أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد أبو شرخ - مرة أخرى مع مُنظر اليسار الصهيوني















المزيد.....

مرة أخرى مع مُنظر اليسار الصهيوني


خالد أبو شرخ

الحوار المتمدن-العدد: 3233 - 2011 / 1 / 1 - 01:14
المحور: القضية الفلسطينية
    


أكتب هذا المقال في الساعات الاخيرة من عام 2010, الذي يمضي بخيره وشره, ويهل علينا عاما جديدا نرجو ونأمل ان يكون أفضل من سابقه, وأن يبدأ السلام والإستقرار وحقوق الإنسان بشق طرقهم إلى شعوب منطقتنا, وينعم كل شعب بحريته وكرامته على أرضه, وأتقدم إلى الرفاق والزملاء والاخوة في موقع الحوار المتمدن من هيئة تحرير ومن كتاب وقراء, بأطيب التهاني والتمنيات بمناسبة حلول العام الجديد.
وحقيقةً لم أفكر بكتابة شيء هذه الليلة, لولا الزوبعه التي حدثت مع بعض القراء, في صفحة مقالتي الأخيرة والتي أناقش بها الكاتب الإسرائيلي يعقوب إبراهامي, وقيام الإبراهامي بالتعليق متأخرا عليها, وعلل ذلك بسبب مرضه, فكل أمنياتنا له بالشفاء العاجل والتام, ويستقبل العام الجديد وهو في تمام الصحة والعافية, ونظرا لطول ردودي على تعقيباته إرتأيت أن أثقل على القاريء وعلى الكاتب يعقوب إبراهامي, في ليلة رأس السنه, بمقاله سريعة بدلا من الحوار الثنائي في زاوية التعليقات.


1- (ثقافة حوار متمدن ام ثقافة مكنسة) لقد جاء تعبير مكنسة مني (والمقصود ميكونيس) متأخرا, وبعد تعبيراتك القاسية تجاه الشيوعيين العرب, وكيل الاتهامات لهم, وتجريحك الشخصي لهم (وأرجو أن نخرج من إطار هذا الاسلوب) أنت الذي بدأت باستخدام المصطلحات الغير لائقه تجاه مناضلينا الشيوعيين, فكان عليك توقع ردودا من نفس النوع, وأنت الذي تتحمل المسؤولية.

2- ضعف اليسار الصهيوني سببه ازدواجية الخطاب الذي يحمله, فمن ناحية يريد ان يظهر بمظهر الداعي للسلام والمناصر للحقوق الفلسطينية, ومن ناحية أخرى يتبنى الفكر الصهيوني, وقواه تشارك اليمين جرائمه تجاه الشعب الفلسطيني, وينكر بعض الحقوق الرئيسية والأساسية للشعب الفلسطيني, هذه الازدواجية هي من اهم أسباب أزمة اليسار الصهيوني, وربما تكون مسمار نعشه, ولا خلاص له سوى أن يحسم موقفه, إما إنه يسار حقيقي يناضل ضد العنصرية وبمقدمتها العنصريه الصهيونية, أو يبقى صهيونيا وبالتالي عنصريا, ويكف عن إطلاق لقب اليسار على نفسه.

3- نعم "لا نعصرن المباديء",كما قال الرفيق " محمد نفاع", ونعيدها ونكررها, فمبادئنا واضحة وصريحة, فلماذ نعتصرها؟, فهي غير قابلة للعصر أو التجزئه أو المساومه, فقد دفعنا الغالي والنفيس من أجلها .... الرفيق محمد نفاع يقود المظاهرات في تل ابيب ضد العنصرية, وفي مقدمتها العنصرية الصهيونية, ويدين الصهيونية في جنوب افريقا, فأين الزنى الذي تتدعيه؟ (ومرة أخرى أرجو أن نخرج من إطار هذه المصطلحات), وإذا تظاهرت أنت مع محمد نفاع ضد العنصرية, فإنما تكون قد تظاهرت ضد الصهيونية ( إن كنت تدري أو لا تدري), فلا تلوِ الحقائق, فالمباديء لا تتجزأ, ولا يمكن إدانة عنصرية وترك الأخرى, فهذه لا تُسمى إلا إزدواجية معايير,(ولن تجرني إلى إستخدام مصطلحاتك), أن تتظاهر ضد العنصرية وتؤيد الصهيونية وتنكر أنها حركة عنصرية, هنا تكمن لب الأزمة عندكم في اليسار الصهيوني, أنكم لم تمتلكو الجرأة بعد, بالاعتراف الواضح والصريح بعنصرية حركتكم الصهيونية, وبالمسؤولية التاريخية والأخلاقية بما حل بالشعب الفلسطيني, وعندما تتملكون هذه الجرأة, فلن تجدوا عند قوى اليسار والسلام في الشعب الفلسطيني, إلا الأيادي المفتوحة والصدور الحنونه والدافئه لكم, فنحن لم نرفض أي قوة سلام إسرائيلية, ولك في الحزب الشيوعي الإسرائيلي "راكاح" خير مثال, مدى إقترابكم من حقوق شعبنا هو مدى إقتراب اليسار الفلسطيني بل والشعب الفلسطيني منكم .

