أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ماجد الشيخ - الخطوة التالية: القدس عاصمة للشعب اليهودي!















المزيد.....

الخطوة التالية: القدس عاصمة للشعب اليهودي!


ماجد الشيخ

الحوار المتمدن-العدد: 3213 - 2010 / 12 / 12 - 18:17
المحور: القضية الفلسطينية
    


بعد مصادقة وإقرار الكنيست بالقراءة الثالثة على "قانون الاستفتاء" الذي يشترط عرض أي "اتفاق سلام" بالانسحاب من القدس الشرقية والجولان، وإخضاعه لمزاج الناخب الإسرائيلي؛ بما ينطوي عليه من إمكانية عرقلته ومنعه من التحقق أو التنفيذ؛ يجئ الدور الآن على اعتبار القدس "عاصمة للشعب اليهودي" وليس الإسرائيلي فقط!

وفي جلسة الكنيست المقبلة، سيجري نقاش مشروع قانون مقدم من حزب "إسرائيل بيتنا"، في وقت يمضي تهويد القدس بسرعة صاروخية، عبر إقرار والمصادقة على المزيد من آلاف الوحدات الاستيطانية داخل القدس الشرقية وفي محيطها، وذلك في محاولة مستميتة لإنهاء الوجود الفلسطيني، وإتمام حلقات تهويدها في أسرع وقت ممكن، وتحويلها إلى "عاصمة الشعب اليهودي". كل هذا عبر ما يتم التخطيط له خلال السنوات القليلة المقبلة، لبناء ما يزيد على 50 ألف وحدة استيطانية جديدة، وبما يحقق زيادة في أعداد المستوطنين إلى حوالي نصف مليون مستوطن، وتقليص أعداد الفلسطينيين إلى 80 ألفا.

وإذ يسعى الائتلاف الحكومي اليميني المتطرف، الحاكم اليوم في إسرائيل، إلى حسم المعركة الديموغرافية، بهذا الشكل أو ذاك من إقرار القوانين العنصرية، وإجراءات التطهير العرقي، وتحقيق تهويد متسارع للقدس وما يحيطها؛ فلأجل إفقاد الدولة الفلسطينية العتيدة الموعودة لمقوماتها، كما ولمقومات أن تكون القدس الشرقية عاصمة لها، حيث تسعى الحكومة وأحزابها اليمينية المتطرفة وأذرعها الاستيطانية، للمصادقة على عشرات الوحدات الاستيطانية الجديدة في مخططات هيكلية مختلفة، جميعها تسعى لتهويد القدس، وجعلها على الأرض بمثابة أمر واقع احتلالي – إستيطاني، عبر إقامة شبكة مستوطنات كبرى داخل المدينة، وفي شرقيها تحديدا.

وهكذا.. ويوما بعد يوم، تفقد المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية بريقها، لفقدان الثقة بين الطرفين، وعدم اعترافهما ضمنيا بشراكة الواحد منهما للآخر. وهي لم تزدد تعقيدا فحسب، بل أضحت تزداد غموضا، وتدخل منطقة من السواد والإعتام عليها، كونها لم تعد تتم في سياق تسووي ممكن، بقدر ما يُراد لها أميركيا وإسرائيليا أن تتم وفق ترسيمتهما الخاصة، بمعنى إفقاد المفاوضات مع الطرف الفلسطيني روحية التسوية ومضامينها الجوهرية، وما سلة المحفزات وصفقة الرشاوي الأميركية، سوى واحدة من ألاعيب "السياسة الأميركية" غير المسؤولة، التي تحاول قيادة عملية تلفيقية، تعرف هي قبل غيرها أنها لن تكون ممكنة، وبالتالي فهي مستحيلة؛ كاستحالة الدولة الفلسطينية بمواصفات "دولة الرابع من حزيران". خاصة بعد أن تشكلت السلطة في إسرائيل من ائتلاف يميني فاشي، يحاول من خلال قوانين الكنيست الملزمة للحكومة، تكبيلها بما لن يكون بمقدورها تحريك عجلة المفاوضات لو أرادت، وذلك بالترافق مع خيبة أمل بـ "التغيير" الأميركي، الذي خفّض منسوب الآمال والتفاؤل بقدرة الولايات المتحدة على تذليل عقبات التسوية، بين إسرائيل من جهة، والفلسطينيين والعرب من جهة أخرى.

وبعد عامين من ممارسة السلطة في إسرائيل وفي الولايات المتحدة، انخفضت سقوف التّوقّعات؛ ومعها انخفضت، بل تكاد تنعدم رؤية أية ملامح لما يمكن أن تفضي إليه نتائج المفاوضات العبثية المتقطعة، وهي تتوقف اليوم على أعتاب تواصلها البيني فقط؛ بين حكومة نتانياهو والولايات المتحدة، فأي نتيجة يمكن توخيها لصالح الشعب الفلسطيني؛ إلى حدّ بات فيه الحديث عن دولة فلسطينيّة – مهما تكن مواصفاتها – مثل حلم من الوهم أو السراب، يعتّم في فضاء مفاوضاتها سلوك إسرائيلي عام، وخيبة أمل فلسطينية لم تعد خافية؛ في ظلّ معطيات تفاوضيّة ليس يؤيّدها؛ حتّى إمكانيّة الوصول إلى اتفاق مبادئ تفاوضي مشابه لاتفاق أوسلو.

