باقر الفضلي
الحوار المتمدن-العدد: 3231 - 2010 / 12 / 30 - 20:32
المحور:
الادب والفن
بغدادْ ياجَمراتَ الأَمسِ حَياكِ
يا جارةَ النَهرِ ما أَحلى مُحياكِ
كُُنا إِليكِ كإِطْلالِ النَدى أَمَلاً
وكُنتِ فينا رَبيعاً زانَ ذِكْراكِ
كَمْ شاقَ فينا النَوى سَعراً فنُخْبِئُه
وكَمْ سَقَـتْنا الحُميا جَمرَ مَـلْقاكِ
ما ضَرَّنا لو نَشدنا الشَوقَ ملْحَمةً
وأضمَرتْ في الحَـنايا سِرَ نَجْواكِ
لَهفي عَـليكِ ولهفُ الآخرينَ جَوىً
لو كان يُجدي ضرامُ الوَجدِ بَـلواكِ
***
بغدادْ ما هَـزَنا حلمٌ ليوقِضُـنا
يوماً، ولا دانَ للإِذعانِ مثلاكِ
صبراً وما مَـلكَتْ نَفسٌ دواخِلَها
كنا نَرى البَينَ في أَعْطافِ مَسراكِ
نَخشى عليكِ نَسيمَ الريحِ عابرةً
فكيفَ نأتَـمِـنُ "السِرحان" يَرعاكِ(*)
يَبغي بكِ العاشِقُ الولهانُ مأمَـنُهُ
وتُطفيءُ الوالِهَ الضَمئانَ رَيـاكِ
للهِ دَركِ يا بغدادْ مِنْ شَجَـنٍ
ما أجملَ الصبحَ في أَصداءِ مَغناكِ
***
كُنا خَبِرناكِ نَجماً ساطِعاً أَلِـقاً
تَرنو اليكِ قُـلوبٌ وهي تَهواكِ
ما حلَ فيكِ وما يأتيكِ مِنْ كَدَرٍ
غمامةٌ ساقَها مَنْ شاءَ ضراكِ
ناخَتْ وإذ تَنجلي يَوماً مُهروِلةً
ويُسفِرُ الصبحُ وضاءً مُحَـياكِ
تَرمينَ عنكِ وِشاحَ العُـتمِ مُسفرةً
للناظِرينَ ضُحىً في يومِ عَـلياكِ
بغـدادْ يا أَمَـلَ المكْظومِ في أَملٍ
تُشْدى أغانيهِ في أَجواءِ لَيـلاكِ
***
شَوقاً أناديكِ يا بغدادْ مُـذْ بَزَغَتْ
شَمسُ المَحبَّةِ في أَطْرافِ مَرماكِ
في "دجلة الخير" حيثُ الماءُ يَحْضِنُنَا
ويَقْـتَسـمْ ظِلَّـَنا في جُرفهِ الباكي
صغْـنا أناشيدَكِ العَصماءَ في جَذلٍ
غَنى بها الجِسْرُ بالألحانِ ناداكِ
وزَغْرَدَتْ ناعِساتُ الطَرفِ فَإنْتَفَضَتْ
لَواعِجُ القَـلبِ مُـذْ مَسَتْ ثَـناياكِ
أَمسُ الذي صاغَه كانونُ وإرتَسَمَتْ
أوراقُهُ أثراً في حُسنِ سيماكِ
***
***
***
***
31/12/2011
_____________________________________________________________________
(*) السِرحان : الذئب
#باقر_الفضلي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