أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - شاكر النابلسي - هل الديمقراطية عصيّة في الخليج العربي؟















المزيد.....

هل الديمقراطية عصيّة في الخليج العربي؟


شاكر النابلسي

الحوار المتمدن-العدد: 3201 - 2010 / 11 / 30 - 18:38
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


-1-

يُفترض في عنوان هذا المقال السؤال، أن يكون أكثر شمولاً، فيأتي على النحو التالي:
هل الديمقراطية عصيّة في العالم العربي؟

بل يفترض في هذا العنوان أن يفتح عدسة الكاميرا على درجة 180، ويسأل:

هل الديمقراطية عصيّة في العالم الإسلامي؟

لكنّا اضطررنا إلى العنوان الأول، لأنه عنوان كتاب أستاذ علم الاجتماع في جامعة البحرين، الباحث والمفكر البحريني باقر سلمان النجار، الذي حاز كتابه "الديمقراطية العصية في الخليج العربي" على جائزة الشيخ زايد آل نهيان للكتاب. والأستاذ النجار من الباحثين الاجتماعيين والسياسيين التنويريين الجادين في البحرين ومنطقة الخليج. وسبق له أن قدم للمكتبة العربية عدة كتب جادة ونافعة في علم الاجتماع وعلم السياسة، منها: "صراع التعليم والمجتمع في الخليج العربي"، و "الحركات الدينية في الخليج العربي"، وهذا الكتاب العلمي "الديمقراطية العصيّة في الخليج العربي".

ولكن السؤال الذي ربما يتبادر إلى ذهن القارئ هو:

لماذا هذا الكتاب اليوم؟

ولماذا هذا الكاتب اليوم؟

لقد تعمدت – بصراحة – أن أقدم هذا الكاتب والكتاب اليوم، لكي أضع النقاط على الحروف، وأوضح أهمية أن يكون الأكاديمي في العالم العربي عامة، وفي الخليج العربي خاصة، منهمكاً ومهتماً فيما يجري خارج أسوار معهده وجامعته. ولا يعيش في برج الأكاديمية العاجي، يُلقن طلبته ما حفظه فقط من أساتذته، دون أن يقدم للفكر إضافة جديدة.

والأكاديمي باقر سلمان النجار هو المثال الجيد، الذي نريد من الأكاديميين العرب والخليجيين، أن يحتذوا حذوه في الانهماك والاهتمام بقضايا مجتمعاتهم، ويعملوا محاريثهم، وأقلامهم، وأدواتهم البحثية العلمية، في هذه المجتمعات.

فباقر النجار لم يُضع وقته في صراعات طائفية، أو سياسية، أو حزبية عقيمة، كما فعل كثير من مثقفي العالم العربي والخليج العربي على وجه الخصوص، وخاصة في البحرين، التي اشتُهرت بكثرة الاتجاهات والمنابر السياسية والدينية المختلفة. كما أن النجار لم تشغله المناوشات والمماحكات الصحافية التي ينشغل بها كثير من الكتاب العرب، وإنما انصرف إلى البحث، والدرس، والإنتاج العلمي المفيد، والباقي. والجميل في إنتاج الأستاذ النجار، أن هذا النتاج لم يكن نتاجاً تجريدياً بعيداً عن مشاكل مجتمعه، أو المجتمعات المحيطة به، بل كان في صميم مشكلات هذه المجتمعات، التي تناولها بكل شجاعة، ومهنية أكاديمية قويمة. وكان من ضمن هذا النتاج كتابه، الذي نتحدث عنه اليوم "الديمقراطية العصيّة في الخليج العربي".

-2-

فهل الديمقراطية في الخليج العربي عصيّة حقاً؟

من خلال كتاب النجار، ندرك أن إشكالية الديمقراطية في الخليج العربي خاصة هي إشكالية اجتماعية، قبل أن تكون إشكالية سياسية. بمعنى أن تحقيق الديمقراطية في الخليج، أو في أي بلد على سطح هذه الكرة، لن يتم إلا إذا شعر كافة المواطنين دون استثناء، أن هذا الوطن هو وطن الجميع، وهو مُلك الجميع، وليس وطن أو مُلك فئة معينة من الناس. وأن دولة الوطن، هي دولة الجميع، وليست دولة فئة معينة من الناس. وهذا هو الأساس الذي يقوم عليه المجتمع المدني الحديث. ويقضي هذا الأساس، إقامة نوع من الاتفاق أو "العقد الاجتماعي"، الذي يساعد الشعب على الانتظام في دولة واحدة. وبذا يكون المجتمع المدني بكل بساطة – كما يقول عالم الاجتماع العراقي فالح عبد الجبار في كتابه "المجتمع المدني في عراق ما بعد الحرب" ، ص 11 " – "هو كل تجمع بشري خرج من حالة الطبيعة (الفطرية) إلى الحالة المدنية، التي تتمثل بوجود هيئة سياسية قائمة على اتفاق تعاقدي. وبذا، فإن المجتمع المدني هو المجتمع الذي يُعبِّر عن كل واحد فيه. وهو كلٌ يضمُ المجتمع والدولة معاً." ويقول الأستاذ النجار عن المجتمع المدني السعودي في كتابه، من أن "تشكيل هيئة صحافية أهلية سعودية، تضم الصحافيين السعوديين، وتدافع عن مصالحهم، يُعدُّ تحولاً مهماً في إطار نشأة ونمو المجتمع المدني في السعودية، قد يساهم إذا ما اتسعت فضاءاته، وتنوعت منظماته، في إيجاد بيئة مناسبة للحوار بين التجمعات المختلفة.) (ص 254).

