أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد أبو شرخ - يعقوب ابراهامي واليسار الصهيوني















المزيد.....


يعقوب ابراهامي واليسار الصهيوني


خالد أبو شرخ

الحوار المتمدن-العدد: 3230 - 2010 / 12 / 29 - 10:09
المحور: القضية الفلسطينية
    


يطل علينا من حين لاخر اليساري الصهيوني يعقوب ابراهامي من نافذة موقع الحوار المتمدن, مبتذلا قيمة هذا الموقع, ومكانته في عالمنا العربي, كموقع حداثي وتنويري, يحمل لواء اليسار والديمقراطية والعلمانية لقرائنا, فاتحا فضاء حرية الراي والراي الاخر على مصراعيه, ليستغل زميلنا اللدود هذا الفضاء لتمرير افكاره الصهيونية لجمهورنا القاريء, ومسوقا المجتمع الاسرائيلي كمجتمع ديمقراطي علماني معاصر, محملا كافة اطياف العمل السياسي والفكري العربي مسؤولية ما حل بالشعب الفلسطيني من نكبات وليس نكبة واحدة, واضعا اليساري مع القومي مع الاصولي في سلة واحدة, مبرأا إسرائيل من الكثير من جرائمها أو إلتزاماتها الأخلاقية جراء ما إقترفته وما زالت تقترفه تجاه الشعب الفلسطيني, مستعرضا قدراته الثقافية والفكرية أو هكذا يوحي للقاريء, وبما انه يدرك أن موقع الحوار المتمدن هو موقع اليساريين والعلمانين العرب بكافة اطيافهم, فيطل علينا متلحفا بثوب اليسار, متسربلا برداء الحداثة, ممتشقا سيف التقدمية, متباكيا على اوضاع الشعب الفلسطيني, وعلى مصير شعوبنا العربية من الخطر الاصولي الداهم, متجاهلا الخطر الصهيوني الإسرائيلي, والإمبريالي الأمريكي, وعملائهم في المنطقة من انظمة رجعية وحركات ومنابر وشخصيات سياسية على شاكلته مقنعه بقناع اليسار او العلمانية اوالحداثة والمعاصرة....الخ, ويدرك أيضا أن أي نقد للاصولين أو القوميين الشموليين لن بلفت الإنتباه لكتاباته, خصوصا انه يحمل الجنسية الإسرائيلية, فوظيفته إذن هو نقد بل الهجوم والطعن باليسار العربي عامة والفلسطيني خاصة, وبذلك يجد القاريء الهارب من الخطاب الأصولي والقومجي أن اليسار أيضا لا يقل خطورة عن ممن هرب منهم, ولجأ إلى موقع الحوار المتمدن, وأن جميع مكونات العمل الفكري والسياسي العربي في بوتقه واحدة, لا تصب إلا في التعصب والشوفونية ورفض الآخر, ولا خلاص له إلا بما يقدمه يعقوب ابراهامي ومن هم على شاكلته من كتاب ومعلقين, جوقه من المعلقين والمؤيدين تتكرر أسمائهم مع كتاب معينين, ولا أريد الخوض في تفاصيل هذا الموضوع, فكل الإحترام لكتاب الموقع وقراءه وزواره. ولكن القاريء المتمعن واللبيب بالإشارة يفهم.
حقيقة أن بعقوب ابراهامي لم يلفت انتباهي لقراءة مقالته إلا قبل فترة وجيزة, بعد أن قرات نقاشه مع الامين العام لحزب الشعب الفلسطيني الرفيق " بسام الصالحي", وهذا لم يكن إستخفافا به, بل لمعرفتي المسبقة بمواقف اليسار الصهيوني ورؤيتهم لحل القضية الفلسطينية, هذا اليسار الذي خيب رجاءنا به, وإنتظرنا منه أكثر بكثير مما قدم, هذا اليسار الذي احتضن شعبنا الفلسطيني أنوية كثيرة من حركاته, مثل حركة السلام الان, ورافضي الخدمة في الأراضي المحتله, والمتظاهرين معنا ضد الجدار وضد الحصار, والناشطين في مجال حقوق الإنسان وغيرهم, وتوسمنا خيرا بهذا اليسار, ليحبطنا تماما, ويحبطنا قبله مجتمعه الإسرائيلي, فإن كان اليسار الصهيوني ينادي بدولتين لشعبين, فإن أوساطا كثيرة منه تتماهى مع اليمين الإسرائيلي في طبيعة هذه الدولة الفلسطينية, هل هي دولة كاملة السيادة على الأرض والجو والبحر؟ ....