أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - مقاربةُ الغربِ للشرق














المزيد.....

مقاربةُ الغربِ للشرق


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3207 - 2010 / 12 / 6 - 21:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



في العصر الماضي كانت مقاربةُ الغربِ للشرق هي التظاهرُ بالتدين والإسلام مثلما بدأت الحملةُ الفرنسيةُ حين لبس نابليون عمامةَ الأزهر وكتبَ بياناً عربياً بليغاً يعلنُ فيه إسلامَهُ وإنه جاءَ لتأديب الأتراك العثمانيين المحتلين!
رغم مُثُل الثورةِ الفرنسية وادعائها إنشاء علاقات جديدة بين الشعوب فإن الرأسماليةَ الوليد اعتمدتْ سياسات الغزو والبحث عن المواد الأولية لمصانعها أكثر من اهتمامِها بالقيم.
كانت الرأسمالياتُ الغربيةُ وقتذاك في حالةِ نهمٍ شديدةٍ للمواد الاقتصادية الرخيصة وحتى للحمِ الشعوبِ السوداء الطازج الصالح للأفران والمزارع الكبيرة.
انتشرتْ مقاربةٌ غربيةٌ واسعة سائدة نحو الإسلام والأديان الشرقية عموماً هي البحثُ في تواريخها بأساليب تحليليةٍ جزئيةٍ مفتوحة للتأثير المتعدد الأشكال، ورغم غائيتها التأثيرية التوسعية، كانت مفيدةً ومهمة نظراً للجهود الجبارة التي بذلها الباحثون والمستشرقون لقراءات الوثائق والكتب القديمة وعرضها بشكل جماهيري، رغم الأخطاء والمقاصد الخاصة، وهو أمرٌ طبيعي لمثقفين يشتغلون في توجهات دول وتحت صرفها وتصرفها.
كانت المقاربةُ الاجتماعية السياسية الناشئة في ذلك الحين والشرقُ بيد الغرب هي القيام بالتحكم السياسي العسكري الفظيع مع بعض التحولات المفيدة الليبرالية الجزئية، وهي لا تصل إلى تكوين التماثل بين النظامين الغربي الديمقراطي لأهله والنظام الشرقي الاستبدادي نحو شعوبه.
فالنظام الغربي تهيمنُ فيه القوى التي تستثمرُ وتستولي على المواد الأولية وتريدُ سلاماً وأمناً في العالم المُستَعمر، والإصلاحاتُ التي تجرى هي لإنشاء هذا التبادل وهذه التغذية للمصانع والبنوك الغربية، ومن هنا كانت الإصلاحاتُ جزئيةً والليبراليةُ والعلمانيةُ محدودتين فيما يضمن السيطرة ولا يغذي التمرد.
وهذه العلاقةُ الاحتلاليةُ الإصلاحيةُ الجزئية شكلتْ ثقافةَ التحرر الوطني و(الاشتراكية) غير المؤمنتين بالديمقراطية والعلمانية في مساريهما الغربي، وكوّنت قوى الاستبدادِ الشرقية والجمود الفكري القاري الذي سيعتبرُ طريقَ الغرب الديمقراطي نقيضهُ وعدوه، وهي مرحلةٌ تمهيديةٌ ضروريةٌ لتحولِها التالي نحو الغرب، فهكذا التاريخُ يسيرُ عبر التضاد.
وحين تفككتْ علاقاتُ التبعية المباشرة، وارتفع الاقتصادُ الأمريكي الأكثر تطوراً واتساعاً، وغدت الأسواقُ حجرَ الزاوية في تطور الرأسمالية الغربية رغم الاستحواذ على المواد الأولية الثمينة كالنفط والغاز والذهب، تبدلتْ المقاربةُ الغربيةُ للشرق، فضختْ المزيدَ من دعواتِ الحرية وهُوجم الاستبداد، وعمل الغرب على تحطيم الرأسماليات الحكومة الأشد انغلاقاً وقوة خاصةً الاتحاد السوفيتي حيث لا تُشملا رائحةَ الملكية الخاصة، والبشريةُ هنا في إيجادها للنظامِ الرأسمالي الكوني المتداخل المشترك تتصارع، تبني بعضَها بعضاً بالهدم والإضافة والتجاوز، وقوةُ الإنتاجِ وتطورُ تقنياته هما المضمونُ الحاسمُ المستمر، المدمرُ لعلاقاتِ الإنتاج المتخلفة، أي لهذه الأشكال التاريخية المحدودة التي تُستبدلُ بأخرى.
فهنا الغربُ بحاجةٍ إلى الأسواق، وإلى كسرِ الحمايات الوطنية للدول الشرقية، لتقزيمِ إن لم يكن تحطيم القطاعات العامة، لكن القطاعات العامة هي أساسُ النمو الاقتصادي في عالم كاسح من المنافسة الاقتصادية، ولهذا فإن دعوات الحرية الغربية مرتبطة بذلك، وتأتي حيثياتها على قدرِ الدولِ ومصالحها وأهدافها من الاختراقات والتأثير.
إن ظهورَ رأسمالياتٍ غربية كبرى متطورة ثم شرقية تلحقُ بها، تجعلها تستخدمُ معاييرَ سياسيةً وفكرية لتحجيمِ الرأسماليات الشرقية الصاعدة بقوةٍ مثل: مسائل حقوق الإنسان، ومعايير الفساد، وعمليات التقليد، وغياب الديمقراطية، وغياب الحريات الدينية الخ.
إنها انتقاداتٌ حقيقيةُ لكنها مؤدلجة مُسيَّسة في ظل الصراعات التنافسية، فهي تُوضع بحساب، وبأشكالٍ جزئية، وتستهدفُ أهدافاً اقتصادية، لا أن تظهرَ بشكلٍ سياسي موضوعي عام كلي نقدي. وتتحجمُ هذه الأشكال وتتضخم حسب المواقع ومدى وجود قوى الضغط، تحركُها دوافعُ فتحِ الأسواقِ وانتشارِ الرساميل والحصول على قواعد في مناطقِ الثروات، وبهذا فإن النموذجَ الغربي الديمقراطي العلماني الذي لم يُطبقْ في زمنِ الهيمنة وكان ممكناً، يغدو نموذجياً انتقائياً حسب المصالح للشركات وقوى النفوذ، وهذا ما يصيرُ نموذجياً للقوى الرأسمالية الحكومية الشرقية كذلك، المقاربةِ للديمقراطية، التي بدأتْ تستوعبُ هذا النموذجَ وتطبقهُ بانتقائيةٍ سياسية وتوظفهُ لنمو رأسماليتها الوطنية الخاصة أو لقوى النفوذ فيها.
تنتقلُ إيجابياتُ الغربِ للشرق وتنتقلُ سلبياتُ الشرق للغرب، الحداثة والصناعة والديمقراطية تتغلغل في كيان الدول الشرقية فيما يمضي المهاجرون للغرب بدياناتهم ومشاكلهم وأمراضهم، ويصحو الشرق بجذوره العريقه وإمكانياته الهائلة، ويقفز سلم الحضارة الحديثة بخطوات سريعة.
مشكلات الفساد والتلوث وهروب الأموال والأرباح تنتشر شرقاً وغرباً، وعولمة الأمراض والمخدرات والاستغلال تعم، وتتصاعد كذلك قوى النضال ضد كل هذه المشكلات غرباً وشرقاً، وإنسانية جديدة تتشكل تأخذ زمناً مديداً لتظهر كيانها المختلف.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بطل ويكيليكس
- قيادة الرأسمالية الحكومية
- الدعمُ وأبعادهُ السياسية
- مستقلون عن ماذا؟
- العروبة والعقلانية
- المقاومة الناقصة
- رؤيتان للدين
- الحداثة القومية والديمقراطية
- مجلس النواب الجديد
- رأسماليات كهلات ورأسماليات شبابية
- انفصال السودان
- زيارة نجاد للبنان
- وضع المنطقة العام
- جذور الديمقراطية الضعيفة
- البرلمان وخطر الانتهازية
- المواجهة الأمريكية - الإيرانية
- الفوضوية والانتهازية
- الديمقراطية والتقليدية
- خندقان
- الإقطاعُ الفلسطيني تابع التابعين(4-4)


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - مقاربةُ الغربِ للشرق