لتنشيط السياحة فى مصر .. رحلة العائلة المقدسة مقصد سياحى جديد

غادة عبد المنعم
مفكرة

الحوار المتمدن-العدد: 3255 - 2011 / 1 / 23 - 18:40
المحور: الادارة و الاقتصاد
    

اندهش لماذا لا يتم تكرار مسار العائلة المقدسة فى مصر كرحلة سياحية دينية سنوية يتم الترويج لها فى كل أرجاء العالم المسيحى وبين النشء من جميع أنحاء العالم المسيحى وغير المسيحى كرحلة تعليمية ونوع من الثقافة التاريخية، ولما حتى الآن لم يتم استغلال هذه الواقعة التاريخية لتنسيق رحلة يتم فيها الانطلاق من سيناء حيث أول محطة للعائلة المقدسة ثم الارتحال لكل المناطق التى تم الارتحال لها أثناء تلك الرحلة وزيارة كل الكنائس والأديرة التى تم بناءها فى محطات هذه الرحلة المقدسة، بحيث يتم الإعداد لهذه الرحلة السياحية بالاتفاق مع الكنيسة المصرية ومع وزارتى السياحة والثقافة وقد يكون من المناسب لها إما أن تبدأ فى موعد إجازات الكريسماس أو فى موعد إجازات أغسطس من كل عام ليتاح لأكبر عدد من السياح المشاركة فيها، فيجب ألا ينسى العالم أن مصر كانت ملجأ العائلة المقدسة ورحم صياغة الأرثوذكسية وإذا كانت إسرائيل تستمد الكثير من تأثيرها العالمى بالترويج لاضطهاد النازيون لها وبالترويج لمعتقد ظهور المسيخ الدجال بها وانه بوجودها كبؤرة فساد ستتوفر الإمكانية لعودة المسيح من جديد للدعوة للخير ولتطهير الأرض بعد انتصاره على المسيخ الدجال، وإذا كانت إسرائيل تستخدم هذا المعتقد وتستخدم وقائع تاريخها ومكان دولتها لجذب التعاطف معها من جهة ولجمع التبرعات واستدرار المساعدات الرسمية من جهة أخرى فلا اقل لنا نحن من أن نذكر العالم برحلة العذراء والمسيح داخل ربوع مصر وإحياء مسار هذه الرحلة فى رحلة أو عدة رحلات سنوية ترتبط بأوقات الأعياد المسيحية (لدى الطائفة المصرية الأرثوذكسية خاصة) تذكر للعالم بدور مصر كبلد للسلام والأمن ارتبط بالمسيحية كما ارتبط بالأنبياء إبراهيم وموسى ويوسف والذين وجدوا فيه الملاذ والذخر والطمأنينة، ورحلاتهم الأنبياء كلها لمصر ومساراتها الذى اتخذته، هى رحلات يمكن الترويج لها كلها ووضعها ضمن مخططاتنا السياحية، واعتبار رحلات المسار نوع جديد من السياحة فى مصر، سياحية تخلط بين السياحة الدينية والثقافية والترفيهية حيث يتم زيارة معالم أثرية واستخدام التخييم فى الإقامة ووسائل النقل القديمة كالإبل والأحصنة فى بعض مسافاتها تقليدا لما حدث فى الوقائع التاريخية القديمة وما روىَّ فى القص الدينى. وكذلك يمكن إحياء مسارات التجار العرب بين مصر وإفريقيا وطرق ارتحال القبائل الهامة ومسارات التجارة كلها داخل مصر فى العصور المختلفة كرحلات سياحية تضم فيما تضم خليط من سياحة السفارى (التخييم) والانتقال بوسائل النقل القديمة المراكب والخيل والإبل وغيرها، وبطرق فولكلورية تقليدا للقوافل القديمة و تضم أيضا بعض الليالى من سياحة الريف والواحات حيث تستقر الرحلة لليلة أو اثنتين بواحة صحراوية أو قرية لتتعرف على الطرق التقليدية للزراعة والمعيشة و مشاهدة بواقى المساكن الطينية وطرق الطهو التقليدية بالحطب والأفران الطينية والخبيز الريفى وتربية الحيوانات فى الريف، وقد تضم فيما تضم أيضا ليالى من سياحة الصيد والبرك والمستنقعات وان كان هذا النوع الأخير يحتاج لكثير من التطوير والاستغلال فى مصر ليكون موضوعا لنوع مستقل من السياحة ذات الشعبية الواسعة..؟!
فمنطقة العمرانية الجديدة وهى جزء من الإسكندرية وكذلك المناطق القريبة من مسطحات مائية كبيرة ومصايف على البحرين الأحمر والمتوسط يمكن تنميتها لا بتجفيف البحيرات التى تحتويها وتحويلها لمناطق صناعية كما تم فى العمرانية ولكن بتوسيع مساحة مناطق البرك فيها حيث يمكن مدها بمياه معالجة من مياه الصرف، حيث يتم تكوين بحيرات كبيرة تصلح كبيئة لعدد من الأحياء المائية التى يتم توطينها بها كالأسماك والغاب والبامبو ونباتات المستنقعات المائية وتعديل المناطق المحيطة بها لإقامة بيئة سياحية مميزة. فيتم إنشاء أكواخ ثابتة داخل هذه البحيرات ، أكواخ لا يمكن الوصول لها إلا باستخدام مراكب سياحية صغيرة من البامبو أو البردى ومد هذه الأكواخ بكل التسهيلات اللازمة لاستخدامها فى الصيد والتأمل من كراسى وأغطية وثلاجات صغيرة لحفظ الوجبات الجاهزة ومياه نظيفة ومراحيض مجهزة، حيث يتم تأجيرها للسياح لاستخدامها فى صيد السمك وصيد الطيور فى مواسم الهجرة ( حيث من الطبيعى أن العديد من الطيور المهاجرة ستستخدم هذه الأدغال الصناعية للتزود بالطعام والماء أثناء هجرتها) والى جوار تأجير أكواخ الصيد الخشبية ذات الشكل الفولكلورى المميزة والمجهزة بإمكانات حديثة لهواة الصيد ممن يزورون المدن السياحية القريبة حيث يتم استغلال قرب هذه البرك من المدن السياحية التى يقبل على زيارتها السياح، يمكن ايضا استخدام هذه المستنقعات كمقصد مستقل للسياحة، حيث يقصدها هواة الصيد وأسرهم لفترات أطول تمتد لأسبوع أو اثنين ويتمتعون بالإقامة فى فيلات ريفية قريبة من المستنقعات ذات طبيعة أرستقراطية تحيطها حدائق تضم أشجار الفاكهة وحظائر الخيول لاستخدامها فى التريض صباحا وتتوفر فيها خدمات فندقية متطورة ويتم تأجيرها متضمنة عدد الصيد وعربات رياضية يستخدمها السائح للوصول للمستنقع أو لأقرب مدينة حيث يقضى لياليه فى الترفيه ويزور الشواطئ القريبة وتتوفر لها خدمات أمن وإغاثة متطورة لمتابعة ساكنى الفيلات ومستخدمى أكواخ الصيد. إن هذه المستنقعات وما يحيطها من قرى قد تتحول سريعا لمقصد محبب لكل محب للهدوء ولحياة الريف الارستقراطية ولكل الأسرة المحافظة حيث يمارس محبى الهدوء والصيد هواياتهم يوميا فى جو من العزلة والهدوء التام.

#غادة_عبد_المنعم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل