أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - المهدي مالك - تكريم مجموعة ارشاش التراثية















المزيد.....

تكريم مجموعة ارشاش التراثية


المهدي مالك

الحوار المتمدن-العدد: 2699 - 2009 / 7 / 6 - 03:31
المحور: الصحافة والاعلام
    


مقدمة مفيدة
ان فصل الصيف دخل الينا مبكرا في هذه السنة بحكم ارتفاع درجات الحرارة في جل مناطق مغربنا الحبيب و كما يتميز هذا الضيف العزيز في بلادنا بعدة خصوصيات جميلة مثل عودة افراد جاليتنا المقيمة بالخارج الى وطنهم الام و الى احضان اهلهم قصد قضاء اسعد الاوقات ,
ان الصيف هو فصل الفنون بامتياز من خلال تنظيم مجموعة من المهرجانات ذات اهداف مختلفة و متعددة بهدف تنشيط الحركة الاقتصادية و السياحية و تشجيع التراث المغربي الغني بمكوناته الحضارية و الثقافية و الدينية الخ غير انني ساحاول ان شاء الله في هذا الصيف تكريم عدة فنانين الذين اعطوا الشيء الكثير للاغنية الامازيغية سواء التقليدية منها او الحديثة و كما ساحاول انجاز موضوع حول تقاليد الزفاف في منطقة ايموزار اداوتنان ان شاء الله قبل حلول رمضان القادم .
مدخل الى فهم ظاهرة المجموعات الغنائية الامازيغية
ان فهم ظاهرة ثقافية ما يدخل في عدة سياقات تاريخية و مجتمعية حيث ان المجتمع الامازيغي بسوس قبل بروز ظاهرة المجموعات الغنائية الامازيغية كان مجتمع لا يتقبل الاستماع الا لفن احواش و فن الروايس باعتبارهما يعبران عن الاصالة في كل في شيء غير ان شباب اجيال الستينات و السبعينات و الثمانينات الخ فكروا في تجديد او حداثة الاغنية الامازيغية من حيث المضامين و الايقاعات باستعمال الالات العصرية كنوع من التحدي للتيارات المعتبرة بان الامازيغية لا يمكنها الخروج من نطاقها التقليدي أي القرية او الجهوية الى التجديد و المعاصرة كي تصبح الاغنية الامازيغية ذات ابعاد دولية مثل الفنان الامازيغي ايدير و الفنان الامازيغي
يوبا و مجموعة ازا الخ من هذه النماذج المقيمة بالخارج التي استطاعت تمثيل الهوية الامازيغية هناك .
ان ظاهرة المجموعات الغنائية الامازيغية انطلقت من اهداف تجديد الاغنية الامازيغية من حيث الشعر الحامل للمضامين و امال الشباب منذ سنوات الستينات الى اليوم لكن اعتقد بان بعض المجموعات الحالية تسير نحو التخلي عن اصالتنا العريقة و الاتجاه الصريح نحو الايقاعات الغريبة و استعمال بعض المصطلحات مثل الشلح بينما في الماضي كانت هذه المجموعات تعتز باصالتها و تراثها بالرغم من انها استعملت بعض الايقاعات الغربية كمجموعة اوسمان الشهيرة بطابعها الثقافي و النضالي في فترة السبعينات و غيرها من المجموعات التي استطاعت الرهان على الشعر القوي و توظيف بعض ايقاعات احواش كمجموعة ارشاش التراثية و الفريدة من نوعها .
اذن موقفي من بعض المجموعات الحالية هو موقف نقدي يحذر من السقوط في فخ السطحية و غياب أي مشروع فني واضح المعالم و الإنكار الكلي لاصالتنا الموسيقية من اجل الانماط الدخيلة تحت ذريعة الموجة الجديدة الخ لكنني بالمقابل اشجع المجموعات التي لم تتخلى عن تراثنا الامازيغي و عن الشعر الهادف.
خصوصية مجموعة ارشاش
ان الباحث في ظاهرة مجموعة ارشاش سيجد عدة عناصر اساسية كالارتباط بالارض و الجذور حيث مجموعة ارشاش اسست في سنة 1979 بالدار البيضاء المعروفة بالمجموعات الغنائية مثل ناس الغيوان المتميزة في الدارجة المغربية و ذات مسار محترم بالنسبة لي غير ان ارشاش مدرسة كاملة المكونات الضرورية لنجاح أي مشروع فني قادر على تحقيق الاهداف المتعلقة اولا بنشر التراث الاصيل من خلال اعتماد المجموعة على ايقاعات احواش الجميلة تجعلك تسافر عبر مناطقنا مثل ابركاك الخ من هذه المناطق السوسية ,
ثانيا الشعر الهادف حيث ان مجموعة ارشاش لا تعتمد على شعر التجارة او شعر الحب الواضح أي الذي لا يحترم مجتمعنا المحافظ بل تعتمد هذه المجموعة على مضامين تلامس الواقع الاجتماعي و الثقافي و الاخلاقي لدى المجتمع الامازيغي و يقول الاستاذ احمد الخنبوبي الباحث في ظاهرة المجموعات العصرية بسوس و له كتاب قيم حول هذا الموضوع
تأسست مجموعة "أرشاش" سنة 1979 من القرن الماضي ،على يد ثلة من الفنانين، كانوا فيما سبق ضمن مجموعات موسيقية، سبقت إلى الساحة كمجموعة" إزماز" وغيرها(32).

