أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رضا عبد الرحمن على - العلاج البديل لاستخدام العنف في التربية والتعليم ..














المزيد.....

العلاج البديل لاستخدام العنف في التربية والتعليم ..


رضا عبد الرحمن على

الحوار المتمدن-العدد: 3246 - 2011 / 1 / 14 - 20:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في المقال السابق قلنا أن استخدام العنف والقوة في التربية والتعليم يؤدي لظهور التطرف والعنف كسلوك أساسي وطبيعي للشباب الذين شربوا وتربوا على ثقافة أن القوة هي السبيل الوحيد لحل الخلافات و تسوية المنازعات ، وأن القوة هي السبيل للتغيير السياسي والاجتماعي وأن هذا الأسلوب يقتل الإبداع ويميت الخيال وأن القوة هي سبيل للإرهاب.



وكان لابد من عرض العلاج البديل والأفضل في تربية النشأ في مؤسسات التربية والتعليم ، وكذلك في حل المنازعات والخلافات الاجتماعية ، ولكي نتعلم من الدول التي نجحت في تربية وتعليم أجيال وأجيال بطرق علمية حديثة بعيدة كل البعد عن العقاب البدني والعنف ، وكانت النتائج عظيمة في هذه الدول بحيث أصبحت من دول العالم الأول في كل شيء.

وانطلاقا من الآثار المدمرة نفسيا ووجدانيا واجتماعيا لممارسات العقاب البدني مثل الضرب في المدارس ، فيجب أن نضع البديل الذي يضمن الحد الأدنى المطلوب من الانضباط وحفظ هيبة المعلم في هذه المدارس من ناحية ، ولنضمن حماية الأجيال القادمة من الوقوع في براثن التطرف والفشل في شتى مناحي الحياة ، ولذلك يجب أن ننشر الوعي بين الآباء والقراء في أنحاء المجتمع لكي تنتشر ثقافة نبذ العنف في جميع أرجاء البلاد لتحل محلها ثقافة العقل والأسلوب التربوي السليم.

في البلاد المتقدمة والمتحضرة من العالم لا تتوقف هيبة المعلم على الضرب ، ولا يعتمد احترام مدير المدرسة على الإيذاء والعقاب البدني للتلاميذ ، بل يعتبر استخدام هذه الطريقة لفرض الهيبة هو دليل على الإفلاس التربوي للمدرس والمدير على السواء.

وعلى النقيض لا يزال يـُقاس نجاح المعلم في بلادنا بمدى قدرته على إدراة الفصل أو بمدى سيطرته على التلاميذ ، وبمدى الهدوء السائد داخل فصله أثناء الدرس وبمدى انتباه التلاميذ إلى شرح معلمهم ، واستنادا لهذا المقياس اندفع معظم المدرسين غير التربويين إلى اللجوء إلى وسائل غير مقبولة تربويا ومنافية للقانون كاللجوء إلى العقاب البدني والنفسي والتطرف فيه ، حتى أصبحت المدرسة مكانا كريها وغير مرغوب فيه لمعظم التلاميذ ، وأصبح أولياء الأمور يسوقون أطفالهم للمدارس بصعوبة شديدة في حالة مصحوبة بالبكاء والعويل كل صباح على أبواب المدارس ، وأصبحت المدرسة مثل السجن الذي يُـخفي أنواع العذاب لمن يدخله ، وخير دليل على هذا صيحات الفرح والسرور والاحتفال عند سماع جرس نهاية اليوم الدراسي.

ولقد ثبت بالتجربة أن العقاب المعنوي أكثر تأثيرا وأطول مفعولا من الإيذاء البدني .

وكذلك فإن الحرمان من المزايا هو أسلوب أخر للعقاب المعنوي ، ولقد ثبت أنه أكثر فعالية من العقاب البدني ، وذلك مثل حرمان التلميذ مما يهواه ويحبه مثل الألعاب والرحلات والهوايات ، وهذه الطريقة أرقى في التعامل مع التلاميذ ، كما أنها أفضل وأكثر تأثيرا في تقويم سلوكيات التلاميذ ، وليس لها أي أضرار مستقبلية على نفسية التلاميذ.

وإذا لم تنجح هذه الطريقة (طريقة الحرمان من المزايا) وتطبيقا لنظرية الفروق الفردية بين التلاميذ واعترافا بالاختلافات السلوكية والنفسية بينهم فهناك تصعيد للعقاب المعنوي بالحرمان من الحقوق (وذلك بالحرمان الدراسي لمدة قصيرة ) ، فإذا لم يجدي الحرمان من المزايا والحرمان من الحقوق فيكون العقاب بالفصل من الدراسة النظامية لعام أو أكثر ، أو الفصل النهائي من جميع المدارس ، وهذه الطريقة وإن كانت شديدة الحزم لكنها ستكون أفضل وأكثر سيطرة وحزما على التلاميذ دون المساس بمكوناتهم النفسية ، ودون الهبوط لأسلوب العقاب البدني ، الذي نعلم أضراره جميعا ، وبهذه الطريقة سينتشر في المجتمع المدرسي والمجتمع ككل ما هي عقوبة الطالب الذي يقوم بسلوكيات غير سوية داخل الفصل أو المدرسة ، وسيخشى الجميع الحرمان من حقوقهم ومن ممارسة هواياتهم المحببة لقلوبهم ، كما أنهم سيخافون أيضا من الفصل النهائي من الدراسة و من جميع المدارس ، مما سينمى داخلهم ثقافة الالتزام والانضباط حرصا على حقوقهم وحفاظا على ممارسة هواياتهم المفضلة ومنعا لحرمانهم من الدراسة.



#رضا_عبد_الرحمن_على (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلبيات العنف في التربية والتعليم
- فتاوى وهابية تلبس ثيابا إسلامية .... عن أسباب الطائفية
- لماذا لا ندفن الحيوانات الميتة..؟
- فتاوى إسلامية في عصر الوهابية
- جاهلية تقديس الجسد.... تحريم الدراما الواقعية
- هل يجوز أن نحج أو نصوم عن الموتى .؟
- جاهلية تقديس الجسد
- لماذا تُغلق أبواب المساجد .؟
- الإسلام انتشر ... فلماذا الخوف .؟
- من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل الحمَّام
- كيف يتعامل المسلمون مع خاتم النبيين عليه السلام...!!
- د/ محمد عمارة يكتب عن ((حقيقة معنى النسخ في القرآن الكريم))
- إدارة الأزهر تعاقبني بالجزاءات والخصم من راتبي للمرة الثانية
- تعليقا على مسلسل الجماعة .... الجزء الثالث والأخير
- تعليقا على مسلسل الجماعة ... الجزء الثاني
- تعليقا على مسلسل الجماعة ... الجزء الأول
- لماذا أكتب مقالا عن هذا الحديث .؟
- الشيخ إبليس
- مازال الضحك مستمرا مع إدارة الأزهر
- خَتْم القرآن وتجهيل العقول


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رضا عبد الرحمن على - العلاج البديل لاستخدام العنف في التربية والتعليم ..