وفي وقت يجري فيه الحديث عن مقايضة تجميد البناء الاستيطاني، لمدة تسعين يوما مقابل سلة التحفيز الإستراتيجي عسكريا، لمجرد التلويح بهدف تكتيكي، يتضح الآن أنّ إسرائيل تمضي نحو تنفيذ مخططاتها الهادفة إلى تقسيم الضفّة الغربيّة إلى عدد من الكانتونات ومحاصرتها بالمستوطنات، وتقطيع أوصالها بالأنفاق والحواجز، وعزلها عن غور الأردن وعن قطاع غزّة تماما. وهذا هو مضمون خطة استيطانيّة كانت وافقت عليها الإدارة الأميركيّة في العام 2004، والعمل جار للربط بين المستوطنات لتكوينها شبه دولة مترابطة جغرافيا. حيث يتم في هذا السياق مصادرة نحو 35 في المئة من أراضي القدس الشّرقيّة، في حين أخرج جدار الفصل العنصري نحو 125 ألفا من سكّان القدس الفلسطينيين منها، وفي هذا السبيل تتجه إسرائيل إلى إنفاق مبالغ كبيرة تصل إلى 5,1 مليار دولار سنويّا لفرض أمر واقع جديد في القدس، تتطابق تصوراته مع تصورات أن تصبح القدس بكاملها "عاصمة لدولة يهودية"، وفق مشروع قانون حزب "إسرائيل بيتنا" المقدم للكنيست، بما في ذلك تنفيذ مخطط من الأنفاق والإنشاءات في القدس القديمة، يتضمّن إخراج عدد كبير من مواطنيها الفلسطينيين منها في العام 2020.

وفي كلّ الأحوال، فإن ما يربك المفاوض الفلسطيني، وأضحى يشكّل مصدر خشيته، أن تسعى الولايات المتّحدة إلى فرض حل (الدولة ذات الحدود المؤقّتة)، وهو ما باتت تطالب به أبرز شخصيات الحكومة الإسرائيلية؛ كنتانياهو وليبرمان، ما يعني تحديدا انتهاء حلم الدولة في حدود الرابع من حزيران، فأيّ حلّ يمكن أن يقبله الشعب الفلسطيني إن كانت كل الحلول لم تعد ترقى إلى (حلّ الحد الأدنى)؟. وما يجري على الأرض من وقائع الجمود والمراوحة، إزاء قضايا المفاوضات الست كلّها، لا تجد ما يؤيّد إمكانيّة حلحلة سياسيّة ممكنة إزاء أيّ منها، وبالتالي لن يكون هناك بصيص أمل للانتقال إلى اليوم التالي لانتهاء المفاوضات، إذ ليس في السلوك الإسرائيلي سوى إيصالها إلى الجدار المسدود، عبر إقرار الكنيست لما يسمى "قانون الاستفتاء" مؤخرا، كونه يستدعي "إجماعا إسرائيليا" جاهزا، لم يعد يقف عند حدود اتفاق أوسلو، بل هو يتخطاه إلى ما صاره الأمر الواقع الاحتلالي – الاستيطاني؛ كالجدار ومخطّطات الاستيطان والتهويد، كـ "أولويات وطنية" تلتزمها حكومة الائتلاف اليميني االمتطرف.

وفي كلّ الأحوال لا يتوقّع أن يجري تجاوز ذلك، باتّجاه إمكانيّة تحريك المفاوضات مما تغرق فيه؛ من أحلام أو كوابيس إسرائيليّة وأوهام فلسطينية، لا سيّما وأن جولات التفاوض التي "أنجزت" حتى الآن، بيّنت أن لا سقف ولا مرجعيّة لما كان يجري على طاولة اللقاءات التفاوضيّة، كما لا سقف ولا مرجعيّة للقاءات الرّسميّة أو غير الرّسميّة بين الأطراف السياسيّة المختلفة مجتمعة. وبحسب ليبرمان فإن هناك تفهما أصبح يتعزز مفاده استحالة التوصل إلى تسوية دائمة في غضون عام. وذلك في رد غير مباشر على تصريحات للرئيس الفلسطيني، ذكر فيها أنه "لا يمانع من التوصل إلى اتفاق سلام مع إسرائيل، يتم تطبيقه خلال فترة زمنية تمتد من عام إلى عامين"، مجددا رفضه لدولة فلسطينية بحدود مؤقتة.