و كانت الخاصية المميزة لمجموعة "أرشاش" ،هو انحدار جل عناصرها من جبال سوس – ئيدرارن سوس– ،وبالضبط من قبيلة "إبركاك"، بالأطلس الصغير، بين حاضرتي طاطا وتارودانت و بالاضافة الى تيزنيت . ومن المعروف أن المنطقة تمتاز بالانتشار الواسع لفن أحواش، وبالارتباط الوثيق لسكان المنطقة بهذا النمط الفني المتجذر في التاريخ، وكذا اشتهار المنطقة بالشعر ،والكلمة الموزونة ،من خلال مجموعة من الشعراء أو" اٍنظامن" . و يعتبر المرحوم عزيز الهراس أحد الرواد الدين ساهموا في تأسيس هده المجموعة ،و هو ينتمي لمنطقة تفراوت القريبة جغرافيا من إسافن، وقد أعطى انتماء هذا العنصر إضافة نوعية ل "أرشاش" ،بحكم اٍنتمائه إلى أسرة فنية عريقة و معروفة بالمنطقة.
و كان ابي العزيز في الدار البيضاء انذاك حيث كان شابا يحب ظاهرة المجموعات الغنائية مثل ازنزارن و ازماز و ارشاش بحيث يشجعهم ماديا و يذهب الى سهراتهم و بل كان افراد مجموعة ازماز يسكن عنده بمعنى ان ابي عاش مرحلة السبعينات كشاب بدا يدرك عدة اشياء كتهميش الثقافة الامازيغية الخ.
ان شعر مجموعة ارشاش هو حامل لعدة مضامين كالحفاظ على شجرة الاركان كتراث وطني تتميز به منطقة سوس لوحدها في بقاع العالم و شجرة الاركان هي تراث طبيعي و ثقافي يحمل العديد من المعاني نجدها في قصيدة المجموعة التي تتحدث بلسان هذه الشجرة المباركة و هي تتعرض للقطع من طرف الناس بسبب عدم وعيهم بضرورة محافظة على البيئة عامة و على هذا الكنز باعتباره اساسا من اسس التنمية المحلية بحيث ان اليوم هناك تعاونيات نسائية تشتغل على استخراج من الاركان اشياء مفيدة كالزيوت و المواد التجميلية الخاصة بالنساء الخ.
ان الوطن مصطلح يحمل معاني عميقة في وجدان أي انسان واعي و في الاغنية الامازيغية عامة سنجد الكثير من النماذج على حب الوطن و مقدساته الواقعية غير ان مجموعة ارشاش علمتنا من خلال قصائدها مثل لمغرب ابيد ف لحق التي تتحدث عن اعتزاز المجموعة بتاريخ الاجداد الحقيقي الممتد ل 33 قرنا من حضارة الامازيغيين و تضحياتهم الجسيمة في سبيل محاربة الاستعمار الاجنبي و إقبالهم على اعتناق الديانات السماوية و الاجتهاد من اجل نشر القيم الاخلاقية تحت راية الاسلام المغربي الخ من انجازات الاجداد التاريخية لكن ايديولوجيات المشرق المعروفة حاولت و لازالت تحاول تحريف تاريخنا و اختصاره في 12 قرنا كاكذوبة جديدة تهدف الى جعل تاريخنا خادما للمشرق العربي لا اقل و لا اكثر و اما تامغربت فانها مازالت لم تدخل الى مقررات التاريخ الرسمي و المتجاهل لابطال المقاومة الحقيقيين ,
ان قصيدة لمغرب ابيد ف لحق هي تعبير صريح على ان مجموعة ارشاش تملك الوعي الثقافي النادر لدى مجموعات الموجة الجديدة حيث ان ارشاش استطاعت النضال من اجل قيمة الهوية الامازيغية من خلال العديد من قصائدها الرائعة و المعبرة عن ثقافة عالية لدى افراد المجموعة و في مقدمته الاستاذ مولاي على شوهاد المتميز بفكره العميق و اراءه المختلفة حول الاغنية الامازيغية التي عرفت عدة نقاشات مفيدة بخصوص موضوع اعادة غناء قصائد بعض الروايس كالرايس احمد بيزماون و المرحوم الحاج عمر واهروش الخ من هؤلاء الرواد لكن شباب الجيل الصاعد لا يهتم بل يتجاهل كل ما هو قديم و لهذا عملت جل المجموعات العصرية بما فيها مجموعة ارشاش على احياء هذه القصائد و تجديدها كي تساير التطور دون التخلي عن اصالتنا ,
اذن التجديد هو شيء ضروري في كل مناحي الحياة لكن التجديد الرامي الى احتقار اصالة الشعوب و الاتجاه نحو انماط موسيقية معينة مثل الراب لا يخدم أي مشروع فني هادف الى رد الاعتبار للامازيغية كمكون ثقافي بل سيساهم في جعل الاغنية الامازيغية تتحول من الاهداف النبيلة الى الاشياء الاخرى التي نراها في القنوات الغربية و المشرقية على حد السواء بمعنى انني اخاف على
الاغنية الامازيغية من هذا الغزو الثقافي و يعد هذا موقف شخصي .

