أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - جميل السلحوت - سنخسر السودان ونربح البشير














المزيد.....

سنخسر السودان ونربح البشير


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 3219 - 2010 / 12 / 18 - 14:07
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


تشير كل الدلائل أن الجنوب السوداني سائر بخطى ثابتة وواثقة نحو الانفصال، فور الاعلان عن نتائج الاستفتاء الذي سيجري في التاسع من كانون ثاني –يناير –المقبل، ويندرج هذا ضمن برنامج مخطط الشرق الأوسط-الأوسخ- الجديد، الذي طرحته امريكا زمن الرئيس سيء الذكر جورج دبليو بوش، والذي تعرقل قليلا في اعقاب حرب اسرائيل على لبنان عام 2006، ويبدو أن السودان كان هو الخاصرة الضعيفة في بلاد العربان، بعد تدمير العراق العظيم واحتلاله وقتل شعبه ونهب خيراته، في آذار 2003 تمهيدا لتقسيمه الى دويلات، وما يصاحبه هذه الأيام من محاولات تصفية القضية الفلسطينية حسب المشروع الصهيوني، والذي تشارك امريكا في تنفيذه وسط صمت عربي مخيف.
ومع ان مشاكل الجنوب السوداني ليست جديدة، فغالبية مواطنيه ليسوا عربا وليسوا مسلمين، الا أن الحكومات السودانية المتعاقبة أهملتهم منذ استقلال السودان في العام 1956وحتى الآن، أهملت ثقافتهم وأهملت مشاريع التنمية في مناطقهم، حتى أن حكومة عمر البشير التي تتستر بالاسلام حاولت تطبيق الشريعة الاسلامية عليهم مع أنهم ليسوا مسلمين، الى ان وصلت الأمور درجة الانفجار بحرب اهلية استمرت حوالي عشرين عاما، بتدخل وسلاح ومال امريكي واسرائيلي، ويلاحظ النشاط الأمريكي المحموم، وكثرة المبعوثين الأمريكيين للخرطوم، من أجل تنفيذ الاستفتاء الذي سيقود حتما الى الانفصال، ونصلي لله أن لا تصاحبه حروب ستدمر السودان جنوبا وشمالا، ومن حق المرء أن يتساءل عن سبب موافقة حكومة الرئيس البشير على استفتاء معروفة نتيجته سلفا، وهو الانفصال الذي سيقود الى انفصالات اخرى، وكيف سيجري استفتاء جزء من الشعب السوداني على أنه سوداني أم لا؟ ونستذكر هنا كيف رفضت جبهة التحرير الجزائرية ايام حرب الاستقلال في نهاية خمسينات وبداية ستينات القرن الماضي، العرض الفرنسي باستفتاء الشعب الجزائري حول ان يكون فرنسيا وجزءا من فرنسا، أم أنه جزائري، ووصفت العرض الفرنسي بأنه سخيف، وهذا يقودنا الى مخاوف أخرى قد تحصل في السنوات القادمة، وهي الضغوط الأمريكية لاجراء استفتاءات مشابهة في بعض دول الخليج العربي، التي تسمح بتجنيس المهاجرين اليها من دول جنوب شرق آسيا، وخاصة من الهند، وستكون النتائج اقامة ولاية هندية او أكثر في جنوب الجزيرة العربية.
وواضح أن الأنظمة العربية التي لم تدرك أن بلدانها في الطريق الى الضياع بعد ضياع فلسطين، لا تدرك الآن أن انفصال جنوب السودان، سيقود الى انفصال غرب السودان- اقليم دارفور- وانفصال شرقه، وما يترتب على ذلك من أضرار على الأمن القومي العربي، والذي سيكون في مقدمته تهديد الأمن المائي المصري، والذي سيقود أيضا الى تقسيم دول عربية أخرى منها العراق واليمن وحتى المملكة العربية السعودية.
ويبدو أن الرئيس البشير خاضع للضغوطات الأمريكية لتقسيم السودان كي ينجو بنفسه من تهم جرائم الحرب الموجهة اليه في اقليم دارفور، والتي تتابعها وتحرض عليها امريكا ومن لف لفها...ولن يدرك الا متأخرا أن وحدة السودان وقوته، ومواطنيه هم درعه الحصين، وأنه اذا ما فرط بهم فان سيفرط بنفسه، وبما أن السودان الوطن أهم من أي حاكم، مثله مثل بقية الأوطان في العالم، فان البشير مطالب بتسليم الحكم لأحزاب المعارضة، ومن ضمنها الأحزاب العاملة في الجنوب، كي يحمي السودان من التقسيم، والا فانه سيبقى رئيسا للخرطوم وحدها، وعلى الحكام العرب ان ينصحوه بذلك، وان يقدموا له المشورة الصادقة، لأن النار القادمة لن تحرق السودان وحده، أم أننا سنخسر السودان ونربح البشير.
18-كانون اول-ديسمبر-2010
مدونة جميل السلحوت:jamilsalhut.com



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية شرفة العار وعار المجتمع
- رواية-اكتشاف الشهوة-في ندوة اليوم السابع
- رواية-اكتشاف الشهوة-ودخول العولمة بجسد المرأة
- -قلادة فينوس- في ندوة اليوم السابع
- ابعاد الشيخ أبو طير عمى سياسي
- المشهد الثقافي في القدس
- لن تسلم رؤوس العرب
- قصةالشال الصغير الأَحمر في ندوة اليوم السابع
- ابشر بطول سلامة يا خاروف
- (العنقاء أبدا – الخروج من يافا بدءًا) للدكتورة إلهام أبو غزا ...
- نفتقدك يا عرفات
- لا سلام بدون القدس
- مسيحيو الشرق ملح الأرض
- رواية ظلام النهار في ندوة اليوم السابع
- الزمن ليس لصالحنا
- أبناء القمر قصة أطفال تعليمية
- ظلام النهار-رواية
- نقوش ذاكرة شريف سمحان في ندوة اليوم السابع
- المشروع الثقافي الفلسطيني
- قصة أطفال لنزهة أبو غوش في ندوة مقدسية


المزيد.....




- بعد جملة -بلّغ حتى محمد بن سلمان- المزعومة.. القبض على يمني ...
- تقارير عبرية ترجح أن تكر سبحة الاستقالات بالجيش الإسرائيلي
- عراقي يبدأ معركة قانونية ضد شركة -بريتيش بتروليوم- بسبب وفاة ...
- خليفة باثيلي..مهمة ثقيلة لإنهاء الوضع الراهن الخطير في ليبيا ...
- كيف تؤثر الحروب على نمو الأطفال
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 4 صواريخ أوكرانية فوق مقاطعة بيلغو ...
- مراسلتنا: مقتل شخص بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة في منطقة ال ...
- تحالف Victorie يفيد بأنه تم استجواب ممثليه بعد عودتهم من موس ...
- مادورو: قرار الكونغرس الأمريكي بتقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - جميل السلحوت - سنخسر السودان ونربح البشير