هل القدس العربية بكاملها عاصة للدولة الفلسطينية؟...أسئلة نجد تخبطا وإجابات متناقضة ومتعلثمة عنها عند أقطاب اليسار الصهيوني, وهنالك أيضا إجابات واضحة وصريحة لدى هذا اليسار بشان حق العودة, إذ يرفض اليسار الصهيوني حق العودة للاجئين الفلسطيني إلى ديارهم التي هجروا منها عام 1948, هذا الحق الذي كفلته كافة المواثيق الدولية, هذا الحق الذي صدر بشانه قرارا أمميا في الامم المتحدة, قرار 194 للجمعية العمومية , ولم تقبل (بضم التاء) اسرائيل كعضوا في الامم المتحدة إلا بعد إقرارها الإلتزام به, وتعهدت بالالتزام به لكن تنصلت من تنفيذه, وحتى موافقتهم على قيام دولة فلسطينية مستقله, لا تاتي من منطلق حق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره, بل للحفاظ على الطابع اليهودي لدولة اسرائيل, أي الطابع الديني والعرقي لهذه الدولة, وخوفا من القنبلة الفلسطينية الديمغرافية, كما أن هذا اليسار لا يعترف بوجود أي يسار آخر في إسرائيل, فلا أدري ماذا يعتبر الحزب الشيوعي الإسرائيلي راكاح, او الاحزاب العربية النشطة بين الجماهير العربية الفلسطينية داخل إسرائيل, وفي جميع حروب إسرائيل وعدوانها المستمر على الشعب الفلسطيني والدول العربية المجاورة لها, كان اليسار الصهيوني شريكا كاملا وأحيانا متفردا في الحكومات التي شنت هذه الحروب, وأقامت هذه المجازر, وللامانه التاريخية نستثني الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 حين كان حزب العمل (قلب اليسار الصهيوني النابض) في موقع المعارضة, ولكن من اليوم الاول للإجتياح ايد شمعون بيريز زعيم الحزب حينذاك العدوان, وتعهد لبيغن بالتصويت مع قرار الحرب في الكنيست الإسرائيلي, وعدم معارضتها, ولا أريد الإسترسال في تاريخ وتحليل مواقف اليسار الصهيوني وأترك للقاريء المهتم البحث لوحده في الشبكة العنكبوتية أو في الكتب والصحف, ولكن بقي ان نقول ان هذا اليسار قد بدا يفقد ركائزه في المجتمع الإسرائيلي, الذي يتجه بقوة وعنجهية وصلف إلى مواقع اليمين المتطرف, وللاحزاب الدينية الأصولية, ولنا أن نسجل فتوى الحاخات الاخيرة بعدم جواز تاجير مساكن للعرب أو مجاورتهم والتي وجدت صدى واسعا في المجتمع الإسرائيلي, لخير دليل على طبيعة هذا المجتمع الذي يحاول يعقوب ابراهامي مع بعض الكتاب العرب للأسف تجميله وتقديمه للقاريء, كنموذج يحتذى به.
ولنعد إلى يعقوب إبراهامي, في كتاباته في الحوار المتمدن والتي لاحظت بها ما يلي
الدفاع عن الحركة الصهيونية, وإعتبارها حركة تحرر وطني للشعب اليهودي, وبذلك يكون مخالفا لموقف جميع يساريي العالم, الذين هم في وجهة نظره مخطئين وهو فقط اليساري الوحيد الذي يمتلك الحقيقة, متغافلا عن أن أي حركة تحرر تستلزم وجود أرض وشعب, وهذا ما كانا يغيبان عند ظهور الحركة الصهيونية في أواخر القرن التاسع عشر, فالارض يقطن عليها الفلسطينيون, واليهود بشتاتهم لا نستطيع لحظتها إطلاق أسم شعب عليهم, وهو نفسه يعترف أن هناك مقومات لوجود شعب وهنا سأقدم إقتباسا من كتاباته
(ولكن هذه الروابط والعلامات المميزة تتخذ اشكالاً متعددة ( كاللغة المشتركة، الأرض، التاريخ، العادات، التقاليد، الدين، الثقافة، الحياة الأقتصادية، الجنس البشري وغيرها)
(اذكر انني خضت مرة في سجن الكوت نقاشاً مع احد الرفاق (لا يحضرني اسمه) حول الشعار الرئيسي الذي رفعته "عصبة مكافحة الصهيونية" (التي اسسها الرفيق فهد) وهو: الصهيونية عدوة العرب واليهود.هذا شعار خاطئ - قال الرفيق - لأن اليهود انفسهم هم ايضاً عرب)