-3-

أهمية كتاب الأستاذ النجار، أنه ينقل لنا دور العناصر الاجتماعية في تكوين المجتمع العربي الخليجي. فيتحدث في كثير من أبوابه عن كيفية إدارة مؤسسات المجتمع المدني النامي في الخليج العربي، ودور التجار المؤثر والكبير في تكوين المجتمع. ولكن هذا الدور انكمش بعد اكتشافات النفط في الخليج، وتحوّل المجتمع من مجتمع اقتصادي منتج، إلى مجتمع ريعي منتفع. فحلّت في هذه المجتمعات "لعنة النفط"، كما يشير الباحثان الانجليزي جوردون جونسون نائب رئيس جامعة كمبردج والباحث العراقي مجيد الهيتي في كتابهما (لعنة النفط: الاقتصاد السياسي للاستبداد).

فكيف يمكن لهذه الثروة أن تتحول من نعمة إلى نقمة، أو إلى "دم الشيطان"، كما أطلق عليها فيرنون سميث الأستاذ في جامعة جورج ماسون، في محاضرة له في "معهد السلام" في واشنطن 2003، أو "فضلات الشيطان" كما أطلق عليها المسئول الفنزويلي خوان بابلو الفونسو، مؤسس "منظمة الأوبك"؟

ولكن، لا شك في أن أوجه استعمال هذه الثروة، هي فقط التي تجعل من هذه الثروة النفطية نعمةً، أو نقمة.

-4-

يوصينا باقر النجار بأن نفتح نفوسنا قبل أبوابنا للديمقراطية. فلا مجال، ولا فائدة من فتح الأبواب للديمقراطية، والنفوس صادة عنها، رافضة لها، ضيقة بها.

وفتح النفوس للديمقراطية يكون بإتباع التالي:

1- دعم المجتمع المدني لكي يصبح قوة مؤثرة ودافعة بالدولة والمجتمع نحو الدمقرطة، ليس كخطوة تكتيكية لتجاوز ضغوط الداخل والخارج، وإنما كعمل مرحلي من أجل إقامة مجتمع ديمقراطي حقيقي، يتجاوز كل كبوات الماضي، وخروقه.

2- إيجاد مجتمع مدني حر في فعله الاجتماعي والسياسي والثقافي. وبهذا تكتمل الممارسة الديمقراطية.

3- لا شرط لوجود المجتمع المدني بوجود مجتمع حداثي. فكل مجتمع مدني يُعبِّر في أطره وخطابه عن البيئة التي ينشأ فيها.

4- التغيير الحقيقي لا يأتي إلا عندما يتحول الوطن والوعي به، على أنه وطن لكل المواطنين، وأن الدولة شأن عام يخص كل المواطنين. فلكل المواطنين الحق في الوطن، وللوطن واجب على الجميع.

5- إن الداخلين إلى العصر الحديث، لا الخارجين منه، هم فقط من يعون التاريخ، ويعملون بأسبابه.

وهذه المفاتيح الرئيسية الخمسة، وباقي المفاتيح الأخرى التي ذكرها باقر النجار في كتابه، هي الكفيلة بفتح النفوس للديمقراطية قبل الأبواب، لكي لا تصبح الديمقراطية عصيّة، لا في الخليج العربي فقط، ولكن في العالم العربي أيضاً.



#شاكر_النابلسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل سنشرب دجلة أو الفرات قبل ولادة العراق الجديد؟
- أفكار الليبرالية الجديدة بعد خمس سنوات
- دعونا ننتظر ماذا سيحدث في العراق
- ضرورة تنجيد الليبرالية
- لماذا يركع -العرق الجديد- الآن تحت قدمي خامنئي؟
- لماذا نمنع المتاجرة بالشعارات الدينية؟
- كلنا أرهابيون!
- ما حاجة العراق للساعدين العربي والإيراني؟
- لماذا إثار إيران بإعمار العراق؟
- استحالة قيام الدولة الدينية
- لماذا ترفض إسرائيل الآن السلام العربي
- نقد ايديولوجيا ثورة المعلومات والاتصالات
- كيف نضبط ظاهرة الشبق السياسي العربي
- لماذا منعت مصر شعار -الإسلام هو الحل-؟
- ما ثمن بقاء الزعيم على كرسيه مدى الحياة؟
- كارثة القطيعة العربية لمدنية العالم وحضارته
- لماذا كان السلام الدائم خرافةً ووهماً؟!
- أعيدوا الانتخابات لكي تحسموا الخلافات
- هل كان -العراق الجديد- أكثر خطورة على العرب من إسرائيل؟
- ايجابيات الاحتقان السياسي العراقي!


المزيد.....




- -الأغنية شقّت قميصي-.. تفاعل حول حادث في ملابس كاتي بيري أثن ...
- شاهد كيف بدت بحيرة سياحية في المكسيك بعد موجة جفاف شديدة
- آخر تطورات العمليات في غزة.. الجيش الإسرائيلي وصحفي CNN يكشف ...
- مصرع 5 مهاجرين أثناء محاولتهم عبور القناة من فرنسا إلى بريطا ...
- هذا نفاق.. الصين ترد على الانتقادات الأمريكية بشأن العلاقات ...
- باستخدام المسيرات.. إصابة 9 أوكرانيين بهجوم روسي على مدينة أ ...
- توقيف مساعد لنائب من -حزب البديل- بشبهة التجسس للصين
- ميدفيدتشوك: أوكرانيا تخضع لحكم فئة من المهووسين الجشعين وذوي ...
- زاخاروفا: لم يحصلوا حتى على الخرز..عصابة كييف لا تمثل أوكران ...
- توقيف مساعد نائب ألماني في البرلمان الأوروبي بشبهة -التجسس ل ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - شاكر النابلسي - هل الديمقراطية عصيّة في الخليج العربي؟