أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - حليب التين وغائط الأدب














المزيد.....

حليب التين وغائط الأدب


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 3239 - 2011 / 1 / 7 - 14:44
المحور: الادب والفن
    


جميل السلحوت:

حليب التين وغائط الأدب
أثارت رواية حليب التين للكاتبة الفلسطينية المقيمة في دبي، والصادرة عام 2010 عن دار الآداب في بيروت ردود فعل واسعة، فهل جاءت الكاتبة بجديد يستحق كل هذه الردود؟ مع التأكيد أنه هذه الردود المتفاوتة بين الايجاب والسلب قد ساهمت في نشر هذه الرواية بشكل واسع.
ولعل ردود الفعل ناتجة عن خروج الكاتبة في مضمون الرواية عن المألوف...فقد لجأت الى وصف غير مألوف وغير مسبوق لقضيتين هما: وصف الغائط وتراكماته وقذارته وروائحه في مرحاض عمومي في مخيم وهمي للاجئين الفلسطينيين في لبنان" مخيم أوزو" لدرجة تزكم الأنوف على رأي الكاتب فتحي البس، والقضية الثانية هي وصف العملية الجنسية بشكل تصويري وحسي دقيق كما هي الأفلام الاباحية.
وما بين الغائط والجنس المبالغ فيه تتمحور الأوضاع السيئة التي يعيشها الفلسطينيون في مخيمات اللجوء اللبنانية، خصوصا بعد خروج المقاومة الفلسطينية من لبنان في اعقاب الغزو الاسرائيلي للبنان في حزيران 1982، والتمحور لم يكن من خلال تبيان المآسي الواقعة على رؤوس اللاجئين، وعيشهم في جحيم لا يطاق، لكنه حول القاذورات والجنس القذر، ففاطمة أرملة الشهيد تمارس العادة السرية في المراحيض العامة بشهوانية مبالغ فيها، وركاد وأبو علي يراقبانها بتلذذ وشهوانية من خلال ثقب في جدار المرحاض.
وعندما يستشهد ابنها فإن أرملته صديقة تلقى صعوبات في إعالة أطفالها –أبناء الشهيد- حتى أن المسؤول عن صرف المخصصات يراودها على نفسها مقابل صرف المخصصات، مما أدى بها الى الهروب الى دبي بحثا عن عمل، وهناك تقع في مصيدة"قوّادة" تمارس الدعارة، ولتقع في شباك ثري عربي، ولتنفصل عن القوادة لتمارس الدعارة طواعية، ومن هناك ترسل بعض الأموال لإعالة أطفالها وحماتها الذين تركتهم خلفها في المخيم، وليكبر ابنها البكر ويسافر الى كوبنهاجن عاصمة الدنمارك، وليعمل هناك في بناء المراحيض لتلحق به هي وحماتها وبقية أبنائها ولتزدهر شركة بناء المراحيض، لكن الحماة فاطمة التي أدمنت ممارسة العادة السرية في المخيم تقع في شباك أبي علي وتمارس معه الجنس، مما دفع ركاد الذي لم يحظ بما حظي به ابو علي ليهدم المرحاض العمومي، في نفس الوقت الذي التقت فيه صديقة مع وليد اليافاوي في سوبرماركت في دبي بعد اصطدام عربتيهما، وتمارس الجنس معه في بيتها برومانسية عالية، دون أن يعرف أصلها وقصتها، ولم يعد اليها ثانية بعدما رآها تتعاطف مع اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات من خلال صورة في احدى الصحف.
والكاتبة التي اختارت( خرائية الأدب)-ان جازت التسمية- والاباحية الجنسية والدعارة في عملها الروائي الأول، تملك لغة أدبية جميلة، ومتمكنة من الفن الروائي، ويبدو أنها اختارت الجنس الاباحي، في محاولة للشهرة وتسويق الرواية، ولا أعتقد أن كاتبة أو كاتبا عربيا لجأ الى الوصف للعملية الجنسية بطريقة سامية عيسى، في (حليب التين) تماما مثلما تفردت بوصف الغائط وبشكل واسع الى درجة التقزز، فلا سابق لها في هذا المجال، وأعتقد أنه لن يكون لاحق لها بعدها.
ولا أعلم لمذا اختارت الكاتبة أن تكون بطلتا روايتها زوجتي شهيدين، هل هي للفت الانتباه الى معاناة زوجات الشهداء؟ واذا كان الأمر كذلك فلماذا اختارت لهما ممارسة الرذيلة؟ والأنكى من ذلك أن المعلومات المتوفرة عن الكاتبة تشير الى أنها من المدافعات عن حقوق المرأة، فهل الدفاع عن حقوق المرأة يعني أن تمارس الدعارة؟ وأين نحن من( تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها). فزوجات الشهداء والمعتقلين نساء مجاهدات مناضلات يدفعن ضريبة الوطن، والقياس لا يكون على الحالات الشاذة، مع التأكيد على حق أرامل الشهداء بالزواج من بعدهم، وحقهن وحق أطفالهن بالحياة الكريمة الشريفة أيضا.
أما كسر الهالة عن بعض مسؤولي الفصائل الذين يمارسون الفساد، وانتقادهم وانتقاد ممارساتهم الخاطئة، فهذا من حق كل مواطن شريف، فهم بشر وليسوا ملائكة.
ومسؤولية مساعدة اللاجئين خصوصا في مخيمات لبنان، هي مسؤولية قيادة منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية والحكومة اللبنانية، والدول العربية والضمير العالمي.
واللافت أن الكاتبة التي اختارت(حليب التين) عنوانا لروايتها جاء من باب اقترانه بالجنس في المفهوم الشعبي، لكن من غير المفهوم خاتمة الرواية، باستقرار الأسرة في كوبنهاجن، وعملها هناك بكرامة، ولو من خلال العمل في بناء المراحيض، فهل تريد الكاتبة الاشارة الى أن حلّ مشكلة اللاجئين سيكون غربيا، وبالذات أوروبيا؟ أم ماذا؟
يبقى أن نقول أن الكتابة عن الجنس والمعاناة وفساد القيادات ليس "تابو" لكن يجب التفريق بين الحرية والوقاحة.
القدس في:7-1 يناير-2011
مدونة جميل السلحوت:jamilsalhut.com



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نصّ العهدة العمرية
- الجريمة واحدة والدين لله
- بدون مؤاخذة-خيباتنا المتلاحقة
- بدون مؤاخذة-الانتحار والنحر مرات ومرات
- رواية(أصل وفصل) في ندوة اليوم السابع
- بدون مؤاخذة-استهبال الشعوب العربية
- رواية(شرفة العار) في ندوة مقدسية
- رواية-أصل وفصل- والبحث عن اسباب الهزيمة
- سنخسر السودان ونربح البشير
- رواية شرفة العار وعار المجتمع
- رواية-اكتشاف الشهوة-في ندوة اليوم السابع
- رواية-اكتشاف الشهوة-ودخول العولمة بجسد المرأة
- -قلادة فينوس- في ندوة اليوم السابع
- ابعاد الشيخ أبو طير عمى سياسي
- المشهد الثقافي في القدس
- لن تسلم رؤوس العرب
- قصةالشال الصغير الأَحمر في ندوة اليوم السابع
- ابشر بطول سلامة يا خاروف
- (العنقاء أبدا – الخروج من يافا بدءًا) للدكتورة إلهام أبو غزا ...
- نفتقدك يا عرفات


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - حليب التين وغائط الأدب