أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر النابلسي - ما ثمن بقاء الزعيم على كرسيه مدى الحياة؟














المزيد.....

ما ثمن بقاء الزعيم على كرسيه مدى الحياة؟


شاكر النابلسي

الحوار المتمدن-العدد: 3155 - 2010 / 10 / 15 - 07:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


- 1 -

من أهم ما حققه "العراق الجديد" منذ فجر التاسع من أبريل 2003 إلى ما بعد الانتخابات التشريعية في مارس 2010، أنه أنهى أسطورة الزعيم الأوحد في العراق، وأصبح حكام العراق على اختلاف مناصبهم خلال السنوات السبع الماضية مجرد موظفين يأتون ويذهبون. وكان الشعب العراقي، هو الزعيم الأوحد في العراق، فلا عبادة للزعيم الفرد، ولا تمجيد للزعيم القائد، ولا بقاء للحاكم في كرسيه إلا بموجب ما ينص عليه الدستور، ولعل هذا الوضع كان أول حروف أبجديات الديمقراطية، التي شاهدناه ونشهدها الآن في الغرب الديمقراطي، والتي نحاول أن نتعلم منها القليل، رغم عصياننا على هذا التعلم، لأسباب كثيرة.

- 2 –

"تداول السلطة" في العالم العربي، عبارة ليست موجودة على الإطلاق في القاموس السياسي العربي المعاصر، فيما عدا لبنان، الذي كاد أن يمحو هذه العبارة من قاموسه، عندما فُرض التمديد لمدة ثانية لرئاسة إميل لحود. ويعترف الكاتب والناشط السياسي اللبناني كريم بقرادوني، أن "من مراجعة تاريخ لبنان منذ الاستقلال في عام 1943، يتبين أن المادة (49) من الدستور التي نصت على عدم جواز انتخاب رئيس الجمهورية مرة ثانية، تسببت بالكثير من الأزمات والويلات والحروب، وقد راودت معظم رؤساء الجمهورية الرغبة في تعديلها." ( الشرق الأوسط ، 28/8/2004). وقد دعا بقرادوني في سياق حديثه هذا إلى تعديل المادة (49) من الدستور اللبناني، لكي يتم التجديد لرئيس الجمهورية، ولكي لا يتم الانقلاب عليه كما جرى في الماضي. وما عدا لبنان الحديث، فإن العالم العربي بأكمله من ملكيين وجمهوريين يتوارثون الحكم، ابناً عن أب ، وأباً عن جد. وكذلك كان الوضع في العراق قبل 1979 وبعده، حيث كان صدام حسين يخطط خلال الفترة (1979-2003) على توريث الحكم لأبنائه من بعده، ضمن انتخابات مزورة، كما هي العادة في العالم العربي.

- 3 –

لقد أصبح التداول المحصور جداً للسلطة بين أفراد العائلة الواحدة في التاريخ السياسي العربي في الماضي والحاضر من طبيعة الأنظمة العربية، ولم يعد هذا الإجراء السياسي مستهجناً في العالم العربي. إذ بدأ منذ 14 قرناً، واستمر حتى الآن. وشربته الأجيال المتعاقبة مع حليب الأمهات، وأصبح حقيقة ثابتة، ولكن الزلزال الذي حدث في العراق فجر التاسع من أبريل 2003، هزَّ هذا الثابت من ثوابت العرب المكينة. وقضى على مفهوم الزعامة السياسية الفردية، وقال بزعامة الشعب، لا زعامة الفرد. وبذا، تداول على السلطة خلال السنوات السبع الماضية عدة حكام في العراق، كان آخرهم نوري المالكي عام 2005، الذي يتشبث الآن بالحكم، ويحاول إعادة مفهوم الزعيم الفرد إلى العراق، بعد أن دفع العراق تضحيات غير مسبوقة، لكي يمحو هذا المفهوم من القاموس السياسي العراقي.

فما الثمن الذي سيتم دفعه، من أجل استرداد مفهوم ومنصب "الزعيم الكارثي" في العراق، من خلال ما تتم محاولته الآن؟

- 4 -

فيما لو تمَّت استعادة مفهوم الزعيم الفرد في العراق، فهذا يعني الراحة التامة والرضا والنور، لكل الأنظمة العربية، التي يشعر بعضها بالحرج أمام العالم وأمام شعبها في بعض الأحيان. وبذا، يعيدنا العراق بهذا السلوك السياسي إلى نقطة الصفر من جديد، وكأنك "يا أبو زيد ما غزيت"، كما يقول المثل الشعبي.

هذا بالإضافة إلى أن العراق سيدفع الثمن غالياً من أجل استرداد الزعامة الفردية الأبدية الكريهة، التي تذكرنا دائماً بالعهدين النازي والفاشي من التاريخ الحديث، كما تذكرنا بقائمة طويلة من الخلفاء والسلاطين في العهود الأموية، والعباسية، والعثمانية.