لهذا فإن ما قد تفضي إليه سلسلة اللقاءات التفاوضية الأميركية – الإسرائيلية، وهي الفعلية، يضاف إليها اللقاءات الفلسطينية – الإسرائيلية غير التفاوضية، وهي الشكلية، وكل الحراك الذي يحضّ عليه وجود أوباما اليوم في البيت الأبيض؛ وحاجته إلى إنجاز دبلوماسي؛ يخرجه ولو جزئيا من إخفاقات حروبه العبثية خارجيا، وإخفاقات السياسات المالية داخليا، وإخفاقات حزبه في الانتخابات النصفية للكونغرس، إضافة إلى كل هذه الإخفاقات التي تحمل مسبباتها ونتائجها جوهرا لصيقا يتجاور وما تولده سياسات حكومة نتانياهو، وهي الحليف الأوثق لواشنطن، من كونها العقبة الكأداء، وحجر العثرة الأكبر أمام سياساتها المتهالكة.

وحتى لو تشدّقت كل أطراف العملية التفاوضية بالحديث عن مرجعيّات مفترضة للتفاوض؛ فلن يكون في مقدورها تحريك الجّمود الرّاهن في الحركة السّياسيّة الآيلة إلى الفشل أو الإفشال مسبقا، جرّاء الضخ والدفع المستمرين لدواليب العملية التفاوضية نحو هاوية سحيقة بلا قرار، وعلى الصعد المختلفة كافة؛ فلسطينيا عبر استمرار واقع الانقسام السّياسي والجغرافي، وإسرائيليا جرّاء الموقف الإسرائيلي و"إجماعه العام" المتوافق على قضية الاستيطان، وأخيرا جرّاء غياب الحدّ الأدنى من الموقف الرّسمي العربي، القادر على ممارسة ضغوطه، ولو في حدود "أضعف الإيمان" لجهة عدم إبداء الرضا، عن واقع الحال الذي أوصلته الإدارة الأميركيّة بضعفها وعدم تماسكها أمام موقف إسرائيلي متصلب، عماده الاستيطان أولا وأخيرا، حتى ولو باتت الدولة الفلسطينية مستحيلة، وهذا هو ما تسعى إليه حكومة اليمين وائتلافها المتطرف: إفقاد الدولة الفلسطينية كامل مقومات بقائها واستمرارها، وحشرها في زاوية من زوايا "تطوير" السلطة الفلسطينية و"ترقيتها" كـ "سلطة للحكم الذاتي"، وإحلال "السلام الاقتصادي" بديلا لحل سياسي تفاوضي، وتقاسم كانتونات الدولة وظيفيا عبر أشكال من الهيمنة الإقليمية، وتكريس واقع تشظيتها جغرافيا وديموغرافيا.



#ماجد_الشيخ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جنة -السلطة الأبدية-.. جنونها!
- سيف الوقت ومواعيد -المصالحة- المُرجأة!
- الدولة الفاشلة وتحديات التفتيت والوحدة
- دفاعا عن أوطان بهويات متعددة
- في أولويات التضاد بين التهويد والمفاوضات
- من نصّب هؤلاء -وكلاء- على دمنا وحياتنا؟
- قانون الولاء و-أسرلة- الأرض.. من تطبيقات -يهودية الدولة-
- خطايا تبني سرديات الرواية التوراتية
- الأصوليات.. وفتن التآويل الأخيرة!
- يهودية الدولة.. ومهمة طرد -الغزاة الفلسطينيين-!
- الاستيطان.. عقدة مزمنة لاتفاق مستحيل
- في التوازن الحضاري ورهان المستقبل التنويري
- العلمانية.. والخيارات المُرّة
- بين دلالات الاستفتاء التركي وتقديس الاستبداد
- الراعي الأميركي وغلبة -الإجماع الصهيوني-!
- الحزب الشيوعي اللبناني
- مفاوضات مباشرة مستعجلة لتسوية مؤجلة
- مفاوضات الترتيبات الأمنية وآفاقها المغلقة
- الأبارتهايد الإسرائيلي والدسترة البنيوية لكيان التمييز العنص ...
- دولة السلطة الفلسطينية: عنزة ولو طارت!


المزيد.....




- اخترقت غازاته طبقة الغلاف الجوي.. علماء يراقبون مدى تأثير بر ...
- البنتاغون.. بناء رصيف مؤقت سينفذ قريبا جدا في غزة
- نائب وزير الخارجية الروسي يبحث مع وفد سوري التسوية في البلاد ...
- تونس وليبيا والجزائر في قمة ثلاثية.. لماذا غاب كل من المغرب ...
- بالفيديو.. حصانان طليقان في وسط لندن
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد لواءي احتياط جديدين للعمل في غ ...
- الخارجية الإيرانية تعلق على أحداث جامعة كولومبيا الأمريكية
- روسيا تخطط لبناء منشآت لإطلاق صواريخ -كورونا- في مطار -فوستو ...
- ما علاقة ضعف البصر بالميول الانتحارية؟
- -صاروخ سري روسي- يدمّر برج التلفزيون في خاركوف الأوكرانية (ف ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ماجد الشيخ - الخطوة التالية: القدس عاصمة للشعب اليهودي!