أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - باقر الفضلي - العراق: الحقوق والحريات المدنية الى اين..!؟














المزيد.....

العراق: الحقوق والحريات المدنية الى اين..!؟


باقر الفضلي

الحوار المتمدن-العدد: 3206 - 2010 / 12 / 5 - 18:56
المحور: حقوق الانسان
    


محنة العراق اليوم، أنه أصبح أسير أحكام دستور جرت كتابته والتصويت عليه في ظل ظروف إحتلال إستثنائية، لا يجمعها جامع وظروف كتابة الدساتير والإستفتاء عليها، ناهيك عما إعترى ذلك من نقص في آليات ومستلزمات تلك الكتابة؛ من هيئات متخصصة ومن باحثين وفقهاء قانونيين ومشرعين وخبراء متمكنين، حيث جرى إعداد كل شيء في مطبخ الوجبات السريعة، ليلبي في أولوياته، مصالح وفلسفة من كتبوه، بعيداً عن طموحات أولئك الذين وضعوا فيه كل آمالهم، لبناء مجتمع يرفل في ظل دولة مدنية ديمقراطية، وأن يروا فيه كل الأسس والمباديء التي تحمي وتصون الحريات المدنية، وتكرس وحدة المجتمع وتعلي حق المواطنة فوق كل الإعتبارات الأخرى، وترسخ مساواة المرأة في الحقوق المدنية والسياسية والإقتصادية وغيرها من أسس التعليم والتربية بما يجاري ركب الحضارة المدنية والتقدم..!


ولم تك موضوعة الحريات المدنية بمنجى من مطبات الدستور النافذ سواء على صعيد النصوص أو تفسيرها؛ فالدستور على كثرة ما يحفل به من المتعارضات والمتضادات، قد فتح الطريق أمام كل من يريد أن يصدر فتواه بتحريم أو إباحة شيء ما، وخاصة لمن هم من المتنفذين في سلطة الحكم، سوى أن يتصفح نصوص الدستور ليجد ضالته بالمقاس الذي يريد دون عناء أو مشقة، والأمثلة زاخرة في مجال الحريات والحقوق المدنية بما يشبع الحاجة والفضول..!


فعلى سبيل المثال وليس الحصر، أصدر مجلس محافظة بغداد لأيام خلت، قراراً بغلق النوادي الثقافية والإجتماعية والمهنية ومن ضمنها النادي الثقافي لإتحاد الكتاب والأدباء في بغداد، والملاهي الليلية التي لا تحمل إجازات رسمية وكذلك محال بيع الخمور والمشروبات الحكولية، مما إستدعى ردة فعل ناقدة على صعيد الصحافة والإعلام، مقرونة بتحشد جماهيري كبير من نخب المثقفين في شارع المتنبي، إحتجاجاً على صدور مثل هذا القرار، الذي جرى إعتباره طعنة موجهة الى الحريات المدنية والشخصية منها بالذات، وتقييداً لها من قبل مجلس المحافظة..!؟


وليس القرار نفسه هو المهم في الأمر، فقرار مثل هذا، لا يعبر في الحقيقة عن تبصر وحكمة نافذتين، بقدر ما جاء من فتوى مسببة من قبل مجلس المحافظة للقرار المذكور، الأمر الذي وجد صداه لدى النائب السيد خالد الأسدي من كتلة دولة القانون، الذي دعم توجه المحافظة هذا ووجد فيه مجرد تطبيق للقانون ليس غير..!!


فالمحافظة بعد أن تشير الى أنها كانت في وارد تنفيذ توجيهات صادرة لها من الامانة العامة لمجلس الوزراء ، وجدت في تصرفها المذكور ما يسنده دستورياً ويكسبه شرعية لا غبار عليها، حيث أحالت الموضوع الى نص المادة/ الثانية، الفقرة/ ثانياً من الدستور التي تقول [[ ” بضرورة الحفاظ على الهوية الاسلامية لغالبية الشعب العراقي”. ]] وذلك "لأهمية مراعاة الموازين وتطبيق القوانين" على حد ما تراه المحافظة، سبباً منطقياً لتمرير وتبرير قرارها آنف الذكر..!!؟(*)


