أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - علي شكشك - لنكون يوما














المزيد.....

لنكون يوما


علي شكشك

الحوار المتمدن-العدد: 3216 - 2010 / 12 / 15 - 13:51
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


يفتح الملتقى الدوليُّ لنصرة الأسرى في سجون الاحتلال على عناوين كثيرة, عناوين تشتعل في الروح, فهو يعيد الثقة في إمكانيات كثيرة وطرائق عديدة تتفتق مع المرحلة, ويمكن ارتيادها لتفعيل المشهد وإضاءة الدرب, ولملء الفراغ الناشئ عن الاحتباس السياسي والعبث الصهيوني الذي هبط إلى حدِّ اللامبالاة والاستخفاف وتغوّل واستشرى إلى حدِّ يتجاوز المنطق والعقل, مراهناً على عجزنا وقلة حيلتنا وهواننا على الناس, فطمع في الأرض والقدس, واستثنى اللاجئين بلا حدود, وتبنّى استفتاءً عامّاً لإقرار أيِّ اتفاق سلام يتم التوصل إليه في خطوةٍ تهدف إلى ضمان إعاقته, كما ينوي إعلان القدس عاصمةً "للشعب اليهودي", كما أنّه يجدها الآن فرصةً ملائمةً لإعلان علوّه النهائيّ حين يشترط الاعتراف بيهوديّة الدولة, ليرسّخَ في التاريخ الكونيّ خطأنا الكوني عندما جاء أجدادنا هنا قبل أوهامِه وليرسّخ خطأنا الكونيّ عندما سكنّاها ذات يوم ولينفي أيَّ معنى لإسراء رسولنا إليها ومعراجه منها وعودته إليها من السماء, إلى المسجد الأقصى في عودته إلى المسجد الحرام, ولينفي تاريخ الأنبياء ووحدة الرسالة وصحة البشارة بل لينفي جوهر موسى والمسيح, وأنّ الأرض لله يورثها من شاء, لينفي باختصار كلَّ روايةٍ إلا روايته, وكلَّ رؤيةٍ إلا رؤيته, هم باختصار "يريدون لِطفئوا نور الله",
فالنجاح والحماس اللذين اتسم بهما الملتقى والآمال الكبيرة التي رافقته والانتعاش الذي خيّمَ على الأسرى والفلسطينيين والأحرار الذين يألمون للظلم, كلُّ هذا أعاد الروح للكثيرين وفتح نوافذ وآفاق كثيرة, فإذا كانت المنافذ قد سُدَّتْ في منعرجات المحادثات, فإنّ دروباً أخرى قد تشقّقت, تماماً كما يحدث عندما تنحبس قوى الفيزياء وتُغلَق المتنفسات أمامها, فإنها تشقُّ طرقاً أخرى تنساب فيها الطاقة وتنفرجُ منها الصدور,
فلعله من المناسب تكثيف الجهود والعزوم في مناحي عناصر النكبة الفلسطينية وعناوينها وتداعياتها, والاشتغال عليها كما ينبغي, انتظاراً لتطوير حالةٍ تستطيع حسمَ الصراع, علماً بأنّ هذا المنحى نفسه قد يكون أحدَ آليات بلورة تلك الحالة وإنضاجها,
فالأسرى هو أحد العناوين التي يُرفعُ به صوت الألم الفلسطيني ويشدّ الوعي إلى عناصره الأولية, ويفتحُ على بوابة الوعي آفاقاً, وينزعُ القناع عن الوجه القبيح والكذب الصريح لدولة الزيف والتمييز والإبادة العنصرية, تماماً كما تعرت أمام العالم يوم هاجمت السفينة مرمرة وأصبحت تلك "الدولة" الصهيونية في العالم رمزاً للخزي والعار والخروج والمروق, ولم يبق أحدٌ إلا ويخجل من وجودها, وأصبح أنصارُها يضعون أيديهم على قلوبهم ويخشون من وشيك انهيارها, فقط كان علينا وما زال أن نواصل صوتنا ونصله بأصواتٍ أخرى, وأن نجيد استثمار المناخات التي تنفتح أمامنا, فلنراكم قضايا الأسرى حتى تصبح أبجدية في المنتديات والمحافل ووسائل الأعلام,
ولننفض الركام عن قضية الجدار, وقرار محكمة لاهاي, وليكن هناك ملتقيات دولية موازية لمسألة اللاجئين, لننفض عنها كلَّ غبارها, لنعلن قرارات الأمم المتحدة بشأنهم, لنعرض لحقِّ العودة, والالتزامات التي وضعتها الأمم المتحدة أمام "إسرائيل" شرطاً للاعتراف بها في قرار الاعتراف الشهير, ولنرفع القضايا لمحاكمة مجرميهم, ولنطالب باستعادة ملكية الأراضي التي سمّوها أراضي الغائبين,
لِنصعّدْ مطالبنا في كلِّ اتجاه, لنفتح عليهم وعلى العالم كلّ بواباتنا, ولنفتح كلّ جرحنا, ليكن صراخنا أعلى من زيفهم, دون أن نتنازل عن آهةٍ واحدةٍ من آهاتنا, ولا عن يومٍ واحدٍ من معاناتنا, ولا عن أيّ بابِ بيتٍ خشبيّ في أيّ قريةٍ عزلاء منسية, ولا عن أي صفحة في التاريخ,
أعرف أنهم لن يمنحونا باختيارهم أيَّ شيء, لكن الاحتباس الذي يمارسون فينا, سينقلب عليهم, والمعركة تدور رحاها على مساحات الوعي والتعاطف الإنساني في كامل مدارات الكرة الأرضية, وفي مساحات الاحترام الدولي ومؤسساته, وفي وجدان التاريخ, وفي روايات الروائيين وأشعار الشعراء, لتكون سيرتهم الذاتية الحالية تواصلاً لما كتب أدباء الغرب عنهم على مدار التاريخ من همنغواي إلى شكسبير,
ليكن هكذا, ما دام الاحتباس مطبقاً على كلِّ المسارات, وما داموا يغلون في أرضنا وينفون شعبنا من الأرض والتاريخ والمقدس, ويلاحقوننا في الماء والهواء والأعضاء, لعلّ هذا يضيء طرقنا, ويفتح آفاقنا على إبداعاتٍ أخرى, ولعله يكون استهلالاً ودفيئةً لولادة وعيٍ عالميٍّ جديد, وفكِّ أسرِ طاقاتٍ جديدةٍ فينا, وتوثيقِ حالةٍ تلاحمنا, تجمعنا على بؤرةٍ مقدسةٍ فينا, وتلمّ ما تناثر في لهونا واهتماماتنا وانشغالاتنا, وتبلور سياقاً لحالةٍ تحسم الصراع لنكون يوما ما نريد.
[email protected]
************
لجنة الحرية لأسري الحرية
[email protected]
[email protected]



