أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوسف العاني - صفحات من سيرة فنان رائد ...... جعفر السعدي














المزيد.....

صفحات من سيرة فنان رائد ...... جعفر السعدي


يوسف العاني

الحوار المتمدن-العدد: 3205 - 2010 / 12 / 4 - 13:35
المحور: الادب والفن
    


منذ بداية الانتاج السينمائي في العراق، وتحديداً منذ فيلم (عليا وعصام) والذي اعده البداية الحقيقية للانتاج السينمائي العراقي، حيث كان الانتاج عراقياً برأس مال عراقي، بعد ان شيد ستوديو بغداد بأمكاناته المتواضعة والكافية في ذلك الوقت للانتاج من الناحيتين التقنية المطلوبة
والفنية التي تعتمد على عناصر ذات خبرة متواضعة ايضاً لكنها حريصة على ان تتعلم وتتعاون مع كفاءات يستعان بها عادة في بدايات العمل السينمائي في بلدان مازالت في اول الدرب.
عليا وعصام كان البداية بموضوع وبعناصر شابة او العناصر الفنية الاخرى حين شاركت في القاهرة بغداد.. الانتاج المصري العراقي والذي أفتعل موضوعه ليجري التصوير في البلدين مصر والعراق.. ويطعم بفنانين عراقيين ظل حضورهم في الصف الثاني بعد العنصر المصري.. عليا وعصام وأؤكد مرة اخرى كان البداية.. وكان بداية لممارسة جادة لشباب.. تخرجوا في معهد الفنون الجميلة فرع التمثيل والاخراج.. ووجوه جديدة ولاسيما في مجال العنصر النسائي.. ورواد مسرح عرفوا بموقفهم وموقعهم في المسرح العراقي مثل يحيي فائق وعبد الله العزاوي وفوزي محسن الامين وغيرهم.. ووقف معهم.. ابراهيم جلال للدور الاول- عصام- وجعفر السعدي.. الاب المهيب.. حامل تجربة فن التمثيل والقادر علي ان يكون (نغمة) عالية العزف عميقة الاثر خالية من (النشاز) بعيدة عن التشنج او التكلف.. خالصة الاثر المسرحي الشائع انذاك في ان تكون مبالغا بادائك متكلفا ومغاليا بتعبيرك.. فتحول الشخصية التي تؤديها الي نموذج خال من الاقناع بعيد عن اقتناع المشاهد بها. جعفر السعدي في اول فيلم سينمائي يمثل فيه (عليا وعصام) عام 1949.. كان نسخة رقراقة هادئة حتي في انبهارها او انفعالها العميق.
كان جعفر يدري كيف يتعامل مع الكاميرا ويدري في ذات الوقت كيف يتعامل مع الممثل الذي يقف امامه ليكون الفعل ورد الفعل متوازياً متوازناً بلا غلو او سرقة للمشهد- كما كانوا يسمونه انذاك.
ايقاعه وحركته في فيلم (عليا وعصام) كانتا محسوبتين منضبطتين.. وكأنه اي جعفر- قد مثل في عشرين فيلماً او اكثر.. وهذا هو الاحساس الفني للاداء المدروس واستيعاب الشخصية والابداع الذي يبدو عفوياً بلا إدعاء. بعد سنوات وفي عام 1956.. كان جعفر السعدي معنا في مشروع سينمائي جديد مثل (الحلم).. شباب كلنا نريد ان نأتي بمحاولة جديدة جادة وممتعة نقية القصد امينة الهدف تتعامل مع انساننا العراقي بصدق ومحبة في ان يجد نفسه علي الشاشة حياة حقيقية حلوة في انتزاعها منه، واعطائها له.. عملية فنية تمتزج بفكر تقدمي يلمس الواقع بنعومة ويرسم خلفيات ذاك الواقع بوعي من أجل ان يحيله الي نمط فيه الجديد الخالي من الكذب والبهرجة الزائفة.
كان ذاك (الحلم) سعيد افندي
دخل جعفر معنا مجموعة مسؤولة عن كل خطوات العمل..وعن كل النتائج مهما كانت صعبة او خطرة.كان اضافة الي دوره (الاسكافي) مسؤولاً عن الانتاج مع عبد الكريم هادي الحميد كما كان ابراهيم جلال مسؤولاً عن الاخراج مع كاميرات المخرج.. وانا ممثل دور سعيد افندي وكاتب السيناريو والحوار.. وواحد من اللجنة الخماسية المسؤولة عن الفيلم اشرافاً وتخطيطاً.. ومسؤولية - كما اشرت- وحين قررنا البداية.. اقسمنا نحن الخمسة.. علي ان لانبقي في الفيلم (خطأ) نحس به او نعرفه.. أي الا يكون في عملنا(غش).. اما اذا فاتنا ذلك الخطأ ولم ندركه او نعرفه.. فذاك امر آخر ليس فيه قصد او نية سيئة. وكان القسم بصوت (جعفر السـعدي) ونحن نردده بعده..! وراح كل الي عمله.. اما جعفر فقد كان يحضر التصوير يومياً يبعد من يقترب من مكان التصوير بكل ادب.. ويشــــرح له اهمية هذا الفيلم ويدعوه للتعاون معنا.. وحين يأتي دوره يعود ذاك الاسكافي الانسان البسيط الطيب يملأ الشـــــــاشة حناناً وصدقاً وحيوية لاتنسى فكان وحتى اليوم حين نستذكر ما كان يضعه واحداً من دعامات فيلم سعيد افندي.
فنان بين المسرح والسينما
جعفر السعدي في السينما- كما المسرح- ليس سهلاً في قناعته في ما يؤدي او يقدم.. ممثلاً او مخرجاً.. فبعد سعيد افندي الذي عرض عام 1957.. لم يشارك الا في فيلم (الجابي) الذي انتجته دائرة السينما والمسرح.. من اخراج جعفر علي.. السينمائي المثقف عام 1968.. تقدم بتواضع ومثل الدور بهدوء ورقة وحميمية عالية ومعه زميله اسعد عبد الرزاق واخرون من ممثلي مسرحنا العراقي ليرسم في الذهن صورة ذاك العراقي الطيب بطريقته السلسة والمؤثرة والتي لايمكن للمشاهد الا ان يعشقها.. ومثل بعد ذلك في فيلم (المسألة الكبري) عام 1983.. وحين تقدم محمد شكري جميل يدعوه لتقديم دور متواضع في الملك غازي- عام 1993- دور السفير الروسي.. قبل.. وملأ الشخصية، وتجاوز متطلباتها بكل احترام وكفاءة.
باختصار شديد وانا ادري ان الحديث عن جعفر السعدي حديث لاينتهي ، ولاسيما في المسرح.. ثم التلفزيون.. اثرت ان اتحدث بايجاز عن دوره الرائد والمبدع في خمسة افلام من كم كبير في العدد قدمت وانتجت عبر سنوات تجاوزت الاربعين.. فقد كان جعفر في هذا (الكم) القليل جداً كبيراً عميق الحضور شديد الاثر في نقل الحقيقة الفنية كما اسميها- ليرسم الانموذج العالي والصادق.. للفنان العراقي الذي يتحمل الابداع مسؤولية شريفة وكريمة.. كي يتكلمها الاخرون درساً قد لايجدونهالا عند القلة القليلة من فنانينا الرواد وكذلك الشباب. وما حديثي المتواضع هذا الاجزء من وفاء نشعر به جميعاً وقد فارقنا.. الفنان والانسان والمربي جعفر السعدي- رحمة الله عليه-