وهنا قائمة بالأثمان- وليس الثمن الواحد- التي سيدفعها العراق للفريقين المرجِحين (الأكراد وإيران) لأي رئيس وزراء عراقي قادم الآن، يقبل بالدفع، مقابل استرداد سلطة "الزعيم" الفرد:

1 - الخضوع لمطالب الأكراد- الذين يملكون 57 مقعداً من أصل 325 مقعداً في مجلس النواب العراقي- في التعداد العام للسكان في كركوك، كي يتم تسجيل مئات الآلاف من الأكراد المُستجلبين، وبالتالي إجراء استفتاء صوري لضم مدينة كركوك إلى الإقليم، والحصول على نسبة من عائدات النفط في البصرة وكركوك، واعتبار نفط الإقليم خالصا للميزانية الكردية، وكذلك منح الإقليم الكردي، حق التفاوض بشأن عقود النفط.

2 - إعطاء إيران امتيازات المستعمرين في القرن التاسع عشر في العراق، ومنها حماية نشاط فرق أمنية عراقية تُدَرَّب وتُمَوَّل من طهران، وتدعى "عصائب أهل الحق"، و "جماعة حزب الله العراق".

3 - عدم تجديد الاتفاقية الأمنية مع أميركا، وعدم الطلب إلى الأميركيين إبقاء أي من جنودهم بعد عام 2011.

4 - التعهد بإبقاء علاقات العراق مع العالم العربي خاضعة لمقياس علاقات العرب مع الإيرانيين.

5 - عزل "حوزة النجف الأشرف"، وتهميشها، وجعل دورها "رعوياً واجتماعياً" بحيث لا تتدخل في السياسة العراقية، أو السياسة الخارجية.

6 - تهميش "المجلس الإسلامي الأعلى"، و"حزب الدعوة"، والبورجوازية الدينية، والعائلات الدينية.

7 - الإبقاء على الواردات الإيرانية الى العراق من جميع الأصناف، والمرشحة لأن تبلغ هذا العام 9 مليارات دولار. وعدم السماح بإدخال بضائع منافسة.

- 5 -

وهذه المطالب من الأكراد والإيرانيين- إضافة إلى مطالب أخرى من دول أخرى غير معلنة- هي جزء من قائمة الأثمان الباهظة، التي سيُرغم أي حاكم يبحث عن "الزعامة المطلقة" في العراق على دفعها، بينما هو شخصياً لن يدفع شيئاً من جيبه، بل سيكسب ما كسبه صدام وقبله من الخلفاء والسلاطين. وبذا، أصبح الحكم في العراق عبارة عن صفقات، وهبات، ومنح مناصب رئاسية ووزارية، وتنازلات عن مبادئ وحقوق وطنية. مما يعني أن المشروع الوطني العراقي والشراكة الوطنية العراقي أصبحا في خبر كان. ومما يعني أيضاً، أن بلاء حكم ولاية الفقيه ليس قاصراً على الداخل الإيراني، ولكنه يُفرِّخُ الآن في العراق، وربما في بلدان عربية أخرى مستقبلاً.



#شاكر_النابلسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كارثة القطيعة العربية لمدنية العالم وحضارته
- لماذا كان السلام الدائم خرافةً ووهماً؟!
- أعيدوا الانتخابات لكي تحسموا الخلافات
- هل كان -العراق الجديد- أكثر خطورة على العرب من إسرائيل؟
- ايجابيات الاحتقان السياسي العراقي!
- هل أضاع العراق اللبن في الصيف كما ضيّعته دخنتوس؟
- احتمالات الحرب الأهلية في العراق
- ما هي المبررات الإرهابية لقتل العراقيين في رمضان؟
- العراق: من النزاع السلمي إلى الصراع المسلح
- صوت العقل الذي لم يسمعه سياسيو العراق
- العراق: من دكتاتورية العسكر إلى دكتاتورية الأفندية
- ماذا كان الدور الأمريكي المطلوب في العراق؟
- ما فعله الساسة في العراق لم يفعله الاجتياح العسكري!
- ما فعله العرب في العراق لم يفعلوه في إسرائيل!
- (إماتة العراق عطشاً بعد تدميره بالمتفجرات)
- صادق العظم مثالاً: الليبراليون وحل الأزمة العراقية
- انهيارُ المجتمع المدني قتلَ الديمقراطية في العراق
- هل قرأ بوش العراق من الداخل؟
- التقييم الاستراتيجي لديناميكيات النزاع في العراق
- خسائر العراق والعرب من تلاعب الدكتاتوريين الجُدد


المزيد.....




- وحدة أوكرانية تستخدم المسيرات بدلا من الأسلحة الثقيلة
- القضاء البريطاني يدين مغربيا قتل بريطانيا بزعم -الثأر- لأطفا ...
- وزير إسرائيلي يصف مقترحا مصريا بأنه استسلام كامل من جانب إسر ...
- -نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخ ...
- السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال ...
- ستولتنبرغ يدعو إلى الاعتراف بأن دول -الناتو- لم تقدم المساعد ...
- مسؤول أمريكي: واشنطن لا تتوقع هجوما أوكرانيا واسعا
- الكويت..قرار بحبس الإعلامية الشهيرة حليمة بولند سنتين وغرامة ...
- واشنطن: المساعدات العسكرية ستصل أوكرانيا خلال أيام
- مليون متابع -يُدخلون تيك توكر- عربياً إلى السجن (فيديو)


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر النابلسي - ما ثمن بقاء الزعيم على كرسيه مدى الحياة؟