4- طالما الدولة اليهودية التي تنشدها يا يعقوب, سيقف بها الرئيس السابق بكل خشوع أمام قاضي عربي فلم لا تكون دولة لكل مواطنيها إذن ؟..... ولماذا تكون دولة يهودية؟ ولماذا لا يعود إليها من تم تهجيرهم قصرا عام 1948؟

5- يعلم اليسار الصهيوني عامةً وتعلم أنت خاصةً, ان أكثر القوى السياسية جرأة ووضوح في فلسطين وإسرائيل هم الشيوعيين, منذ أن كانوا في حزبا واحدا, عربيا يهوديا, وقد دفعوا ثمنا باهظا بسبب جرأتهم ووضوحهم, وتعلم أنت هذا الثمن, وتعلم أنهم أول من نادى بدولة لجميع مواطنيها عربا ويهودا قبل عام 1948, بكل جرأة ووضوح, واستعدوا الصهيونية والرجعية العربية والانتداب البريطاني, في ذلك الوقت بسبب موقفهم, وهم الوحيدين الذين انفردوا بالموافقة على قرار التقسيم تجنيبا للمنطقة مما حدث فيها فيما بعد, وتجنيب الشعب الفلسطيني من المحرقة والكارثة والنكبه التي كانت تلوح في الأفق, وإحباطا للمشروع الصهيوني ومخططات الامبريالية, ومن سار بركبها من أنظمة رجعية عربية, وهم أول من نادى بدولتين لشعبين, في الساحتين الإسرائيلية والفلسطينية, إذن لا تنقص الرفيق "بسام الصالحي" أمين عام حزب الشعب الفلسطيني الإمتداد التاريخي للحركة الشيوعيه في فلسطين الجرأة, ولكن ما تطلبه منه هو التنازل عن حق طبيعي وشرعي لشعبه, وهو حق العودة, الرفيق بسام الصالحي وحزبه يحملان تراث أسلافه من الشيوعيين الفلسطينين, الذين وقفوا بجرأة امام برامج الصهيونية والرجعية العربية والشعارات القومجية , وتحملوا الأمرين من طعن وتخوين وتكفير وإعتقالات وقطع أرزاق بسبب برنامجهم, الذي يقوم على اساس دولتين لشعبين وتطبيق قرارات الشرعية الدولية, وناضلوا حتى أصبح هذا البرنامج هو برنامج منظمة التحرير الفلسطينية, والصالحي لم يخرج عن هذا البرنامج, الذي يؤمن به كل كبير وصغير في الشعب الفلسطيني, ويلقى دعما ومساندة من كافة قوى التحرر والسلام في العالم, والذي تؤيده قرارات الشرعية الدولية, التي تطالب أنت بتجاوزها, دون إبداء الأسباب رغم معرفتنا بها, ما تطلبه من بسام الصالحي هو التنازل عن حقوق شعبه, وإسقاط حق العودة, والتراجع عن مبادئنا اليسارية والأممية, بعدم الاعتراف بوجود يسار في إسرائيل سوى اليسار الصهيوني, ليتجاهل حلفاؤنا التاريخين, واليسار الحقيقي ألا وهو "الحزب الشيوعي الاسرائيلي والقوى العربية والوطنية النشطه بين جماهير شعبنا في اسرائيل", لا لسبب إلا لأنهم خارج الإطار الصهيوني, وهذا ما لن يفعله الرفيق بسام الصالحي وحزبه ولتقل عنا ما شئت.

6- لم تقدم لنا أي تبرير لعدم موافقتك على عودة اللاجئين الى ديارهم التي هُجروا منها, رغم ان هذا حق كفلته كافة المواثيق الدولية, وهو حق سياسي وقانوني وممكن, فما الذي يمنعه طالما تريد دولة يقف بها رئيس الدولة اليهودي امام قاضي عربي؟.... كيف تكون مناصراً لحقوق الشعب الفلسطيني وترفض عليه هذا الحق؟ وانت تعلم جيدا مدى تمسك شعبنا به, وما يمثله بالنسبة لمن تجاوز قبوعه في مخيمات القهر واللجؤ أكثر من ستين عاما, ترفض عودتهم لأرضهم بعد ستين عاما, وتبرر عودتك لأرض فلسطين, بعد ألفي عاما, دون ان تقدم أي دليل على انحدارك من بني اسرائيل الأوائل الذين تدعي التوراة انهم وعودوا بارض كنعان,( وهي رواية مطعون بها تاريخيا), بينما يملك اللاجيء مفتاح داره المغتصبه, ووثائق ملكية أرضه المنهوبة, وتعلم جيدا ان حق العودة عند الشعب الفلسطيني لا يقل أهمية عن حق تقرير المصير واقامة الدولة المستقلة, فما قيمة دولة فلسطينية مستقله, طالما اللاجيء سيبقى لاجئا ولن يعود الى دياره.

