أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - علي شكشك - يحدث كلَّ يوم














المزيد.....

يحدث كلَّ يوم


علي شكشك

الحوار المتمدن-العدد: 3063 - 2010 / 7 / 14 - 18:50
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


يحدث كلَّ يوم
علي شكشك
قبل قليل فقط حطمت قوات الاحتلال أربعة منازل في منطقة القدس, أما حصيلة اليوم فهي قرار بناء وحدات سكنية جديدة لغزاة {مستوطنين}, والحكم بالسجن على الشيخ رائد صلاح, وهجمة عنصرية على حنين الزعبي وإهانتها وتجريدها من {امتيازاتها} البرلمانية, مع استمرار الإرهاب المسلط على نواب القدس بالإبعاد والذي يعني عدم شرعية مواطنة أي فلسطيني, بالإضافة إلى التشريعات ضد عزمي بشارة ومضايقات أحمد الطيبي, دون أن ننسى العمل الدؤوب الإعلامي والسياسي والدبلوماسي الذي لم يهدأ لمنع انطلاق أو وصول سفينة الأمل إلى غزة الأمر الذي يُتوَّجُ الآن بمطاردتها من قبل أربع بوارج حربية صهيونية, هدم منازل في قرية الفرعة وآخر في قرية الرخمة لعريس من المقترض أن يتزوج يوم الجمعة, إمهال العريس مصطفى الخمايسة لمدة نصف ساعة ليشتكي إلى المحكمة قبل أن يدمروا البيت بالكامل ويطلقوا الرصاص المطاطي ويصيبوا أحد الأشخاص, بلدية الاحتلال تصادق على بناء ست وثلاثين وحدة سكنية وتهدم ستة بيوت, محاصرة منزل النائب أحمد عطوان في صور باهر ومطالبة أهله بالضغط عليه لتسليم نفسه, نشاط في المنطقة الجنوبية للمسجد الأقصى هدم معالم أثرية إسلامية, وإقامة أبنية وأرصفة لإقامة منتزه توراتي ليلي, تهريب قطع أثرية كنعانية إلى دولة الكيان عبر السياج الشمالي لغزة, حكومة العدو تؤيد قانون الوفاء والمواطنة الذي سيحرم الفلسطينيين من الوظائف الرسمية العامّة, مشهد الجرافة كان صارخاً وقاسياً وهو يهرس البيوت بتحدٍّ ولامبالاة, كأنما يلخص أحداث القرن, وكأنما يترجم الثقة بالغطاء الدولي والضوء الأخضر النووي والعجز العربي, كانت الجرافة تصعد وتتراجع ثمّ تهوي وهي تتقدم على رأس البيت متوعدة بكنس المستقبل وواعدة بشيءٍ ما مكانه, وملخصة كل الصراع وميزان القوة, وجلسات المحافل الدولية والمحادثات الثنائية السرية والعلنية وواشية بالكثير الذي يدور همساً, وسرّاً واغتيالاً, ما الفرق بين اغتيال شخصٍ واغتيال مكان؟, دون أن ننسى الحروب التي يُروَّجُ لها في الأفق, آلة تدمّر بلا هوادة, منذ أكثر من قرنٍ من الزمان,
لطالما راودتني فكرة التقصير الذي اتسمت به مرحلة آبائنا وأجدادنا فيما قبل عام ثمانية وأربعين, وهيمنت على أجيالنا فكرة جهله وعدم وعيه بكامل ما يُدبَّر له, وعدم قدرته على التصدّي في حينه لتلك التدابير, الأمر الذي تنفيه الدراسات والأبحاث التي تناولت تلك الفترة والتي نمّت عن وعيٍ كبير ومقاومة شرسة وتجاوب شعبيٍّ عربي كبير لمن استطاع لذلك سبيلاً في ذلك الوقت, وقد امتدَّ الوعي بحقيقة وخطورة المشروع الصهيوني إلى أقصى نقاط الوطن العربي, حتى تلك التي كانت ترزح تحت نير الاحتلال, وتشهد صحافة وأدبيات أحزاب تلك المرحلة بوعيٍ عميق لجوهر المشروع, وكانت الاستجابة الشعبية ناصعة وزحف كثيرون مشياً على الأقدام نحو