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=230956
هل كانت هذه الشروط التي وضعها ابراهامي لتكوين الشعب, متوفرة لدى اليهود, عند قيام الحركة الصهيونية؟....أحيانا يبرر ابراهامي موقفه بوجود الشعب اليهودي في فلسطين قبل الفي عام, وبذلك هو يأخذ التوراة كمرجع تاريخي, متغافلا عن نفي الأبحاث الأركيولوجية لصحة الرواية التوراتية, وما الفرق بينه وبين الاصولية اليهودية في هذه اللحظة؟...واحيانا اخرى يبرر موقفه بان اليهود قد إستطاعوا تكوين مجتمع على الارض الفلسطينية بعد قيام دولة إسرائيل, حسنا لن أعترض معه على هذه النقطة, ولكن هذا المجتمع قام بقرار دولي وهو مشروط بقيام دولة فلسطينية, وحق عودة اللاجئين, والقدس عاصمة للدولتين, ووجود وحدة إقتصادية بين الدولتين, فهل نفذ المجتمع الإسرائيلي هذه الشروط؟
ويتغافل الابراهامي عن ما قامت به الحركة الصهيونية تجاه شعوب المنطقة, وتجاه اليهود انفسهم, ألم تفخخ الكنس اليهودية في بغداد؟ ألم تسلم اليهود للنازية من أجل الترويج لفكرة اللاسامية؟ ...ألم.. ؟ألم...؟ألم...؟ إذا ما تحدثنا عن الحركة الصهيونية وعنصريتها وفاشيتها وارتباطها بالامبريالية ومشاريعها, نستطيع ان نقدم مجلدات من الكتب والتي تحمل الدلائل على طبيعة هذه الحركه.
اما النقطة الثانية في ترويجه لفكرة الدولة اليهودية, محاولا الالتفاف على طرح يهودية الدولة, وتقديمه بمخرج اخر, والقيام بعملية تجميل لهذا الطرح واضافة كلمات الديمقراطية والعلمانية اليه, هل هي عملية استغفال للقاري يا ابراهامي؟ دولة يهودية تعني ان مواطنيها من اتباع الديانة اليهودية, سواءا كانوا متدينين ام لا, دولة للشعب اليهودي لا تعني سوى دمج القومية بالدين, وما مصير الجماهير الفلسطينية حينذاك؟ .هم ليسو يهودا..... هل تريد تهجيرهم الى الدولة الفلسطينية؟....... ما مصير أي شخص لا يدين بالدين اليهودي؟..... هل سيتمتع بالحقوق الديمقراطية التي تتحدث عنها؟ ......هل ستكرس هذه الدولة مبدأ المواطنه لكل مواطنيها اذا كانت دولة يهودية؟..... عن أي يسار تتحدث؟ وأي افكار تحاول تمريرها؟
النقطة الثالثة التي تلاحظ في كتاباته هي الهجوم الشرس والطعن الجارح في اليسار العربي وخاصة الشيوعين, واتهامهم بالستالينية والتذيل للانظمة القومية, والرد عليهم باسلوب تهكمي ساخر, منتقصا من مكانة مفكريهم وقياداتهم, ولم يسلم من تهكمه أحد, هاجم الامين العام للحزب الشيوعي الإسرائيلي مؤخرا في مقالتين لا لسبب سوى تمسك الرفيق محمد نفاع بالنهج الماركسي وادانته للحركة الصهيونية في مؤتمر الاحزاب الشيوعية في جنوب إقريقيا, فالنهج الماركسي بالنسبة له جريمة لا تغتفر, وهو لا يرى في الماركسية إلا شيطانا ستالينيا, متغافلا عن كون الماركسية نهجا ماديا علميا جدليا بدأ بكارل ماركس ولم ينته عنده, ولن ينته عند احد, وما الستالينية إلا نموذجا أساء للماركسة, اما إدانة الصهيونية فهي كبيرة الكبائر, ولا ينتظر مقترفها إلى جحيم يعقوب ابراهامي, الذي يحلو له ان يفتخر بتاريخه في الحزب الشيوعي العراقي مؤسس أول عصبة لمكافحة الصهيونية.
وللقاري المقالين, وله أن يلاحظ الاسلوب الغير لائق في نقده او هجومه على محمد نفاع سكرتير عام الحزب الشيوعي الاسرائيلي
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=238794
عنوان المقالة " اوحماقة أم نفاق سياسي ".......... هل هذه لغة حوار؟

