أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - المهدي مالك - العلمانية و الامازيغية اية علاقة و اي مستقبل لهما















المزيد.....

العلمانية و الامازيغية اية علاقة و اي مستقبل لهما


المهدي مالك

الحوار المتمدن-العدد: 3249 - 2011 / 1 / 17 - 12:07
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


العلمانية و الامازيغية اية علاقة و أي مستقبل لهما ؟
مقدمة
اولا انني انسان مسلم دو قناعات شخصية امنت بها و لا احد يستطيع جعلي اتخلى عن هذه القناعات الشخصية سواء عن طريق الرسائل التي وصلتني من احدهم وصفتني باوصاف قدحية الخ من هذا الكلام السخيف يجعلني اواصل طريقي الذي اخترته عن ايمان عميق و عن بحث من خلال قراءة مقالات بعض الاساتذة المحترمين بالنسبة لي.
ثانيا انني عبرت في الكثير من المناسبات على ان العلمانية المحلية هي جزء من تاريخنا الاجتماعي منذ قرون غابرة الى ظهور الحركة الوطنية في اوائل الثلاثينات من القرن الماضي بعدما مر حوالي 20 سنة من مقاومة الامازيغيين للاستعمار الاسباني بالريف و ايت باعمران الخ و للاستعمار الفرنسي الذي لم يستطع الدخول الى بعض المناطق السوسية الا بعد 1934 بينما الحركة الوطنية استيقظت من نومها العميق لشعورها بخطر ترسيم العرف الامازيغي في ظهير وقعه الملك محمد الخامس رحمه الله بصفته امير المؤمنين كرمز له حمولته الدينية بالنسبة لتاريخنا الاسلامي حيث هناك امير المؤمنين عمر بن خطاب و عثمان بن عفان و علي بن ابي طالب الخ بمعنى ان توقيع الملك الراحل محمد الخامس على ظهير 16 ماي 1930 يجعله حسب اعتقادي المتواضع وثيقة وطنية كاملة تعترف بشرعية العرف الامازيغي كقانون علماني محلي لا يتعارض ابدا مع مقاصد الشريعة الاسلامية بشهادة اعداء الامازيغية التاريخيين انفسهم مثل المرحوم علال الفاسي حيث قال قد تصفحت هذه الرسالة عن الاعراف السوسية و صلتها بالشريعة الاسلامية التي القيها الاستاذ امحمد العثماني و التي ستكون ان شاء الله موضوع مناقشة لاعطائه رتبته العالية من الدار و المقصود هنا هي دار الحديث الحسنية .
انني اود لو ان كل الاقاليم المغربية وجدت من يقوم من ابناءها بدراسة عاداتها و صلتها بالدين و بالاخلاق .
و انصح السيد العثماني ان يختم رسالته بالدعوة الى مراجعة القوانين المغربية مكتوبة او عرفية .
و هذا الكلام موجود في كتاب الواح جزولة و التشريع الاسلامي للمرحوم امحمد العثماني الذي لو عاش في عصرنا الحالي لامن بالعلمانية المحلية كمصطلح جديد علينا لكن مضمونه قديم جدا في مجتمعنا من خلال النظام العرفي حيث يقول ان نظرة خاطفة على النظام القضائي العرفي في جزولة تشعر الباحث انه امام نظام قضائي قار لا اختلال فيه فهو يساير الشريعة الاسلامية في اتجاهاتها و في مقاصدها و في نفس الوقت يساير ضروريات الحياة و تطورها مع مراعاة للسياسات الشرعية في المسائل التي تتبع فيها اعراف البلاد.
ان الالواح عبارة عن قوانين و قواعد و ضوابط صارمة تشتمل على اجراءات تتعلق بعقوبات مالية يعاقب بها كل من صدرت منه مخالفة ما من المخالفات التي تمس شرف الانسان او ماله او عرض الامن الداخلي او الخارجي للخطر .
اذن هذا القانون العلماني المحلي حسب لغة العصر يساير الشريعة الاسلامية في اتجاهاتها و مقاصدها و في نفس الوقت يساير ضروريات الحياة كمصطلح واسع لا حدود له و تطورها يعني ان مجتمعنا ادرك معنى التطور مبكرا.
و يقول المرحوم في مقام اخر من بحثه الشهير ان هذا القانون العرفي يشمل القطاعات التالية قطاع نظام الامن و قطاع التجارة و قطاع التربية و المقصود هنا هي التربية الاسلامية الاصيلة بسوس من المدارس العلمية و الزوايا الخ ثم قطاع الايداع بمعنى المخازن الجماعية او ايكودار و قطاع الفلاحة و ما يتعلق بها و قطاع الحي اليهودي أي ان هذه الاعراف لم تتجاهل التعايش الديني بين مكونات المجتمع .
و لنرى ما يقول الاستاذ العثماني في قطاع نظام الامن حيث قال هو عبارة عن ضبط الامن و تنظيمه داخليا و خارجيا في وقت السلم و في وقت الحرب لان الامن ادا لم يكن مستتبا فان الحياة تكون صعبة و النمو يتوقف و لهذا يوضع اللوح الخاص بنظام الامن و ضبطه و يسمى بلوح امقون او الحلف اذا وضع لنظام حلف بين القبائل او المناطق و المجلس الذي يمثل جهات الحلف يشبه البرلمان الفيدرالي بلغة العصر.
