أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوسف العاني - مخرجون عملت معهم في المسرح ....... جاسم العبودي














المزيد.....

مخرجون عملت معهم في المسرح ....... جاسم العبودي


يوسف العاني

الحوار المتمدن-العدد: 3216 - 2010 / 12 / 15 - 23:15
المحور: الادب والفن
    


يوسف العاني
حين كنت طالبا بفرع التمثيل في معهد الفنون الجميلة بعد تخرجي في كلية الحقوق.. وبمناشدة من الأستاذ إبراهيم جلال-كما سبق وأشرت إلى ذلك- كان يرد اسم (جاسم العبودي) طالبا يدرس المسرح في – كودمان ثياتر- في الولايات المتحدة، وفي بعثة رسمية بعد تخرجه من فرع التمثيل بمعهد الفنون... وانه كان طالبا ضمن المتميزين قبل سفره.. وانه شخصية جادة ومثقفة.. وقد انتفع من رفقته للشاعر (الدكتور محمد مهدي البصير) الأستاذ في دار المعلمين العالية حيث كان يقرأ له ما يطلبه منه، وانه يستمع اليه مدرسا ومحاضرا... فيزداد معرفة ودراية باللغة العربية وبالقائها وادبها... وهذا ما اكسبه موقعا متميزا ومهما في المسرح الذي عشقه ودرسه وبرزفيه –كما قلت- في تلك الفترة –بداية الخمسينيات- كنا تواقين بلقاء من ازداد علما وفنا ومعرفة –اكاديمية –بالمسرح.. فمع كل تقديرنا لمن كان يدرسنا كنا نحس بحاجة الى بلورة وتعميق الطرح العلمي المعتمد على دراسة لها قواعدها واسسها... وهذه المهمة لاتكتسب ولاتكون مفيدة الفائدة الصحيحة الا بعد دراسة منهجية ووفق اسس تخضع لعلمية يطرحها اساتذة مختصون بكل فرع من فروع تدريس فن وعلم والمسرح. وجاسم العبودي الذي اخبرنا العارفون به وفي مقدمتهم ابراهيم جلال (زميله وصديقه كان اول من زكى هذا الذي سيعود قربيا وسيكون ضمن الملاك التدريسي في المعهد. بل اكد لنا انه سينضم الى فرقتنا المسرح الحديث.... ولابد ان نضع له مكانة يستحقها فيها... هكذا عرفته قبل ان اعرفه مباشرة وتعاملا من خلال التدريس اولا ومن خلال مسؤولياته مخرجا لمسرحيات كانت جاهزة لاخراجها من قبله في فرقتنا... حين وصل بغداد استقبلناه بحفاوة كبيرة.. ووجد نفسه محاطا بنا مبعدين عنه اي احساس بالغربة او الحاجة... حتى شعر انه بيننا ومعنا (مدللا).. فهو واحد من اعضاء الفرفة، هكذا اعلنا عن موقعه واحدا من الهيئة الادارية... ولاسيما ابراهيم جلال قد سافر للدراسة.. وهيأنا له حتى(الدار) لتضم عائلته التي عادت وفي المقدمة زوجته الفاضلة (ام نبيل) والتي انسجمت معنا لتكون هي مسؤولة (المكياج) في الفرقة.. جاسم العبودي المدرس في المعهد الفنون الجميلة للتمثيل والاخراج جاء بالغنى المسرحي الجديد –هكذا احسسنا- جاء بالنظرية والتطبيق.. العلم الذي يعتمده الفن ليحرك الساكن ويدفع المبدع لكي يبدع.. وياخذ الموهوب لكي يصل الى المكانة اللائقة به من خلال اسس المعرفة المسرحية والتحليل الثري لكل الحالات. كان جاسم العبودي مدرسا قديرا يحمل التجربة العملية والثقافة المسرحية... وكان من القدرة في التعبير عما يريد ان يقول... استاذا لايحتار في اختيار المفردة او البحث عن الوضوح... بل كان واضحا جذابا وجديدا في طروحاته انذاك.. وكان الطالب يتلقاها بمحبة راغبا فيها مقتربا منها حد الاستيعاب. لقد التف حوله الطلبة الجادون –ونحن منهم- وراحو ينتفعون منه حتى الثمالة –كما نقول- وجاسم لايتردد في اعطاء المزيد حين يجد الطالب راغبا في المعرفة والاستزادة من فن المسرح.. اندمج..جاسم العبودي.. مع (الفن الحديث) فرقة وشبابا متحمسين يتحدون الصعاب من اجل فتح الطريق الصائب ومن اجل بناء مسرح عراقي واع ومبدع ومؤثر... فكان ذاك الانسجام الفني والصداقي لتظهر من خلاله كل الابداعات في موقعها ومكانها اللائق وان ترتسم امام المشاهدين فكرا جديدا بثوب جميل جميل هو سمة من سمات فن جاسم العبودي المسرحي.. فقدمنا لاول مرة على قاعة الملك فيصل –كما كانت تسمى انذاك- مسرحيتي: (تؤمر بيك) من تاليفي و(ماكوشغل) التي كتبتها مع الراحل: -شهاب القصب- لتقدم المسرحيتان مساء الجمعية في 22/1/1955 ولتكون نقلة نوعية في الصيغة الجديدة للمسرح الشعبي العراقي وكان جاسم العبودي يحسن بل يجيد الدقة في العمل مسوف في ذلك الى حد التعجيز احيانا..! لكن ذاك التعجيز لايصل عند حدود.. (التوقف) بل كان له في ذهن ونفس جاسم البديل الاخر الذي يرقي احيانا الى مستوى الاصل الذي يريده... كان قادرا على الخلق المتجدد حين تضيق به السبل او تنعدم عنده الوسائل المطلوبة. وبعد حين... أراد (جاسم العبودي) ان يؤسس فرقة خاصة به وبعدد من المسرحيين وبعضهم اعضاء بفرقتنا.. ولم يكن منا سوى الترحيب بفرقة مسرحية جديدة هي فرقة المسرح الحر. بقيت على قرب بجاسم العبودي... صديقا ومسرحيا يثير الاهتمام به وبعطائه. ما حضرت مسرحية يخرجها الاو وأحسست أنني أمام مسرح يحترم نفسه في كل متطلبات العمل المسرحي.... حتى وان اختلفت احيانا مع مضمون المسرحية او فكرتها.. كنت اقول له (يكفيك يا جاسم انك تقدم لنا مسرحا لابد ان نقف امامه باحترام). وغادرنا الى الولايات المتحدة للعلاج.... لكنه ظل رغم بعده عن الساحة المسرحية علامة كبيرة جديرة بالاحترام في الموقع المسرحي الذي شغله استاذا ومخرجا، بل رجل مسرح جاء بمفاتيح المسرح الاكاديمي بعد فترة من زمن ظلت النمطية تسير في مؤسسته العلمية –معهد الفنون الجميلة- ما عدا لمعان من هنا وهناك... لايرتكز على نظرية او نظريات محددة كان اول من يشعر بها جاسم العبودي لتكون المفتاح الجديد لمن جاء بعده.. وليظل واحدا من بناة مسرح عراقي حديث.



