما كانت بالية وسمجة وبنفس الوقت هي تنفر وتحتقر الحقائق الملموسة والموضوعية لانها امة خيالية حالمة تبحر وتعشق الشعر الكاذب.

وفي الختام أقدم اعتذاري لكل محبي الشعر وناظميه وحتى قارئيه المحبين له .. ولكن هذه الحقيقة ويجب ان اصارحكم بها مهما قلتم وحملتم علي ….



#مهند_الحسيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منهجية النقاش بين الرفض والقبول


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - مهند الحسيني - العِلم اولا ثم الشعر ثانيا ايها العرب