#يوسف_العاني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لعبة فاضل خليل الجميلة !
- مخرجون عملت معهم بالمسرح ...... محسن العزاوي
- مخرجون عملت معهم بالمسرح ..... عبد الواحد طه
- مخرجون عملت معهم /المسرح ، روميو يوسف، فاروق فياض
- مسرحيون عملت معهم ...... فاضل خليل


المزيد.....




- صناع أفلام عالميين -أوقفوا الساعات، أطفئوا النجوم-
- كلاكيت: جعفر علي.. أربعة أفلام لا غير
- أصيلة: شهادات عن محمد بن عيسى.. المُعلم والمُلهم
- السعودية ترحب باختيارها لاستضافة مؤتمر اليونسكو العالمي للسي ...
- فيلم من إنتاج -الجزيرة 360- يتوج بمهرجان عنابة
- -تاريخ العطش-.. أبو شايب يشيد ملحمة غنائية للحب ويحتفي بفلسط ...
- -لا بغداد قرب حياتي-.. علي حبش يكتب خرائط المنفى
- فيلم -معركة تلو الأخرى-.. دي كابريو وأندرسون يسخران من جنون ...
- لولا يونغ تلغي حفلاتها بعد أيام من انهيارها على المسرح
- مستوحى من ثقافة الأنمي.. مساعد رقمي ثلاثي الأبعاد للمحادثة


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوسف العاني - صفحات من سيرة فنان رائد ...... جعفر السعدي