7- ندرك جيدا أسباب مطالبتكم بالانسحاب من الضفة والقطاع, وضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقله مع إنكار حق العودة, لا تنبع من حرصكم على حقوق الشعب الفلسطيني, ولا إيمانكم بحق الشعوب بتقرير مصيرها, ولكن لأنكم تتدركون جيدا أن عدم قيام دولة فلسطينية, سيضعكم أمام خيارا أشد قسوة وصعوبة عليكم, ألا وهو الدولة الثنائية القومية على كامل أراضي فلسطين الإنتدابية, وهذا نسفا كاملا للمشروع الصهيوني, وهزيمة تاريخية لفكر الحركة الصهيونية, فالشعب الفلسطيني لو سقط هدف الدولة المستقلة, لن يقف مكتوف الأيدي, بل سيتجه لبرنامج آخر يسترجع به حقوقه, ألا وهو الدولة ثنائية القومية (يهودية عربية) أو (إسرائيلية فلسطينية), وهذا ما يقلقكم, لقد وجدتم أنفسكم في اليسار الصهيوني أمام خيارين أحلاهما مر, فإما دولتين لشعبين, وإما دولة ثنائية القومية, فأخترتم أقلهما مرارة, للحفاظ على الطابع اليهودي للدولة, (ومن هنا يأتي رفضكم لحق العودة) وبل ويذهب بعضكم (ممن يتأرجح بين اليسار والوسط) إلا ما هو أبعد من ذلك, إلى تبادل الأراضي بين دولة فلسطين ودولة إسرائيل, أي بعض الأراضي التي يقيم عليها شعبنا في المثلث والجليل, مقابل الأراضي المقامة عليها المستوطنات الكبرى ذات الكثافة السكانية العالية, وذلك للتخلص من الجماهير العربية في إسرائيل, لتبقى دولة يهودية خالصة, تحافظون بها على نقاء العرق اليهودي الذي تدعونه, ولا أدري أين موقع هذه الإدعاء بين قيم ومباديء اليسار.

في النهاية اتوجه إلى يعقوب إبراهامي, زميلنا في موقع الحوار المتمدن, ورفيقنا في مظاهرات التأييد للدولة الفلسطينية المستقله في شوارع تل أبيب, وعدونا في معركة حق العودة, لأقول له, فليمتلك اليسار الصهيوني الجرأة ويعلنها صراحة, بأن حقوق الشعب الفلسطيني غير قابلة للتصرف ولا للمساومة, وان حق إقامة الدولة بعاصمتها القدس وحق العودة لا ينفصلان, وقرارات الشرعية الدولية مفتاح السلام في المنطقة, وعندما تصلون إلى هذه الجرأة والصراحة والشجاعة في نقد الذات والنظر للإمام بموضوعية وإنسانية, لن تخذلكم لحظتها قوى اليسار والسلام في الشعب الفلسطيني, كما خذلتموها أنتم كثيرا



#خالد_أبو_شرخ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يعقوب ابراهامي واليسار الصهيوني
- الفضائية الحلم ... الفضائية الطموح
- هل للقدس مكانة في العهد القديم
- الإنتفاضة الفلسطينية وإجابات الماضي على تساؤلات الحاضر
- العهد القديم..ممنوع لمن هم دون ال18عاما..
- التوراة وفلسطين والدولة اليهودية(5) إكمال الحبكة
- التوراة وفلسطين والدولة اليهودية (4) الرب يطلق الوعد
- التوراة وفلسطين والدولة اليهودية (3) التمهيد للوعد
- التوراة وفلسطين والدولة اليهودية (ج2) لماذا فلسطين تحددا
- التوراة وفلسطين والدولة اليهودية


المزيد.....




- الإمارات تشهد هطول -أكبر كميات أمطار في تاريخها الحديث-.. وم ...
- مكتب أممي يدعو القوات الإسرائيلية إلى وقف هجمات المستوطنين ع ...
- الطاقة.. ملف ساخن على طاولة السوداني وبايدن
- -النيران اشتعلت فيها-.. حزب الله يعرض مشاهد من استهدافه منصة ...
- قطر تستنكر تهديد نائب أمريكي بإعادة تقييم علاقات واشنطن مع ا ...
- أوكرانيا تدرج النائب الأول السابق لأمين مجلس الأمن القومي وا ...
- فرنسا تستدعي سفيرتها لدى أذربيجان -للتشاور- في ظل توتر بين ا ...
- كندا تخطط لتقديم أسلحة لأوكرانيا بقيمة تزيد عن مليار دولار
- مسؤول أمريكي: أوكرانيا لن تحصل على أموال الأصول الروسية كامل ...
- الولايات المتحدة: ترامب يشكو منعه مواصلة حملته الانتخابية بخ ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد أبو شرخ - مرة أخرى مع مُنظر اليسار الصهيوني