#علي_شكشك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حالة أسر
- الأشياء
- هذه الليلة
- رمضان الفلسطيني
- سيرياليزم
- كيف حدث كلُّ هذا؟
- حالة ذهان
- ليس غريبا
- يحدث كلَّ يوم
- مذاق الاستقلال
- كتاب في الذكري ال 48 لاستقلال الجزائر
- قوانين نهايتها
- دائرية كالتاريخ
- لِيسوؤوا وجوهَكم
- طاسين الأسر
- نكبتة الآتية
- هي هي
- كأن ليس هناك أحد
- موعد وراء الجدار
- تمام الكلام


المزيد.....




- فرنسا: الجمعية الوطنية تصادق على قانون يمنع التمييز على أساس ...
- مقتل 45 شخصا على الأقل في سقوط حافلة من على جسر في جنوب إفري ...
- جنرال أمريكي يوضح سبب عدم تزويد إسرائيل بكل الأسلحة التي طلب ...
- شاهد: إفطار مجاني للصائمين في طهران خلال شهر رمضان
- لافروف عن سيناريو -بوليتيكو- لعزل روسيا.. -ليحلموا.. ليس في ...
- روسيا تصنع غواصات نووية من جيل جديد
- الدفاع الأمريكية تكشف عن محادثات أولية بشأن تمويل -قوة لحفظ ...
- الجزائر تعلن إجلاء 45 طفلا فلسطينيا و6 جزائريين جرحى عبر مطا ...
- لافروف: الغرب يحاول إقناعنا بعدم ضلوع أوكرانيا في هجوم -كروك ...
- Vivo تكشف عن أحد أفضل الهواتف القابلة للطي (فيديو)


المزيد.....

- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - علي شكشك - لنكون يوما