فلسطين, ووصل بعضهم ولم يصل معظمهم, كان جنود المستعمرين يمنعون وصولهم عبر الحدود, بنفس الطريقة الحالية التي يُمنعون فيها الآن, على الأقل بحراً, ويُمنع الفلسطينيون أنفسهم من ملامسة الهواء الذي يهب من بلادهم عليهم في منافيهم, لطالما كانت نظرتنا إلى آبائنا استعلائية ومزهوة بذاتها وتنطوي على تلك الإدانة المبطنة التي لا يمنع من التصريح بها إلا طقوس التربية والاحترام, لكنها كانت تنقل في الخفاء رسالة من يقول بصمت: سترون ماذا سنفعل نحن, و كيف سنسترجع ما ضيعتموه,
يحدث كلَّ يومٍ منذ قرنٍ في فلسطين, وفي منطقتنا ما يحدثُ اليوم, مع اختلاف التجليات والتمظهرات, فقد كانت الديمقراطيات التي تهيمن وتحتل المنطقة مباشرة أو انتداباً تمارس أقصى وأبشع أشكال الديكتاتورية والظلم, وهي تستجلب الغزاة المستوطنين وتخطط لظلم الفلسطينيين, وتزوّدُ الغزاة بكلِّ التسهيلات والوسائل والغطاء القانوني وتمنحهم جوازات سفر مزوّرة لدخول فلسطين, بالضبط مثلما هو الأمر الآن مع اختلاف الأهداف, وتحميهم في المجالس الدولية مثلما الآن, وتعدهم بمنحهم ما يملكه غيرهم, وتمارس أحطّ أشكال الخداع على الفلسطينيين والعرب وتداعبهم بالوعود والأمانيّ وتستثمر كلّ ما لديهم من نقاط ضعف وتبتزّ البعض وتقمع البعض وتساوم البعض, دون أن نعذر من خضع لهذه الحسابات, ولعلَّ ما يجري الآن في هذه اللحظة في عرض البحر تحت سمع العالم وبصره وتحت سمعنا وبصرنا نحن أيضاً ما يفسر كيف كانت تسير الأمور قبل عام ثمانيةٍ وأربعين, ويشكل صكّ براءةٍ بأثرٍ رجعيٍّ لآبائنا ورسالة اعتذارٍ منا إليهم على سوء ظننا بهم وعلى إدانتنا المبطنة لتقصيرهم, فها نحن مثلهم, وربما أقلّ حيلة منهم على الفعل والانفعال, وخاضعون مثل زمانهم لكلّ الأدوات التي خضعوا لها, من ابتزاز وضغط وأمانيٍّ ووعود, مع الفارق أننا نملك اليوم كلَّ وسائل التواصل والإعلام, وتصلنا صور الجرائم والحرب والاعتقال والقتل والحصار والاقتحام حيَّةً ومتحركةً مباشرة على الهواء, شاهدةً ضدّنا وملقية العتب على كل شاهد, فمن لم يعرف بالتلفزيون عرف بغيره,
يتملكني فضولٌ طاغٍ لمعرفة شيءٌ ما, هل كان آباؤنا يعرفون ما يدور في سرائرنا, وهل كانوا يقولون شيئاً ما في سرائرهم؟, يمنعهم من التصريح به نمطُ تربيتهم لنا, أو حكمتهم المتمرسة بالمأساة, أم رغبتهم الجارفة في تصديقنا, وهل كانوا لذلك مستعدّين لِتحمُّلِ إدانتنا لهم من أجلِ أملِ العودة ومن أجل أبنائهم, ما زال هذا يحدثُ كلَّ يوم.
[email protected]
اللجنة الإعلامية للقدس في الجزائر



#علي_شكشك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مذاق الاستقلال
- كتاب في الذكري ال 48 لاستقلال الجزائر
- قوانين نهايتها
- دائرية كالتاريخ
- لِيسوؤوا وجوهَكم
- طاسين الأسر
- نكبتة الآتية
- هي هي
- كأن ليس هناك أحد
- موعد وراء الجدار
- تمام الكلام
- الخروج من الذات-حالة منفي-
- من قتل عبدالله داوود
- الخراب
- فجيعة الحقيقة
- في اللامعقول
- ماذا لو ؟
- استدراج
- لسان الجرح المبين
- صورتان


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - علي شكشك - يحدث كلَّ يوم