الماركسيون اللينينيون الماويون في تونس
الحوار المتمدن-العدد: 3260 - 2011 / 1 / 28 - 23:26
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بعد الإعلان عن تشكيل الحكومة الجديدة يوم أمس بمباركة البيروقراطية النقابية كان واضحا أن المعتصمين في ساحة القصبة سيكونون الهدف الأول المراد قصفه ، و بالفعل توجهت منذ الصباح فرق من أذناب البيروقراطية و بعض رموزها المعروفين بالفساد و خدمة نظام بن على و اللعب على الحبال و حبك الدسائس و المؤامرات ، محاولة إقناع المعتصمين بالعودة إلى جهاتهم و أنها ستضمن أمنهم و توفر لهم وسائل النقل ، مغرية إياهم بشتى الأشكال ، و لكن مسعاها خاب فولت الإدبار .
إلى حد هنا كان استعمال الجزرة و لما لم يؤدي ذلك إلى فك الاعتصام كشر النظام الكمبرادوري الإقطاعي عن أنيابه ، مستعملا العصا الغليظة فانسحب الجيش فجأة ، و تبين كذب الجنرال رشيد عمار الذي قال انه سيحمي المعتصمين ، و حلت فرق ضخمة من قوات القمع ترافقها الكلاب و قامت بمهاجمة المعتصمين بضراوة فقاوموها بصدورهم العارية ، في تصميم نادر على المقاومة ، رغم ضيق المكان و سد منافذه ، و هناك أنباء عن سقوط شهداء بالإضافة إلى أعداد كبيرة من الجرحى و المعتقلين ، و قد حاول قسم من الجماهير التظاهر في شارع الحبيب بورقيبة و الأنهج المتفرعة عنه فاستعمل البوليس الغازات بكثافة كما أطلق الرصاص الحي . و رغم أن الجريمة واضحة فإن الإعلام الرجعي و خاصة القنوات الفضائية تحاول تصوير ما حدث على أنه دفاع من قبل البوليس عن النفس بعد مواجهة المعتصمين له بالحجارة .
ان ما جرى اليوم يكشف عن أن طبيعة النظام لم تتغير و ممارساته ظلت هي هي ففي مواجهة الجماهير و تظاهراتها السلمية لم تجد حكومة الغنوشي الجديدة القديمة غير استعمال القمع الوحشي ضد المعتصمين ، المنادين برحيلها ، كما أن خرافة حماية الجيش لانتفاضة الشعب قد تهاوت ، و رغم الدماء التي سالت اليوم فإن ما حدث يقدم درسا ثمينا آخر للجماهير في صراعها التاريخي مع أعدائها .
تونس في 28 جانفي 2011
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