تحرير المهدي مالك



#المهدي_مالك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فن الروايس يفقد احد رموزه الاصيلة
- رسالة مفتوحة الى الاستاذة زينة همو مقدمة برنامج انموكار ن تف ...
- تحليل ظاهرة الاسلام الساسي في المغرب بين خرافات الماضي و الا ...
- تحليل ظاهرة الاسلام الساسي في المغرب بين خرافات الماضي و الا ...
- تحليل ظاهرة الاسلام الساسي في المغرب بين خرافات الماضي و الا ...
- رسالة مفتوحة الى المجلس الاداري للمعهد الملكي للثقافة الاماز ...
- باراك اوباما يريد فتح صفحة جديدة مع العالم الاسلامي انطلاقا ...
- باراك اوباما يريد فتح صحفة جديدة مع العالم الاسلامي انطلاقا ...
- رسالة مفتوحة الى الحركة الامازيغية بمناسبة حلول السنة الاماز ...
- تصوري الشخصي حول المركز الجديد للاشخاص المعاقين بعاصمة سوس ا ...
- عيد المسيرة الخضراء لهذه السنة يحمل مشروع الجهوية المتقدمة
- اين وصلت القضية الامازيغية بعد مرور سببع سنوات على تاسيس الم ...
- مشروع تمزيغ الفكر الاسلامي و مشروع رد الاعتبار لبعدنا الديني ...
- ملخص ما فهمته من تاريخ ابن خلدون
- النضال الامازيغي بين الامس و اليوم قراءة فكرية
- تكريم مجموعة اوسمان الهوياتية
- هل المغرب يريد الرجوع الى الوراء
- فن احواش بين خطر التطرف الديني و خطر العولمة الامريكية
- جريدة التجديد تحيي اكذوبة الظهير البربري
- الدين الاسلامي بين مواجهة الايديولوجيات الرجعية و مواجهة الت ...


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - المهدي مالك - تكريم مجموعة ارشاش التراثية