و تلاحظون ان المرحوم استعمل مصطلح البرلمان الفدرالي في سنوات السبعينات
و هذا يبين ان المرحوم سبق عصره و لو عاش هذا الفقيه الحكيم الى اليوم لامن بمصطلحات الحركة الامازيغية الحالية .
و يقول الجرائم التي يعاقب عليها بالقصاص او الدية هي السرقة و الفاحشة و القذف و الردة و شرب الخمر و اخيرا قطع الطريق.
و احكام هذه الجرائم معروفة و مضبوطة في الكتاب و السنة .
و قال النبي الكريم ص ادراوا الحدود عن المسلمين ما استطعتم الحديث.
ان الالواح لا تختلف عن الشريعة الاسلامية فيه الا من حيث الكيف فالقتل ان كان عمدا فعقوبته هي النفي من القبيلة او ازواك بعد الثبوت و اعتراف القاتل و بعد كتابة اعترافه عنه و يتكلف العدول بعقد ما يسمى بتابرات ازواك بمعنى رسالة النفي الخ من هذه الاجراءات العرفية .
و اما النوع الثاني الذي قرر الشرع فيه لكل جريمة حدا محدودا لا يتجاوزه فان الالواح تكتفي بغرامة مالية مع عقوبة اضافية مثل التغريب مدة معينة و مصادرة الاملاك و تخريب الدار و ليس معنى هذا انهم ابطلوا الحدود الشرعية و انما اكتفوا بما في وسعهم و طاقتهم من الامر بالمعروف و النهي عن المنكر .
اذن العرف الامازيغي لا يعترف بالحدود الاسلامية لقول النبي الكريم ادراوا الحدود عن المسلمين ما استطعتم الحديث.
و معنى هذا الكلام ان الامازيغيين كانوا لا يطبقون هذه الحدود الشرعية و فضلوا سن عقوبات من اجتهادهم الشخصي مثل النفي من البلاد و مصادرة الاملاك الخ...
انتقل الان الى لتحليل خطاب الحركة الوطنية المعادي لعلمانية الامازيغيين الاسلامية حيث هذه الاخيرة استطاعت طوال العقود الماضية نشر اكاذيبها بكل حرية و بدون محاسبة و بدون الدفاع عن النفس لان الامازيغية عاشت انذاك كلهجات حقيرة في الهوامش البعيدة عن المدن و عن الاهتمام الرسمي و المنطلق الوحيد لتناول المسالة الامازيغية هو منطلق الحركة الوطنية الاسطوري و البعيد عن الحقائق التاريخية او الاجتماعية و يقول هذا المنطلق ان فرنسا كانت تريد تنصير البرابرة و فصلهم عن الاسلام من خلال ما يسمى بالظهير البربري كتشريع جاهلي يعود بهم الى الوثنية و قرات في احد الكتب رواية الحركة الوطنية حول ظهير 16 ماي 1930 فوجدت نفسي امام مصطلحات من قبيل السياسة البربرية و اعتبار الاعراف الامازيغية قوانين جاهلية لا علاقة لها بالاسلام و بالمناسبة فكاتب هذا الكتاب هو امازيغي من قبائل زمور بالاطلس المتوسط و توفي في سنة 1979 و القارئ لهذا الكتاب و امثاله سيدرك قوة فكر الحركة الوطنية انذاك و ضعف الامازيغيين فكريا امام اسطورة الظهير البربري التي قمعت الهوية الامازيغية و فصلتها تماما عن الاسلام و عن الوطنية لعقود طويلة من التعريب و عبادة فقهاء الفتنة السلفية الذين اخذوا بقصد او بدونه يقتلون تقاليدنا و عاداتنا ...
ان عهد الحقيقة و الانصاف قد كشف المستور و فضح الاساطير كاسطورة الظهير البربري حيث كتب الاستاذ محمد مونيب كتابه الرائع الظهير البربري اكبر اكذوبة سياسية في المغرب المعاصر و اورد فيه حقائق هامة بتعاون مع الاستاذ محمد بودهان و سارجع الى هذه الحقائق في كتابي البعد الديني لدى الامازيغيين حقيقة ام خرافة كمشروع اتمنى ان أبدا كتابته في الصيف القادم ان شاء الله .
كما شرحت لكم طوال هذا المقال فالعلمانية ليست دخيلة على مجتمعنا بل هي اصيلة في تاريخنا الاجتماعي و من ينكر هذا فهو لم يفهم هذا التاريخ فهما دقيقا او هو مستلب ايديولوجيا .
و بخصوص مستقبل العلمانية المحلية و الامازيغية فاعتقد ان ظهور الحقائق سيساهم على المدى القريب و المتوسط في القضاء نهائيا على هذه الاكاذيب و الاساطير من اجل استرجاع علمانيتنا الاسلامية و الحمد لله بفضل الارادة الملكية و جهود المعهد الملكي للثقافة الامازيغية فالحركة الامازيغية حققت مكاسب جوهرية في ظرف 9 سنوات على كافة الاصعدة و المستويات خصوصا اعادة احياء تقاليدنا مثل الاحتفال الشعبي بحلول سنتنا الامازيغية بينما في الماضي كانت هذه التقاليد تتجه نحو الانقراض بسبب التعريب الشامل و السلفية الدينية و ليس الدين الاسلامي .
المهدي مالك



