أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - البذخ الشرقي














المزيد.....

البذخ الشرقي


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3223 - 2010 / 12 / 22 - 19:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أهرام مصر مثال للبذخ الشرقي، لجر العاملين لتكوين مبان أسطورية، من أجل وضع جثة كائن متضخم النفس داخلها.
يتكون البذخ الشرقي الأسطوري من كائناتٍ سياسية توهمتْ الاتحاد مع المطلق، وهو مطلق السرقة، لا مطلق الإله، مطلق أن يفعلوا ما يشاؤون ويهدروا الثروات، في أي لفتةٍ مفاجئة يأمرُ بها المتضخمُ الذات.
كيف يحق له أن يقررَ المشروعات ويأمر ببناء أبراج بابل وحشود المباني والقصور على الرمال وعلى الجزر وعلى المياه؟
ربما أن الجزر في الخرائط الكونية تريدُ أن يُشار لها بالبنان وبالفضائيات وبالحملات الإعلانية وبالمهرجانات الغنائية رغم أنها بحجم الأقمار والشموس.
كل شيء في البذخ هو ثقبٌ أسود يبتلعُ الثروات الوطنية، فالمتصرف له الكبريت والماس والفوسفات والغاز والأكسجين ودخل القنوات وضرائب السياحة، ويقرر ترحيل المليارات لأوروبا الغنية وأمريكا الصديقة، وإيجاد القنوات الفضائية المشوشة الهادرة للأموال، ليظهر النجم الشرقي عالياً يدخل كل بيت في الأرض.
كل المشروعات الأسطورية لتظهر ذاته، التي كلما أكلت الذهب والفضة أحستْ بالجوع أكثر وأكثر، حتى تأتي على المواد الثمينة وتجعل الماس ترابا ، وقوة الرياح عواصف.
وتظهر المشروعاتُ الخرافيةُ على أعمدة أمية، وجاهلة ثقافية، وربما كان الفرعون العتيق أكثر ثقافةً وأكثر رهافةً فهو المتعلم الذي يجلبُ المثقفين والعلماء ويصغي إليهم ليل نهار، وهو في جنونه أرحم من الشرقي الراهن، فقد تصور أنه جزء من الألوهة ومن دونه تنخسفُ الأرضُ بشعبه، وهم بحاجة إلى عبقريته الفذة أبد الدهر، وفكر في الأهرام كثيراً وجعلها تحفاً تحاكي عبقرية الطبيعة، وسيطرَ في هندستها على الإشعاعات والمدارات الكونية، فقدم كتباً علميةً منقوشةً على الحجر، وصنعَ من المادة التافهة الوفيرة ثروة عظمى على مدى الدهر.
الشرقي الراهن لا يدري بالعلماء الذين يقربهم ويحاورهم الفرعون، الذي جعل شعبه متحضراً على مدى عشرات القرون، وملأ بالذهب والفضة والماس والنظريات جوفَ الأرض، وحول القبور إلى حياة، فتقدر مصر أن تعيش بالآثار وثرواتها لولا الفساد!
الشرقي الراهن تخصص في إهدار الثروات الزائلة، ثروات الطاقة وبعض الكائنات الحية التي بقيت من المجاعة والفقر والهجمات الحربية والاقتصادية الأجنبية.
ثمة فرق كبير بين الفرعون الزراعي وكائن الصحراء، هذا الأخير تخصص في إهدار الثروات، وجعل حصى الآثار أثافا لقدوره، والصحارى ملاعب، وثروات البحار الطبيعية مسارح.
لو انه ينادم علماء الطبيعة والكيمياء والاجتماع، ويقرأ سيرَ أسلافهِ وكيف أهدروا المناجمَ وحولوا الجبالَ لقصورٍ فجاءت الأعاصيرُ الطبيعية والاجتماعية، وعادتْ الأمبراطورياتُ الملأى بالثرواتِ لتتسولَ الطعامَ على قارعة الطرق العالمية، وتبعثَ بفلذات أكبادِها لتعملَ خدماً ومهرجين وشحاذين في الغرب والشرق المتقدم، أو تغرقهم على شواطئ استراليا والفلبين وأسبانيا وجزر المالديف.
لو أنه..!
لكنه مشغول بعظائم الأمور، بالقضاء المبرم على الثروات وتحويلها إلى سباقات الجياد، وإلا لما كانت شوارع قراه تخلو من المصابيح في بلد الثروة وفنانو وكتاب شعوبه يبيعون كتبهم القديمة على نواصي الشوارع.
لا مصر ورثت مجد الفراعنة ولا البلدان العربية الأخرى انتجت حصافة البدوي المتحضر الحكيم، إلا من بعض الحكام النادرين الذين طوروا بلدانهم واستغنوا لحسن الحظ عن الأحزاب(الثورية) وانتهازييها وفوضوييها.
الأغلبية الكاسحة تقدم نماذج يرثى لها، ارستقراطية باذخة وحولها مبان عملاقة وثراء لا محدود وعامة ناقعة في الفقر وعيشها صعب منهك.
أملنا في بعض هؤلاء الحكام المتنورين بعد أن قطعنا الأمل في الأحزاب وشلل الانتهازية بأن يقاربوا نماذج الملوك والرؤساء العظام الذين نهضهوا بالغرب واليابان والهند وغيرها، وعاشروا الفلاسفة والمفكرين والعلماء، ولم يكرسوا حكم التسليات، والذين نهضوا بالفنون والعلوم ولم يحولوا الموارد النادرة إلى المتع العابرة وحدها.




#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علمانية لتطورِ الدين
- ويكيليكس: حرية الإعلام
- إيران بين الحصارِ والتراث
- مقاربةُ الغربِ للشرق
- بطل ويكيليكس
- قيادة الرأسمالية الحكومية
- الدعمُ وأبعادهُ السياسية
- مستقلون عن ماذا؟
- العروبة والعقلانية
- المقاومة الناقصة
- رؤيتان للدين
- الحداثة القومية والديمقراطية
- مجلس النواب الجديد
- رأسماليات كهلات ورأسماليات شبابية
- انفصال السودان
- زيارة نجاد للبنان
- وضع المنطقة العام
- جذور الديمقراطية الضعيفة
- البرلمان وخطر الانتهازية
- المواجهة الأمريكية - الإيرانية


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - البذخ الشرقي