وهنا يتناسى مجلس المحافظة والسيد رئيس المجلس والسيد المحافظ، بأن الدستور العراقي طافح بالنصوص القانونية التي ترعى الحقوق والحريات المدنية للمواطنين وترعى الثقافة الوطنية، وبإمكانهم جميعاً العودة لتلك النصوص، لإستجلاء مكامن الخطأ في قرار المحافظة، وعدم التعويل على نص واحد، يبطن في محتواه، التعارض مع نصوص دستورية أخرى، كما جاء أعلاه، ف "الحفاظ على الهوية الإسلامية لغالبية الشعب العراقي"، لا يمكن أن تكون ممراً لتجريد المواطنين الآخرين من أبناء هذا الشعب من حقوقهم وحرياتهم المدنية، ولا يمكن أن تكون مصداً لحرياتهم الشخصية طالما أن هذه الحريات لا تتسبب في أضرار الآخرين، ومن قال بأن هذه "الأغلبية الإسلامية من الشعب العراقي" تبيح مثل هذه الإجراءات، إن لم يجر تسييسها من قبل الأجهزة المتسلطة على رقاب الناس، وتأويلها وفقاً لمقتضيات "المصلحة العامة" كما كانت تجري عليه العادة سابقاً أم لاحقا، وهل كانت مثل هذه الأغلبية الإسلامية، التي يريد مجلس المحافظة الموقر، أن يحافظ على هويتها، بعيدة عن مثل هذه النوادي الثقافية والاجتماعية والمهنية والملاهي الليلية، في المحافظات وفي بغداد على سبيل التحديد، طيلة قرن من الزمان..؟ والى أي مدى تضررت تلك الهوية "للأغلبية الإسلامية" جراء وجود مثل تلك الأمكنة، إن لم يكن غالبية روادها هم من أفراد تلك "الأغلبية"..؟؟!!


وبعيداً عن الذهاب في البحث عن منطلقات ودوافع قرار مجلس محافظة بغداد وسابقاته من قرارات مجالس المحافظات الأخرى في تحريم الغناء ومنع المسارح وفرق السيرك الراقصة وغيرها، يكفي الإشارة هنا وفي هذا أضعف الإيمان، الى نص المواد/ 15 و14 و16 و17 وغيرها من الباب الثاني /الحقوق والحريات/الفصل الاول من الدستور العراقي، التي أكدت على حقوق وحريات الفرد العراقي ومنها الخصوصية الشخصية بما لا يتنافى مع حقوق الآخرين، ولا يجوز الحرمان من تلك الحقوق أو تقييدها ألا وفقاً للقانون وبموجب قرار صادر من جهة قضائية مختصة..!


لنعود كما في البدأ، لنقول بأن مكمن الإشكالية التي تجابه تطلعات المواطن العراقي في بناء الدولة المدنية الديمقراطية، ومنها ضمان حقوقه وحرياته المدنية، يظل يتمحور حول إشكالية الدستور ومطباته الكثيرة، وما يستلزمه ذلك من ضرورات إعادة النظر والتشريع، وهذا من صلب واجبات مجلس النواب والحكومة القادمة، ناهيك عن فلسفة وإتجاهات الجهات التي تتحكم بتفسير الدستور حسب ما تراه مناسباً لمبتغاها..!
5/12/2010
____________________________________________________________________________
(*) http://www.al-daawa.org/main/index.php?option=com_content&view=article&id=475:2010-12-04-12-25-00&catid=1:news-polatic&Itemid=7



#باقر_الفضلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسطين : إشكالية خطاب -المقاومة- والتعنت الإسرائيلي..!
- العراق: الحماية الدستورية للأطياف الدينية..!
- مناجاة الى سيدة النجاة..!(*)
- فلسطين :المشكل الداخلي الفلسطيني وآثاره السلبية..!
- العراق: (سيدة النجاة) تطلب -النجاة-، وقلب بغداد تحرقه المفخخ ...
- العراق : الصحافة وحرية التعبير..!
- العراق: إشكالية الوثائق السرية..!
- العراق: الغناء محرم في بابل..!!؟
- العراق: المشهد السياسي في مراحله ما قبل الأخيرة..!
- منظمة التحرير: رمز وحدة الشعب الفلسطيني..!
- العراق: الصمود المتواصل في المواقف..!
- نتنياهو:السلام خيار صعب..!
- نتنياهو: مواقف متناقضة..!
- العراق: للباحثين عن حل في ضباب -التفضيل-..!!
- فلسطين : حمى التطرف في المواقف العصيبة..!
- العراق: المشهد السياسي والحالة الزئبقية..!
- فلسطين: ايران وشكل الدعم والمساندة..!
- فلسطين: من الذي يضمن النجاح..؟!
- فلسطين: المفاوضات المباشرة غاية أم وسيلة..؟!
- نتنياهو: هل سيحقق السلام..؟!


المزيد.....




- منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تؤكد مسئولية المجتمع ال ...
- ارتفاع حصيلة عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ ...
- العفو الدولية: المقابر الجماعية بغزة تستدعي ضمان الحفاظ على ...
- إسرائيل تشن حربا على وكالة الأونروا
- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...
- المقررة الأممية لحقوق الإنسان تدعو إلى فرض عقوبات على إسرائي ...
- العفو الدولية: استمرار العنصرية الممنهجة والتمييز الديني بفر ...
- عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تحتشد أمام مقر القيادة العس ...
- استئجار طائرات وتدريب مرافقين.. بريطانيا تستعد لطرد المهاجري ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - باقر الفضلي - العراق: الحقوق والحريات المدنية الى اين..!؟