جميل السلحوت
روائي
(Jamil Salhut)
الحوار المتمدن-العدد: 3239 - 2011 / 1 / 7 - 11:24
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
اهداء الى الرفيق والصديق جورج حزبون
العهدة العمرية
15 هـ / 636 م
نص العهدة العمرية
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا ما أعطى عبد الله عمر أمير المؤمنين أهل إيلياء من الأمان : أعطاهم أماناً لأنفسهم وأموالهم ، وكنائسهم وصلبانهم ، سقيمها وبريئها وسائر ملتها ، إنه لا تسكن كنائسهم ولا تهدم ولا ينتقص منها ولا من حيزها ولا من صليبهم ولا شيء من أموالهم ، ولا يكرهون على دينهم ولا يضار احد منهم ولا يسكن بإيلياء معهم أحد من اليهود .
وعلى أهل إيلياء : أن يعطوا الجزية كما يعطي أهل المدائن وعليهم أن يخرجوا منها الروم واللصوت ( اللصوص ) فمن خرج منهم فهو آمن على نفسه وماله حتى يبلغوا مأمنهم ، ومن أقام منهم فهو آمن ، وعليه مثل ما على إيلياء من الجزية . ومن أحب من أهل إيلياء أن يسير بنفسه وماله مع الروم ويخلي بيعهم وصلبهم فإنهم آمنون على أنفسهم وعلى بيعهم وعلى صلبهم حتى يبلغوا مأمنهم . ومن كان فيها من أهل الأرض ، فمن شاء منهم قعد وعليه ما على أهل إيلياء من الجزية ، ومن شاء سار مع الروم ، ومن شاء رجع إلى أهله فلا يؤخذ منهم شيء حتى يحصدوا حصادهم .
وعلى ما في هذا الكتاب عهد الله وذمة رسوله ، وذمة الخلفاء ، وذمة المؤمنين ، إذا أعطوا الذي عليهم من الجزية . شهد على ذلك : خالد بن الوليد ، وعبد الرحمن بن عوف ، وعمرو بن العاص ومعاوية ابن أبي سفيان . وكتب وحضر سنة خمس عشرة ( للهجرة ) .
على أي حال ، نظمت العهدة العمرية ( 15 هـ / 636 م ) التي أصدرها الخليفة المسلم عمر بن الخطاب العلاقات السياسية والاقتصادية والدينية مع النصارى في مدينة إيلياء وحرمت المدينة المقدسة ( بيت المقدس ) على اليهود . وقد صدرت العهدة العمرية الإسلامية بعد نحو خمسة قرون من منع اليهود من الإقامة بالقدس ( منع اليهود من سكن القدس عام 135 م ) فجاءت مؤكدة على استمرار منعهم . وكان عدد سكان المدينة المقدسة من الروم 12 ألف ، وعدد السكان الأصليين 5 آلاف شخص . وبعد أن أعطى الخليفة عمر بن الخطاب العهد لأهل المدينة المقدسة ، صادف وجوده في أحد الأيام ، وقت صلاة الظهر ، في كنيسة القيامة ، فخرج الخليفة عمر وصلى خارج الكنيسة على درجة من درجاتها قرب الباب وقال للبطرق صفرونيوس : لو صليت داخل الكنيسة لأخذها المسلمون وقالوا : هنا صلى عمر . كتب كتابا يطلب فيه أن لا يصلي أحد من المسلمين على الدرجة إلا واحدا واحدا وعدم اجتماع المسلمين بها للصلاة ( عدم الصلاة جماعة فوقها ) ولا يؤذنون عليها . وقد عمل الخليفة عمر بعد ذلك على إعادة بناء المسجد الأقصى أمام الصخرة ، فأزاح الأتربة وساعده المسلمون في ذلك . على أي حال ، كما توقع الخليفة عمر بنى المسلمون فيما بعد مسجدا يحمل اسم ( مسجد عمر ) قرب المكان الذي صلى فيه . وبعد هذه العهدة الإسلامية توالى انتشار الإسلام في فلسطين بشكل متواصل .
#جميل_السلحوت (هاشتاغ)
Jamil_Salhut#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.