أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي شكشك - هذه الليلة














المزيد.....

هذه الليلة


علي شكشك

الحوار المتمدن-العدد: 3112 - 2010 / 9 / 1 - 20:52
المحور: الادب والفن
    



لعلها ليلة القدر, هي التي سترينا وجهنا في المرآة, فهي المضيئة المفعمة بفيض تجاوز الممكنات والغارقة في بهاء ضوءٍ مازال يتوهج منذ خيالات الطفولة طافحاً بواقعية المعجزات, رحمةً تزيح ثقل الواقع المقيم على كاهل التعب الفلسطيني, كأنّ ليلة القدر آلية تطهّرٍ وآية للأمل العظيم وإن ادلهمّت المعاني والاجتهادات, وإن مادت الأرض من تحت أقدامنا ووصلت بنا خطواتنا إلى ما يعرف صغيرنا وكبيرنا أنه سراب العالم الجديد وسخريته من جوهر الحق والحقيقة واستعلاؤه بقوة البطش وباقي أسلحة تفتيت الوعي والشمل ومحاصرة الإرادات,
تجيء لتضيء عتمات الطريق وتبدّدَ عتمات النفس, فما الطريق إلا صورة النفس في عينها, إن انزاحت ظلمتها انزاحت غشاوة الطريق الذي ليس إلا النفس من خارجها, فهي وحدها القدر, وهي الإشارة إلى بدء الملكوت الأخير على الأرض ذلك "إنا أنزلناه في ليلة القدر", وهي الفارقة وهي على علاقةٍ مباشرةٍ بنا, وهي التي حفظت في اللوح في سورة القدر, "وما أدراك ما ليلة القدر", التي تتم فيها النعمة التي ارتضاها الله للإنسان, في ليلةٍ فاصلة في تاريخ الإنسان منذ "فإذا سوّيته ونفختُ فيه من روحي" إلى "يوم يقوم الناس لربِّ العالمين", فهي لذلك تعدلُ كلّ معنى الحياة الإنسانية, وهي لذلك "خيرٌ من ألف شهر",
وهنا حيث يشتبك الإنسان بالآلام وموازين الحق والحقيقة ومكابدات الأنبياء وحكمة الخلق, هنا حيث ينتهي الإسراء وتنفرج الأرض والروح ويحطّ كلُّ الأنبياء, هنا حيث بيت المقدس وحيث الأقصى, الأقصى المسجد, والأقصى من عالم الشهادة تعرج بعده إلى السماء, هنا يشتبك الأقصى منا بالقدر وأبواب السماوات إلى "الأفق الأعلى ثم دنا فتدلّى فكان قاب قوسين أو أدنى", هنا يشتبك القدْرُ مع المصير, في ليلة الإنزال العظيم, "إنا أنزلناه في ليلة القدر", ليكون هنا ما يلخص فكرة الإنسان, وتاريخه المطلق في الأرض, هنا الكلُّ والناموس الأخير, وهنا بداية بشارات الأنبياء, وهنا ترجمات نبوءات المرسلين السابقة على بدء التنزيل, وهنا نهاية العدّ, وهنا نهاية دور الذين قدّموا للنبي الأخير وكفروا به وقد كانوا به يستفتحون, هنا "تنزَّلُ الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كلِّ أمر",
هذه الليلة, لعلها ليلة القدر, ولعلها هي التي سترينا وجهنا في المرآة, ولعلها هي التي ستضيءُ لنا دروب أرواحنا وبصائرنا, فهي ذاتها الدروب التي نتلمسها خارجنا بعتمة أبصارنا, ونوغل فيها فلا ترانا دروبنا ولا نراها, نذهب إليها وكبيرنا وصغيرنا وقريبنا وبعيدنا يعرف أنها لن تفضي إلينا ولن نفضي إليها وأننا لن نصل إليها ولن نصل إلينا, بينما هي هنا, فينا, والأمر هنا فيها, في ليلة القدر, فهي السلام, و "سلامٌ هي حتى مطلع الفجر", مطلع الفجر, ... الفجر.
[email protected]
لجنة القدس في الجزائر



#علي_شكشك (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رمضان الفلسطيني
- سيرياليزم
- كيف حدث كلُّ هذا؟
- حالة ذهان
- ليس غريبا
- يحدث كلَّ يوم
- مذاق الاستقلال
- كتاب في الذكري ال 48 لاستقلال الجزائر
- قوانين نهايتها
- دائرية كالتاريخ
- لِيسوؤوا وجوهَكم
- طاسين الأسر
- نكبتة الآتية
- هي هي
- كأن ليس هناك أحد
- موعد وراء الجدار
- تمام الكلام
- الخروج من الذات-حالة منفي-
- من قتل عبدالله داوود
- الخراب


المزيد.....




- -الست- يوقظ الذاكرة ويشعل الجدل.. هل أنصف الفيلم أم كلثوم أم ...
- بعد 7 سنوات من اللجوء.. قبائل تتقاسم الأرض واللغة في شمال ال ...
- 4 نكهات للضحك.. أفضل الأفلام الكوميدية لعام 2025
- فيلم -القصص- المصري يفوز بالجائزة الذهبية لأيام قرطاج السينم ...
- مصطفى محمد غريب: هواجس معبأة بالأسى
- -أعيدوا النظر في تلك المقبرة-.. رحلة شعرية بين سراديب الموت ...
- 7 تشرين الثاني عيداً للمقام العراقي.. حسين الأعظمي: تراث بغد ...
- غزة التي لا تعرفونها.. مدينة الحضارة والثقافة وقصور المماليك ...
- رغم الحرب والدمار.. رسائل أمل في ختام مهرجان غزة السينمائي ل ...
- سمية الألفي: من -رحلة المليون- إلى ذاكرة الشاشة، وفاة الفنان ...


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي شكشك - هذه الليلة