أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - علاء اللامي - تقرير كوفي عنان واغتيال شهداء جنين مجددا !















المزيد.....

تقرير كوفي عنان واغتيال شهداء جنين مجددا !


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 211 - 2002 / 8 / 6 - 01:06
المحور: حقوق الانسان
    


                                                                                  

  ( أيها الفلسطينيون موتوا جيدا وبالآلاف  لكي ننصفكم وندين إسرائيل بكلمة مجزرة  ! )

  تلك هي الخلاصة المنطقية للتقرير الباهت والتبريري الذي أصدره الأمين العام للأمم المتحدة السيد كوفي أنان والذي حاول فيه توزيع مسؤولية المجزرة العنصرية التي ارتكبها الجيش الصهيوني  في جنين وغيرها من مدن فلسطين مناصفة : نصف على القاتل وآخر على المقتول والمحروق في ركام بيته .

فبعد أربعة أشهر لم  يتوقف خلالها أبو المجازر " شارون "  عن سفك الدماء يطل كوفي أنان على المجتمع الدولي المتحضر والديموقراطي  ليدين وبعبارات خجولة "إعاقة سيارات الإسعاف عن الوصول الى الجرحى و القتلى" و"هدم البيوت " وما إلى ذلك. ولأن القتلى بالعشرات وليسوا بالمئات فقد رفض الأمين العام استعمال كلمة مجزرة  أو مذبحة  أما الوزير الفلسطيني المتفائل دائما حتى النخاع  نبيل شعث فقد وصف هذا التقرير الذي أبكى أهالي الشهداء  في جنين وسواها في نوبة كرم وتفاؤل  مباغتة بالمهم ، نعم تقرير مهم !

  إن كوفي عنان ،وبعيدا عن السياسة المباشرة ووظيفة الأمانة العامة ، قد خان دور المثقف الكوني والممثل الرمزي الأول للمجتمع الدولي المزعوم، والذي يتحول تدريجيا  الى مجتمع لتجار الأسلحة والمخدرات و العنصرية، وهو لم يحرص حتى على ترك خط رجعة معقول أو فسحة معينة للتعاطي مع ما قد تكشف عنه الأيام . فماذا أنت قائل وفاعل يا سيادة الأمين العام لو انكشفت مستقبلا محتويات المقبرة السرية التي خبأت فيها الدولة الصهيونية جثث الشهداء الفلسطينيين ؟ ربما ستقول لكل حادث حديث ! ولكن ماذا عن الوجدان الإنساني والضمير الحي خلال تلك الفترة الفاصلة بين تبرئتك للقتلة اليوم وانكشاف المخبوء غدا ؟

 أما المنظمات الدولية وخاصة أكثرها صخبا " منظمة العفو الدولية " وبعض منظمات حقوق الإنسان فقد سجلت فقط (أن التقرير غير كاف لأنه لم يستند الى تحقيق على الأرض ).نحن لا نريد الشطب نهائيا على هذه المنظمات ذات التاريخ والمواقف الجديرة بالاحترام ولكننا نسجل بدورنا أن موقفها اليوم من تقرير عنان  المهين للضحايا ولذويهم  لم يكن كافيا هو الآخر ، ونزيد أن الهدف من هذا التقرير لا يخرج عن دائرة ضمان التجديد للسيد كوفي عنان لدورة رئاسية جديدة عن طريق إرضاء الصهاينة وحلفائهم الأمريكان بعد أن شاهد بأم عينيه كيف اقتلع سلفه المصري بطرس بطرس غالي اقتلاعا مهينا من كرسيه لأنه تجرأ على التصريح بمحتويات تقرير أممي عن مذبحة قانا التي ارتكبها " رجل السلام والحوار" شمعون بيرس في مقرات  الأمم المتحدة ذاتها بجنوب لبنان  .

  من جانب آخر فقد كان أداء السلطة الفلسطينية  مشوشا ومرتبكا وارتجاليا في غالب تفاصيله وقد اتسمت تقديراته بالتناقض وعدم الدقة والانفعالية . فكم من لجنة وجهاز  خاص بالمجازر المرتكبة وجمع الأدلة والتوثيق سمعنا عن تشكيله ، فأين ذهبت هذه اللجان والأجهزة ؟ ولماذا لم يصارَح الشعب الفلسطيني بحقيقة ما انتشر من معلومات مفادها أن إغلاق ملف مجزرة جنين قد تم بموافقة القيادة الفلسطينية مقابل إطلاق سراح رئيس السلطة الوطنية ومن معه من مقره المحاصر  في رام الله ؟ لماذا الاكتفاء بالتلميحات وعدم الرد بالحجة والدليل على المصادر التي أوردت تلك المعلومات ؟

وبالعودة الى تقرير عنان يمكن  تسجيل المؤاخذات الخطيرة  التالية :

-  حتى في أعداد ضحايا المجزرة لم يأخذ كوفي عنان ببعض التقديرات الإسرائيلية التي بلغ العدد بموجب بعضها  أكثر من مائة وخمسين قتيل فلسطيني في مخيم جنين فقط بل عوَّل على عدد جثث الشهداء الذين دفنوا فعلا .

-  أهمل الإشارة الى رفض الدولة الصهيونية السماح للجنة الدولية الخاصة بالتحقيق في مجزرة جنين بعد أن كانت قد وافقت ولم يثر أية تساؤلات أو يخرج بأية استنتاجات من ذلك .

