الراشي والمرتشي والدبس

سرمد علي الجراح

الحوار المتمدن-العدد: 3250 - 2011 / 1 / 18 - 16:20
المحور: كتابات ساخرة
    

كان العراقيون في زمن المأسوف على شبابه حامورابي من أشد الشعوب أحتقارا للرشوه, حتى ان الناس كانوا يأنفون من مصاهرة موظف تلوثت سمعته بالفساد او الرشوه استنكافا واحتقارا.
والطريف في الامر انه لم تكن هناك حكومه من احزاب دينيه, ولامليشيات اسلاميه تحكم الشارع, ولا محافظين اسلاميين يغلقون النوادي والنقابات بحجة الاخلاق ودوائرهم عامره بالفساد, ولامسيرات مليونيه لزيارة الأئمه, ولا مضاهر تديّن تفوق تدين الصحابه في يثرب, ولا اربعين فضائيه دينيه تقرأ وتنصح وتحذر وتبشر بوعد ووعيد. ومع ذلك كانوا ازهد واشرف وانقى واحسن دينا ودنيا.
تبدلت حال الدنيا ودارت دوائها فأصبحنا مثالا يضرب في الفساد لا يسبقنا إليه ابن انثى.
لقد أصبح من المستحيل تمشية معامله بدون دفع المعلوم. وياويلك وسواد ليلك إذا شم الموظف ان معاملتك وراها ورث لو بيع عقار لو سلفه تقبضها لو انته مواطن مغترب ( عبالهم كل المغتربين مليارديريه), راح يصير شريك رسمي ويساومك على فانيلتك. ولوما المستحى!! كان طلب يشوف حساباتك من محاسب قانوني حتى يعرف حصته شكد!!
سألنا بعض المواطنين عن الاسباب والحلول لهذه الآفه فكانت اجاباتهم كالآتي:
المواطن سعدون تخته يقول: انا اطالب الحكومه بوضع شرطي يم كل موظف لمراقبته
زين اخونه واذا اتفقوا الشرطي والموظف وتقاسموا المعلوم شلون
المواطن سعدون تخته: نجيب مراقب دولي يراقب الاثنين
يعني قصدك تدويل القضيه.
المواطنه احلام كي جي بي تقول: علينا تشكيل جهاز استخبارات خاص بالرشوه ونصب فخاخ للموظفين المشكوك بذممهم وطردهم في حالة مسكهم متلبسين
وداعتج اختنه ماراح يبقى بالدوله كلها من فوق الى تحت غير عشرين موظف
معقب معاملات يقول: انتوا ليش تخربطون, تريدون تشلعون قلب المواطن؟ لو ما الاكراميه ماتمشي المعاملات ابد. والموظف راح يجيب فراش وينام بالدائره. فالمعامله اللي تحتاج ساعه تطوّل شهر.
المواطن صيهود تاتشر يقول: انا معجب بحزب المحافظين و أؤمن بالخصخصه, يعني نبيع الدوائر الى شركات وهي تفرض الاجور اللي تشوفها مناسبه للمعاملات, بعد موافقة البرلمان واستخراج حصص الحيتان.
المواطنه حسنه بلير تقول: انا من حزب العمال واطالب الحكومه والبرلمان بسن قانون نسميه الرشاوى القانونيه, يعطي الحق لمدير الدائره بالتشاور مع موظفيه بوضع قائمة اسعار للمعاملات ويراعى في القائمه نوع الاصدار, مثل اصدار سريع, او اصدار سريع جدا, او اصدار تعال باجر , وأخيرا اصدار مش بوزك.
مواطن حوزوي يقول: انا من هزب سقيفة الفقيه, والرشوه هرام إلا إزا خرجَ خمس الساده فينمهي ما تقدم من زنبك وما تأخر وتصبهو كما ولدتك أمك, ياهلو.
المواطن سركال المكوار يقول: اخي انا رجل عشائري واحسن حل نعطي صلاحيه لرئيس كل عشيره يمشّي المعاملات لأبناء عشيرته. أو تضمنون الدوائر مثل البساتين وتسوون مزاد وياهو اللي يرسي عليه المزاد يصير مسعول.
المواطن علوان سوفت وير يقول: في اليابان هناك جهاز تقف امامه فيفحص عينك بالليزر فيتعرف عليك ويقوم بأصدار جوازك فورا, لماذا لايستوردون هذا الجهاز؟
واحد واكف يمه: بشرفك تحجي صدك؟ حتى لو جابوا الجهاز, وره يومين يكوم يطلّعلك على الشاشه, حط ورقتين بالطاسه لو اصيحلك العلاسه.
واحد ملثم: نحن في دولة العراء الاسلاميه بنعملك أوراء ببلاش بس تدينا بنتك نتكوزها. واللي ياخذ منك رشوه نأطع ايدو وأيدك كمان, وبعدين نأطع رأبتك عشان يكون درس ليك ومتعملهاش تاني يا باشا.
حلوه دولة العراء, لكن لو نسميها دولة إيد من وره إيد من كدام الفدراليه المهلوسه حتى تصير أسم على مسمى.
لا وشكد لطيف من تسمع بالاخبار: استقبل رئيس وزراء إيد من وره إيد من كدام!! العراء سابقا!!

#سرمد_علي_الجراح (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل