أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - شاكر النابلسي - ما حاجة العراق لعقد مؤتمر قمة عربي في بغداد؟














المزيد.....

ما حاجة العراق لعقد مؤتمر قمة عربي في بغداد؟


شاكر النابلسي

الحوار المتمدن-العدد: 3224 - 2010 / 12 / 23 - 17:59
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


-1-

خبر عزم العراق على عقد مؤتمر القمة العربية القادم في مارس 2011 يكاد أن يكون نكتة أو (مزحة) بائخة، يطلقها طاقم الجامعة العربية مع بعض المسئولين العراقيين. وهي من النكات أو (المزحات) التي تُبكي ولا تُضحك، وتترك في النفس الشماتة والحزن. وهي مثل التي تقال في (سرادقات) العزاء، لنسيان حالة الفزع من الموت والحزن على الفقيد.

كيف يريد المسئولون العراقيون عقد مؤتمر قمة عربي في بغداد وهم الذي ارتموا في أحضان إيران الخمينية وغرقوا في الخليج الفارسي، وأصبحت الإشارات السياسية بنعم أو لا، تصدر من طهران. وغدا المرشد الأعلى في إيران هو القابض على مفاتيح العراق يفتح أبوابه متى شاء، ويغلقها متى شاء؟

إن العزم على عقد مؤتمر قمة عربي في بغداد كالعزم على عقد مثل هذا المؤتمر في طهران، أو في قم مثلاً!

ومن يقرأ كتاب رشيد الخيّون (لاهوت السياسة: الأحزاب الدينية المعاصرة في العراق) سيرى أن كافة الأحزاب تدين بالولاء المطلق لإيران الخمينية. وهذه الأحزاب وخاصة "حزب الدعوة" الذي يرأسه نوري المالكي الآن كأمين عام له هو الذي حكم العراق طيلة ست سنوات مضت (2004-2010) من خلال رئاسة وزراء إبراهيم الجعفري (2004-2005) ونوري المالكي (2005-2010) وسيحكمه خمس سنوات (2010-2015) أخرى برئاسة المالكي كما يجري الترتيب الآن.

-2-

أناتول ليفن Lieven الباحث الرئيسي في "المؤسسة الأمريكية الجديدة" في واشنطن في كتابه الضخم (637 صفحة) (أمريكا بين الحق والباطل: تشريح القومية الأمريكية) يقول إن أمريكا بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 أصبحت تميل إلى القومية المدنية Civic Nationalism أكثر من ميلها إلى الوطنية Patriotism حيث "تنبع الوطنية من حب ماضي الأمة في حين تنشأ القومية من الأمل بمستقبل الأمة وعظمة تميزها." على حد قول أرفينغ كريستول Kristol (أحد آباء مدرسة المحافظين الجدد). وحيث أن الدعوة القومية تنشأ وتتخلّق في رحم الدعوة الدينية، وهو ما لاحظه الباحث الفرنسي في الشؤون الدينية دومونيك أورفوا في كتابه (المفكرون الأحرار في الإسلام)(ص15- 23). وحزب الدعوة كان يفعل في العراق وسيفعل فيه مستقبلاً في الخمس سنوات القادمة الشيء ذاته من حيث أنه تحول إلى القومية الدينية Religious Nationalism بدلا من الوطنية وذلك تمشياً مع العقيدة القومية الدينية الإيرانية، التي تسعى إلى بناء الإمبراطورية الفارسية، دون الالتفاف إلى الماضي ولكن انطلاقاً من المستقبل المتوّج بالقنبلة النووية (المهدي المنتظر) التي تسعى إلى امتلاكها، وكذلك يفعل العراق المالكي بقيادة حزب الدعوة الديني الذي يكره ماضي العراق، ويريد له مستقبلاً مالكياً دعوياً جديداً ضمن الإطار الخميني العام.

-3-



لو سأل العراقيون من أفراد ومسئولين، ماذا قدم العرب للعراق بعد 2003، لكان الجواب صفراً؟

ولو سأل العراقيون جميعاً أنفسهم: ماذا أرسل العرب للعراق بعد 2003 من موجات العنف والإرهاب لكان الجواب كثيراً، وما لا يُحصى؟

ولو سأل العراقيون جميعاً أنفسهم: ماذا قدَّمَ العرب من نصائح ومساعدة للعراق لكي يبتعد عن إيران، وعن تولية حزب ديني للحكم يسعى لإقامة "ولاية الفقيه" في العراق، وهو حزب لا فرق كبيراً بين هدافه ومبادئه عن "جماعة الإخوان المسلمين" الساعية الى الحكم لإعادة إقامة الخلافة الإسلامية؟

ولو سأل العراقيون جميعاً أنفسهم: كيف سيحمي العراق الزعماء العرب والوفود التي معهم وهو غير قادر على حماية المواطنين والمسئولين العراقيين، لكان جوابه بائساً وحزيناً؟

ولو سأل العراقيون جميعاً أنفسهم: هل سيكون العراق صريحاً وواضحاً مع الزعماء العرب ويكاشفهم من خلال الأدلة والبراهين عما جنت أيديهم في العراق، وما دمرته وقتلته منذ 2003 الى الآن؟

ولو سأل العراقيون جميعاً أنفسهم: ماذا استفادت العواصم العربية التي أُقيمت فيها أكثر من عشرين قمة عربية منذ أكثر من نصف قرن الى الآن، لكان الجواب هزيلاً؟

فلماذا تحرص بغداد على دعوة العرب لعقد مؤتمر القمة القادم في بغداد، التي لو لم يكن العرب جيرانها، لما حلَّ بها نكبات أكبر مما حلَّ بها أثناء غزو المغول لها، وتدميرها عام 1258م؟

-4-

فمؤتمر القمة العربي رغم تكاليفه المالية العالية - والتي أولى بها الشعب العراقي المحروم من الخدمات اليومية البسيطة – إلا أنه سيعمل على تلميع السلطة الحاكمة في العراق الآن، وعلى مباركة ما تقوم به من عودة عن مظاهر الحداثة التي تجلّت في الأسبوع الماضي أكثر ما تجلَّت، بقرار وزارة التربية والتعليم بإزالة الأعمال الفنية التشكيلية التي تركها لنا عظماء العراق من الفنانين الخالدين كجواد سليم، وفائق حسن، وشاكر حسن آل سعيد، وغيرهم. والتي نددنا بها في الأسبوع الماضي، في مقالنا (نسخة جديدة من "طالبان" في العراق) هنا "الجريدة"، كما ندد بها المؤرخ العراقي رشيد الخيّون في مقاله (العراق: أنقذوا التعليم من الظلامية) (جريدة "الاتحاد" الإماراتية، 15/12/2010) والذي قال فيه :" ليس حقل التَّربية والتَّعليم يعود إلى الوراء فحسب، إنما الحكومات المحلية يوماً بعد يوم تعود بالعراق إلى إجراءات الحسبة والمحتسبين. فمع كلِّ ما يقال عن الفساد المالي والإداري والمحسوبية الحزبية هناك، فإن الانطلاق إلى الأمام، عبر التربية والتعليم، أمر لا يفرط به، وحتى القوى الإسلامية الكُردية التي رضيت بالدِّيمقراطية حلاً، ليس في حسابها أن تفصل بين الجنسين في المعاهد، ولا تحجب تعلّم الموسيقى، ولا تقف ضد المسرح والتمثيل، وليس بتفكيرها أن تعلن، لو هيمنت عبر الديمقراطية، محافظات الإقليم إسلاميةً، مثلما يجري في وسط العراق وجنوبه."



#شاكر_النابلسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضرورة الحل السياسي للقضايا الثقافية
- نسخة جديدة من (طالبان) في العراق
- بين الدين والتنوير والحرية
- أسباب وتداعيات سقوط -الإخوان- في الانتخابات
- عاصفة على النيل!
- من الإرهاب المسلح الى الإرهاب الإليكتروني
- سقوط شعار -الولاء والبراء- في Starbucks
- الديمقراطية وسيلة الخروج من قضبان الإرهاب والفساد
- هل الديمقراطية عصيّة في الخليج العربي؟
- هل سنشرب دجلة أو الفرات قبل ولادة العراق الجديد؟
- أفكار الليبرالية الجديدة بعد خمس سنوات
- دعونا ننتظر ماذا سيحدث في العراق
- ضرورة تنجيد الليبرالية
- لماذا يركع -العرق الجديد- الآن تحت قدمي خامنئي؟
- لماذا نمنع المتاجرة بالشعارات الدينية؟
- كلنا أرهابيون!
- ما حاجة العراق للساعدين العربي والإيراني؟
- لماذا إثار إيران بإعمار العراق؟
- استحالة قيام الدولة الدينية
- لماذا ترفض إسرائيل الآن السلام العربي


المزيد.....




- هاجمتها وجذبتها من شعرها.. كاميرا ترصد والدة طالبة تعتدي بال ...
- ضربات متبادلة بين إيران وإسرائيل.. هل انتهت المواجهات عند هذ ...
- هل الولايات المتحدة جادة في حل الدولتين؟
- العراق.. قتيل وجرحى في -انفجار- بقاعدة للجيش والحشد الشعبي
- بيسكوف يتهم القوات الأوكرانية بتعمد استهداف الصحفيين الروس
- -نيويورك تايمز-: الدبابات الغربية باهظة الثمن تبدو ضعيفة أما ...
- مستشفى بريطاني يقر بتسليم رضيع للأم الخطأ في قسم الولادة
- قتيل وجرحى في انفجار بقاعدة عسكرية في العراق وأميركا تنفي مس ...
- شهداء بقصف إسرائيلي على رفح والاحتلال يرتكب 4 مجازر في القطا ...
- لماذا يستمر -الاحتجاز القسري- لسياسيين معارضين بتونس؟


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - شاكر النابلسي - ما حاجة العراق لعقد مؤتمر قمة عربي في بغداد؟