أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى الحاج صالح - في بيان الطائفية















المزيد.....

في بيان الطائفية


مصطفى الحاج صالح

الحوار المتمدن-العدد: 3206 - 2010 / 12 / 5 - 21:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المفاهيم الاجتماعية والسياسية لا تقبل التجسد؛ لا ترضى بالتشكل وفق هيئة أو مظهر واقعي يقبل الوصف والتحديد بالتالي الاعتراف به من قبل العموم بأنّ هذا الشيء ؛ مثلا طائفية وذاك الآخر المكتنز السمين الدائري خشن المظهر هو الاستبداد .. نحن في بلادنا العربية وفي سورية على الأخص نستطيع البرهنة على أنّ الكرسي كرسي وعلى أنّ الجمل جمل والكلب كلب هلم جرا لكننا لا نستطيع البرهنة على وجود الطائفية بل ولا نستطيع التحدث عنها أو مناقشتها كما لا نستطيع من باب أولى البرهنة على وجود طغيان فاسد معمم وعميق طال كل شيء ولأنّ كثير من السوريين ؛ شمالا ويمينا؛ أهل سلطة وأهل معارضة يمتلكون موهبة ليست بالقليلة ولا بالهينة في قراءة ما بين السطور أو كما يقول (المتخلفين البدو الأجلاف . الأعراب.إلخ) يقرءون الممحي / يقابل قراءة الممحي قراءة الضمائر وهذه موهبة اختص بها أهل الحكم خاصة الأمنيين منهم / الأمر لا يتعلق بتقدير أولي بالسلطة وبما إذا كانت تنتمي إلى هذه الطائفة أو تلك بل بممارسات السلطة وسنأخذ مثلين توضحيين يبينان بوضوح كيف تكون ممارسات السلطة هي المعيار وليس انتماء رأسها ؛ ممارساتها هي التي تحرض كوامن الطوائف الأخرى وهي من يغذي الشعور الطائفي وهي من يبذر بذور الفتنة وليس هؤلاء الأفراد أو الأشخاص الوطنيين المهموميين بهم الخروج من هذا المأزق الكارثي ولا أحزاب المعارضة ( إعلان دمشق).

أو ل الأمثلة وهو مثل مقلوب عن الحالة السورية؛ عن نظام " صدام حسين " قبل إسقاطه من قبل الأمريكان ؛ قبل احتلال العراق؛ " صدام حسين " بعثي مثل" حافظ الأسد " وهو سني من تكريت وكانت الغلبة في أيامه للسنة أو أهل السنة كما يسمون أنفسهم ؛ السنة طائفة النظام وهم المقربون أهل الثقة ؛ على الأخص أهل " تكريت " كما يقول العراقيون ؛ لهؤلاء المناصب ولهم المكاسب ولن تجد معارضا لتظام صدام " حسين "إلا ويزيدك عن تلك الممارسات التفضيلية التي آلت تدريجيا إلى مواقف بل وإلى صدامات قادت ألوف مؤلفة من العراقيين إلى الموت؛ إلى السجون وإلى الغربة.. فمن ابتدأ ..؟ من فضل السنة على الشيعة والعرب على الأكراد ليس في المناصب وحسب بل وفي الخدمات أيضا ؛ تفضيل طارد لكل وحدة وطنية مهما كانت الشعارات المرفوعة

هل يختلف نظام " حافظ أسد " البعثي في الممارسة عن نظام " صدام حسين " البعثي وهل علوية " حافظ الأسد " هي السبب في ظهور طائفية مضادة عند السنة [ مرة أخرى يجب التفريق بين وجود الطوائف وبين الطائفية ذاتها] كثيرون من أهل النظام سيسارعون بالإيجاب ؛ قائلين بلكنة تقدمية لغرض التعميه : ( نعم ذلك هو الأمر .. انتماء " حافظ الأسد " إلى الطائفة العلوية هو السبب لأن السنة طائفيون بطبيعتهم .. بدو .. أعراب أعلاج ..) يلحق أهل النظام في مثل هذا العرض الزائف دعاة تقدم وعلمانية أقل ما يقال عنهما زائفين ومخادعين ؛ هؤلاء يستحضرون التاريخ لمحاكمة الحاضر ولإدانة أناس في الحاضر ؛ يغفلون دور السلطة ( السياسة) إما متعمدين أو عن حول فكري لايفسره إلا ميول طائفية يسترونها تحت غطاء علماني تقدمي كما كانوا فيما مضى يستخدمون الاشتراكية غطاء يستر ذات الميول .

فكما قرب "صدام حسين " السنة وفي مقدمتهم أهل "تكريت "في بلد أكثريته النسبية شيعة كذلك فعل "حافظ أسد " قرب الطائفة العلوية في بلد أكثريته النسبية من السنة ؛ قرب الطائفة وفي مقدمتهم أهل " قرداحة " لكي يكونوا سندا لنظامه ولاستمراريته وهذا ما فعلوه " التكريتيون والقرداحيون " على حد سواء وما فعلوه إلا لأنّ خيارات النظامين السياسيين لضمان البقاء قائمة على تأمين الولاء الطائفي قبل أي ولا ء آخر.