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=228743
عنوان المقالة " محمد نفاع لا يعصرن المباديء" ......للقاريء بعد قراءة المقالة الحكم على اسلوبه وافكاره

وفي اخر مقالاته التي ينتقد بها الرفيق " بسام الصالحي " الامين العام لحزب الشعب الفلسطيني (الحزب الشيوعي الفلسطيني سابقا), لا لشيء سوى تمسك الصالحي وحزبه بحقوق الشعب الفلسطيني الثابتة والغير قابلة للتصرف, متهما ياه بعد الجراة والمصداقية, ولا يقدم أي رؤية جديدة لحل الصراع العربي الاسرائيلي, فأي رؤية يريدها الابراهامي؟ التنازل عن حق العودة؟ لقد كفلت المواثيق الدولية هذا الحق, وهو حق جماعي وفردي, سياسي وقانوني, حتى لو تم التنازل عن هذا الحق سياسيا, لا احد يملك التنازل عنه قانونيا إلا الفرد صاحب الشأن, إن أراد التنازل عن ممتلكاته, فهل يريد الابراهامي قلب المواثيق الدولية, وتغيير القانون الدولي من اجل رؤيته هو, وما يخدم أيدولوجيته هو؟ أي فكر يساري هذا الذي يحمله؟ ويذهب أكثر من ذلك في هذه المقاله حين يساوي ما بين الضحية والجلاد, بين المغتصب(بكسر الصاد) والمغتصب(بفتح الصاد), ما بين جرائم اسرائيل ومقاومة الشعب الفلسطيني, التي هي حق شرعي له, ان يقاوم بالاسلوب الذي يراه مناسبا لتحقيق اهدافه الوطنية. وقد اختار لمقاله عنوانا براقا, لافتا للانتباه يغطي به ما يتضمنه المقاله من تشوية لنضال الشعب الفلسطيني ولمكانة حزب الشعب وامينه العام.
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=239776
عنوان المقاله "من اجل مصالحة تاريخية كبرى