#يوسف_العاني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مخرجون عملت معهم (التلفزيون) خليل شوقي
- مخرجون عملت معهم في المسرح ..... غانم حميد
- مخرجون عملت معهم (التلفزيون) يوسف جرجيس
- سنوات لا تنسى مع قاسم محمد
- مخرجون عملت معهم المسرح ...... ابراهيم جلال
- مخرجون عملت معهم في المسرح ..... عوني كرومي
- استاذنا الرائد والرمز: (حقي الشبلي)
- صفحات من سيرة فنان رائد ...... جعفر السعدي
- لعبة فاضل خليل الجميلة !
- مخرجون عملت معهم بالمسرح ...... محسن العزاوي
- مخرجون عملت معهم بالمسرح ..... عبد الواحد طه
- مخرجون عملت معهم /المسرح ، روميو يوسف، فاروق فياض
- مسرحيون عملت معهم ...... فاضل خليل


المزيد.....




- تكريم الأديبة سناء الشّعلان في عجلون، وافتتاحها لمعرض تشكيلي ...
- ميريل ستريب تعود بجزءٍ ثانٍ من فيلم -Devil Wears Prada-
- ستيفن سبيلبرغ الطفل الذي رفض أن ينكسر وصنع أحلام العالم بالس ...
- أشباح الرقابة في سوريا.. شهادات عن مقص أدمى الثقافة وهجّر ال ...
- “ثبت الآن بأعلى جودة” تردد قناة الفجر الجزائرية الناقلة لمسل ...
- الإعلان عن قائمة الـ18 -القائمة الطويلة- لجائزة كتارا للرواي ...
- حارس ذاكرة عمّان منذ عقود..من هو الثمانيني الذي فتح بيوته لل ...
- الرسم في اليوميات.. شوق إلى إنسان ما قبل الكتابة
- التحديات التي تواجه الهويات الثقافية والدينية في المنطقة
- الذاكرة السينما في رحاب السينما تظاهرة سينما في سيدي بلعباس


المزيد.....

- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوسف العاني - مخرجون عملت معهم في المسرح ....... جاسم العبودي