#المهدي_مالك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفتنة السلفية
- رسائل مسيرة الدار البيضاء الرمزية
- برنامج اوال ن تاسوتين هو احسن نموذج لتطوير الاذاعة الامازيغي ...
- لماذا تعادي تيارات العروبة و الاسلام السياسي علمانية الحركة ...
- مدينة اكادير احتفلت بعالمية السينما الامازيغية عبر مهرجان اس ...
- تسع سنوات من خطاب اجدير التاريخي ماذا تحقق لصالح القضية الام ...
- تاملاتي الرمضانية 1
- عشر سنوات من عهد جلالة الملك محمد السادس قراءة موضوعية
- تكريم مجموعة ازنزارن الشهيرة
- تكريم مجموعة ارشاش التراثية
- فن الروايس يفقد احد رموزه الاصيلة
- رسالة مفتوحة الى الاستاذة زينة همو مقدمة برنامج انموكار ن تف ...
- تحليل ظاهرة الاسلام الساسي في المغرب بين خرافات الماضي و الا ...
- تحليل ظاهرة الاسلام الساسي في المغرب بين خرافات الماضي و الا ...
- تحليل ظاهرة الاسلام الساسي في المغرب بين خرافات الماضي و الا ...
- رسالة مفتوحة الى المجلس الاداري للمعهد الملكي للثقافة الاماز ...
- باراك اوباما يريد فتح صفحة جديدة مع العالم الاسلامي انطلاقا ...
- باراك اوباما يريد فتح صحفة جديدة مع العالم الاسلامي انطلاقا ...
- رسالة مفتوحة الى الحركة الامازيغية بمناسبة حلول السنة الاماز ...
- تصوري الشخصي حول المركز الجديد للاشخاص المعاقين بعاصمة سوس ا ...


المزيد.....




- نتنياهو يأذن لمديري الموساد والشاباك بالعودة إلى مفاوضات الد ...
- رئيس وزراء بولندا يكشف عن -جدال مثير- أشعله نظيره الإسباني ف ...
- دراسة رسمية تكشف أهم المجالات التي ينتشر فيها الفساد بالمغرب ...
- تشابي ألونسو يستعد لإعلان قرار حاسم بشأن مستقبله مع نادي ليف ...
- الجيش الروسي يكشف تفاصيل دقيقة عن ضربات قوية وجهها للقوات ال ...
- مصر.. إعادة افتتاح أشهر وأقدم مساجد البلاد بعد شهرين من إغلا ...
- قائد القوات الأوكرانية: تحولنا إلى وضع الدفاع وهدفنا وقف خسا ...
- مقتل شخص وإصابة اثنين إثر سقوط مسيّرة أوكرانية على مبنى سكني ...
- استطلاع يظهر تحولا ملحوظا في الرأي العام الأمريكي بحرب غزة
- معتمر -عملاق- في الحرم المكي يثير تفاعلا كبيرا على السوشيال ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - المهدي مالك - العلمانية و الامازيغية اية علاقة و اي مستقبل لهما