وللمزيد من تشويه صورة الحركة الشيوعية في فلسطين سواء حزب راكاح او حزب الشعب, يعمد كثيرا الى التطرق لانشقاقه عن حزب راكاح مع ميكونيس الامين العام السابق للحزب السيوعي الاسرائيلي بتصوير ان هذا الانشقاق حدث بسبب النزعة الستالينية للاعضاء العرب في الحزب, وهذا تشويه للحقائق فالانشقاق حدث بسبب نزعة ميكونيس واتباعه الصهيونية, وميولهم للفكر الصهيوني, وللباحث في تاريخ الحركة الشيوعية في فلسطين, ملاحظة النزعات الصهيونية لدى ميكونيس منذ مطلع اربعينيات القرن العشرين, وقد أدت هذه النزعة لانشقاق الحزب الشيوعي الفلسطيني الاول عام 1943 وخروج الاعضاء العرب منه وتشكيلهم لعصبة التحرر الوطني, وبرزت هذه النزعه بشكل صارخ في اواسط الستينيات مما ادى لانقسام الحزب مرة اخرى, وظهور القائمة الشيوعية الجديدة (راكاح) التي سرعان ما استعادت اسم الحزب بحكم قضائي واندثرت جوقة ميكونيس بعد ان رفضتها غالبية الاحزاب الشيوعية في العالم, وهذا من اسباب تحامل ابراهامي على الحركة الشيوعية فقد نبذته, وانتهت غالبية جوقة ميكونيس في حزب العمل الصهيوني
اما بالنسبة للماركسيين العرب فحدث بلا حرج على هجوم هذا الرجل وتهكمه عليهم من حسقيل قوجمان الى سلامة كيلة الى فؤاد النمري الى مؤتمر اليسار العربي الذي عقد في بيروت مؤخرا, والذي وصلت به الجرأة ان يكتب بيانا باسمهم ( تهكما طبعا) ولنر ماذا كتب عن هذا اللقاء

(واستناداً دون شك الى نجاحاته السياسية والعسكرية الكبيرة في الماضي، لم ينس الناطق باسم اليسار الفلسطيني)
يسخر من المندوب الفلسطيني

(اما ممثل حزب العمال الشيوعي التونسي، الضليع على ما يبدو بكل تعقيدات وملابسات الصراع الأسرائيلي-العربي ، والذي قدم الى بيروت بعد ان حل كل النزاعات القومية والطائفية والمذهبية في شمال افريقيا عموماً وفي المغرب العربي؟)
يسخر من المندوب التونسي

لا لشيء سوى تمسكهم بحقوق الشعب الفلسطيني وضرورة مواجهة سياسة اسرائيل العدوانية في المنطقة, اما البيان الذي تفضل باقتراحه لننظر نصه

(لقد انعقد اللقاء اليساري العربي في ظروف عربية ودولية تشهد تطورات اقتصادية وسياسية تترافق مع ازدياد شراسة الهجمة التي تشنها القوى البعثية القومية المتطرفة وقوى الأسلام الفاشي على عالمنا العربي. وقد اثبتت الأحداث الأخيرة ان هذا الهجوم الظلامي، وليس مؤامرات عدوانية موهومة، امبريالية امريكية وصهيونية عالمية مزعومة، هو الخطر الحقيقي الذي يهدد الشعوب العربية ويحول دون تقدمها وانخراطها في سلك الحضارة البشرية، وهو الذي يمنعها من الأستفادة من الظروف الحضارية الجديدة التي أوجدتها العولمة، من اجل خلق شرق اوسط جديد تنعم فيه شعوبه، بكل قومياتها، طوائفها، اديانها ومذاهبها بثرواتها الطبيعية وبثمرات العلم والتقدم البشري.
كل هذا يضع اليسار العربي امام مهام جديدة لم يواجهها من قبل، ويحتم عليه ان يعيد النظر في كامل سياساته وشعاراته السابقة إذا كان يريد ان يلعب دوراً في قيادة الشعوب العربية، لا ان يجري وراء الأحداث، ولا ان يبقى ذيلاً، لا يأبه به أحد، للقومية الفاشية وللأسلام الظلامي.
هناك في العالم العربي تناقض رئيسي واحد فقط: هو التناقض بين الرجعية والتقدمية. واليسار يجب ان يحدد موقفه بوضوح بجرأة وبلا التباس (وبلا تفلسف زائد حول "الرئيسي" و"الثانوي") في هذه المعركة بين قوى التقدم وقوى الرجعية. وهنا يطرح نفسه مرة اخرى السؤال بكل حدة: لماذا اختفت الرجعية من ادبيات اليسار؟
ليست "القضية الفلسطينية" بل الصراع بين التقدمية والرجعية هي القضية الرئيسية التي تواجه اليسار العربي.)