-  أهمل حقيقة أن الجيش الصهيوني حاول علنا التصرف بجثث الشهداء ونقلها لولا حكم المحكمة العليا التي استجابت لطلب النواب العرب في الكنيست الذين طالبوا بإيقاف تلك الإجراءات وهذا فيما يتعلق بالعلن فقط .

-  لم يشكك أو يتساءل حول الأرقام و الادعاءات الإسرائيلية المنخفضة ولم يشر الى وجود الشاحنات الإسرائيلية المبردة والمعدة لنقل الجثث والتي تمكن فريق التصوير الخاص بإحدى الفضائيات العربية من تصويرها وهي تندفع مسرعة باتجاه مناطق سيطرة الجيش الصهيوني . وبالمناسبة فقد كتب صحافي إسرائيلي قبل أيام قليلة مقالة حول الموضوع قال فيها ( أن تلك الشاحنات المبردة كانت موجودة فعلا قرب مخيم جنين وأن قيادة الجيش أرسلتها ليستريح فيها الجنود من التعب وارتفاع  درجات الحرارة وحين شاهد الفلسطينيون الجنود الإسرائيليين نائمين فيها قالوا إنها محملة بالجثث.. ) والواقع فيمكن الرد ببساطة على هذا الصحافي الصهيوني " الذكي بشكل كارثي " بأنها المرة الأولى في تاريخ الحروب التي يزود فيها الجنود بشاحنات مبردة للنوم ..وللنوم كما ينام الموتى !!

-  وأخيرا ولكي يعرف السيد كوفي عنان ومعه العالم المتفرج على المذبحة الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني أي نوع من المجتمعات هو المجتمع الإسرائيلي وأية دولة هي تلك الدولة الصهيونية نورد أدناه المقتطف التالي من استطلاع للرأي قام به معهد "ماركت ووتش" الإسرائيلي ونشرته جريدة معاريف في عددها اليوم 2/8/ 2002 فردا على سؤال يقول حرفيا ( الأسبوع الماضي صفَّت إسرائيل زعيم الجناح العسكري لحماس صلاح شحادة بقنبلة ألقيت من طائرة أف 16 لسلاح الجو، وقتل في العملية أيضا 17 فلسطينيا آخرين بمن فيهم 12 طفلا. في نظرة الى الوراء ، هل برأيك كان ينبغي تنفيذ العملية أم لم يكن ينبغي تنفيذ العملية ؟ ) فكانت الإجابة مذهلة حقا للسذج والعميان سياسيا وهي أن  66 بالمائة  من المستطلَعين أجابوا " بنعم كان ينبغي تنفيذ العملية   " والمعنى واضح فثلثي المجتمع الصهيوني يوافقون مع سبق الإصرار ومعرفة النتائج على قتل الأطفال الفلسطينيين وهم نائمون في أسرتهم إذا ما اقتضت ضرورة القضاء على عدو سياسي أو عسكري لهم . فهل  هذا مجتمع سوي ويستأهل الاحترام أم أنه مجتمع قتلة ومرضى نفسيا في غالبيته العظمى ؟ وهل هذه "الإسرائيل" دولة مسالمة وديموقراطية يمكن التعايش معها بسلام أم إنها منظمة إرهابية مسلحة بالقنابل النووية والفكر العنصري التوراتي المتخلف ينبغي تفكيكها وإنقاذ العرب الفلسطينيين بل وحتى اليهود المضلَلين منها ؟   هل تستحق دولة كهذه ومجتمع كهذا أن يدافع عنه الأمين العام للأمم المتحدة ويرتكب بفعلته هذه أكبر لطخة ذهنية وأخلاقية ؟ أ لم يقرأ السيد كوفي عنان هذه الكلمات للشاعر الفرنسي شارل بودلير ( إن مياه جميع البحار في العالم لن تكون كافية لإزالة لطخة  ذهنية واحدة ) ؟



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تنويه الشيخ الآصفي عودة الى عهد الفتن والفتاوي التكفيرية !
- الفاسية والفاسيون
- يشعياهو يصفع القتلة !
- مجزرة " حي الدرج" في غزة : خطوة أخرى على طريق زوال الدولة ال ...
- للرجال والنساء فقط
- عدالة الذئاب البشرية
- أخلاقيات القتال
- عسكر وحرامية ومناضلون !
- المسودة الكردية للدستور العراقي المقترح : المقياس الديموغراف ...
- المسودة الكردية للدستور العراقي المقترح : توسيع كردستان حتى ...
- الوهراني والسخرية السوداء
- حق العودة الفلسطيني هو قلب الصراع :اتفاقيات جنيف تمنع الفلسط ...
- استطلاعات الرأي الفلسطينية :توازن نسبي بين فتح والإسلاميين و ...
- حساب الإيجابيات والسلبيات في "إعلان شيعة العراق " -الجزء الث ...
- حساب الإيجابيات والسلبيات في -إعلان شيعة العراق - : آليات ال ...
- عروبة العراق وحقوق الأقليات :حول التناقض المفتعل بين هوية ال ...
- الى موقع عراق نت والمسؤولين عنه
- باقر الصراف وجماعة - التحالف الوطني- : محاولات بائسة لتشويه ...
- ردا على كوردة أمين :حول الابتزاز باسم العداء للكرد والشيعة : ...
- النزعة العراقوية من الجاحظ إلى عبد الكريم قاسم .


المزيد.....




- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...
- 8 شهداء بقصف فلسطينيين غرب غزة، واعتقال معلمة بمخيم الجلزون ...
- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - علاء اللامي - تقرير كوفي عنان واغتيال شهداء جنين مجددا !