أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - انمار رحمة الله - طفل جنوني














المزيد.....

طفل جنوني


انمار رحمة الله

الحوار المتمدن-العدد: 3255 - 2011 / 1 / 23 - 21:45
المحور: الادب والفن
    


طفل جنوني



سأنهي الموضوع َ
يا امرأة ً أرعبتْ طفلَ جنوني
ولم يكتف ِ كوكبُها
لأصغر ِ محيطات ِ عواطفي
لن اسمح َ لك بالضحك ِ أو البكاء
الموت ِ أو الحياة
النوم ِ على صدري أو على صدره
لن تعيشي طويلا ً
لأني وضعتُ لك الحبَ في الطعام
ورششتُ سرا ً مسحوقَ الخيالات
على ملابس ِ روحـِك الخارجية ِ والداخلية

***************************
أنا لستُ بغدار ٍ يا قاتلتي
رغم حنيني للغدر ِ
أنا تركيبة ُ ضوء ٍ وشجون
وقليلٌ من عطر ِ الله
ورائحة ِ الزيتون
ماذا افعلُ لك؟
يا امرأة ً وصلتْ بعد أن دهسني القطار
تناسلت في رأسي الأحزان
نهشَ لحم َ مسراتي قطيع ُ شياطين
ماذا افعلُ لك؟
أيتها المتوترة كشعري
الطويلة كحزني
القصيرة كفرحي
هل تريدين َ أن أراقصَك وأنا نائم
أعريك في دار عبادة
أقبلك من وراء ِ جدار
اصنع لك ِ قصرا ً
من ورق المراحيض

*************************

سأقسم السنة إلى ما يلي:
شهرٌ للسياسة ِ
شهرٌ للتنسك ِ
شهرٌ للتسكع ِ على أرصفة ِ الشعر
شهرٌ لممارسة ِ الجنون
شهرٌ أُربط ُ فيه كثور ٍ على طاحونة ِ العائلة
شهر للرهبنة ِ
شهر للشذوذ الجنسي والعقلي والعاطفي
شهر لمقاتلة المرتدين
شهر للانضمام إلى صفوف ِ المرتدين
شهر لصداقة ِ الله
شهر لخيانة ِ الله
شهر للعسل بين روحي والموت
ولن أعطي للحب يوما ً
ساعة ً
دقيقة ً
وسأكسرُ ساقـَه إذا مرَّ
اغتصبُ طفلتـَه لو نضجت
احرقُ سنابلـَه إذا اصفرتْ
اهدمُ كنيستـَه إذا صلتْ
واعوي كذئب ٍ في أي ليلة ٍ فيها
ينوي زيارتي
***************************
سأدعي العري
كي البسَ جلدَك ِ
وادعي الربيع َ
كي تزهري في تفاصيل ِ عمري
وادعي النبوة َ
كي تكوني عصاي
لن تهربي مني
فانا املك ُ الماوراء
وليتك تعرفين الماوراء
أنا آخرُ شجرة ِ زيتون
آخر طفل ٍ في سجل ِ الولادات
لن تصدقي
إذا أخبرتك
أنا آخرُ سورة ٍ حذفها الأعرابُ من القرآن

*************************
لأنني أعمى
لا أتحسسُ إلا حرارة الأجساد
لا تذبحُ سمعي إلا سخرية الأولاد
لا أتذوق شكلَ الطعام
قررت أن أضاجع َ الموسيقى
لأني أراها
وتراني
احترم َ الحزنَ
لأنه يقبلني قبل نومي
أأكل ِ الظلام َ
لأن منظرَه شهيٌ لمجنون ٍ مثلي

****************************
رأسي يؤلمني كثيرا ً
هل تفهمي؟
ثقيلٌ جدا ً...
لا ترتعبي إذا فتحته لتخرج َ منه
حدائقُ حيوانات
مصحاتٌ عقلية
شوارع ُ
مدن ٌ
غابات ٌ
مدراسُ
مقاهي
بيوت ُ دعارة
مساجد ُ
كنائسُ
مخافرُ شرطة
فنادقُ خمس ِ نجوم
سجون تحت الأرض
طغاة ٌ
عرافين
جهلة ٌ
رجالُ دين
أطفالٌ
بائعي الأفيون
بائعي الصحف
ملابسُ سهرة
ملابسُ إعدام
أخيرا ً لا ترتعبي إذا خرج منه
أنت ِ


***************************
لن تفهمي
لن تعرفي
بأني أنا السكينُ الذي قـُطـِعَ به كلُّ وريد
والبندقية ُ التي قتلتْ كلَّ حمامة ٍ
والسوط ُ الذي أوجع َ كلَّ سجين
والأرضُ التي اشتعلتْ يها كلُّ معركة
المشنقة ُ التي خنقتْ كلَّ معدوم
الفراشُ الذي نامتْ عليه كلُّ عاهرة
الشارع ُ الذي تسولتْ فيه كلُّ طفلة
القلمُ الذي وقع به كلُّ دكتاتور
لن تفهمي
لن تعرفي
أنا مَنْ رشحته الأشعارُ في قائمة ٍ انتخابية
كي تنتخبَه ملايينُ الأحزان
أنا مَنْ وسوسَ للشيطان
حيلة َ إخراج ِ أبينا الأول

*************************
سأنهي الموضوع َ
وارجع ُ من جديد ٍ
لكتابة ِ تاريخ ِ الحزن
وأرشفة ِ حضارات ِالجروح
وأتركك ِ تستريحين َ قليلا ً
فقدْ اتعبَ قاربـَك بحري
ساقيك ... دربي
أحلامـَك ...واقعي
سأتركك ِ نائمة ً
واخرج ُ متسحبا ً على أطراف ِ خيبتي
لأني لا استحقك ِ
ولن يسكرَك خمرُ ذهولي
أنت ِ مليئة ُ بالأحلام
وأنا باللاجدوى
تضحكين وابكي
تهلوسين َ وأنا انثرُ النصائح
تضاجعيني وأنا ميت
تشتميني وأنا أطرش
تداعبين شعري
ورأسي مقطوع
هل عرفت ِ .؟



#انمار_رحمة_الله (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رائحة الخيالات
- الساهر
- قصة قصيرة / قتلت عصفورا مرتين


المزيد.....




- افتتاح الدورة الثانية لمسابقة -رخمانينوف- الموسيقية الدولية ...
- هكذا -سرقت- الحرب طبل الغناء الجماعي في السودان
- -هاو تو تراين يور دراغون- يحقق انطلاقة نارية ويتفوق على فيلم ...
- -بعض الناس أغنياء جدا-: هل حان وقت وضع سقف للثروة؟
- إبراهيم نصرالله ضمن القائمة القصيرة لجائزة -نوبل الأميركية- ...
- على طريقة رونالدو.. احتفال كوميدي في ملعب -أولد ترافورد- يثي ...
- الفكرة أم الموضوع.. أيهما يشكل جوهر النص المسرحي؟
- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...
- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - انمار رحمة الله - طفل جنوني