هذا ما يقترحه الابراهامي : فلسطين ليست قضية اساسية, ممارسات اسرائيل العدوانية ليست قضية اساسية, سياسة الولايات المتحدة الامريكية في المنطقة ليست قضيه اساسية, السيادة الوطنية ليست قضية اساسية, نهب ثروات شعوبنا ليست قضية اساسية, مواجهة الامبريالية المتوحشة بعولمتها ليست قضية اساسية, هذه ما يقدمه لنا منظر اليسار الصهيوني وما يقترحه علينا, متناسيا ان الولايات المتحدة الامريكية هي صانعة الحركات الاصولية في عالمنا العربي اثناء الحرب الباردة, متغافلا عن دور اسرائيل في تاسيس البنية التحتية لحركة حماس كتيار موازي لمنظمة التحرير الفلسطينية في سبعينيات القرن المنصرم, متجاهلا الدعم الامريكي للبعث الفاشي في سبعينيات وثمانينيات القرن المنصرم, وايضا صارفا النظر عن الاصولية المسيحية واليهودية واخطارهما, كما انه لم يحدد من هي الرجعيات التي يجب الوقوف في وجهها, وهل يعتبر النظام القطري والمصري والاردني والمغربي من ضمنهم أم لا؟

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=236150
عنوان مقالته "البيان الختامي الذي لم يصدر"

وكما ذكرت سابقا في مقالات اخرى يتهكم ويسخر من كتابات الرفاق الشيوعين العرب ويمكن العودة لهذه المقالات من خلال موقعه الفرعي, لهجة التهكم هذه صفة عامة في المجتمع الاسرائيلي, عند الحديث عن العرب, تنبع من نظرتهم الفوقية للمجتمعات العربية, وهي جزء من ثقافتهم, وعقيدتهم الدينية, وما ابراهامي ومن خلال كتاباته الا خير دليل على ذلك, ما يثير القلق هو وجود جوقة من المعلقين المؤيدين لكتابات ابراهامي وامثاله, ولا ادري ما الذي جذبهم الى اراءه, ويبقى هذا موضع تساؤل, فهل وصل الاحباط ببعض الافراد الى حد القبول والاقتناع باي راي مخالف للاراء والتوجهات الموجودة في مجتمعاتنا؟.... حتى لو كان هذا الراي ينفي وجودنا؟...هل اضعنا البوصله؟..... هل اوصلنا الاحباط الى مرحلة رفض ذاتنا وتاريخنا وتراثنا ونقبل بما يمليه علينا الاخر؟..... إن الرغبة في التقدم والحداثة والمعاصرة تملي علينا معرفة الطريق لهذه الاهداف, فلا يمكن لحداثة ان تحدث دون الارتكاز على أعمدة التراث, ولايمكن للمعاصرة ان تقوم دون قواعد الاصاله, ولنا في تحارب الشعوب عبرة في ذلك.
يعقوب ابراهامي نموذج للصهيوني المستتر بشعارات اليسار والديمقراطية والعلمانية, وجل همه تسويق الفكر الصهيوني في مجتمعاتنا, وتثبيت ركائز المشروع الصهيوني, فبعد احتلال أرضنا جاء دور أحتلال عقولنا



#خالد_أبو_شرخ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفضائية الحلم ... الفضائية الطموح
- هل للقدس مكانة في العهد القديم
- الإنتفاضة الفلسطينية وإجابات الماضي على تساؤلات الحاضر
- العهد القديم..ممنوع لمن هم دون ال18عاما..
- التوراة وفلسطين والدولة اليهودية(5) إكمال الحبكة
- التوراة وفلسطين والدولة اليهودية (4) الرب يطلق الوعد
- التوراة وفلسطين والدولة اليهودية (3) التمهيد للوعد
- التوراة وفلسطين والدولة اليهودية (ج2) لماذا فلسطين تحددا
- التوراة وفلسطين والدولة اليهودية


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد أبو شرخ - يعقوب ابراهامي واليسار الصهيوني