أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - حين يأكل النقدُ الجيوبَ














المزيد.....

حين يأكل النقدُ الجيوبَ


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3230 - 2010 / 12 / 29 - 21:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


النقدُ أداةُ تداولٍ ورمزُ قيمةٍ، ومؤشر اقتصاد وشكل تاريخ.
يُفترض أن يقوم النقدُ بدوره كمعادلٍ موضوعي للسلع لكنه لا يقوم بذلك فقط، بل يتمرد ويهيمن بذاته أيضاً، بل يتحولُ إلى كائنٍ معبود وهو الصنم الحديدي أو الورقي.

لقد اجتاحت موجاتٌ من التضخم العالم، وتركزتْ في ارتفاعِ أسعار السلع الأولية، خصوصاً منها السلع الغذائية وأسعار الطاقة، وعلى وجه الخصوص أسعار النفط (.

وتوضح أحدث معلومات صندوق النقد الدولي ما يلي:

أولاً: ان أعلى متوسط سنوي لمعدل التضخم للفترة 2000-2004 قد سُجل بحوالي 3% لدولة الإمارات العربية المتحدة؛ بينما سُجّل أدنى متوسط له لسلطنة عُمان وبلغ حوالي سالب 30 %
ثانياً: ان المتوسط السنوي لمعدل التضخم في دولة الكويت لنفس الفترة قد بلغ 1,2%.

ثالثاً: انه وفي ماعدا مملكة البحرين التي حافظت على معدل متدن يقل عن 3% حتى عام 2007، فقد شهدتْ باقي دول مجلس التعاون ارتفاعاً ملحوظاً في معدلات التضخم خلال الفترة منذ عام 2000).

البحرين وعُمان تنتميان إلى الدول الفقيرة في المنطقة بينما تنتمي الكويت والسعودية وقطر والإمارات إلى الدول الغنية، ولهذا فإن الظاهرات النقدية مختلفةٌ بين الفريقين، فثمة دولٌ تضخُ كميات هائلةً تنتشرُ في الاقتصاد برمته وبين أغلبية الناس المواطنين، في حين لا يحدث ذلك في الفريق الآخر.
مستوى معيشة الشعبين العُماني والبحريني لا يتحمل أسعاراً بهذا الارتفاع نظراً للدخل المختلف، أي أن معدلات الأجور شديدة التباين بين الفريقين.

إن تصاعدَ معدلاتِ التضخمِ في تلك الدول الثرية مؤشرٌ كذلك على تصاعد مستوى المعيشة، فالسكان يتمكنون من بناء بيوت فخمة واسعة، ويؤثثونها بشكل عال، وترتفع الفئاتُ الوسطى لمقاربة الأغنياء، وينتشرُ ذلك الرفاه في الاقتصاد وبين مجمل السكان المواطنين فيتأثر به النقدُ وتنسحب الأسعار على مجمل السلع.

انتعاشُ الاقتصاد تضعفه معدلاتُ الأسعار المرتفعة، وكلما ارتفعت معدلات التضخم جسد ذلك تطور مستوى معيشة الناس الاقتصادية، وكذلك وجود فئات تجارية واقتصادية وسيطة تستغل هذه الزيادات في تكوين مواقع لها.

الفئات الوسيطة المستفيدة من التضخم أصغر في عُمان والبحرين، فهي لا تجد أشياء كبيرة تستفيد منها سواء لصغر السوق أو لكمية الدخول النفطية في البلدين. وهذا لا يعني جمود التضخم عند رقم معين، أو بقاءه في سلعة معينة، بل هو يقفزُ من سلعةٍ إلى أخرى حسب مستوى الاستغلال فيها، فإذا تدفقت الموادُ الغذائية وتصاعد الطلب عليها كما حدث في عُمان في إحدى السنوات يرتفع التضخم عن المعدل المنخفض السابق.

إن معيشة الفقراء لا تسمح أن تتصاعد أسعار المواد الأولية الغذائية إلى ما فوق معدلها الطبيعي، وهي مواد غذائية شبه ثابتة محدودة القيمة، في حين يتشكل في الاقتصاد الغني بمدخوله النفطي تنوعٌ في معروضِ هذه المواد الغذائية ويغدو التضخم فيها وارداً. وهذا نجده لدى العمالة الأجنبية أقل قيمة بكثير وأدنى سعراً.

تحسن الإيراد النفطي وضخامة فوائضه في دولٍ الثراء النفطي ينعكس فيها بتوسع المشروعات الاقتصادية والعمرانية وزيادة معدل التضخم، فالرمز النقدي هنا دليل عافية وصحة اجتماعية وثراء يتغلغل بين العامة، كما أنه شكل استغلال سياسي اجتماعي، بتوسع الفئات الغنية والوسطى وقيام طباعة الورق النقدي وإيجاد ثراءات ومشروعات كبرى ومشكلات اقتصادية كذلك.

تتكون فئتان نقديتان كبريان في كلِ دولة خليجية، فالفقراءُ والعمال وخاصة العمال الأجانب يتجمعون في قطب نقدي يدافع عن أسعار المواد الضرورية والإيجارات المنخفضة ويقاوم التضخم، والفئات الوسطى تتأرجح تتداخل مع الفئات الغنية في تكوين أسعار مرتفعة، فتشكل لها سوقاً خاصة وخدمات مختلفة، لكن الفئات الوسطى هي التي تتركز فيها الديون والتآكلات الاقتصادية بحكم اندافعها للاستهلاك وطموحها الاجتماعي، وتجمح بين أقصى اليسار إلى أقصى اليمين في السياسة.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البذخ الشرقي
- علمانية لتطورِ الدين
- ويكيليكس: حرية الإعلام
- إيران بين الحصارِ والتراث
- مقاربةُ الغربِ للشرق
- بطل ويكيليكس
- قيادة الرأسمالية الحكومية
- الدعمُ وأبعادهُ السياسية
- مستقلون عن ماذا؟
- العروبة والعقلانية
- المقاومة الناقصة
- رؤيتان للدين
- الحداثة القومية والديمقراطية
- مجلس النواب الجديد
- رأسماليات كهلات ورأسماليات شبابية
- انفصال السودان
- زيارة نجاد للبنان
- وضع المنطقة العام
- جذور الديمقراطية الضعيفة
- البرلمان وخطر الانتهازية


المزيد.....




- العراق.. اهتمام شعبي لافت بالجرحى الفلسطينيين القادمين من غز ...
- بعد يوم من إعادة تشغيله.. -البنتاغون- تعلن تعليق عمليات الرص ...
- شمال أوروبا تتحرك بعكس التيار: انتكاسة لليمين المتطرّف!
- روغوف: القوات الروسية تعزز مواقعها في بلدة أوروجاينويه بدونِ ...
- سكوت ريتر.. واشنطن تقيد الحريات وتدعم إسرائيل
- تمرد واضطراب أمني داخل سجن رومية في لبنان
- الجيش السوداني يتصدى لهجومٍ للدعم السريع ونزوح أكثر من 10 مل ...
- حزب الله يهاجم إسرائيل بسرب مسيّرات ومدفعية الاحتلال تستهدف ...
- -ليس لكم إلا السلخ والنار-.. مشاهد جديدة للقسام مصحوبة برسال ...
- قيادي في حماس: تصريحات بلينكن منحازة لإسرائيل وغطاء لمحرقة غ ...


المزيد.....

- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - حين يأكل النقدُ الجيوبَ