التاريخ أو الماضي المتهم بالمسئولية عما نحن عليه من فرقة وانقسام؛ تخلف وانحطاط كا لطوائف ذاتها لا يحضر من تلقاء نفسه ؛ لا يحضر ما لم نحضره والأنظمة العربية ما فتئت تستحضر التاريخ لأسبابها لكنها بالقطع لا تستطيع صرفه؛ التاريخ هو الذاكرة وهو عامل أساسي في تكوين الهوية ولا يجوز معاملته بهذه الطريقة لا من قبل النظم ولا من قبل نخب غائبة عن الوعي في أوهام متنقلة لاعلاقة لها بواقعنا المعاش ولا بحاضرنا اللذين تشكلا بصورتهما الراهنة على يد النظم وليس على يد التاريخ ؛ على يد الطائفيين وليس على يد الطوائف.

في عام 1970؛ عام انقلاب" حافظ أسد" على رفاقه البعثثين ؛ لم تكن الطائفية ظاهرة ولم تكن معممة على النحو الذي شهدناه في أعوام النار الدامية؛ أعوام الثمانينات ؛ يمكن القول أنها كانت محصورة في بعض الفئات ؛ عند الطوائف جميعا الإسلامية والمسيحية منها في حين لم يكن العامة من الناس يشكون من أعراض هذا المرض الخاص فلم يكن وعيهم لأنفسهم مليا طائفيا بقدر ما كان سياسيا عند الفئات المدنية وقبليا عند الفئات الريفية وكانت الإمكانيات عالية أنذاك لتكوين منتظم وطني قائم على السياسة وعلى الصراع الاجتماعي السياسي فمعظم الأحزاب اليسارية والقومية كانت أحزابا عابرة للطوائف والقوميات باستثناء الأخوان المسلمين والحزب القومي السوري ؛ بتدشين " حافظ الأسد " لأول حضور إسلامي في دولة يسارية قومية حسب شعارات تلك الفترة من خلال النص على دين رئيس الدولة في الدستور ومن خلال خطاب أعلن فيه الشهادة والإسلام أصبح من الصعب صرف ماتم استحضاره فـ" سورية" دولة إسلامية ورئيسها مسلم والتيار الديني في مقدمتهم الأخوان المسلمين كانوا على علاقة ليست سيئة برئيس النظام ذاته ؛ كلاهما " حافظ الأسد" الرئيس المسلم والأخوان المسلمين كانوا يعدون العدة للانقضاض على بعضهما فهم يشعرون بأنّ سورية سلبت منهم وهو نفسه محمول على مشروعه القائم على (التاريخ؛ حقد ورغبة في الثأر) وعلى طموح شخصي ميكافيلي لا يجد سببا يمنعه من استخدام كل الوسائل والأدوات لتحقيق بقاءه وإدامة حكمه بما في ذلك الطائفة العلوية من خلال التمكين لأعداد كبيرة من الشبان بالانتساب إلى الجيش وإلى أجهزة الأمن في نفس الوقت شهد الجيش في فترة السبعينات أمرين إثنين ؛ تصفية أعداد كبيرة من الضباط السنة بأشكال مختلفة وإقامة قطعات خاصة يقودها ضباط علويين طائفيين ويتكون عديدها من عناصر ريفية ( علويون ) بالدرجة الأولى [ سريا الدفاع والوحدات الخاصة ناهيك عن الحرس الجمهوري) هذه المجموعات هي التي شكلت تاريخ سوريا الحالي وهي من استحضر كل الأحقاد الطائفية المقيتة .

فكيف تكون الطائفية إذن ..؟ ما لم تكن تمكينا لفئة وتغليبا لها على غيرها من خلال العنف أولا ومن خلال القوانين والنظم ثانيا تحت مسميات مختلفة ونحن في سورية نحتاج الكثيرر من الجهد في هذا الشأن أولا للتعرف على واقع الحال ولتسمية الأشياء بأسمائها الحقيقية دون أنْ ترهبنا دعوات التخوين أو الا تهامات المسلطة على رؤوس المعارضة الوطنية .

الإسلام السياسي السني ممثلا بالأخوان المسلمين يشكلون خطرا على الطائفة السنية أولا وعلى سوريا ثانيا بغض النظر عن كل تكتيكاتهم المرحلية ورفعهم لشعار الديمقراطية والنظام يشكل أكبر خطر على الطائفة العلوية أولا وعلى سوريا فمن يضمن التاريخ .. من يضمن بقاء الأمور على حالها .. هل من عقلاء أولا وشجعان ثانيا يتصدون لأمر إنقاذ سوريا من مباغتات التاريخ .. ألن نأخذ عبرة من الاتحاد السوفياتي الجبار ومن نظام " صدام حسين ".!!



#مصطفى_الحاج_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آفات الجزيرة الثلاث
- العلمانيه المنافقه
- هز البطن على إيقاع النشيد الوطني/ حماة الديار
- قدر سياسي
- جعلوني خروفا .. يًما أو انتخابات الرئاسة في السجن
- من تجارب السجن الإضراب
- البيان في أحوال الإنسان
- نقد الشعب أولا نقد المرأة
- تأسيس الصراع العربي الإسرائيلي ؛ الإنسان أولا
- نص انفعالي تجريبي
- من أوراق السجن جماعة ( أبوصالح )
- رهائن
- المسلسل السوري - طل الملوحي- سيناريو رديء وإخراج سخيف


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى الحاج صالح - في بيان الطائفية